محافظ القاهرة: جميع المجازر الحكومية تعمل على مدار 24 ساعة    أسعار العملات الأجنبية في ختام تعاملات أول أيام عيد الأضحى 2024    الطريق للسلام يحتاج مشاركة جميع الأطراف، البيان الختامي لقمة سويسرا بشأن أوكرانيا    أخبار الأهلي : قائمة إصابات الأهلي قبل لقاء الاتحاد السكندري    الأرصاد: انخفاض تدريجي في درجات الحرارة والطقس مائل للحرارة ليلا    بالصور| تعرف على ضيوف شرف أفلام عيد الأضحى 2024    الكوليستيرول والدهون الثلاثية- أيهما أكثر خطورة؟    يورو 2024| التعادل بهدف يحسم الشوط الأول من مباراة بولندا وهولندا    الشرطة الألمانية تطلق الرصاص على شخص يهاجم المارة بفأس فى مدينة هامبورج    شكوكو ومديحة يسري وصباح.. تعرف على طقوس نجوم زمن الجميل في عيد الأضحى (صور)    «صامدون رغم القصف».. أطفال غزة يحتفلون بعيد الأضحى وسط الأنقاض    دار الإفتاء توضح حكم التكبير في أيام التشريق عند المالكية    أعمال يوم النفر الأول.. شعائر مباركة ووداع للديار المقدسة    النائب أيمن محسب: حياة كريمة رسمت البهجة فى قلوب الأسر الفقيرة بعيد الأضحى    الرياضة: 6 آلاف مشروع ومبادرة شبابية في جميع المحافظات    تدشين كنيسة «الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا» بنزلة سعيد بطما    يقام ثاني أيام العيد.. حفل أنغام بالكويت يرفع شعار "كامل العدد"    مباحث البحيرة تكثف جهودها لكشف غموض العثور على جثة شاب في ترعة بالبحيرة    بمناسبة عيد الأضحى المبارك.. الداخلية تقيم إحتفالية لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل وتفرج عن 4199 نزيل ممن شملهم العفو (صور)    موسكو تحرر بلدة زاجورنويه.. وكييف تتصدى لهجمات روسية    مجازاة مفتشي ومشرفي التغذية في مستشفى الحسينية المركزي بالشرقية للتقصير    شروط القبول في برنامج إعداد معلمي تكنولوجيا والتعلم الرقمي بجامعة القاهرة    ضبط 290 قضية مخدرات خلال 24 ساعة    الرى: عمل التدابير اللازمة لضمان استقرار مناسيب المياه بترعة النوبارية    "قصور الثقافة": فعاليات مكثفة للاحتفال بعيد الأضحى    طريقة حفظ لحوم الأضاحي وتجنب تلفها    قوات الاحتلال تطلق قنابل حارقة تجاه الأحراش في بلدة الناقورة جنوب لبنان    مشايخ القبائل والعواقل والفلسطينيين يهنئون محافظ شمال سيناء بعيد الأضحى المبارك    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    «التخطيط»: تنفيذ 361 مشروعا تنمويا في الغربية بتكلفة 3.6 مليار جنيه    رونالدينيو: أشجع البرازيل فى كوبا أمريكا واللاعبون الشباب يحتاجون للدعم    "ابني متظلمش".. مدرب الأهلي السابق يوجه رسالة للشناوي ويحذر من شوبير    القبض على عصابة الشرطة المزيفة في الشيخ زايد    3 فئات ممنوعة من تناول الكبدة في عيد الأضحى.. تحذير خطير لمرضى القلب    ريهام سعيد: «محمد هنيدي اتقدملي ووالدتي رفضته لهذا السبب»    شاعر القبيلة مات والبرج العاجى سقط    محادثات أمريكية يابانية بشأن سبل تعزيز الردع الموسع    كرة سلة.. قائمة منتخب مصر في التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس 2024    محمد صلاح يتسبب في أزمة بين اتحاد جدة والنصر    اليوم.. أمينة الفتوى بدار الإفتاء تتحدث عن آداب عيد الأضحى على قناة الناس    95.29% النسبة العامة للنجاح بالفرقة الرابعة بالكلية المصرية الصينية بجامعة القناة    محافظ كفر الشيخ يشارك أطفال مستشفى الأورام فرحتهم بعيد الأضحى    وزير الإسكان: زراعة أكثر من مليون متر مربع مسطحات خضراء بدمياط الجديدة    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 16 يونيو 2024    وزيرة التضامن توجه برفع درجة الاستعداد القصوى بمناسبة عيد الأضحى    قائمة شاشات التليفزيون المحرومة من نتفليكس اعتبارا من 24 يوليو    بالصور.. اصطفاف الأطفال والكبار أمام محلات الجزارة لشراء اللحوم ومشاهدة الأضحية    ما أفضل وقت لذبح الأضحية؟.. معلومات مهمة من دار الإفتاء    أخبار الأهلي: لجنة التخطيط تفاجئ كولر بسبب ديانج    ارتفاع تأخيرات القطارات على معظم الخطوط في أول أيام عيد الأضحى    حاج مبتور القدمين من قطاع غزة يوجه الشكر للملك سلمان: لولا جهوده لما أتيت إلى مكة    لواء إسرائيلي متقاعد: أي قرار لنتنياهو بمهاجمة حزب الله سيجلب محرقة علينا    المالية: 17 مليار دولار إجمالي قيمة البضائع المفرج عنها منذ شهر أبريل الماضى وحتى الآن    محافظ السويس يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد بدر    ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس عيد الأضحى    توزيع الهدايا على الأطفال بساحات كفر الشيخ في صلاة عيد الأضحى    قبلها بساعات.. تعرف على حُكم صلاة العيد وما وقتها وكيفية أدائها    يورو 2024 – كييزا: استرجعت نهائي البطولة الماضية.. والهدف المبكر صدمنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا اعتبر كارتر عدواً شخصياً؟، بوش يخسر 14 دائرة من أصل 17 في أول انتخابات يخو
نشر في التغيير يوم 07 - 03 - 2005


\r\n
ان هذا الرجل، الذي لعب دور الوريث والابن البكر المطيع والتكساسي الجاف، قبل كل شيء قد بدا بثوب رجل السياسة الذي لا يكل ولا يمل وعندما كان قد استقر منذ فترة وجيزة في ميرلاند عام 1977 اعلن عضو الكونغرس الديمقراطي انه سوف ينسحب من هذا المجلس قبل نهاية الفترة القانونية لعضويته، فما كان من بوش الشاب سوى ان قفز على الفرصة من دون تردد ورشح نفسه. لقد أثار ذلك الترشيح دهشة اصدقائه وكان صديقه جوي اونيل قد روى ذلك في مقابلة له مع صحيفة «واشنطن بوست» اذ قال:
\r\n
\r\n
\r\n
«انني اتذكر انه كان جالساً بالقرب من طاولة المطبخ، وهو يتحدث عن ذلك، فقلنا له: لماذا تريد هذا؟ لقد نظر حول الطاولة وأجاب: هل ستفعلون الشيء نفسه؟ هل ستفعلون الشيء نفسه؟ وبالتأكيد لم يكن لدى اي واحد منا رغبة في ذلك فقال: «حسناً انا سأمضي في هذا السبيل».
\r\n
\r\n
\r\n
أعداء وحلفاء
\r\n
\r\n
\r\n
أما اعداء جورج دبليو بوش فقد كان يراهم في الرئيس الاميركي جيمي كارتر وفريقه، لقد كان يرى في كارتر عدواً شخصياً لعائلته، اذ رفض الابقاء على جورج بوش الاب على رأس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية فمن كان حلفاؤه اذن؟ انهم المحافظون التكساسيون وكان بوش الابن يدافع من اجل ترك اسعار النفط والغاز الطبيعي حرة لقد شكل فريقاً انتخابياً وجمع اربعمئة ألف دولار، ودخل المعركة بحماس بل ولم يتردد في ان ينتقل من باب الى آخر من اجل تعبئة الناخبين لصالحه.
\r\n
\r\n
\r\n
واذا كان جورج دبليو بوش قد استفاد من اصدقاء والده، فإن هذا كان احياناً بمثابة ورقة استخدمها الصحافيون ضده اذ سألوه عما اذا كان يعمل لحسابه ام لحساب والده؟ ان مثل هذه الاسئلة اثارت دائماً غضبه طيلة مسيرته السياسية وقد حرص اثناء تلك الحملة الانتخابية على ان يطمئن الناخبين، مؤكداً ان 63% من الاموال التي تغذي حملته الانتخابية هي من التكساسيين لكن هذا لم يمنع خصمه الديمقراطي كنت هانس من الحديث عنه على انه:
\r\n
\r\n
\r\n
«ولد غني، سقط بالمظلة قادماً من الشاطئ الشرقي لاميركا، بعد ان مر في جامعة يال ثم جامعة هارفارد، ولم يقم طيلة حياته بأي عمل من اجل كسب عيشه».
\r\n
\r\n
\r\n
هذا النقد الصادر عن المرشح الديمقراطي كان له اساسه في الواقع، اذ ان المبالغ التي تلقاها جورج دبليو بوش كان مصدرها اصحاب الثروة في نيويورك وفي تكساس وبالتالي لعب كنت هانس في مواجهته ورقة انتمائه الى اصول شعبية، حيث كان ابوه وجده من المزارعين وبأنه كان رجلاً عصامياً بنى نفسه بنفسه وكان جديراً بكسب عيشه.
\r\n
\r\n
\r\n
بالمقابل كان جورج بوش الابن يجيب دائماً بأنه فخور بأبيه لتحتد اللهجة بين المرشحين وبسرعة اصبحت مسألة تعاطي الشاب بوش للكحول قد اصبحت منشورة في الساحات العامة، بل ولم يتردد الواشون باتهامه بأنه كان يوزع على الناخبين من الطلبة الكحول مجاناً لكسب اصواتهم والأخطر من هذا اذ تم استخدام انتماء ابيه الى الجمعية «مثلثة الأطراف» الغامضة.
\r\n
\r\n
\r\n
تمثل اداة للاتصال ولتأكيد القوة على الصعيد العالمي من اجل تقديم الدليل على خيانة المصالح المحلية التكساسية وانتهى الامر بأن تم النظر للمرشح بوش على انه في خدمة مصالح تتجاوز كثيراً شخصه، هكذا خسر جورج دبليو بوش الانتخابات في 14 دائرة من اصل 17 وفاز هانس بنسبة 53% من اصوات الناخبين.
\r\n
\r\n
\r\n
ان جورج دبليو بوش رجل محافظ ايديولوجياً وفكرياً، بل انه محافظ متشدد لكن على الصعيد الاخلاقي السلوكي فإنه مرن ومتكيف مع وسط الاعمال والصفقات الذي ينتمي إليه والذي تسود فيه قاعدة الربح وعلى الصعيد الانساني فهو رجل بسيط يفصل بين الاصدقاء والاعداء، ويتسم سلوكه غالباً بالخشونة وهو على الصعيد العام شديد التعلق بأولوية الولايات المتحدة.
\r\n
\r\n
\r\n
بينما لا تهمه بقية دول العالم كثيراً ثم ان هذا لا يشكل احد مشاغله وهو لا يعرف كثيراً مايجري في الخارج، ولا يبدو انه حريص على ان يعرف ذلك، كانت تلك هي ملامح الصورة التي جعلت منه مرشحاً جيداً في نظر مجموعات اصحاب الاموال الذين كانوا قد حددوا لانفسهم منذ سنوات هدف ايصال الجمهوريين الى السلطة لمدة طويلة، في الوقت الذي بدا ان الولايات المتحدة تميل الى الانكفاء على القيم المحافظة، والتي كانت تدعو لها قطاعات واسعة في الجامعات.
\r\n
\r\n
\r\n
كما ان المحافظين الجدد وجدوا انفسهم في وضع مريح جداً في سياق التوترات الدولية لان مثل هذا المناخ يناسبهم كثيراً؟ لا سيما وانهم يحلمون باحياء القيم التأسيسية لاميركا بل وفرض هذه القيم على العالم كله انهم لم يتحملوا هزيمة فيتنام عام 1975 واسفوا كثيراً لان جورج بوش المنتصر في الحرب الباردة .
\r\n
\r\n
\r\n
والذي كان قادراً على الاطاحة بصدام حسين عام 1991لم يذهب ولم تكن لديه الشجاعة كي يذهب الى ابعد من ذلك هؤلاء المحافظون الجدد وجدوا في جورج دبليو بوش «فارسهم» حيث ان طموحه كان كبيراً ويدفعه للحاق بهم وكان جرحه من هزيمة والده امام بيل كلينتون كبيراً الى درجة استعداده للتعبئة معهم، ثم انه خفيف على المستوى الفكري الى درجة انه يترك نفسه بسهولة على استعداد للاقتناع بخطابهم ووضع ايديولوجيتهم موضع التنفيذ.
\r\n
\r\n
\r\n
كان جورج دبليو بوش يعرف جيداً الفشل فهناك فشله في انتخابات سابقة وفشل والده عام 1992 اذ انه لم يقبل ابداً بالفعل ان يأخذ بيل كلينتون السلطة من ابيه مع ذلك كانت تلك الهزيمة قد حررته شخصياً فمنذ عام 1990 سعى كي يأخذ موقعاً يسمح له بالفوز في الانتخابات كحاكم لولاية تكساس وفي 1992 اتخذ القرار وهو ان يرشح نفسه عن الجمهوريين في مواجهة آن ريتشارد ذات النزعة الشعبية عن الحزب الديمقراطي كان اسم بوش يخدمه ويزعجه في الوقت نفسه .
\r\n
\r\n
\r\n
وكما فعل اخوه جيب الذي كان قد دخل المنافسة من اجل منصب حاكم فلوريدا حرص جورج دبليو على ان يتمايز عن ابيه اذ كان يقدم نفسه باستمرار على انه اب الطفلتين التوأم بربارة وجينا، وليس على انه ابن بوش لكن مثل هذه الارادة في التمايز ما كان لها ان تمنع اجتماع الاسرة كلها في الصيف عند الابوين.
\r\n
\r\n
\r\n
كان مشروع الابن البكر جورج دبليو هو الانتقال من الفوز بمنصب حاكم تكساس الى البيت الابيض، وكانت تكساس قد اصبحت احد معاقل الجمهوريين في الجنوب الاميركي، بعد ان كانت لفترة طويلة بيد الديمقراطيين وكان جورج دبليو محاطاً بعدد من خبراء التكتيك السياسي الذين كانوا يرون بأن الوصول الى السلطة ينبغي ان يتم على مراحل وكان بينهم كارل روف الذي لعب ولا يزال يلعب، دوراً مهماً في المسار السياسي لجورج دبليو بوش، وكان جورج بوش الأب هو الذي اكتشف هذا السياسي الدؤوب عندما كان يعمل في ادارة ريتشارد نيكسون..
\r\n
\r\n
\r\n
وروف هو سليل اسرة متواضعة كانت قد عرفت مأساة كبيرة، اذ انتحرت الام في عام 1981 وابوه الذي عاش في كنفه كان قد تبناه بينما لم يعرف اباه الحقيقي الا عندما بلغ الأربعين من عمره.
\r\n
\r\n
\r\n
كان روف قد اهتم بالسياسة الى حد الولع منذ سنوات شبابه الأولى، ودعم نيكسون ضد كيندي وكان منذ سنوات مراهقته عضواً في نوادي الشباب الجمهوريين الداعين لعودة قيم اليمين المحافظ بدأ دراساته الجامعية، لكنه لم يتمها ابداً، وفي صيف 1973 تعرف على جورج بوش الاب، ويقول عنه: «كان الأب شديد التهذيب والعمق، كريماً حق ومنفتحاً، وكان متأثراً بوضوح بفضيحة ووتر جيت اما عن لقائه الأول بجورج دبليو فيقول:
\r\n
\r\n
\r\n
«لقد تحدث معي رئيس فريق جورج بوش الأب وقال لي: «سوف يكون هناك اجتماع في الكابيتول هيل وينبغي ان يحضر الرئيس اجتماعاً في البيت الأبيض واعضاء المكتب الآخرون قد ذهبوا في حين ان الابن البكر للرئيس سيصل من هارفارد بالقطار عند بداية فترة بعد الظهر انه سوف يتحدث معك بالهاتف فور وصوله انتظره في ممر الوصول واعطته مفتاح سيارة العائلة انني لا أزال اتذكر بدقة بأنه كان مرتدي سترة الحرس الوطني وحذاء رعاة البقر وسروال جينز، وكما هو شائع في تكساس.
\r\n
\r\n
\r\n
كان يضع في جيب سرواله الخلفي علبة تبغ صغيرة مستديرة» لقد بدأت مع هذا اللقاء قصة صداقة طويلة مع التباين الكبير بين الشخصيتين اذ ان بوش الابن خريج يال وهارفارد ويسره المادي كان مغايراً تماماً لذلك السياسي الشاب الاشقر والمتأمل باستمرار الذي كان روف الذي صعد نجمه في مؤسسات الحزب الجمهوري.
\r\n
\r\n
\r\n
كانت الانتخابات من اجل الفوز بمنصب حاكم تكساس هي المعركة الأولى الكبيرة التي خاضها كارل روف الى جانب جورج دبليو بوش وقد تركزت الحملة الانتخابية للجمهوريين ومرشحهم جورج دبليو بوش على موضوعين اساسيين هما المدرسة والنزوع الاجرامي لدى الشباب حول هذا الموضوع الثاني الذي كان يقلق سكان هيوستن ودالاس واوستن ركز كارل روث هجومه ذلك ان المرشحة المنافسة آن ريشارد كانت امرأة وديمقراطية.
\r\n
\r\n
\r\n
وبالتالي يمكن الشك بأنها سوف تكون اكثر تسامحاً حيال الجريمة لكن لابد من مواجهة الاشاعات السارية حول ماضي جورج دبليو بوش في تعاطي الكحول والمخدرات ايضاً وقد اختار المرشح اسلوب الاعتراف وانه قد عرف مسيرة حياة مضطربة، لكنه قام هو نفسه بتصحيح مسارها كذلك ابتعد الاب والام طيلة الاشهر الثلاثة الاخيرة للحملة عن مسرح الانتخابات كي لا يشكلا عبئاً على الصورة التي يريد ابنهما ان يكرسها، لكن امه بربارة كانت تتألم كثيراً وهي ترى ابنها على شاشة التلفزيون وهو على حافة الانفجار امام الاتهامات العنيفة التي توجهها له المرشحة الديمقراطية.
\r\n
\r\n
\r\n
لقد فاز جورج دبليو بوش في انتخابات منصب حاكم تكساس بنسبة 54% من اصوات الناخبين وكان يوم انتصاره هو يوم حداد حقيقي لدى الديمقراطيين لقد كان انتصاره بمثابة انتصار سلالة كاملة وانتصار فئة كانت ترسم في خطاه ملامح آلة حرب ايديولوجية واقتصادية لسنوات مقبلة هذا في الوقت الذي كان يدرك بعض التكساسيين في عام 1994 ان افقاً واسعاً يتم الاعلان عنه ويوم انتخابه حاكماً لولاية تكساس بدا جورج دبليو بوش وكأنه لا يصدق ما يجري وصرح قائلاً:
\r\n
\r\n
\r\n
«اريد ان اشكر بقية افراد عائلتي المبعثرين في جميع انحاء البلاد لكنني اريد بشكل خاص ان اعبر عن حبي لمواطنين اثنين من سكان هيوستن» وكان يقصد ابنتيه. لكن فرحة الاهل لم تكتمل ذلك ان الاخ الآخر جيب لم يستطع الفوز في منصب حاكم فلوريدا.
\r\n
\r\n
\r\n
حاكم... اخيراً
\r\n
\r\n
\r\n
الحكم بنظر جورج دبليو بوش هو مسألة جذب واصرار اما الذين كان يسعى حاكم تكساس الجديد جذبهم فقد تمثلوا في مجموعة من العتاة الديمقراطيين الذين ينتمون الى الجناح المحافظ في الحزب لقد كان يدرك بأنه لن يستطيع ان يفعل الشيء الكثير بدون دعم الديمقراطيين المحافظين من امثال بوب بولوك الملقب بالبلدوزر.
\r\n
\r\n
\r\n
والذي كان يعتبر بمثابة مؤسسة حقيقية في حكومة تكساس لا سيما وانه كان قد دخل معترك السياسة واصبح ممثلاً للولاية في عدة مجالس ومسئولاً عن محكمة حساباتها كما كان يتمتع بدعم شبكة قوية من العلاقات وقد حاول جورج دبليو بوش ان يجلبه الى صفه تحت شعار: «اننا نتقاسم حب تكساس فلنتعاون اذن».
\r\n
\r\n
\r\n
كذلك اولى جورج دبليو بوش عناية خاصة للمدرسة وكان قد ألقى عام 1998 وحده سبعة واربعين خطاباً حول موضوع التربية وهذا ما نال عليه اعجاب الجميع وحتى اولئك الذين كانوا دائماً من المناوئين له مثل الصحافي الشهير موللي ايفانز ولم يتردد في ان يتعامل حول هذا الملف التربوي مع الديمقراطيين على حد سواء مع الجمهوريين .
\r\n
\r\n
\r\n
ولا شك انه كان موضوعاً الى حد ما في هذا السبيل من قبل زوجته لورا التي كانت قد عملت لسنوات في مكتبه لكن رغم هذه الجهود كلها يمكن القول بأن جورج دبليو بوش لم يحقق ما كان يرجوه من نتائج في العديد من القطاعات.
\r\n
\r\n
\r\n
لقد حافظ جورج دبليو بوش كحاكم لتكساس على اولئك الذين قادوا معه حملته الانتخابية وعلى رأسهم كارل روف وكابرين هيوز التي كان ابوها جنرالاً في الجيش وحاكماً لمنطقة قناة بنما لكنه بالمقابل لم ينس ولم يغفر ولم يتحمل الا بكثير من المرارة انه كان مرغماً بصفته حاكم احدى الولايات الاميركية على الذهاب الى البيت الأبيض بمناسبة حفل العشاء السنوي المقام لمجموع حكام الولايات المتحدة الاميركية وهناك كان عليه ان يقف في الصف الطابور كي يسلم على بيل كلينتون وزوجته هيلاري اللذين كان يكن حيالهما كرهاً حقيقياً.
\r\n
\r\n
\r\n
وتدل الاحصائيات الخاصة بتنفيذ عقوبة الاعدام على انه من اصل ال 74 عملية تنفيذ لهذه العقوبة خلال عام 1997 كان هناك 37 في تكساس وحدها. لقد جاء في تقرير لمنظمة العفو الدولية بأن 14 شخصاً من الذين تم اعدامهم عام 1997 رفضوا الاستئناف ضد الحكم الصادر بحقهم لانهم كانوا يعرفون النتيجة مسبقاً حيث كان سبعة من قضاة محكمة استئناف تكساس ينتمون الى الحزب الجمهوري كذلك تدل الاحصائيات على ان 88% من الذين تم اعدامهم عام 1997 كانوا من الذين قاموا بقتل احد البيض؟
\r\n
\r\n
\r\n
وحيث ان امكانية الحكم بالاعدام على قاتل تكون ضحيته انساناً ابيض تتضاعف عشر مرات عما اذا كانت الضحية من السود ويروى بأن جورج دبليو بوش قد تعرض لحملة عنيفة ضده عندما سخر من امرأة عجوز محكوم عليها بالموت اذ «قلدها بخبث» .
\r\n
\r\n
\r\n
وهي تقول له «من فضلك لا تقتلوني» كما نقلت عنه مجلة «توك» كذلك رفض بوش الابن ان يعفو في فبراير 2000 عن امرأة اشتكت من انها قد تعرضت خلال سنوات للاعتداء عليها من قبل الرجل المتهمة بقتله واذا كانت عقوبات الاعدام قد بلغت رقماً قياسياً في ظل الحاكم بوش فإن هذا يرد على ذلك بالقول: «لقد أديت القسم بأن احترم قوانين تكساس ومن بينها قانون الاعدام، والسهر على تطبيقها هو إحدى مهماتي».
\r\n
\r\n
\r\n
ثأر عائلي
\r\n
\r\n
\r\n
منذ عام 1997 بدأت تسري مقولة امكانية ان يكون جورج دبليو بوش بين اولئك الذين يمكن ان يرشحهم الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة.
\r\n
\r\n
\r\n
في 1993 كتبت نيكول برنهايم، الاختصاصية بالشئون الاميركية: «ان فريق كلينتون وجور يمثل جيل اغتيال كيندي وهزيمة فيتنام والمجتمع المثالي المنادي بالمساواة ومارتن لوثر كنج والفهود السود والهيبيين والايدز انه جيل الامهات العازبات والنساء العاملات واشكال القلق الجديدة المتولدة من انهيار جدار برلين وجيل الأزمة الاقتصادية العالمية».
\r\n
\r\n
\r\n
وبكل الاحوال يبدو بوضوح اليوم ان هناك عودة الى القيم الامنية والقيم القومية لدى ابناء هذا الجيل الذين يدعمون مشروعات التدخل العسكري لواشنطن، ويعبرون عن الاعجاب بجيشهم ويرفعون العلم الاميركي على شرفاتهم وفي حدائق منازلهم وقد كانت نسبة 58% من الاميركيين يدعمون جيشهم عام 1975.
\r\n
\r\n
\r\n
وقد قفزت هذه النسبة اليوم الى 79% واعلن ثلثا طلبة جامعة هارفارد الذين سيشكلون نخب المستقبل عن تأييدهم للحرب الاميركية الاخيرة ضد العراق كما تزايد كثيراً عدد اندية المحافظين في اوساط الطلبة ان رجلاً محافظاً مثل كارل روف كان لا يمثل سوى اقلية ضئيلة اثناء فترة شبابه الجمهورية خلال عقد السبعينيات قد اصبح في عام 2003 بمثابة النموذج الرائد عام 2003 .
\r\n
\r\n
\r\n
ولا شك بأن اندية الشباب قد ساعدت الى حد كبير في نجاح الجمهوريين اثناء الانتخابات لعضوية الكونغرس عام 2002 هذه الديناميكية سابقة على صدمة 11 سبتمبر اذ رافقت اطروحة «الثورة المحافظة الكبرى» التي بدأت ملامحها في ظل رونالد ريغان ومن بين أهم النقاط في برنامج هؤلاء المحافظين القول ب «مقدار اقل من الحكومة الفيدرالية ومن الضرائب واعتمادات اكثر للنفقات العسكرية والتأكيد على منع الاجهاض».
\r\n
\r\n
\r\n
ان جورج دبليو بوش واسرته يمثلون الناطقين الرسميين المناسبين لهذه الموجة الجديدة ولا شك بأن انتخاب الابن جورج لرئاسة الولايات المتحدة في انتخابات عام 2000 كان بمثابة ثأر حقيقي لهزيمة والده امام بيل كلينتون قبل ثماني سنوات لكن هذه الظاهرة تمد جذورها ابعد من هذا اذ تمثل تتويجاً لعملية تشرب جمهوري طويل بأيديولوجية اليمين المتطرف بالاضافة الى هذا تجمع الشهادات على ان جورج دبليو بوش عرف كيف يستخدم مواهب اولئك الذين يحيطون به .
\r\n
\r\n
\r\n
وبأنه ابدى سرعة وحزماً كبيرين في اتخاذ القرارات وبما أنه كان لا يملك الكثير من المعارف حول العديد من الملفات فإنه كان يفوض البعض بمعالجتها ثم يأخذ قراراته لقد كانت موهبة المرشح حاكم تكساس والرئيس الاميركي بعد حين تتمثل في معرفته كيف يحسم الأمور ولا غضاضة بالنسبة له ان يبدو كوميدياً في بعض الاحيان واستخدام بعض التعابير المؤثرة احياناً اخرى مثل قوله:
\r\n
\r\n
\r\n
«اريد ان اساعد الفقراء» لتبدو مسحة من الحزن في عينيه كما يؤكد احد شركائه المحامي التكساسي بول سدلر لكن للأسف ان هذا الرجل الذي يبكي تعاطفاً مع الآخرين يتوقف عمله غالباً في حدود اظهار النوايا الطيبة وبكل الاحوال هناك شخصان لعبا دوراً مركزياً في الحملة الانتخابية الرئاسية لجورج دبليو بوش وهما كارين هوج في العلاقات مع الصحافة وكارل روف في رسم الاستراتيجية.
\r\n
\r\n
\r\n
كان اليوم الأول للحملة الانتخابية الرئاسية في يونيو 1999 بمثابة نجاح كبير، لقد انتقل جورج دبليو بوش يومها الى ولاية ايوا على متن طائرة بوينج 757 التي كانوا قد رسموا عليها العلم الاميركي، وكتبوا اسمي جورج بوش ونائبه ديك تشيني وامام الفريق التلفزيوني لقناتي «ان.بي.سي» وال «سي.ان.ان» قال بوش:
\r\n
\r\n
\r\n
«انا جاهز ولن تكون هناك عودة الى الوراء ونيتي هي ان اصبح رئيساً للولايات المتحدة الاميركية» لقد بدأت قصة ما دعته مجلة «تايم» بأنه الانتخابات الاكثر وحشية في التاريخ، وكان من اكثر المرشحين الجمهوريين المنافسين لجورج بوش جدية هو جون ماكين سيناتور اريزونا، الذي كان قد خاض الحرب الفيتنامية وكان والده الاميرال قائداً للقوات الاميركية في المحيط الهادئ اثناء الحرب العالمية الثانية .
\r\n
\r\n
\r\n
وكانت الطائرة التي يقودها جون ماكين نفسه قد اصيبت اثناء غارة على هانوي عام 1967 جرح وقفز في المظلة حيث اسره الفيتناميون من الفيتكونج الشيوعيين ليبقى خمس سنوات في السجن عرضة للاستجوابات المتلاحقة والتعذيب، ولقد كان يتمتع باحترام كبير من قبل الاميركيين على اساس شهرته كرجل نزيه يتمتع بالحزم الاخلاقي وبمعرفته العميقة بشئون السياسة الدولية وتعلقه بالقيم التقليدية وبمواقفه الشجاعة ضد صناعة التبغ وضد نفوذ المال على الحياة السياسية الاميركية وبنزعته المحافظة فيما يخص موضوع الاجهاض الذي ابدى حياله معارضة شديدة وكان شعاره الأساسي في حملته الانتخابية هو «من اجل تحد وطني جديد».
\r\n
\r\n
\r\n
ان جورج دبليو بوش، وعلى اساس نصائح كارل روف قد نجح في تحطيم صورة هذه الشخصية عبر اطلاق حملة اشاعات سوداء حول الحالة الصحية والعقلية لهذا المرشح ماكين بعد سنوات السجن القاسية في الوقت نفسه قام كارل روف بواسطة الهاتف والانترنت بفبركة حملة ترمي الى زرع الشكوك بالخصم وبأنه منافق وزوجته سيندي تتعاطى المخدرات بل وبأنه هو نفسه اب لولد غير شرعي.
\r\n
\r\n
\r\n
وضمن الاطار نفسه اطلقت كارين هيوز شعاراً يقول: «بوش المصلح مع ضمان النتائج» وشعار آخر بعد ذلك: «مشروعات حقيقية من اجل بشر حقيقيين» كان هذا كله يرمي الى القول بأن ماكين ليس سوى نتاج لشبكات الساسة في واشنطن.
\r\n
\r\n
\r\n
وبعد ان فاز بوش الابن بترشيح الحزب الجمهوري له من اجل خوض المعركة الانتخابية الرئاسية اصبح الهدف هو المرشح الديمقراطي آل جور نائب الرئيس بيل كلينتون والذي وصفه بوش اربع مرات خلال عشرين دقيقة بأنه مستعد لتقديم اي وعد كان من اجل الفوز في الانتخابات كان التكتيك بارعاً لان جور تردد في التمايز عن كلينون .
\r\n
\r\n
\r\n
وارثه وقد عمل روف من اجل ابراز صفة التردد هذه لديه كما تبدت براعة روف في دفع جورج بوش كي يتبنى خلال الاسابيع الاخيرة من الحملة الانتخابية خطاباً مدروساً يبدو فيه بمثابة الرجل الذي يمكن ان يلف الجميع حوله وانه مستعد لتعلم الكثير وكان ذلك يرمي الى طمأنة المحافظين المعتدلين، وعدم الظهور فقط بأنه محافظ متشدد ومتطرف وقد قال بوش في احد خطبه بولاية ميتشيجان: «من الهام جداً ضمان ان يطال الحلم الاميركي جميع القلوب ومن الهام جداً ان ينال كل طفل حقه في التعليم والا يتم نسيان اي طفل».
\r\n
\r\n
\r\n
ثم كانت عملية فرز الاصوات الرهيبة والطويلة في فلوريدا اذ بدا ان الفارق بين المرشحين هو اقل من 5,0% من الاصوات لصالح بوش لكن قوانين فلوريدا تقتضي في مثل هذه الحالة القيام بعملية «عد يدوي» لاوراق الاقتراع التي ربما ان الآلة قد أخطأت في حسابها لقد بدأ الكابوس والسباق المجنون وحرب الاعصاب .
\r\n
\r\n
\r\n
وتعددت آراء المحامين والمحاكم وبتاريخ 14 نوفمبر حسمت كاثرين هاريس، سكرتيرة الولاية في فلوريدا وصديقة عائلة بوش الامر وقررت وقف عملية الفرز عند الساعة الثانية من ظهر يوم 15 نوفمبر كان بوش متفوقاً عندها ب 300 صوت ثم تفوق ب 630 صوت من اقتراع ما وراء البحار لكن الجنون استمر ونظر الديمقراطيون بتشكك كبير للأرقام الكبيرة لأولئك الذين لم يدلوا بأصواتهم في بعض دوائر فلوريدا.
\r\n
\r\n
\r\n
وبعد عملية تحكيم قامت بها المحكمة الفيدرالية العليا قبل جور في 13 ديسمبر بهزيمت، واعلن جورج بوش رسمياً عن فوزه داعياً الى الوحدة الوطنية في 21 يناير 2001 ثم التنصيب الرسمي للرئيس الثالث والاربعين للولايات المتحدة جورج دبليو بوش كان والداه موجودين وحفر 155 شخصاً من افراد عائلة بوش احتفالات بعد الظهر بعد ان كان الرئيس الجديد قد ادى اليمين عند الساعة الثانية عشرة وعشرة دقائق يومها باداة والده قائلاً: «السيد الرئيس» وعند المساء ذهب برفقة زوجته، لورا، من اجل تدشين حفلات للرقص اقيمت على شرفه، حيث قال مازحاً: «الوقت الآن ليس للخطب وانما للرقص».
\r\n
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.