رئيسة القومي للمرأة تهنئ المستشار محمد الشناوي بتوليه رئاسة النيابة الإدارية | صور    مصرع 3 عناصر إجرامية في تبادل إطلاق نار مع الشرطة بأسيوط    وفاة ابن شقيق أروى جودة بعد أيام من إصابته في حادث دراجة نارية    المفتي يوضح حكم النية عند الاغتسال من الجنابة    الصحة: 30 مليون خدمة طبية للمواطنين خلال النصف الأول من 2025    مركز تميز إكلينيكي لجراحات القلب.. "السبكي" يطلق مبادرة لاستعادة "العقول المهاجرة"    بوليفيا تجري انتخابات عامة والتضخم يتصدر المشهد السياسي    مصر تحصد ذهبية تتابع المختلط في بطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 سنة    مانشستر سيتي يرسل إنذاراً مبكراً لليفربول فى ضربة البداية بالدوري الإنجليزي.. عمر مرموش يواصل صيامه عن التهديف قبل مواجهة توتنهام.. هالاند رجل جوارديولا التاريخي في البريميرليج.. و"بيب" يشيد بالصفقات الجديدة    خلال الأسبوع الماضي.. إصدار 506 إذن تصدير لحاصلات زراعية    حظر بيع وتداول وتركيب عدادات المياه غير المدموغة من مصلحة المصوغات والموازين    طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحان مادة اللغة الثانية دور ثان.. فيديو    «أمن المنافذ»: ضبط قضيتي تهريب بضائع وتنفيذ 250 حكمًا قضائيًا خلال 24 ساعة    محافظ المنوفية يقرر صرف مساعدات مالية ومواد غذائية لعدد من الحالات الإنسانية    بحضور شقيقه.. أحمد سعد يتألق بحفله الثاني في مهرجان "ليالي مراسي"    وزير الصناعة والنقل يتفقد مصنع الملابس الجاهزة بالمنطقة الصناعية الثانية بمدينة 15 مايو    مرصد الأزهر: تعليم المرأة في الإسلام فريضة شرعية والجماعات المتطرفة تحرمه بقراءات مغلوطة    صحفي فلسطيني: أم أنس الشريف تمر بحالة صحية عصيبة منذ استشهاد ابنها    محمد صلاح: علاقتي ب فان دايك استثنائية.. ولحظة التتويج بالدوري لا تُنسى    لافروف ووزير الخارجية المجر يبحثان الوضع في أوكرانيا على هامش قمة ألاسكا    «الرعاية الصحية» تطلق مبادرة لاستقطاب الخبرات الطبية المصرية العالمية    دعوى قضائية أمريكية تتهم منصة روبلوكس ب"تسهيل استغلال الأطفال"    قمة إنجليزية.. مواعيد مباريات اليوم الأحد    "لا يصلح".. نجم الأهلي السابق يكشف خطأ الزمالك في استخدام ناصر ماهر    "الجونة السينمائي" ينعى مدير التصوير تيمور تيمور    الخارجية الروسية: نأمل أن يكون المرشح المصري المدير العام الجديد لليونسكو    موعد آخر فرصة لتقليل الاغتراب والتحويلات بتنسيق المرحلتين الأولى والثانية    الأنبا مقار يترأس القداس الإلهي بكنيسة البابا أثناسيوس بالعاشر    ننشر التسعيرة الحقيقية ل الفراخ البيضاء اليوم.. احذر التلاعب    يسري جبر: الثبات في طريق الله يكون بالحب والمواظبة والاستعانة بالله    الأزهر تتقدم على الزقازيق.. مفاجآت في نتائج تصنيف شنغهاي للجامعات المصرية 2025    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 11 مليون جنيه خلال 24 ساعة    طقس الإسكندرية اليوم.. انخفاض الحرارة والعظمى تسجل 31 درجة    فتنة إسرائيلية    الزمالك يعود للتدريبات الاثنين استعدادًا لمواجهة مودرن سبورت    إصلاح الإعلام    صناديق «الشيوخ» تعيد ترتيب الكراسى    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    قوات الاحتلال تُضرم النار في منزل غربي جنين    "يغنيان".. 5 صور لإمام عاشور ومروان عطية في السيارة    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    رويترز: سماع دوي انفجارات قرب محطة للكهرباء في العاصمة اليمنية صنعاء    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    نتنياهو: لا اتفاق مع حماس دون إطلاق الأسرى دفعة واحدة ووقف الحرب بشروطنا    هيئة الأركان الإيرانية تحذر الولايات المتحدة وإسرائيل: أي مغامرة جديدة ستقابل برد أعنف وأشد    "زيزر صنع فارق وتريزيجيه لم يقدم المنتظر"..نجم الزمالك السابق يعلق على أداء الأهلي ضد فاركو    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 17 أغسطس 2025    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    البيت الأبيض يرد على تقارير العثور على وثائق تخص قمة ألاسكا.. ماذا قال؟    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    عمرو حسن: وسائل منع الحمل متوفرة فى الوحدات الصحية مجانا وآمنة وفعالة    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس محليًا وعالميًا (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جهود لردم فجوة العمل التفاوضي، ضوء الشمس الإعلامي يعمل على إحراق مفاوضات السويد
نشر في التغيير يوم 14 - 12 - 2004


\r\n
\r\n
وذلك من خلال الافتراض بأن المبادئ هي حدود 1967 وقرار 194 بشأن اللاجئين وبالتالي تتحول هذه المبادئ من افتراض إلى مبدأ متفق عليه في اللحظة التي نتوصل فيها إلى تفاهم إزاء الحلول العملية).
\r\n
\r\n
لقد قلت لأبو العلاء مرة تلو الأخرى : «إننا لا نستطيع، بأي حال من الأحوال، تحديد أي مبدأ قبل أن نعرف كيفية تطبيقه العملي، لأننا إذا عملنا بهذه الطريقة سيكون هناك إحتمال كبير، بعدم التوصل إلى إتفاق حول تعديل الحدود، وبالمقابل ستحصلون أنتم على موافقة إسرائيل على مبدأ حدود 1967 وأنا لستُ مفوضاً لمنحكم ذلك).
\r\n
\r\n
في العشرين من مايو، بدأت الجولة الثانية من المباحثات. بدأها «جلعاد شير» بمناقشة المسائل القانونية المتعلقة بالاتفاق المرتقب، عندها بدأ توجه أبو العلاء يبتعد عن الموضوعية، فالتقارير بشأن الإضطرابات في المناطق الفلسطينية زادت وتعاظمت، والصحافة الإسرائيلية تتحدث عن الإتفاق الآخذ في التبلور، وهذا هو آخر ما يحتاجه أبو العلاء، بل إنه آخر ما يحتاجه أي منا.
\r\n
\r\n
أبو العلاء يبرد
\r\n
\r\n
وعلى حد تعبير بن عامي فقد «أخذ أبو العلاء يبرد» ويتراجع عمّا تم التوصل أو التفاهم بشأنه، على سبيل المثال ما يتعلق بتوجهه العملي إزاء قضية اللاجئين .
\r\n
\r\n
والتي اتسمت بتراجع الحدة المركزية في المطالبة بحق العودة، أخذت تتراجع، وبدا أن ما يشغله هو شيء واحد «كيف يمكنه الإبقاء على سجله نظيفاً وأنه حافظ على المبادئ التقليدية الفلسطينية بحيث لا يجرؤ أحد على اتهامه بأنه باع ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين».
\r\n
\r\n
لقد اتضح لي، بشكل لا يدع مجالاً للشك، ان المفاوضات المباشرة المتعلقة بمفاهيم مركزية وتقليدية لدى الطرفين لا يمكن أن تتم إلا من خلال مسار سري، أي أن ضوء الشمس الإعلامي يعمل على إحراق أيّة مفاوضات.
\r\n
\r\n
وفي الحقيقة، يبدو لي أن تراجع أبي العلاء عن الإتفاقات المبدئية كان أمراً مفهوماً، وذلك بالنظر إلى أن ياسر عرفات لم يقدم له الدعم المطلوب خلال المحادثات السرية، مما جعله في موقع المحارب والمدافع عن موضوعية مساره، خاصة أمام خصومه السياسيين وأبو مازن على رأسهم، وحتى في مواجهة شكوك ورفض عرفات نفسه.
\r\n
\r\n
إن التراجع الفلسطيني عن المواقف الأولى إلى مواقف أخرى متصلبة، وإلى جانب الصعوبة المفهومة التي يواجهها النظام الفلسطيني في إتخاذ القرارات، لا سيما بقيادة ياسر عرفات قادتني إلى استنتاج جوهري وهو ضرورة توفير غطاء دولي قوي لتلك المحادثات، وبدون ذلك لا يمكن أبداً إنهاء هذا النزاع.
\r\n
\r\n
وهكذا واستعداداً لجولة المحادثات الثانية التي عرف بها العالم، بدأت تتبلور أمامي حقيقة واحدة وهي، التوجه القائل بأنه من الصواب إشراك لاعبين دوليين من أجل التأثير على الطرفين.
\r\n
\r\n
وبالتحديد على ياسر عرفات، وإنسجاماً مع هذا الطرح قُمْتُ بإجراء محادثات مع «خافيير سولانا» ممثل الإتحاد الأوروبي، وأجريت اتصالات مماثلة مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك.
\r\n
\r\n
والملك عبد الله الثاني، وأثناء الليلة الأخيرة في هارفساند اقترحت على رئيس وزراء السويد أن يقوم وبرفقة وزير خارجيته السابق كريستانسن بزيارة عرفات، خاصة أن كريستانسن معروف بتأييده للفلسطينيين وبقدرته الأخلاقية في التأثير عليهم، وبعد عودتي إلى إسرائيل اقترحت على باراك المبادرة إلى حملة دولية لتشجيع السلام والتأثير على اتخاذ القرار لدى الفلسطينيين.
\r\n
\r\n
يوضح بن عامي سبب توقف المفاوضات في هارفساند بالقول :« صحيح أن الإضطرابات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية في ذكرى يوم النكبة لم تدفع بالمحادثات السويدية إلى الأمام، وصحيح أيضاً بأن باراك أعلن عن توقف المحادثات.
\r\n
\r\n
أن القرى المحيطة بالقدس والتي كان قد وعد بنقلها إلى السيادة الفلسطينية لن تنتقل إليهم، إلا أن الإدعاء بأن مفاوضات هارفساند توقفت جراء الإضطرابات لم يكن دقيقاً. بل توقفت لأنه تم تسريب أمر وجودها لوسائل الإعلام، إذ لم يكن بالإمكان الوقوف في وجه الضغط الإعلامي. في الحقيقة إن الإضطرابات لم تكن سوى ذريعة سهلة ساهمت في تحميل الفلسطينيين عبء توقفها».
\r\n
\r\n
في أعقاب يومَيْ الغضب اللذين أعلن عنهما الفلسطينيون في التاسع عشر والعشرين من مايو، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي أيهود باراك عن إعادة طاقم المفاوضات من السويد والحقيقة هي أنه لولا تسريب وجودها كما يقدر بن عامي ما كانت الأحداث العنيفة لتدفع رئيس الوزراء إلى إعادة الوفد المفاوض إلى إسرائيل.
\r\n
\r\n
ويضيف بن عامي: «إن العنف الذي تفجر في الخامس عشر من مايو وما تلاه من يومي الغضب لم تكن عفوية، بل اتضح وجود استراتيجية عرفاتية محضة تقوم على استخدام تكتيكي للعنف من جانب عرفات كجزء من المفاوضات، أي أننا أصبحنا من الآن شهود عيان على صيغة مصغرة لإستراتيجية إشعال المناطق يلجأ إليها عرفات، وبعد مرور خمسة أشهر لاحقاً إنطلقت الإنتفاضة».
\r\n
\r\n
أثناء ذلك، وبحضور الوفد الأميركي في هارفساند. اتصل داني ياتوم بدينس روس طالباً منه تدخلاً أميركياً للحيلولة دون وقوع أعمال عنف، وبالفعل بعث الرئيس الأميركي بيل كلينتون برسالة عاجلة وشخصية لعرفات لمنع العنف الوشيك، لكن جواب عرفات كان يتفق مع الأوضاع التي يحاول التملص منها، حيث قال «سوف أحاول ولست واثقاً إن كان بإمكاني ذلك».
\r\n
\r\n
لم يكن من السهل علي أن أنجح في مهمة فشل بها الرئيس الأميركي، لكن قمت بما كان علي القيام به، وناشدت أبو العلاء التوجه إلى عرفات والقضاء على خططه الرامية إلى إشعال المناطق.
\r\n
\r\n
وقلت له إنكم تدمرون أمل نجاح أيهود باراك في نقل القرى المحيطة بالقدس إليكم، حيث كان من المقرر أن يتم طرح الموضوع على الكنيست للمصادقة عليه في غضون أيام قليلة، كما حذرت أبو العلاء من احتمالية قضاء أعمال العنف على مسارنا التفاوضي.
\r\n
\r\n
وفي الحقيقة لم يأبه عرفات بموت مسارنا السري، حتى أن الصعوبات السياسية التي تواجه باراك لم تقض مضجعه: «لقد تم القضاء على مسار السويد من قبل عرفات ورجاله، الذين قاموا بتغذية العنف الفلسطيني والذي اندلع دون أي استفزاز من جانب إسرائيل، ومنذ الإعلان عن مسار السويد لم يعد استمرار المسار ممكناً وهذا التسريب كان من مسئولية الفلسطينيين أنفسهم.
\r\n
\r\n
وهكذا يمكن القول، بأن مسار استوكهولم لم يثمر منذ أن تم تسريب أمره، والأميركيون يعلمون بأننا لسنا من قتلناه، بل تم خنقه جراء عدم قدرته على إنتاج الحركة والتقدم، وكان هذا مرتبطاً بشكل مباشر، بموضوع التسريبات مما أدى إلى تغيير جذري وبصورة سلبية في مواقف المفاوضين الفلسطينيين».
\r\n
\r\n
من خلال تلخيص مسار السويد يمكن القول وفق ما يرى بن عامي، بأن الطرفين استوضحا المواقف والفجوات حول المسائل الأساسية، كما لاحت في الأفق مجالات إتفاق محتملة وضعت أساساً للتقدم من أجل إعداد قمة حسم خلال مرحلة ما.
\r\n
\r\n
إن قضية «نهاية الصراع» لم تكن نزوة إسرائيلية، فقد قبل الفلسطينيون بالفكرة، ولكنهم طالبوا بعدم تطبيقها، في حين رغبنا نحن تضمينها بالتوقيع على إتفاق إطار والفلسطينيون أرادوا ذلك المبدأ خلال معاهدة سلام شامل ومفصلة.
\r\n
\r\n
ويمكن أن أصف الموقف الفلسطيني بالمتهرب خاصة في موضوع اللاجئين، أما فيما يخص الأرض فيمكن القول بأن الفلسطينيين قبلوا مبدأ تعديل الحدود بنسبة 4% إلى 8% على الرغم من أن هذا القبول كان غامضاً إلى حد كبير، لكنهم طالبوا بتبادل أراض متساوية بالمساحة والنوعية، وذكروا مستوطنات بالأسم مثل «أريئيل، غوش عتسيون، جيلو» كموضوع يوافقون على السيادة الإسرائيلية عليه.
\r\n
\r\n
وتم بحث تعويض الممتلكات وحقوق استخدام الممر الآمن، وترتيبات جديدة مثل استئجار الأراضي، كما ظهر نوع من الحل العاجل لمشكلة المناطق الرمادية التي طالبت إسرائيل بإبقائها ضمن سيادتها، لعدة سنوات، ولأغراض أمنية، وأبو العلاء لم يسقط من الحساب إمكانية انسحاب إسرائيل من مناطق معينة بموجب مبدأ الإنسحاب التدريجي.
\r\n
\r\n
ويلخص بن عامي الموقف الإسرائيلي بالقول: «لقد كان موقفنا كما صغته لأبو العلاء: بأننا غير قادرين على تلبية رغبتكم بالحصول على الأراضي كاملة 100% ومساواة مكانتكم بالتسوية مع مصر، لأن التسوية بيننا ليست مقصورة على الأرض فقط، فهناك مشكلات عميقة وصعبة مثل مسألة اللاجئين والقدس وحقيقة وطبيعة الدولة الفلسطينية، هذه جميعها تبرر مفهوم (تسوية مائة بالمائة ناقص).
\r\n
\r\n
(إنني لا أشكك بأن أبا العلاء استوعب هذا الأمر خلال حديث جانبي دار بيننا ولكن لم أتوقع منه الإعتراف به).
\r\n
\r\n
أما بشأن اللاجئين، فقد شعرت أنا وجلعاد شير، بأنه قد طرأ تقدم حقيقي إزاء تشكيل جهاز عملي لحل المشكلة، فالفلسطينيون لم يتنازلوا عن حقهم في العودة مستندين إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وهو أمر مرفوض كلياً بالنسبة لنا، كما أننا لم نقبل ذلك القرار.
\r\n
\r\n
وهكذا تشجعنا وقبلنا تشكيل جهاز دولي بمشاركة إسرائيل والدولة الفلسطينية والدول المضيفة والمانحة، بحيث ينشأ عن هذه اللجنة صندوق يُعنى بتأهيل اللاجئين وتعويضهم، لكن فقاعة المفاوضات العملية في هارفساند فقعت بوساطة مخالب الثعالب على حد تعبير بن عامي (ومنذ الآن تغير الأمر كلياً، وبدأت الحاجة للنحت في الصخر خلال كل خطوة).
\r\n
\r\n
غور الأردن
\r\n
\r\n
بن عامي يخاطب باراك: «وجودنا في غور الأردن يعود لحرب سابقة وبالإمكان توفير دور أمني هناك بدون سيطرة سيادية بالضبط كما هي الحال في هضبة الجولان، وصفقة التبادل التي نسعى لتحقيقها هي بين الحدود الشرقية والغربية».رئيس الأركان آنذاك شاؤول موفاز: «توجهات رئيس الوزراء تعكس عدم وضوح فيما يتعلق بمسألة غور الأردن».
\r\n
\r\n
في الحقيقة كان ينبغي علينا التوضيح لأنفسنا وبشكل محدد ماهية ما نسعى إليه سواء تم استئناف المحادثات أو لم يتم، لذلك وفي اليوم الأخير من شهر مايو وخلال اللقاء مع رئيس الحكومة وبمشاركة «داني ياتوم وجلعاد شبر» أعرب باراك عن رغبته في انعقاد قمة في منتصف يونيو، كان مهتماً بهذا الأمر حتى يدعم عملية الانسحاب الثالثة المقررة بتاريخ الثالث والعشرين من يونيو.
\r\n
\r\n
كما كان مهتماً في الوقت نفسه بالضغط على سوريا بواسطة قمة يتوصل فيها الإسرائيليون والفلسطينيون إلى حل مقبول، لكن كنت أرى أن ما يقوم به باراك هو لعبة ملتوية لا أمل فيها بل إنها في غاية الخطورة، هذا ما يمكن تسميته بالجانب التكتيكي لدى باراك، وهو الأمر الذي نبهني الأميركيون إليه، بمعنى أن جزءاً مما فعله أو لم يفعله مع ياسر عرفات، كان يشكل ضغطاً غير مباشر على الرئيس الأسد.
\r\n
\r\n
حتى الوعد الذي أطلقه باراك لعرفات، والمتعلق بنقل القرى المحيطة بالقدس إلى السيادة الفلسطينية كان الهدف منه بالدرجة الأولى حث الرئيس الأميركي بيل كلينتون على عقد قمة مع الرئيس الأسد في جنيف، بالإضافة إلى بعث الطمأنينة في نفس عرفات حتى يواصل باراك محاولاته استفزاز أو استنفار المسار السوري.
\r\n
\r\n
لقد حذرت باراك من الاستعجال في عقد قمة، خاصة أنه بعد الفشل الذريع في جنيف، سيكون من الصعب اقناع كلينتون بعقد قمة جديدة إلا إذا توفرت مبررات قوية لمثل ذلك، كما أن ساندي برغر مستشار الأمن القومي الأميركي سيكون حساساً جداً لوضع الرئيس السياسي، ولن يسمح له بالتوجه إلى قمة حول الموضوع الفلسطيني في حال عدم اقتناعه بفرص نجاحها.
\r\n
\r\n
وبشكل واضح يعترف بن عامي بتقديره الخاطئ حول هذه النقطة بالذات حيث يقول: «علي الاعتراف بأنني أخطأت في هذه النقطة، حيث لم أقدر بشكل ملائم قدرة باراك على إقناع بيل كلينتون بعقد قمة، ولم أقدر رغبة الرئيس كلينتون نفسه في مثل تلك القمة».
\r\n
\r\n
... «إن قمة كامب ديفيد لم تفرض على كلينتون بل رغب بها بشكل لا يقل عن رغبة باراك، إنه سيجعلها في نهاية الأمر، بمثابة مغامرة محسوبة أكثر من قمة ذات فرص نجاح كاملة».
\r\n
\r\n
أما بارك، وفق ما قاله بن عامي، فقد رغب بعملية بن غوريونية «نسبة إلى بن غوريون» يحل من خلالها الصراع الأردني الإسرائيلي الفلسطيني، وكلينتون الذي غرقت أعوام رئاسته بسلسلة من الفضائح، أراد أن ينهي أعوامه في البيت الأبيض بطريقة تؤدي به إلى العظمة كرئيس على المستوى التاريخي.
\r\n
\r\n
لكن باراك تأرجح بين تكتيكات إقليمية، وضغوط سياسية عديدة، لقد كان بإمكانه التنازل عن جزء من المطالب لو أنه أبدى استعداداً لدفع الثمن الكامل للتسوية مع سوريا، والذي يقول الأميركيون بأنه كان قد وعد به، لكنه تراجع عنه في آخر لحظة.
\r\n
\r\n
أما الضغوط الداخلية على صعيد السياسة الإسرائيلية، فقد انحنى لها باراك، إذ تطورت لديه فكرة التوجه لتسوية جزئية لأن موضوع القدس أصابه بالذعر، حيث فضل تسوية تشمل حلاً جزئياً في القدس من منطلق الإعتقاد بأن اتخاذ قرارات حازمة بشأن القدس أمر لن ينجح ضمن أية استفتاءات شعبية.
\r\n
\r\n
إن هذا الأمر كما يرى بن عامي: «هو مؤشر على أن ايهود باراك بدأ يستوعب أن الحل الشامل للنزاع مع الفلسطينيين يستوجب بالفعل «تقسيم القدس»، لكنه خشي من الوصول إلى تلك المرحلة.
\r\n
\r\n
وأنا من جهتي كررت موقفي بأنه مادام الأمر كذلك فإنّ عليه ألا يتوقع من الفلسطينيين تقديم أي مقابل جوهري على صعيد المسائل الحيوية، وقلت له إن بقاء المسائل مفتوحة يشكل دعوة دائمة وجاهزة لاستمرار الأزمات مع الفلسطينيين».
\r\n
\r\n
نقاط على الحروف
\r\n
\r\n
يعترف شلومو بن عامي بأن انعقاد قمة كامب ديفيد كان عملاً متسرعاً أدى لما أدى إليه من فشل ذريع، ويرى أن مستشار الأمن القومي الأميركي ساندي بيرغر،كان يؤيده في ذلك، خوفاً على وضع الرئيس كلينتون في فترة قرب انتهاء رئاسته، لكنّ أيهود باراك كان مصراً على عقد مثل هذه القمة، باعتبارها مغامرة محسوبة.
\r\n
\r\n
والجديد الذي يكشفه لنا «شلومو بن عامي» أن الرئيس الأميركي بيل كلينتون كان متحمساً للقمة، ولم يذهب إليها بضغط من باراك، كما أشاعت وسائل الإعلام العربية والفلسطينية في حينه، لأنه كان راغباً في دخول التاريخ باعتباره الرجل الذي صنع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وسيحصل عندها بالتأكيد على جائزة نوبل للسلام.
\r\n
\r\n
وكان ذلك حلمه، ولهذا بذل جهوداً غير عادية بعد فشل القمة، وطرح مبادرته في أواسط سبتمبر 2000م، والمعروفة بمبادرة كلينتون، التي كانت حصاد انتفاضة عشرة أسابيع، ولم يتوقع الرئيس الأميركي أن يرفض الفلسطينيون المبادرة التي تستجيب، في نظره وكما جاء في مذكراته، للغالبية العظمى من الأفكار التي طرحها الفلسطينيون في قمة كامب ديفيد.
\r\n
\r\n
ولم يستجب لها في حينه الوفدان الأميركي والإسرائيلي.يعتقد شلومو بن عامي أن عرفات لم يقدم الدعم الكافي لأبو العلاء في مساره السري، وأن أبا مازن، الذي كانت علاقته سيئة جداً مع حسن عصفور بعد أن اتضحت مشاركته في مظاهرات بغزة ضد أبو مازن، تحت حجة تخلّيه عن الأسرى في المفاوضات، وهو موضوع حساس جداً في الساحة الفلسطينية، ويحرق أصابع من يقترب منه باستخفاف. حسن عصفور هذا كان شريك «أبو العلاء» في المفاوضات السرية.
\r\n
\r\n
وثمة هواجس لدى أبو مازن أن اختيار عصفور، كان بالأساس ضربة موجهة له، ذلك أن المفاوضات تجري بسّرية مطلقة في السويد، وباللغة الإنجليزية، من دون مترجمين، والعصفور لا يتقن اللغة الإنجليزية.
\r\n
\r\n
كما أعرف جيداً، وكما كتب بن عامي حول «اللغة الإنجليزية الركيكة للعصفور»، وذلك ينقلني لملاحظة أكثر أهمية، أراها استخفافاً بمصير الشعب الفلسطيني، إذ كيف يمكن قبول نتائج مفاوضات يقودها مفاوض بلغة لا يعرفها، وحول قضايا مصيرية تهم مستقبل الأرض والشعب في فلسطين.
\r\n
\r\n
في تلك الأيام، انطلقت أشكال واسعة من التندر والمرارة، في أوساط الطبقة السياسية الفلسطينية، التي اعتبرت إرسال مفاوض بلغة لا يتقنها إهانة كبرى. أخذوا يتندرون آنذاك، بأنه يكفي معرفة معنى: حدود، لاجئين، أرض، لتسير المفاوضات بسلاسة وتصل برّ الأمان.
\r\n
\r\n
يرى شلومو بن عامي، وهو على حق، بأنّ الطرفين أخذا في التراجع حين تسّربت أخبار المفاوضات السرية خارج حدود الغرف التفاوضية المغلقة بإحكام، وكان التراجع الأوسع نطاقاً من نصيب أبو العلاء بعد اندلاع أحداث الانتفاضة في الأراضي الفلسطينية.
\r\n
\r\n
وبعد أن سحب أبو عمار تأييده له، كما يقول بن عامي، وكذلك فعل أيهود باراك الشيء نفسه، حين قامت عليه ضجة سياسية، في أوساط الأحزاب الإسرائيلية وكان ذلك آخر ما يريده باراك، الذي بدأ حلفاؤه ينفضون من حوله.
\r\n
\r\n
يوضح بن عامي هنا ما تحدثنا به طويلاً وهو أن باراك كان رجل تكتيك، يلعب على المسارين: السوري والفلسطيني، يتقدم قليلاً في مسار ما، لازعاج المسار الآخر ودفعه لقبول شروطه، فقد أراد إقرار انسحاب إسرائيل من القرى الفلسطينية المحيطة بالقدس، لدفع كلينتون للإسراع في عقد قمة مع الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد.
\r\n
\r\n
ولدفع هذا الأخير لحساب الأمور بشكل أكثر جدية، حين يرى المسار الفلسطيني يتقدم، لكنّ باراك، في المسارين، لم يكن يرغب في الوصول لاتفاق، لا يريد الاقتراب من قضايا القدس .
\r\n
\r\n
وذلك معناه استحالة التوصل لتسوية نهائية مع الفلسطينيين، على الرغم من أن كاتب هذه السطور، كان من أنصار تأجيل بعض قضايا القدس المعقّدة، وبعض قضايا اللاجئين الأكثر تعقيداً، لأن الأولوية الحاسمة، كانت ومازالت، لقيام دولة فلسطينية ستكون القوة المحركة، بزخم أكبر، لصالح حل ما يتبقى من قضايا معقدة على نار هادئة، وبالنقاط وليس بالضربة القاضية.
\r\n
\r\n
حسب بن عامي، فإنّ باراك تراجع عما وعد به الأميركيين بشأن الجولان، مما عطّل إمكانات الوصول لسلام مع سوريا في عهد الرئيس حافظ الأسد، وفي المسار الفلسطيني لم يحدد موقفاً ثابتاً من قضايا عديدة مثل مصير غور الأردن، حيث يرى رئيس الأركان شاؤول موفاز في حينه، طبقاً لرواية بن عامي، أن باراك له موقف ضبابي من غور الأردن ولم يحسم الأمر بشأنه،.
\r\n
\r\n
وذلك يؤكد ما قاله له الرئيس الأميركي بيل كلينتون في كامب ديفيد، وحسب رواية دنيس روس في كتابه الأخير، إذ قال له:
\r\n
\r\n
«أنا أكثر منك خبرة، وأنت مازلت محدود الخبرة على الرغم من جسارتك السياسية». باراك وصفته الصحف الإسرائيلية آنذاك بأنه رئيس إلاّ 5 دقائق، فهو يندفع في المسار السوري أو الفلسطيني، ولكنه يتراجع في الدقائق الخمس الأخيرة التي تسبق نهاية الشوط نحو السلام، عطّل الأمور مع سوريا من أجل مئتي متر على ضفاف بحيرة طبريا، وعطّل الأمور مع الفلسطينيين من أجل سيادة فوق الأرض، وسيادة تحت الأرض في الحرم الشريف.
\r\n
\r\n
التحليل العلمي، وأمانة القراءة التاريخية المنصفة، تقتضي القول بعد أن التهمتُ كل المذكرات قراءة واستيعاباً، وقارنتُ بين الروايات، أنه كان لدينا وضع مماثل. رؤساؤنا أيضاً كانوا يريدون التسوية.
\r\n
\r\n
ولكنهم تراجعوا في اللحظات الأخيرة، حين واجهوا لحظة الحقيقة، وباستحقاقات السلام، فاستيقظ لديهم التراث والتاريخ والذاكرة الجماعية، وقفلوا عائدين يرجون الآخرين أن يسيروا في جنازاتهم. وفاء لشعار: «الموت ولا المَذّلة».
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.