ستضيف ميزة العقاقير الدوائية الجديدة في نظام الرعاية الطبية «مديكير» جبلاً من الديون الوطنية. وعلاوة على ذلك فإن «المسنين» المعاصرين، كجماعة هم الشريحة الأكثر تأميناً في مجتمعنا، حتى بمعزل عن سخاء نظامي الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية. \r\n \r\n \r\n ونادراً ما نأتي على ذكر أسلافنا، رغم أن أولئك الملايين من الأميركيين الأقل حظاً منّا هم الذين بنوا البلد وأورثونا مؤسساتنا وماتوا من دون أن يفرطوا بأمنها. لكن هذه الفجوة في الذاكرة الأميركية لم تكن دائماً هكذا. فلقد كان الإقرار بأفضال الأجيال السابقة السمة المميزة لأفضل الخطب الرسمية لكل من إبراهام لينكولن وفرانكلين روزفلت وجون كنيدي الذين عبروا عن امتنانهم لأسلافنا واسترشدوا بهم. \r\n \r\n \r\n لكننا الآن نادراً ما نفعل هذا. فنحن مستعدون للخوض في نقاش متواصل حول الحرية الأكاديمية لشخص مثل وارد تشيرتسل وهو رجل أكاديمي ينتحل آراء الآخرين الذي أصبح علماً مشهوراً بعد أن وصف الضحايا الأبرياء الذين قتلوا في هجمات 11 سبتمبر بأبناء الزعيم «أدولف آيخمان». \r\n \r\n \r\n لكن قلة من هؤلاء الذين يتهكمون في مثل هذه المناظرات مستعدون للتوقف، ولو للحظة، للتفكير في آلاف الأميركيين الذين تناثرت أشلاؤهم حول برلين أو في أوكيناوا ليضمنوا لنا حرية التعبير عن الخزي والعار حيال مثل هذا الدجال.لماذا لا نحمل معنا على الأقل همسات أولئك الذين أعطونا الأشياء التي نتنعم بها الآن، من سدّ هوفر وجسر غولدن غيت إلى البنسلين واللقاح الواقي من شلل الأطفال؟ الإجابة تكمن إلى حد ما في جهلنا بالتاريخ الحقيقي. \r\n \r\n \r\n فمناهجنا المدرسية والجامعية اليوم محشوة بأشياء مثل الاستشارات للتعامل مع إدمان المخدرات، التحذيرات من الإيدز، نصائح التحسين الذاتي، الثقافة الجنسية، والدراسات الأفروأميركية الآسيوية البيئة ودراسات عن النساء والسلام والترفيه. وكل هذه مواضيع حسنة لا ضير فيها، وكانت تعتبر في السابق إما غير أكاديمية أو مواضيع متروكة للفرد أو الأسرة. \r\n \r\n \r\n لكن التركيز عليها بهذه الصورة المفرطة في المناهج الدراسية جاء على حساب معارف أخرى وبخاصة معرفتنا بالماضي.وما نعرفه من التاريخ نحكم عليه في أحيان كثيرة باللاليبرالية متناسين بأننا نحن المستفيدون من تضحيات الماضي وأننا ننعم بالثراء بفضل كدح أسلافنا الذين كانوا أقل أمناً وطمأنينة منّا بكثير. التاريخ ليس مسلسلاً ميلودرامياً سهلاً وإنما هو أقرب إلى التراجيديا. \r\n \r\n \r\n لقد كان من الصعب على النساء نيل المساواة الكاملة في عالم ما قبل الثورة الصناعية الذي سادت فيه الأمراض المتفشية والمجاعة، حيث كانت المرأة تحمل حوالي 15 مرة لتضمن بقاء ثلاثة أو أربعة أولاد حفاظاً على استمرار العائلة. وفي الماضي الذي يوصف الآن بالمتعصب، كان تسعة من بين كل عشرة أميركيين يعملون في الفلاحة حتى مغيب الشمس كل يوم لإطعام الناس. \r\n \r\n \r\n والآن لا تتعدى نسبة الذين يقومون بهذا العمل 1 بالمئة، وقبل أن ننبذ هؤلاء بوصفهم متحيزين أو متعصبين أو خرافيين، علينا أن نعترف على الأقل بأننا نحن أبناء المدن الحساسين لن نصمد أكثر من بضع دقائق إذا طلب منا القيام بأعمال شاقة كالحرث والدرس والطحن والخبز للحصول على رغيف خبزنا اليومي. \r\n \r\n \r\n ولكي نقدّر قيمة التاريخ، علينا أن نفهم أن الطبيعة البشرية ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان، فأجدادنا الذين عاشوا في زمن مختلف جداً عن زماننا كانوا مع ذلك عرضة للمشاعر نفسها من الخوف والحسد والكبرياء والعار، وهي المشاعر التي تعترينا اليوم. \r\n \r\n \r\n وفي المقابل، إذا اعتقد المرء بأن الطبيعة البشرية طيّعة، أو يمكن «تحسينها» بالمال والاستشارات النفسية عندها يصبح التاريخ مجرد علم من طراز قديم مهجور، ولن يكون مختلفاً عن علم الأحياء في القرن الثامن عشر قبل اختراع المجهر أو علم الوراثة المبكر من دون المعرفة المتعلقة بحمض ال «دي.إن.إيه»، وحالما يبدو الإنسان الذي عاش قبلنا أجنبياً وغريباً عنا، تفقد قصة ماضيه الكثير من قيمتها التكهنية. \r\n \r\n \r\n وأخيراً، هناك فكرة جديدة على نحو متطرف تقول إن معظم حوادث التاريخ متكافئة في أهميتها، وهي فكرة بعيدة كل البعد عن مفهوم الإغريق القدماء بأن التاريخ يعني التحري عن الأحداث «المهمة» التي كلفت أو أنقذت أرواح آلاف البشر، أو قدمت أفكاراً ودروساً تتجاوز حدود المكان والزمان. \r\n \r\n \r\n إن معرفة تاريخ قلم الرصاص أو الريشة أو أفلام الكرتون لا تعطينا الحكم والعبر عن أحداث الماضي والحاضر بقدر ما تعطينا إياه معرفة تاريخ الجنرال الأميركي هيرام يوليسيس غرانت أحد قادة الحرب الأهلية، أو أسباب الركود الاقتصادي العظيم أو معجزة شاطئ النورماندي. \r\n \r\n \r\n إن مجتمعاً لا يميز بين ما هو مهم وما هو تافه في التاريخ سيعتقد على الأرجح أيضاً أن شخصاً مثل سكوت بيترسون يستحق القدر نفسه من الاهتمام الذي يستحقه حدث مثل حصار الفلوجة أو ينبغي أن تكون لتغطية فعالية «لباريس هلتون أو دونالد ترامب أولوية على تغطية مؤتمر صحافي رئاسي. \r\n \r\n \r\n إن تقديرنا لأولئك الذين جاؤوا قبلنا يكفل تواضعنا أمام نقائصنا، ويعيد لنا الثقة بأن أزمات أسوأ بكثير من أزماتنا العبودية، وباء الأنفلونزا أو الحرب العالمية الثانية تحمّلها أسلافنا بشجاعة وبموارد أقل بكثير من الموارد المتوفرة لدينا، وبالتأمل في حياة أولئك الذين رحلوا عن هذه الحياة، يمكننا إيجاد ميثاق محدد. \r\n \r\n \r\n وهو أننا نحن أيضاً سوف نقوم بدورنا بحيث يكون بمقدور الجيل المقبل الذي لم يولد بعد أن ينعم بالمزايا الأميركية نفسها التي أورثنا إياها أشخاص آخرون نكاد ننساهم الآن. \r\n \r\n \r\n