\r\n \r\n وكممارسة سنوية لهذا الحدث، كانت هناك خطابات سياسية ألقاها زعماء سياسيون أميركيون كان من بينهم في السنوات السابقة كل من الرئيس بيل كلينتون، وتوم داشل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، والسيناتور إدوارد كينيدي، وكولن باول و3 آخرين من أعضاء حكومة بوش. وفي هذه السنة، كانت هناك خطابات سياسية قصيرة ألقاها كل من وزير الطاقة سبنسر أبراهام، وعضو الكونغرس راي لحود ممثل ولاية إيلينوي، والسيناتور ريتشارد دوربين الرئيس الحالي للحزب الديمقراطي، ونانسي بيلوسي زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب. \r\n \r\n وكان لابد من وجود مزاج احتفالي بوجود هذا الحشد من الشخصيات. لكن لوجود الأحداث التي تتكشف طياتها في كل العالم، كان هناك تيار خفي من الشعور بالإحباط والأذى. فهناك الأزمة المتنامية في العراق التي تعقّدت بفعل الصور الفوتوغرافية التي تقدم دليلاً على التعذيب والإهانة في السجون العراقية، واستمرار العنف في فلسطين إضافة إلى القلق الدائم على الحريات المدنية؛ وكان لذلك كله حضور ثقيل ألقى بظله القاتم على الاحتفال. \r\n \r\n إن أميركا منقسمة، ومعها العرب الأميركيون إلى حد بعيد. فعندما نوّه أحد المتحدثين الديمقراطيين إلى أنه صوّت ضد الحرب، انفجرت من أكف الكثيرين عاصفة من التصفيق كانت في رأي البعض أطول مما ينبغي. وعندما نوّه مدير المراسم إلى وجود رالف نادر بين الحاضرين، صاح البعض فرحاً بصوت ربما كان في رأي البعض أعلى مما ينبغي. وعندما وصفت شاعرة فلسطينية معاناة الفلسطينيين، كانت كلماتها مشحونة بانفعالية أشد مما ينبغي في رأي البعض. وكان إبداء العاطفة هذا حقيقياً وغير مخطط له، فهذا زمان ليس سهلاً على العرب الأميركيين. ويشعر أبناء هذه الجالية بالقوة، لكنهم يتطلعون أيضاً إلى زعماء الأمة للحصول منهم على استجابة لأسباب القلق الأعمق. \r\n \r\n وفي الواقع أنه لا يمكن تفسير تلك العواطف ومشاعر القلق السياسي لدى العرب الأميركيين بأنها فقط معنية بالسياسات الحزبية، بل هي تعبير عن الإحباط بسبب خروج الأزمات عن نطاق السيطرة وعدم إيلاء كل الأطراف اهتماماً كافياً لها في خضم الجدل السياسي. فعلى رغم شعور الكثير من العرب الأميركيين بارتياح ضئيل جداً حيال بوش، لم يكسب المرشح الديمقراطي جون كيري تأييد الساخطين منهم. \r\n \r\n وتجلى هذا الإحباط في استطلاع للرأي أجراه معهدنا وشمل 500 من الناخبين العرب الأميركيين في 4 ولايات انتخابية رئيسية (أوهايو، ميشيغان، بينسلفانيا، فلوريدا). وتبيّن أن القلق حيال الاقتصاد والرعاية الصحية والإرهاب والتعليم يحتل رأس القائمة لدى الناخبين العرب الأميركيين. ولم يحصل بوش ولا كيري على تأييد قوي من هؤلاء بشأن العراق ولا بشأن النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. ولذا يشير30% منهم في الولايات الأربع إلى أنهم الآن إماّ يؤيدون رالف نادر أو أنهم لم يحسموا أمرهم بشأن تصويتهم. \r\n \r\n لكن لا ضرورة لشعور العرب الأميركيين باليأٍس؛ وقبل أن تنتهي الانتخابات، ستكون لأصواتهم أهمية وستجد من يسمعها. ففي عام 2000، كان الفارق بين بوش وآل غور 200 ألف صوت فقط في الولايات الأربع. والآن، تشير الاستطلاعات إلى أن بوش وكيري يتمتعان بنسب تأييد متقاربة في فلوريدا وبنسلفانيا. ولهذا، وبسبب توقع إقبال 500 ألف عربي أميركي على التصويت في الولايات الأربع، من الممكن أن يكون للجالية العربية دور تلعبه في نوفمبر. \r\n \r\n وإذا استمرت مشاركة الجالية العربية وحافظت على تركيز جهودها، فإنها ستحظى بالاهتمام. والجهود نفسها، إذا استمرت ستعطي العرب الأميركيين الصوت الذي يحتاجون إليه في الجدل السياسي الدائر في هذه السنة الانتخابية. \r\n \r\n أماّ الأزمات الخاصة التي يبدي العرب الأميركيون اهتماماً بها فإنها لن تختفي ولن يمكن تجاهلها. وقد برهن الحفل المذكور على ذلك. فما زال هنا وقت قبل الانتخابات؛ وسيكون للجدل شأن أكبر في الخريف. \r\n \r\n