لكنه اعترف بعد ذلك بأن حلّه، المتمثل في انشاء حسابات خاصة، ليس له صلة بالمشكلة الأساسية، وهي العجز المرتقب في صندوق الضمان الاجتماعي على المدى البعيد.وفي غضون ذلك، ما انفك الرئيس يدق نواقيس الخطر حول برنامج لا يزال إلى الان يتمتع بفائض في موازنته، متجاهلاً في الوقت ذاته برنامجاً آخر يعاني من مشاكل وهو برنامج الرعاية الطبية «مديكير». \r\n \r\n \r\n أو تكاليف الرعاية الصحية بصورة عامة. وكأن الرئيس بذلك يريد تبديل سقف منزل لان ضمانه ينتهي بعد 20 عاماً، متجاهلاً في الوقت ذاته التسريبات الحالية في أساسيات المنزل والتي تغرق القبو بالمياه.دعونا نلقي نظرة سريعة على الحقائق في هذا الموضوع. فهناك الآن فائض في موازنة نظام الضمان الاجتماعي أي انه يدخل من المال اكثر مما ينفق. \r\n \r\n \r\n وسوف يستمر على هذه الحال لأكثر من عقد مراكماً أكثر من 5 تريليونات دولار على شكل سندات تأمين لدى الخزانة الفيدرالية. وبصرف هذه السندات - التي لا يمكن التخلف عن سدادها ما لم يتم التخلف عن سداد سندات التأمين الأميركية بشكل عام سيكون بمقدور نظام الضمان الاجتماعي دفع كل التعويضات المستحقة للأربعين أو الخمسين سنة المقبلة. \r\n \r\n \r\n وعندئذ، إذا لم يتم فعل شيء، فسوف يدفع نظام الضمان الاجتماعي تعويضات تفوق في مجملها ما يدفعه الآن لكي تغطي فقط 70 إلى 80 في المئة، من أقساط التعويضات الاجتماعية الموعودة.وليس هناك برنامج حكومي أفضل حالاً من نظام الضمان الاجتماعي وعلى سبيل المثال، فإن ميزانية البنتاغون تعاني من عجز يقدر بمئات المليارات عن متطلبات خططها للسنوات الخمس المقبلة. \r\n \r\n \r\n وميزانية قطاع التعليم تعاني أيضاً من عجز بقيمة 13 مليار دولار في الاعتمادات المالية التي وعد بها الرئيس. ويحذر الرئيس من أنه بعد 13 عاماً من الآن، في عام 2018، سوف يتجاوز الإنفاق من نظام الضمان الاجتماعي الدخل الخاص به، وهذا يعني انه سيسحب من الفوائد المستحقة له من سندات التأمين. ويشير الرئيس إلى ان هذا يعد بحد ذاته أزمة. \r\n \r\n \r\n لكن نظام الرعاية الطبية «مديكير» ينفق منذ الآن اكثر مما يدخل عليه من أموال. وسوف يتم استنزاف صندوق «مديكير» قبل 20 أو 30 عاماً من استنزاف صندوق الضمان الاجتماعي.كما ان التكاليف التي يتحملها مديكير على خطى تكاليف الرعاية الصحية عموماً تشهد ارتفاعاً حاداً وبوتيرة أسرع من وتيرة التضخم، والعجوزات المتوقعة في ميزانية الضمان الاجتماعي. \r\n \r\n \r\n وبعبارة أخرى فإن نظام الضمان الاجتماعي لديه مشكلة على المدى البعيد، لكن «مديكير» الذي يمثل جزءاً حيوياً من نظام الرعاية الصحية، يعاني من مشاكل خطيرة في الوقت الراهن.ان الحل لمشكلة قصور نظام الضمان الاجتماعي على المدى البعيد بسيط نسبياً. فإذا تم رفع الحد الأدنى للأجور، ودعم الاتحادات العمالية على نحو يضمن للعمال حصة منصفة من الأرباح والإنتاجية التي يولدونها. \r\n \r\n \r\n وتم أيضا الانتقال إلى اقتصاد قادر على تشغيل كامل القوة العاملة عندها سوف يختفي قصور نظام الضمان الاجتماعي من تلقاء نفسه. أو إذا تم التسليم بوجود اقتصاد قائم على الأجور المتدنية، كما يحدث الآن نتيجة لسياسات بوش، فعندها يجب فرض ضرائب متساوية على جميع مستويات الدخل. الجميع يدفع، الجميع يساهم، وهذا يعني ان نظام الضمان الاجتماعي قادر على وفاء ديونه لبقية هذا القرن. \r\n \r\n \r\n لكن مشاكل «مديكير» ليست أكثر إلحاحاً فحسب، وإنما أيضاً أعمق بكثير من مشاكل الضمان الاجتماعي، فمشكلة تكاليف مديكير لا يمكن حلها بدون حلّ مشكلة الرعاية الصحية في الولاياتالمتحدة. فنحن ننفق على الرعاية الصحية أكثر بكثير مما ينفقه أي بلد صناعي آخر، لكننا نحقق نتائج أسوأ فيما يتعلق بمتوسط العمر الافتراضي. \r\n \r\n \r\n نحن ندفع أكثر ونجني ثماراً اقل، وذلك لأننا نهدر المليارات على إدارة شركات التأمين وتسويقها ومزيداً من المليارات على المؤسسات الصحية.لكن هذه الشركات التي تحقق أرباحاً فاحشة من الرعاية الصحية لديها إحدى أقوى جماعات الضغط في واشنطن. وهي تحتال على دافعي الضرائب، عن طريق رشوة الكونغرس الذي ربما يكون الأكثر فساداً في تاريخ الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n \r\n ولنتأمل قليلاً في مشروع قانون العقاقير الدوائية. لقد فرضت الأغلبية الجمهورية على الكونغرس مشروع قانون يلزم نظام «مديكير» بأن يدفع للمؤسسات الصحية لقاء رعايتها للمرضى مبالغ تزيد ب 25 بالمئة عما يفترض ان تدفعه في ظل نظام الرعاية الطبية التقليدي. \r\n \r\n \r\n ثم رشا الجمهوريون شركات الصناعات الدوائية عن طريق منع نظام مديكير من التفاوض لشراء الأدوية بسعر أفضل. وهذه المليارات التي سلبت من دافعي الضرائب كان يمكن ان تساهم إلى حد كبير في تغطية العجز المتوقع في موازنة الضمان الاجتماعي. \r\n \r\n \r\n لم يعر بوش أي اهتمام لنظام الرعاية الصحي المنكوب، ولم يقل شيئاً عن التحديات التي تواجه مديكير. لكنه بدلاً من ذلك اقترح استنزاف صندوق الضمان الاجتماعي لأجل إنشاء حسابات خاصة ثم اعترف بأن هذه الخطة لن تساعد حتى في معالجة مشكلة القصور الذي سيواجه نظام الضمان الاجتماعي على المدى البعيد. \r\n \r\n \r\n والأمر أشبه بسيارة جيدة تسير بسلاسة، لكن أحد اطاراتها ربما يتشقق ويسرب الهواء بعد عقد من الآن وما يطالب به الرئيس بوش هو إرسال هذه السيارات إلى «السكراب» وشراء واحدة جديدة على الفور.لا عجب أذن ان خطة الخصخصة التي اقترحها بوش تواجه متاعب الآن. \r\n \r\n \r\n لكن حتى إذا استطعنا منعه من تفكيك نظام الضمان الاجتماعي، فسوف نعاني جميعاً لأنه يتجاهل التحدي الحقيقي الذي يواجه البلد وهو نظام الرعاية الصحية المفلس في بلدنا. لقد أصبحت الفطرة السليمة القائمة على البديهة سلعة نادرة في واشنطن هذه الأيام. \r\n \r\n