والأسبوع الماضي، وجه الرئيس بوش رسالته للأميركيين الأفارقة مشيراً الى أن الخصخصة ستعود بالنفع عليهم بشكل خاص ولقد أثار هذا بعض الشكوك الطبيعية. لأن بوش منذ توليه الرئاسة كان وما زال خصماً أكثر منه نصيراً للأميركيين الأفارقة. يجادل الرئيس بأنه بما ان متوسط أعمار الأميركيين الأفارقة اقصر من متوسط اعمار البيض وثرواتهم اقل من ثروات البيض. \r\n \r\n \r\n فإن حسابات الضمان الاجتماعي الخاصة من شأنها ان تساعدهم فإذا ماتوا مبكراً بعد التقاعد، يمكنهم عندها توريث ما بقي من حسابات تقاعدهم الى اولادهم ليساعدوا بذلك عوائلهم على البدء في جمع الثروة. الأفضل اختبار هذا الكلام الفارغ قبل ابتلاعه اذا تحقق للرئيس بوش ما يريده، فإن الأميركيين الأفارقة مثل بقية الأميركيين سيخسرون أكثر مما سيكسبون على الأرجح. \r\n \r\n \r\n متوسط أعمار الأميركيين الأفارقة اقل من البيض، لأننا نعاني من الفقر والاجهاد الكثير ثم الكثير من الأطفال الأميركيين الأفارقة ينشأون في الفقر ويعانون من سوء التغذية ويعيشون بدون تأمين صحي أو رعاية صحية اما بالنسبة للبالغين من الأميركيين الافارقة فهم يعملون بجد واجتهاد اكثر من غيرهم ويكسبون اقل مما يجعلهم عرضة لقدر اكبر من الاجهاد والضغط النفسي. \r\n \r\n \r\n ما زلنا ندفع ضريبة العرق المتواصلة فنحن ندفع سعراً اكبر لقاء السلع نفسها، ونواجه صعوبة وتكاليف اكبر في الحصول على التأمين او الاعتمادات المصرفية، وبسبب العبودية والتمييز العنصري بقينا طيلة اجيال محرومين من جمع الثروة. \r\n \r\n \r\n يبدو ان سياسات بوش مصممة على جعل الأمور أسوأ بالنسبة للأميركيين الأفارقة والفقراء العاملين عموماً وسياساته سوف توسع ذات الفجوة في متوسط الاعمار التي يستخدمها للترويج لخطة خصخصة برامج الضمان الاجتماعي. \r\n \r\n \r\n كما ان ميزانيته الحالية ستخفض مخصصات نظام الرعاية الصحية «مديكير» على نحو يقلص الى حد بعيد حجم الخدمات الصحية التي يستفيد منها الفقراء ولا شك ان سياساته الصحية سوف تستمر في زيادة عدد الأميركيين الذين ليس لديهم تأمين صحي والذين وصل عددهم الى 45 مليون شخص وهذا رقم قياسي بكل المعايير، وميزانيته اذا تمت الموافقة عليها، سوف تقلص قائمة الاعانات الغذائية التي تستفيد منها 300 ألف عائلة. \r\n \r\n \r\n وسوف تقلص خدمات رعاية الطفولة التي يستفيد منها 300 ألف طفل. ويرفض بوش رفع الحد الأدنى لأجور اليد العاملة، ويمضي في خفض الانفاق على التعليم، ويقف موقف المتفرج فيما يتواصل ارتفاع رسوم الدراسة في الجامعة الى درجة تحرم اعداداً متزايدة من العائلات من الدراسة وفي الوقت ذاته، يريد بوش استحداث تخفيضات ضريبية اضافية للاثرياء، تاركاً البلد بعجوزات قياسية في الميزانية وضغوط متزايدة على البرامج التي تخدم الفقراء. \r\n \r\n \r\n ان ادعاء بوش بأن الأميركيين الأفارقة سوف يستفيدون من خطة الخصخصة هو ادعاء خاطئ عار عن الصحة فمن شأن خطته ان تخفض تعويضات الاعاقة، التي تستفيد منها الكثير من العوائل والاطفال الاميركيين الافارقة اكثر من غيرهم على نحو يوازن كفتهم مع البيض من الاستفادة الاجمالية من نظام الضمان الاجتماعي. \r\n \r\n \r\n وفوق ذلك، فإن الأميركيين الافارقة هم اكثر من البيض الاثرياء اعتماداً على نظام الضمان الاجتماعي لانتشالهم من الفقر في سن التقاعد واذا تمت الموافقة على الخطة التي اقترحتها لجنة بوش فإن الخصخصة سوف تخفض التعويضات المكفولة عن مستوى 40 بالمئة من الدخل السابق الى حوالي 8 بالمئة وسينتهي المطاف بأعداد متزايدة من الشيوخ والمسنين الى الفقر أو برامج الاعانة ولن يكون بمقدور الحسابات الخاصة لمعظم العمال تغطية التخفيضات في تعويضاتهم، المكفولة. \r\n \r\n \r\n وسيحكم على العمال ذوي الدخل المتدني ان يعيشوا في فقر دائم. وفضلاً عن ذلك، فإن بوش يقترح اقتراض 9,4 تريليونات دولار على مدار العقدين المقبلين لتغطية تكاليف تقاعد جيل الطفرة، وهذا سيفرض بدوره ضغوطاً متزايدة على اسعار الفائدة، مما يجعل من الأصعب على العائلات الفقيرة ومتوسطة الدخل تمويل منازلها او مشاريعها التجارية الصغيرة او تغطية تكاليف ابنائهم في الجامعات. \r\n \r\n \r\n والآن بدلاً من اضعاف شبكة السلامة التي تكفل العيش الكريم للمتقاعدين في نهاية حياة طويلة من العمل الدؤوب دعونا نتعامل مع العقبات الحقيقية التي تجعل الاميركيين الأفارقة يموتون في سن ابكر أو يعانون من الاعاقات اكثر من غيرهم دعونا نعمل من اجل خفض مستويات الفقر وضمان توفير الرعاية الصحية الكافية والاستثمار في مدارس لائقة ومساكن معقولة التكلفة، ورفع الحد الأدنى لأجور العمال الكادحين لا تسحب البساط من تحت المتقاعدين زاعماً انك تساعد الأميركيين الأفارقة. \r\n \r\n \r\n خدمة: لوس أنجلوس تايمز خاص ل «البيان» \r\n \r\n \r\n