الدرس الوحيد الذي تعلمته اسرائيل من استراتيجيتها الفاشلة هو اللجوء لاستخدام القوة احادية الجانب فلجأت الى اعادة غزو غزة وتدمير لبنان وتهديد سوريا وايران. \r\n \r\n وغني عن القول ان المزيد من القوة لن يجلب المزيد من الامن لإسرائيل وقصف الاهداف المدنية لن يزيد الشعب العادي سوى راديكالية. ان هذه التصرفات تشير الى أن اسرائيل قد استنفدت لكل خياراتها احادية الجانب. ومع ذلك نجد ان هناك عنادا اسرائيليا على عدم قبول هذه الحقيقة. \r\n \r\n ان قادة اسرائيل يأملون في ان يؤدي وجود قوة دولية على حدودهم الشمالية الى إطلاق يدهم للتعامل بصورة احادية الجانب مع غزة والضفة الغربية في الوقت الذي تلتزم فيه الاسرة الدولية بالسياسات الاسرائيلية احادية الجانب الفاشلة. \r\n \r\n إن أي دول تقبل ان تشارك في تلك القوة الدولية المقترحة ستظهر بمظهر المؤيد المطلق لسياسات اسرائيل وهذا سيفقدها اي مصداقية لدى خصوم اسرائيل. هذه الدول قد تجد نفسها وقد تورطت في اي عمليات عسكرية اسرائيلية ضد حزب الله وداعمة وهذا يعني فقدان آخر فرصة لاقامة سلام عادل مقبول من قبل جميع الاطراف. \r\n \r\n يجب على الاسرة الدولية ان تلزم اسرائيل بتجديد التزامها بخريطة الطريق وبالمفاوضات مع الفلسطينيين من اجل اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذلك قبل اقامة تلك القوة ونشرها في جنوب لبنان. \r\n \r\n وسيتوجب على اسرائيل أن تدخل في مفاوضات سلام مع الحكومة الفلسطينية المنتخبة. \r\n \r\n الحقيقة ان هذه المفاوضات ستكون صعبة وقد لا تحقق النجاح ولكن المحاولة هي افضل بكثير من اخذ اسرائيل بالسياسات احادية الجانب. \r\n \r\n ان على اسرائيل ان تسعى لتحقيق الأمن عبر الاتفاق وليس عبر فرض مصالحها الامنية على جيرانها باستخدام القوة. \r\n \r\n بعض الدول خاصة الولاياتالمتحدة قد تعارض اجراء هذه التعديلات في السياسات الاسرائيلية وستحاول ايجاد الكثير من الثغرات حتى تمكن اسرائيل من الإفلات من التزاماتها. \r\n \r\n ان هذه التصرفات قد تدفع بالكثير من الاطراف الدولية مثل الاممالمتحدة والناتو للبقاء بعيدا عن هذا المشروع ككل. \r\n \r\n إن اقامة قوة دولية في جنوب لبنان يجب أن يعني الاستثمار من اجل ان يحل السلام في النهاية في الشرق الاوسط وليس مجرد ملحق لاستراتيجية اسرائيل الحالية. \r\n