وقد صرح كلوس توبفر، المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، قائلا: \"إذا أدت الاتفاقية إلى تقليل حقيقي ومهم لغازات الاحتباس الحراري فإنها إذن تُعتبر خطوة جيدة إلى الأمام، ونحن نرحب بها\". \r\n \r\n وأضاف توبفر: \"ومن المهم أن نذكر أن هذه المبادرة الجديدة ليست بديلا لبروتوكول كيويتو\". \r\n \r\n كما أكد أن جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، الناتجة من مصادر صناعية وبشرية أخرى، يجب أن تقل بنسبة 60 بالمائة؛ ولهذا فإننا نرحب بكل الأفكار والمبادرات الخاصة بتقليل هذه الانبعاثات. \r\n \r\n وتوجه جماعة السلام الأخضر، وغيرها من المنظمات البيئية، انتقادات شديدة للصفقة الموقعة بين هذه الدول الست. \r\n \r\n فقد قالت ستيفاني تنمور الناشطة بحملة منظمة السلام الأخضر للمناخ في أحد البيانات: \"إن الاتفاقية ليست أكثر من اتفاقية تجارية خاصة بتكنولوجيات الطاقة، وليست لإنقاذ المناخ\". \r\n \r\n وأكدت تنمور أن الاتفاقيات التطوعية الخاصة بالتكنولوجيا، التي يفاوض بشأنها أكثر دول العالم تلويثا للبيئة، لن ينتج عنها تخفيض الانبعاث العالمي للنسبة المطلوبة من الدول الصناعية، والتي تتراوح بين 70 إلى 80 بالمائة بحلول منتصف هذا القرن، من أجل تجنب تغيرات كارثية في المناخ. \r\n \r\n فقد قامت كل من أستراليا والصين والهند وأمريكا الجنوبية واليابان والولاياتالمتحدة يوم الخميس بتوقيع شراكة آسيا والمحيط الهادي للتنمية النظيفة والمناخ، وتم التوقيع في فينتيان، عاصمة جمهورية لاوس. وقد اتفق المشاركون على \"إنشاء شراكة جديدة من أجل تطوير ونشر ونقل تكنولوجيات أكثر كفاءة ونظافة، ومن أجل الوصول إلى تخفيض نسبة التلوث، وأمن الطاقة ومواجهة التغير في المناخ\". \r\n \r\n وبحسب مركز بو المعني بتغير المناخ العالمي فإن الاتفاقية ليس فيها جديد إلا القليل، وهو ما يبدو كأنه إعادة لتغليف جهود موجودة لنقل التكنولوجيا بشكل ثنائي ومتعدد الأطراف، كانت الولاياتالمتحدة تقوم بدفعها في السنوات الأخيرة. \r\n \r\n ومركز بو هو منظمة أمريكية تعمل في قطاع التجارة من أجل تقديم معلومات وحلول غير متحيزة بخصوص تغيرات المناخ. \r\n \r\n ويتضمن بروتوكول كيويتو أيضا نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية تحت البند الموجود في البروتوكول والذي يُسمى ب\"تقنية التنمية النظيفة\". وقد توصل مركز بو إلى أن الجهود الماضية التي قامت بها الولاياتالمتحدة بشأن استخدام ونقل \"التكنولوجيات النظيفة\" كان لها تأثير ضعيف على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أو على تعزيز التنمية الاقتصادية. \r\n \r\n ومن جانبه قال دانيال بودانسكي، أستاذ القانون الدولي في جامعة جورجيا، والمفاوض في وزارة الخارجية الأمريكية بشأن تغير المناخ، في الفترة من 1991-2001: \"من المستبعد أن تكفي التكنولوجيا وحدها؛ إذ إننا سنكون في حاجة إلى محفزات صناعية وتدخل حكومي أكبر\". \r\n \r\n ويتفق بودانسكي مع الرأي القائل بأنه ليس في الخطة شيء جديد إلا القليل، لكنه يوضح أن هذا أوضح ما جاءت به إدارة جورج بوش حتى الآن فيما يتعلق بالإقرار بأن الاحترار العالمي يمثل مشكلة. \r\n \r\n وبحسب عدة تقارير إعلامية فإن هذه الشراكة جاءت نتيجة لمحادثات سرية دامت سنة، وبدأتها الولاياتالمتحدة وأستراليا، وهما الدولتان المتقدمتان الوحيدتان اللتان رفضتا المشاركة في بروتوكول كيوتو، والذي يفرض على الدول الصناعية تخفيض الانبعاثات بنسبة تبلغ حوالي 6 بالمائة عن مستويات عام 1990 بحلول عام 2012. \r\n \r\n أما الدول الأقل تنمية مثل الهند والصين وكوريا الجنوبية فهي معفاة حتى عام 2012؛ حيث سينتهي البروتوكول لتحل محله اتفاقية جديدة سوف يتم التفاوض بشأنها، والتي ستتعلق بالتغير العالمي في المناخ، وسوف تشمل جميع الدول. \r\n \r\n ورغم أن الولاياتالمتحدة هي أكثر الدول المسئولة في العالم عن غازات الاحتباس الحراري، لا زالت الإدارة الحالية معارضة بشدة لأي تخفيض إجباري للانبعاثات. \r\n \r\n وقد أكد بودانسكي في حواره ل آي بي إس أن هذه الاتفاقية بين الدول الست تُعتبر عملية إعادة تغليف ماهرة للاتفاقيات الموجودة، من أجل أن تُظهر أن موقف الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بتغير المناخ يتوازى مع الهند والصين. \r\n \r\n وفي الحقيقة أن الهند والصين من المؤيدين بشدة لبروتوكول كيويتو؛ ففي قمة مجموعة الثماني التي عُقدت في اسكتلندا في بداية شهر يوليو أصدرت كل من الصين والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا بيانا مشتركا يؤيد اتفاقية كيويتو، ويحث الولاياتالمتحدة على أن تكون في مقدمة التحرك الدولي من أجل مقاومة تغير المناخ من خلال تنفيذ التزاماتها الخاصة بتقليل الانبعاثات\". \r\n \r\n ويُوجه اللوم للولايات المتحدة بسبب فشل قمة الثماني في اتخاذ أية خطوات ملموسة فيما يتعلق بمحاربة الاحترار العالمي، مثل تحديد أهداف أو جداول زمنية تتعلق بتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. \r\n \r\n وأكد بودانسكي أن الضغط العالمي المتزايد يوضح لماذا احتاجت الولاياتالمتحدة إلى الوصول إلى شكل من الطرق البديلة، مضيفا أن هذا أيضا سيساعد الولاياتالمتحدة على إعداد أجندة من أجل مفاوضات ما بعد كيوتو. \r\n \r\n ومن المقرر أن تبدأ هذه المفاوضات في نوفمبر القادم في مونتريال بكندا تحت رعاية مؤتمر الأممالمتحدة بشأن بتغير المناخ. \r\n \r\n وربما يتم بالتزامن مع هذا عقد الاجتماع الأول لمجموعة آسيا والمحيط الهادي في نوفمبر، ولكن على الجانب الآخر من العالم في أديلايد بأستراليا. \r\n \r\n وقد كان البند الوحيد الملموس الذي صدر عن قمة مجموعة الثماني فيما يتعلق بتغير المناخ هو الاتفاق على بدء جولة جديدة من المحادثات العالمية في بريطانيا. متى؟ في نوفمبر بالطبع.