\r\n وكان أول رئيس يكسب مقاعد إضافية في مجلس النواب ومجلس الشيوخ معاً في دورته الرئاسية الثانية منذ إعادة انتخاب فرانكلين روزفلت عام 1936. \r\n \r\n في الكونغرس سيجد زعيم الأغلبية الجمهورية بيل فريست نفسه في وضع مريح بمجلس الشيوخ، بوجود أربعة أصوات جمهورية جديدة وزعيم ديمقراطي جديد وعدد من الديمقراطيين بانتظار إعادة الانتخاب عام 2006 والذين لابد أن يفكروا بالهزيمة النكراء التي مني بها زعيمهم توم داشل. \r\n \r\n كما أن رئيس المجلس دنيس هاسترت لديه الآن فرصة ممتازة لاجتذاب أعضاء ديمقراطيين وبناء أغلبية من الحزبين كليهما. وبالنظر إلى واقع جمهور الناخبين الذي تعلق شريحة كبيرة منه أهمية على القيم الأخلاقية، تبرز تساؤلات حول مدى ارتياح العديد من الديمقراطيين للعمل في ظل زعيم أقلية )النائبة نانسي بيلوسي( من سان فرانسيسكو التي تعتبر إحدى أكثر المدن ليبرالية في الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n هناك الكثير من النواب الديمقراطيين في المجلس التشريعي الذين ربما يجدون من الصعب عليهم التصويت ضد أجندة الإصلاح التي تمثلها رؤية جورج بوش لمجتمع الملكية بكل ما فيه من حسابات التوفير للرعاية الصحية وحسابات التقاعد الشخصية وحسابات الأمن الاجتماعي الشخصية، وذلك لأن هؤلاء النواب الديمقراطيين يمثلون أقاليم تقوم على الملكية الشخصية للعقارات، وفيها الكثير من السكان الذين يملكون مشروعات تجارية صغيرة، أو يعملون لحسابهم الخاص. \r\n \r\n لكن ماذا عن المدى الطويل؟ هناك ثلاثة انتخابات سابقة كانت بمثابة نقاط انطلاق لتأسيس أغلبية مستقرة: فوز توماس جيفرسون عام 1800، فوز وليام ماكنيللي عام 1896 وإعادة انتخاب فرانكلين ديلانو روزفلت عام 1936. وفي كل من هذه الحالات الثلاث نتج عن انصهار شخصية رئاسية بقضية أساسية مهمة للشعب نظام جديد من القوة حكم البلد لجيل كامل. \r\n \r\n تمكن جيفرسون من القضاء على الحزب الفيدرالي واستمر اتباعه في حكم أميركا لمدة 24 عاماً، في حين دشن ماكنيللي أغلبية جمهورية دامت 36 عاماً لم يقطعها سوى نصر ديمقراطي واحد نتج عن انقسام الحزب الجمهوري. كما أن الأغلبية التي جناها روزفلت احتفظت بالبيت الأبيض ل 20 عاماً بدون انقطاع وسيطرت على الكونغرس ل 64 «لم يتخللها سوى مرتين سيطر فيهما الجمهوريون ولم يدوما سوى لدورة واحدة». \r\n \r\n مهندس حملة بوش الانتخابية كارل روف يفهم هذا التاريخ جيداً، كما يفهمه أي محلل سياسي في العصر الحديث ولذلك فإن حملة الرئيس بوش منذ ترشيح نفسه عام 1999 اتخذت نسقاً يبني هذا النوع من الأغلبية. وهناك ثلاثة أمور مهمة إذا قام بها الجمهوريون فسوف يضمنون أغلبية حاكمة لجيل كامل أو أكثر. \r\n \r\n أولاً، عليهم أن يمرروا أو يطبقوا سلسلة متواصلة من الإصلاحات والتحولات التي تجعل حياة الشعب الأميركي أفضل، والتركيز بشكل خاص على ميدان الرعاية الصحية، الذي يمثل أكبر جزء على الإطلاق من الاقتصاد الأميركي. ولا يمكن موازنة الميزانية الفيدرالية ما لم تجري تحولات جذرية في نظام الرعاية الصحية، وفي هذا الميدان بالتحديد من الممكن إطلاق مبادرات عديدة تحظى بتأييد كلا الحزبين. \r\n \r\n وكانت مبادرة حسابات التوفير الخاصة بالرعاية الصحية خطوة مهمة في هذا الاتجاه ولقد شهدت الشركات والأعمال التجارية الصغيرة التي استخدمت هذا البرنامج انخفاض قيمة أقساط تأمينها الصحي بنسبة 44 بالمئة بالمتوسط منذ السنة الماضية. \r\n \r\n وكانت اقتراحات بوش بإجراء المزيد من التحولات في سياسة الرعاية الصحية في خطابه خلال المؤتمر الجمهوري بنيويورك خطوة جيدة لتوسيع الأغلبية الجمهورية. يمكننا الحصول على رعاية صحية أفضل وبتكلفة أقل يمكننا أن نحل مشكلة المواطنين الذين ليس لديهم تأمين صحي ونضمن توفير رعاية صحية للأقليات لا تقل جودة عن الرعاية الصحية لبقية الأميركيين. \r\n \r\n ثانياً، ابتداء من ميدان الرعاية الصحية، يجب على الجمهوريين أن يشملوا الأميركيين الأفارقة والأميركيين اللاتينيين والأميركيين الآسيويين والأميركيين الأصليين في تطوير سياستهم ولأن هذه الشرائح العرقية تعاني أكثر من غيرها من مرض السكري، فإن إيجاد حلول ناجعة لهذا المرض ولمشكلة البدانة يساهم بشكل مباشر في تحسين حياة الأقليات في أميركا كما أن القضاء على السرطان كسبب للوفاة ). \r\n \r\n وهو هدف يمكننا تحقيقه بحلول عام 2015 بحسب تصورات اندي إيشنباك مديرة المعهد الوطني للسرطان( سيروق كثيراً لشرائح الأقليات العرقية في أميركا واذا شعر هؤلاء بأنهم مشمولون في الاعتبارات السياسية للجمهوريين. \r\n \r\n فلن يكون بإمكان الساسة في جناح الأقلية اليساري أن يستثيروا ويعززوا المخاوف العنصرية لتحقيق مكاسب سياسية في انتخابات 2006 و2008 وإذا صوتت الأقليات الأميركية بما ينسجم مع قيمها بدلاً من اتباع ميولها الحزبية الموروثة، فإن الأغلبية الجمهورية ستدوم لجيل كامل. \r\n \r\n \r\n ثالثاً، إن على الجمهوريين أن يتحلوا بالصدق في الاعتراف باخفاقاتهم، وعليهم ان يتعلموا من أخطائهم، فالعالم مكان بالغ التعقيد ولا بد فيه لأي حزب حاكم من اتخاذ بعض القرارات غير الصائبة، لكن واجبك لا يقتصر فقط على اتخاذ القرارات الصائبة، بل عليك أيضاً ضمان التواصل الصحيح والتطبيق الصحيح. \r\n \r\n وإلا فإن القرار الصائب لن يجدي نفعاً لقد تمت حرب أفغانستان بشكل ممتاز لكن حرب العراق شابتها أخطاء كبيرة بعد النصر العسكري ولو أظهر الجمهوريون استعداداً لإدخال بعض التعديلات على خطتهم في العراق لكسبوا الانتخابات الرئاسية بسهولة أكبر وبهامش أكبر. \r\n \r\n الشعب يريد أغلبية حاكمة مستقرة والحكم يعني تسيير شئون البلد داخلياً وخارجياً ولا شك أن الناس سوف يتفهمون الأخطاء ويتسامحون معها إذا اعترف الحزب الحاكم بها صراحة وتعامل معها بشجاعة وفي النهاية فإن الأغلبيات الحزبية الحاكمة يجب أن تكون ناجحة براغماتياً بقدر ما هي ناجحة أيديولوجياً. \r\n \r\n إذا طبق الجمهوريون هذه المبادئ الثلاثة، فإن المؤرخين في المستقبل سوف ينظرون إلى الوراء في الزمن إلى عام 2004 باعتباره نصراً عظيماً دشن جيلاً من حكم يمين الوسط بزعامة الجمهوريين لكن هذا النصر ربما يكون سقفاً لتطلعات الجمهوريين، إذا سمحوا هم بذلك. \r\n \r\n