*لليوم الثاني.. خدمة Premium الجديدة بقطارات السكة الحديد "كاملة العدد"    من جديد.. "وزارة النقل" تصدر بيانًا صحفيًا بشأن أزمة جريدة فيتو: "لا نستهدف حبس الصحفيين"    دعمًا للأجيال الواعدة.. حماة الوطن يكرم أبطال «UC Math» في دمياط    النفط يتجه لإنهاء خسائر دامت أسبوعين مع ضبابية محادثات أوكرانيا    أسعار البيض اليوم الجمعة 22 أغسطس    جمعية الخبراء: 3 أسباب رئيسية وراء القفزة التاريخية في الحصيلة الضريبية    «المشاط»: العلاقات المصرية اليابانية تقوم على التفاهم المتبادل والالتزام المشترك بتحقيق التنمية    «مدبولي» يشارك في الجلسة الختامية لمؤتمر طوكيو للتنمية الأفريقية «تيكاد 9»    الرئيس الأوكراني: نحتاج لضمانات أمنية قوية قبل وقف الحرب مع روسيا    الأمم المتحدة: 500 ألف من سكان غزة يواجهون جوعا كارثيا    توتر متصاعد في غزة مع تهديدات إسرائيلية ب "فتح أبواب الجحيم"    زيلينسكي: صمدنا 1276 يوما من الحرب أمام روسيا للحصول على استقلالنا    تحليل: إيران وقوى أوروبية تناقش المحادثات النووية والعقوبات    مصدر بالزمالك يكشف موقف محمد شحاتة من لقاء فاركو    تشكيل تشيلسي المتوقع أمام وست هام يونايتد.. بيدرو يقود الهجوم    محمود ناجي يدير مباراة السنغال وأوغندا في ربع نهائي أمم افريقيا للمحليين    نجم الزمالك السابق: ألفينا يذكرني ب دوجلاس كوستا    ناشئو وناشئات الطائرة يتوجهون إلى تونس بحثًا عن التتويج الإفريقي    رفع 37 سيارة ودراجة نارية متهالكة خلال 24 ساعة    «الأرصاد» تكشف حالة طقس غدًا السبت |إنفوجراف    الداخلية تكشف تفاصيل اقتحام منزل والتعدي على أسرة بالغربية    انقلاب سيارة ربع نقل على طريق أسيوط الصحراوي يصيب 6 أشخاص بالفيوم    محمد رمضان يساند أنغام ويهديها أغنية على مسرح بيروت    ثائرٌ يكتُب    مصر تكتشف مدينة أثرية كاملة تحت الماء    مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يعلن لجنة تحكيم الدورة ال32    وزير الثقافة يستقبل وفد الموهوبين ببرنامج «اكتشاف الأبطال» من قرى «حياة كريمة»    الحبس عامين ل تارك صلاة الجمعة بماليزيا.. أحمد كريمة يوضح الرأي الشرعي    للقضاء على قوائم الانتظار.. الانتهاء من 225 عملية متنوعة بمستشفى العريش    تهيئة نفسية وروتين منظم.. نصائح هامة للأطفال قبل العودة إلى المدارس    وزيرة التنمية المحلية تستعرض تقريرًا حول مشروع التنمية العمرانية بمدينة دهب    أستاذ بالأزهر: مبدأ "ضل رجل ولا ضل حيطة" ضيّع حياة كثير من البنات    ما الواجب على من فاته أداء الصلاة مدة طويلة؟.. الإفتاء توضح    للرزق وتيسير الأمور.. دعاء يوم الجمعة مستجاب (ردده الآن)    وزير الطيران: مصر من أوائل الدول الداعمة للتعاون في صناعة النقل الجوي    الإسكندرية السينمائي يحتفل بمئوية سعد الدين وهبة ويكرم نخبة من أدباء وشعراء مدينة الثغر    منير أديب يكتب: اختراق أم احتراق الإخوان أمام السفارات المصرية بالخارج؟    روسيا تعتقل عميلين للاستخبارات العسكرية الأوكرانية وتجري مناورات في بحر البلطيق    غدًا.. إعلان نتيجة التقديم لرياض أطفال والصف الأول الابتدائي بالأزهر| الرابط هنا    نيوكاسل يطارد المهاجم النرويجي ستراند لارسن.. وولفرهامبتون في معركة للحفاظ على نجم الهجوم    محافظ أسيوط يسلم جهاز عروسة لابنة إحدى المستفيدات من مشروعات تمكين المرأة    «زي النهارده«في 22 أغسطس 1945.. وفاة الشيخ مصطفى المراغي    «زي النهارده» في 22 أغسطس 1948.. استشهاد البطل أحمد عبدالعزيز    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 22 أغسطس 2025    كيف يتصدى مركز الطوارئ بالوكالة الذرية لأخطر التهديدات النووية والإشعاعية؟    لو بطلت قهوة.. 4 تغييرات تحدث لجسمك    النصر يستعيد نجمه قبل نهائي السوبر    «خير يوم طلعت عليه الشمس».. تعرف على فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة فيه    صفات برج الأسد الخفية .. يجمع بين القوه والدراما    تعليم الجيزة تواصل أعمال الصيانة والتجديد استعدادا للعام الدراسي الجديد    لاعب الأهلي الأسبق: ديانج لا غنى عنه.. وبن رمضان الصفقة الأفضل    إحالة أوراق المتهم بقتل أطفاله الأربعة في القنطرة غرب إلى مفتي الجمهورية    تنفيذ حكم الإعدام في مغتصب سيدة الإسماعيلية داخل المقابر    تنفيذ حكم الإعدام بحق قاتل زوجين في «مجزرة سرابيوم» بالإسماعيلية    فطور خفيف ومغذ لصغارك، طريقة عمل البان كيك    «هتسد شهيتك وتحرق دهونك».. 4 مشروبات طبيعية تساعد على التخسيس    مصرع شابين غرقا بنهر النيل فى دار السلام بسوهاج    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شخصية "أوباما" .. بين الجدل والكاريزما
نشر في أخبار مصر يوم 30 - 10 - 2008

لأول مرة فى تاريخ ماراثون الرئاسة الأمريكية ،ينجح مرشح من أصل أفريقى فى الفوز بترشيح الحزب الديمقراطى لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2008، حيث تمكن سيناتورايلينوى باراك أوباما الملقب بالحصان الأسود الثلاثاء 3يونيه /حزيران 2008 من اجتياز الحواجز نحو سباق البيت الأبيض رغم الجدل الكبير الذى أثير حوله مدى جدارته بسبب لونه وأصله ودينه، وذلك بعد حملة انتخابية طويلة واجه خلالها المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون زوجة الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون فى منافسة شديدة انتهت بتفوق "أوباما "في الانتخابات التمهيدية بمونتانا فيما تفوقت منافسته سناتور نيويورك في ساوث داكوتا ليتم اسدال الستار على حرب الانتخابات التمهيدية.
وقد حصل "أوباما " على 57 % من أصوات ديمقراطيي مونتانا مقابل 40 % لهيلاري التي فازت بدورها في ساوث داكوتا بنسبة 55 % مقابل 45 % لأوباما ليقتسما نحو 30 مندوبا يمثلان الولايتين حيث حصد أوباما 2156 صوتا من أصوات المندوبين الملزمين والسوبر ليتأهل تلقائيا للترشح عن الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة بعد أن تجاوز الرقم السحرى المطلوب(2118 ) مندوبا.
ومن أبرز مؤيدى "أوباما " خلال حملته الانتخابية تحت شعار"التغيير إلى الأفضل": الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وجيمس كلايبرن، من أبرز زعماء السود ويعد الشخصية الثالثة في مجلس النواب، بعد نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية الديمقراطية هاري ريد،والمرشح الديمقراطي السابق، جون إدواردز.
طموحات "أوباما"
وفي واشنطن ،أعلن "أوباما " الاربعاء 4 يونيه/حزيران 2008 أمام لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك"، وهي جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل إنه إذا انتخب رئيسا في نوفمبر/تشرين الثاني 2008، سيعمل من أجل السلام مع وجود دولة فلسطينية بجوار إسرائيل. وأضاف "ان ايران تشكل اكبر تهديد لاسرائيل وللسلام والاستقرار في المنطقة مشيراً الى انه سيعمل على "الغاء" التهديد الذي تشكله ايران لمنطقة الشرق الاوسط وللأمن الدولي، معتبراً أن القدس يجب أن تبقى عاصمة "موحدة" لاسرائيل، لكنه عدل عن موقفه المؤيد لاسرائيل بشأن القدس بعد ردود أفعال غاضبة من بعض الزعماء الفلسطينيين، قائلا إن الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن يتفاوضوا على مستقبل المدينة المقدسة.
من هو.. "أوباما" ؟
اسمه باراك حسين أوباما، ولد في 4 أغسطس/اب 1961، في (هونولولو، هاواي)، وهو سيناتور ديموقراطي من ولاية إيلينوي الأمريكية، ويعد الأمريكي ذوالأصول الإفريقيه الوحيد حاليا في مجلس الشيوخ ، ففي سنة 2004 انتخب لمجلس الشيوخ في الولايات المتحدة.
طفولته
ولد باراك أوباما في هاواي لأب كيني أسود مسلم كان يدرس في أحد برامج جامعة هاواي، وأم أميركية بيضاء من ولاية كانساس. وحين انفصل الزوجان ،كان باراك في الثانية من عمره وعاد الأب إلى كينيا، وأصبحت الأم مسئولة عن تربية الطفل.
ثم انتقل "أوباما" إلى جاكرتا بعدما تزوجت أمه مهندس بترول إندونيسياً وأنجبت أخته غير الشقيقة مايا، وخلال تلك الفترة (يذكر الكاتب الروائي سكوت تورو أحد أصدقاء أوباما) أنه انتظم لمدة سنتين في مدرسة إسلامية ثم التحق بعد ذلك بمدرسة مسيحية كاثوليكية ،واعتنق أوباما المسيحية بحسب طائفة كنيسة المسيح المتحدة. وعندما بلغ أوباما العاشرة من عمره عاد إلى ولاية هاواى ليعيش حياه مرفهة مع جده وجدته لأمه، وفي تلك الأثناء التقى أوباما بوالده الكيني . وقد عانى أوباما في سنوات المراهقة من مسألة تنوع أصوله العرقية وتحديد هويته الثقافية لدرجة تناوله المخدرات لفترة قصيرة.
مؤهلاته الدراسية
التحق "أوباما" بإحدى جامعات كاليفورنيا قبل أن ينتقل إلى جامعة كولومبيا في نيويورك، وتخرج فيها عام 1983، حاصلاً على بكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، دخل بعدها في مجال العمل الأهلي لمساعدة الفقراء والمهمشين، كما عمل كاتبًا ومحللاً ماليا لمؤسسة "بيزنس انترناشونال كوربوريشن".
ثم انتقل للإقامة في مدينة شيكاغو عام 1985 بعد أن حصل على وظيفة مدير مشروع تأهيل وتنمية أحياء الفقراء. في عام 1991 تخرج من كلية الحقوق بجامعة هارفارد، وقام بتدريس القانون في جامعة إلينوي عام 1993.
الوظيفة والزواج
وفي صيف عام 1989 خلال عمله في شركة للمحاماة في مدينة شيكاغو التقى أوباما بالمحامية ميشيل روبنسون لتبدأ قصة حب وإعجاب متبادل توجت بالزواج في 18 اكتوبر عام 1992، وانجب أوباما وميشيل ابنتان هما ماليا ونتاشا وقد توفيت والدته عام 1995 بعد ذلك بعدة أشهر بمرض سرطان المبيض.
ويعكس اسم باراك النطق السواحيلي( اللغة الوطنية في كينيا) للكلمة العربية بارك، حيث إن مئات الكلمات في اللغة السواحلية ذات أصول عربية.
ملكة الكتابة
تمثل ملكة الكتابة واحدة من مهارات باراك أوباما حيث نشر مذكرات أيام الطفولة والشباب في عام1995 في كتاب بعنوان "أحلام من أبي"،تناول حياته الشخصية والعائلية وصراع العرق والهوية ، أما كتاب "جرأة الأمل" الذى أصدره بعد ترشيحه لعضوية المجلس التشريعى يشهد تحولا في المضمون نحو السياسة والعمل الحزبي ورؤية وأفكار أوباما السياسية. ويدعو أوباما في كتابه "الساسة والمجتمع الأمريكي" إلى انتهاج نمط جديد من السياسة يتجاوز الاختلافات التقليدية بين الجمهوريين والديموقراطيين من أجل مواجهة المشاكل الحقيقية التي يعاني منها المجتمع، وتحقيق الحلم الأمريكي.
نشاطه السياسى
انطلق الشاب "أوباما" إلى معترك الحياة السياسة في عام 1992 عندما أصبح مديرا لمشروع التصويت قي إيلينوي، حيث ساعد 150 ألف شخص من الفقراء على تسجيل أسمائهم في سجلات الناخبين. ومنذ تلك اللحظة أخذ نجم أوباما السياسي في الصعود، حيث ورد اسمه ضمن قائمة أكثرعشرين شخصية في العالم تأثيرا في تحقيق لمجلة تايم عام 2005 نظرا للنجاح السريع الذي حققه سياسيا في فترة قصيرة ولتأثيره الكبير في أوساط الحزب الديمقراطي. وقبل نهاية العام نفسه وضعته صحيفة "نيو ستاتسمان" ضمن قائمة عشرة أشخاص يمكن أن يحدثوا تغيرا في العالم.
وفي عام 1996 انتخب أوباما لمجلس شيوخ ولاية إيلينوي ليندمج بشكل رسمي في أنشطة الحزب الديمقراطي ليصبح من أصغر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي سناً (نحو36 عاما ) وأول سيناتور أسود في تاريخ المجلس. ثم فاز في نوفمبر 2004 في انتخابات الكونجرس عن ولاية إيلينوي بنسبة 70 في المائة من إجمالي أصوات الناخبين مقابل 27 في المائة لمنافسه الجمهوري.ثم رشح أوباما نفسه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2008،وخاض صراعاً على الأصوات مع منافسته هيلاري كلينتون بالحزب الديمقراطى انتهى لصالحه فى يونيه 2008.
جذور"أوباما " الدينية
ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن أصول السيناتور باراك أوباما طفت على السطح مع إنتشار مزاعم على الإنترنت مفادها أنه يخفى اسلامه ..مشيرة الى أن السيناتور السابق بوب كيري، الذي سعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي عام 1992 والمؤيد للسيناتور هيلاري كلينتون في السباق الرئاسى ، أشعل نيران هذه المسألة عندما اشاد "بفهم أوباما للإسلام".
بينما نفى أوباما هذه الادعاءات، بقوله "هذا ليس صحيحاً، لست مسلماً ولم أكن كذلك يوماً" ، مشددا على أنه "مسيحي" يقصد كنيسة شيكاغو منذ قرابة 20 عاما ، وأن قضاءه بعض الوقت في الخارج باندونيسيا خلال طفولته مثل تجربة جيدة ومفيدة مجدداً موقفه الداعم ل”إسرائيل”، وذلك خلال لقاء نظمته المجموعة اليهودية في ولاية فلوريدا..مؤكداً أنه لن يفاوض مع "حماس"، ولا مع حزب الله وأن التهديد الأكبر بالنسبة إلى "إسرائيل" يكمن في إيران.وطالب بتقييم سياسته وبرنامجه الانتخابى وعدم الحكم عليه من اسمه أو من لونه الأسود.
واتهم ديفيد بلوف مدير الحملة الانتخابية لأوباما فريق حملة منافسته هيلارى كلينتون بالتورط في ارسال صورة إلى موقع "دراج ريبورت" على الإنترنت 25-2-2008، تظهر أوباما مرتديا زيا تقليديا صوماليا أثناء زيارته لمنطقة "الوجير" شمال شرق كينيا في أغسطس 2006. وانها تورطت فى ذلك التصرف بهدف تشويه صورة سيناتور إيلينوي لدى الناخبين قبل أيام من إجراء الانتخابات التهميدية للديمقراطيين في ولايتي أوهايو وتكساس.وخارج السباق الديمقراطي، روّج المعسكر الجمهوري لاتهامات تشكك في وطنية أوباما وولائه للولايات المتحدة لأنه لم يضع يده على صدره أثناء أداء النشيد الوطني وعدم وضعه دبوسا يحمل العلم الأمريكي.
موقفه من قضايا الشرق الأوسط
تتركز معظم انشطة ومواقف وتصريحات السيناتور "أوباما" منذ أن انتخب عضوا في مجلس الشيوخ على قضايا الفقر والتعليم والهجرة والشفافية ومحاربة الفساد بالولايات المتحدة الأمريكية. ولكن بعض الأنشطة واللقاءات تكشف مواقف أوباما فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط.. ففي مسألة الحرب علي العراق ، يتخذ أوباما موقفا وسطا حيث أعلن في أكثر من مناسبة أن الحرب كانت خطأ وأن النظام العراقي السابق لم يكن لديه أسلحة دمار شامل أو أي صلة بالإرهاب. وينتقد أوباما سياسة الرئيس بوش في العراق ولكن ذلك لم يمنعه من تأييد ودعم القوات الأمريكية معنويا من خلال الزيارة التي قام بها للعراق في يناير 2006.
وفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قام أوباما بزيارة الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، والتقى سلفان شالوم وزير الخارجية الإسرائيلي أنذاك ومحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية. وفي لقائه مع مجموعة من الطلاب الفلسطينيين قبل فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية نقلت شبكة ABC الأمريكية عن أوباما قوله إن الولايات المتحدة لن تعترف بفوز مرشحي حماس قبل أن تعلن الحركة عن تغير بند تدمير إسرائيل من ميثاقها.
مناظرة أوباما وكلينتون
استعرض المتنافسان الديمقراطيان باراك اوباما وهيلاري كلينتون في مناظرة أدارتها شبكة CNN في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا قبل يوم الثلاثاء الكبيرفى فبراير 2008اختلافاتهما في وجهات النظر والمواقف حيال العديد من القضايا التي تشغل بال الرأي العام الأميركي.وفي الوقت الذي ركز فيه أوباما على رسالة التغيير الداخلى وتجاوز فترة حكم آل كلينتون، فان منافسته الديمقراطية الخاسرة،ركزت خلال المناظرة على ما تتمتع به من خبرة وتجربة ،وقدمت نفسها كخبيرة في المسائل الاقتصادية والدبلوماسية، إلا أن عليها تجاوزعقبة أساسية تتمثل فى تركة زوجها الذي تربع على عرش البيت الأبيض بين عامي 1993/2001. وتصدرت الأوضاع فى العراق يليها الملف الايرانى قائمة القضايا المطروحة باللقاء بالإضافة إلى التأمين الصحي والهجرة وأسلوب الحكم.
برنامج "ماكين" والأمن القومي
بعد اعلان منافسه من الحزب الجمهوري مايك هاكبي تخليه عن طموحه للوصول الى البيت الابيض، اصبح جون ماكين المرشح الفعلي للحزب الجمهوري للرئاسة الاميركية عندما تأكد انه حصل على عدد المندوبين المطلوبين لترشيحه من ، بل إنه قفز فوق الرقم المطلوب وهو 1191 حيث حصل على 1232 مندوباً.. وبعد اعلان الرئيس الحالي جورج بوش دعمه لماكين، بدأ السناتور المخضرم يدرس خطواته المقبلة في الحملة الانتخابية للوصول الى البيت الابيض.
وفى خطابه ، بمدينة "كولومبوس" في ولاية أوهايو منتصف مايو/ايار2008، حدد خطوط برنامج عمل الذى يركز على موضوعين، هما ضمان الأمن القومي للولايات المتحدة، وانعاش الوضع الاقتصادي. وهو محافظ صلب في غالبية القضايا الاجتماعية، إذ يعارض حق الاجهاض وزواج مثليي الجنس.
وأشار الى الأهداف التي يتطلع إلى تحقيقها حيث تطرق للحرب في العراق وافغانستان ضد "طالبان"، موضحاً أنه يمكن الانسحاب من هناك انسحاباً تدريجيا لكن بشرط الانتصار وعودة القوات بصورة مشرفة. ووعد مرشح الجمهوريين لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية بأن "كسب الحرب" في العراق، بالإضافة إلى "اعتقال" أو "مقتل" زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، سيكونان على رأس أولويات فترته الرئاسية الأولى.
معركة الرئاسة بين أوباما وماكين
فتح "أوباما " المعركة الرئاسية بين الديمقراطيين والجمهوريين على مصراعيها، ، حين ألقى خطابا في مدينة سانت بول في ولاية مينيسوتا عقب فوزه،قائلا :" أرحب بماكين وأقدر إنجازاته، وإن رفض الاعتراف بانجازاتي، خلافي معه ليس شخصياً بل سياسياً لأن وقوفه مع بوش في 98 في المائة من المناسبات أمام الكونجرس ونيته المحافظة على سياسته الاقتصادية والاجتماعية وخطته حيال العراق لأربعة أعوام مقبلة ليس تغييراً".
ووجه مباشرة سهامه إلى "ماكين" الذي وصفه بأنه شبيه جدًا بالرئيس الحالي وخيارات ماكين بأن تكون سياسته حيال العراق استمراراً للسياسة الحالية خير دليل على عدم اختلاف الرجلين.وأضاف أوباما:" لن أقف هنا وأقول أن هناك الكثير من الخيارات في العراق، لكنني أقول أنني لن أقبل بقاء القوات الأمريكية فيه لمائة عام، رغم تشتت الجيش وتجاهلنا للمخاطر الأمنية الأخرى وعزل الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية، يجب أن نخرج من العراق بحرص شديد كما دخلنا باندفاع شديد".في المقابل، انتقد ماكين "أوباما" ،قائلا:" ان أوباما يمثل التغيير الخاطئ"، مشيراً إلى انه سيحقق التغيير الصحيح للولايات المتحدة".
الخلاف بين "ماكين" و"أوباما"
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين الثاني/نوفمبر ، تقاربت المواقف المتعارضة بين ماكين وأوباما بشأن العراق حين تحدث ماكين فى مايو2008 عن موعد حدده في 2013 لاعادة الجزء الاكبر من الجنود الاميركيين من العراق، رغم معارضته لوضع أي برنامج زمني للانسحاب من العراق يطالب به الديموقراطيون.
وخلال المؤتمر السنوي للجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) الذى عقد في العاصمة الأمريكية واشنطن في الفترة بين 2 و4 يونيو2008، انتهز مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين الفرصة لانتقاد موقف المرشح الديموقراطي باراك اوباما ، حول ضرورة الانسحاب من العراق ولعرضه إجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين.. مشيرا الى "أنه من الصعب معرفة ما يمكن الخروج به من الاجتماع مع القادة الايرانيين غير الاستماع لطنطنة معادية للسامية" .كما هاجم ماكين "أوباما" لرفضه التصويت في مجلس الشيوخ على مشروع قانون يضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة التنظيمات الإرهابية.
ورد معسكر اوباما على تلك الانتقادات، متهما ماكين بالرغبة في مواصلة سياسات الرئيس جورج بوش في الشرق الأوسط، والتي يرى الديمقراطيون أنها لم تسفر إلا عن تقوية إيران.
هل يصبح "أوباما" أول رئيس أسود لأمريكا؟
يرى المراقبون أن فوز رجل أسود وتربعه على عرش البيت الأبيض، يعني تدعيما لمصداقية وموضوعية الديمقراطية الأمريكية التي تصدرها للعالم وتدعو من خلالها إلى نبذ التمييز العنصري، ولكن لا شك أن هناك حسابات سياسية ومرجعيات اجتماعية تجعل الأمر غير سهلا حتى في أمريكا التي تروج لكونها رائدة الديمقراطية في العالم.. فرغم أن أمريكا دولة علمانية إلا أن دستورها يشترط عرفا، أن يكون رئيس البلاد أبيض اللون مسيحي الديانة بروتستانتي المذهب.
ورغم رغبة البعض في وصول "أوباما" إلى منصب الرئاسة الأمريكية ، ورغم الطبيعة الكاريزمية التي يتمتع بها السيناتور الديمقراطى أوباما، فضلا عن طموحه السياسي، فإن بعض المعلقين السياسيين يرون أن فوز أوباما في الانتخابات القادمة سيكون صعبا، ويعتقدون أن فرص "أوباما" يمكن أن تكون افضل أذا انتظر انتخابات عام 2012.
فى المقابل يرى عدد من الصحفيين وكتاب مقالات الرأي أن فرص أوباما في الفوز بانتخابات 2008 كبيرة، ففي مقال نشر في عدد ديسمبر 2005 من مجلة نيو ريبابلك New Republic"" أكد كاتب المقال أن انتخابات 2008 هي الفرصة الأفضل لأوباما كمرشح لمنصب الرئيس أو نائبه في ظل وجود مرشح جمهوري جديد غير الرئيس بوش.
لكن بعض الخبراء الاستراتيجيين يرون أن "أوباما" يقع بين مأزقين قد يعرقلان طموحاته السياسية، الدين والعرق واللون، وهما مأزقان، يتعلقان بحسابات سياسية ودينية ومرجعيات وأعراف اجتماعية وثقافية معقدة، حين كان رؤساء البلاد رجالا بيض مسيحيين، وبالتالى يمثل اختياره رئيسا تحديا للتراث والتاريخ الاجتماعي الأمريكي في المقام الأول، اللذين منعا السود من الاقتراع والانتخابات حتى الستينيات من القرن الماضي.
ومع ذلك فإن حلمه فى الرئاسة ليس مستحيلا خاصة في ضوء حالة الإحباط التي يعيشها المواطن الأمريكي نتيجة السياسة الأمريكية الخارجية وخسائرالقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان وبحث الشعب عن منقذ يصل به لشاطىء النجاه من خلال التغيير الايجابى دون اعتبار للون ذلك المنقذ أبيض أو أسود، إضافة إلى قوة الخطاب السياسي لأوباما وبلاغته الخطابية ، والكاريزما التي يتمتع بها، فى الوقت الذى تهتز فيه الى حد ما صورة منافسته هيلاري كلينتون عند الناخب الأمريكي،بعد اخفاقها فى تحقيق اصلاحات ملموسة بالنظام الصحى حين كانت السيدة الأمريكية الأولى، وبصفتها المرأة التي كان يخونها زوجها، وأنها لم تستطع أن تحافظ على بيتها وزوجها، فكيف يثق بها لتتحمل مسئولية الحفاظ على دولة كبرى مثل أمريكا؟، وأخيراً الظلال القاتمة لصورة للحزب الجمهوري في ذهن الناخب الأمريكي نتيجة الممارسات السياسية للرئيس بوش الابن.
ومن هنا قد تنقلب نتائج المعادلة المعروفة لمصلحة "أوباما" الذى يمثل ثورة جديدة فى المجتمع الأمريكى ،لكن ربما تسفر الانتخابات الأمريكية الحاسمة عن ترجيح كفة منافسه "ماكين " الذى يمثل امتدادا تقليديا للرئيس "بوش " ،وذلك لاعتبارات تتعلق بكونه الأكبر سنا والأكثر خبرة وحنكة سياسية خاصة أنه محارب من عائلة محاربين بل إن خلفية جون ماكين الشخصية تجعله بطلا في عيون الكثير من الأميريكيين ، فماكين (71 عاما ) ينحدر من عائلة شغلت مناصب رفيعة في البحرية الأميركية، لأن والده قائد عسكري كبير قاد القوات الأميركية في بعض فترات حرب فيتنام وجده قائد معروف.
وماكين نفسه كان طياراً بالبحرية الأميركية وأستاذ بكلياتها، شارك في حرب فيتنام، وتعرض لأكثر من مخاطرة ، لكنه وقع في الأسر خمس سنوات ونصف سنة لدى قوات كوريا الشمالية التي أذاقته مختلف صنوف التعذيب، ، هذا فضلاً عن عدم وجود أى جدل حول لونه أو ديانته أو دعمه للمصالح الأمريكية العليا .
ولاتزال فصول المعركة الرئاسية مستمرة بين مرشحى الحزبين الديمقراطى والجمهورى على مدى الشهور الخمسة القادمة فى انتظار النتيجة الفاصلة بين الحصان الأسود و الفارس الأبيض فى ماراثون اعتلاء عرش البيت الأبيض؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.