المحافظون في اميركا يبدون الآن اعجابهم بوضوح الهدف لدى توني بلير رئيس الوزراء البريطاني منذ هجمات يوليو في لندن ويقارنون مواقفه بالمواقف المتذبذبة لإدارة بوش تجاه مستقبل العراق وطبيعة التهديد الارهابي‚ \r\n \r\n الآن يشعر الرئيس بوش بالحصار واضطر الى اتخاذ مواقف دفاعية تحت الضغوط التي مورست عليه من قبل ناشطة السلام سندي شيهان احدى الامهات الاميركيات التي فقدت ابنها في العراق ومن قبل نتائج استطلاعات الرأي التي تظهر تراجع تأييد الشعب الاميركي للحرب في العراق‚ \r\n \r\n بلير يحوز الآن المديح لتسميته العدو محددا اياه بالمتطرفين الاسلاميين‚ \r\n \r\n يقول نيل كاردنر وهو مستشار سابق للبارونة تاتشر الذي يعمل الآن مع هيرتيج فاونديشن في واشنطن منذ تفجيرات لندن ظهر توني بلير كوجه رئيسي في الحرب العالمية على الارهاب انه يضع اجندته مضمنا اياها اجراءات قاسية مضادة للارهاب‚ \r\n \r\n في المقابل يقول ريتشارد بيرل احد قياديي المحافظين الجدد ومستشار سابق للبنتاغون ان بوش تردد كثيرا في توجيه الانتقادات للأصولية الاسلامية‚ \r\n \r\n فالرئيس يشير عادة للارهابيين ولكنه نادرا ما يشير الى الايديولوجية الدينية التي تحركهم‚ \r\n \r\n ويقول بيرل: لقد اعجبت كثيرا بصراحة بلير واتمنى ان يفعل بوش نفس الشيء لقد كنا حساسين للغاية بلا داع لفكرة انتقاد التطرف الاسلامي ونظرنا اليه على انه شيء خاطئ من الناحية السياسية‚ \r\n \r\n لقد قال الدبلوماسيون دعونا لا نزعج حلفاءنا في الشرق الاوسط ولكن بعض حلفائنا هناك لم يكونوا مصدر عون كبير لنا‚ \r\n \r\n في محاولة لتزيين ما يحدث فان بعض مساعدي بوش يصفون مزرعة الرئيس في تكساس بأنها اصبحت «البيت الابيض الغربي» ويأتي مثل هذا الوصف وسط تنامي الانتقادات للرئيس من قبل خصومه على امضائه الكثير من الوقت في مزرعته‚ فلقد امضى الرئيس فترة تسعة اشهر من فترة رئاسته في مزرعته من اصل خمس سنوات عملها كرئيس حتى الآن متجاوزا بذلك الفترة التي قضاها ريغان في مزرعته في كاليفورنيا‚ \r\n \r\n كبار المسؤولين في ادارة بوش مثل نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد التقوا في مزرعة الرئيس لالتقاط صور تذكارية تبرز وحدتهم‚ \r\n \r\n في اوائل هذا الشهر تدخل الرئيس لمنع رامسفيلد وآخرين في البنتاغون من اقرار اسم محدد للحرب على الارهاب اقترح له ان يكون النضال ضد تطرف العنف‚ \r\n \r\n حيث اخذ الحرف الاول من كل كلمة من الشعار باللغة الانجليزية وشكل مختصرا هو «سيف» اي «انقذ» ورأى الرئيس ان هذه الكلمة لا تبدو مريحة وتظهر كما لو ان شخصا واقعا في ورطة وهو يصرخ من اجل الحصول على نجدة‚ \r\n \r\n في مزرعته وصف الرئيس ما ذكره رامسفيلد وجنرالات كبار آخرون من ان بامكان اميركا تخفيض مستويات جنودها في العراق بمقدار 30 ألف جندي في العام المقبل بأنه مجرد تكهنات وان الانسحاب المبكر قد يرسل رسالة خاطئة للعدو‚ \r\n \r\n واتهم احد الخبراء من المحافظين رامسفيلد بأنه يتصرف مثل «الخالة المجنونة التي لا تستطيع اغلاق فمها»‚ \r\n \r\n واضاف «ان المشكلة ليست الرئيس او وجهات نظره بل في تلك الشلة القليلة المحيطة به»‚ \r\n \r\n ويتهم البعض كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية بالاستحواذ على الرئيس تاركة اياه في وضع لا يتلقى فيه المشورة الخارجية الا من مصدر واحد وهو هي‚ \r\n \r\n كذلك توجه الانتقادات القائلة انه لا يوجد هناك شخص واحد داخل الادارة الاميركية اعطيت له مسؤولية تطوير سياسية محددة لهذا البلد مما اوجد هناك فراغا في وقت يحتاج فيه العراق الى توجيه من اجل انقاذ مستقبله الديمقراطي‚ \r\n \r\n بالنسبة لاندرو مكارثي في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن فان بوش بكل بساطة قد ضل طريقه‚ واضاف بعد ان كسب بوش الانتخابات بسبب شعاراته الامنية التي رفعها امضى بعدها ستة اشهر دون ان يتحدث عن العراق في الوقت الذي وقف فيه خصومه يكيلون لنا الصفقات على ما كنا نفعله هناك‚ \r\n \r\n ويقول المنتقدون كذلك ان طبيعة التهديد الارهابي في اميركا ليست محددة بطريقة جيدة وهذا يظهر بصورة جلية في قيام شرطة نيويورك بالتفتيش العشوائي لحقائب الامهات والاطفال والعجائز في محطات المترو‚ \r\n \r\n ان الرسائل المتضاربة الصادرة عن ادارة بوش وتصاعد اعداد الجنود الاميركيين القتلى الذي زاد على 1800 جندي حتى الآن قد وضع الرأي العام لتقليل دعمه للحرب في العراق وبالطبع للقائد العام للقوات المسلحة وهو الرئيس بوش‚ \r\n \r\n وأدى رفض بوش لمقابلة والدة جندي اميركي قتل في العراق وان كان يتعاطف مع مصابها الى ان يرمز له على انه عزلة يعيشها الرئيس ويرى منتقدوه ان عليه ان يعمل لإعادة تواصله مع الشعب الاميركي في القضايا التي تمس مشاعره بصورة مباشرة مثل الحرب على العراق‚ \r\n