\r\n واصبح رئيسا لحركة فتح بعد وفاة ياسر عرفات, كان عاد الى مسرح بيروت بعد غياب استمر لسنوات كثيرة, مفتتحا الطريق امام محاولة الخروج بالتشرد والتشتت من زاوية الظل, التي كانت قد غطتها غداة ابرام اتفاقات اوسلو, والعمل من جديد على اعادة تنشيط ممارسات حركة فتح في لبنان, والتي كانت قد اضمحلت منذ زمن, كي تصبح محل اشارة للاجئين داخل فلسطين وخارجها. ومن اجل نشر رسالته كان القدومي قد اختار المكان, والحشد الجماهيري, ذوي الدلالات الكثيرة: فكان حفل تأبين ياسر عرفات, الذي اقيم مؤخرا في القاعة الكبرى بقصر اليونيسكو, ليس بعيدا عن مخيمات مارالياس, صبرا, وشاتيلا, الواقعة في الضاحية الجنوبية - الغربية للعاصمة اللبنانية بيروت, وذلك بمشاركة الزعامات الدينية والسياسية للبلاد. ومن الجدير ذكره, ان قادة فلسطينيين على هذا المستوى, لم يشاركوا منذ سنين بنشاطات عامة تقام بالعاصمة, كما انهم لم يتمكنوا من زيارة مخيمات اللاجئين, والتقاء ساكنيها, ويكفي التفكر انه منذ الاجتياح الاسرائيلي للبنان, الذي حدث عام ,1982 لم يتم اعادة فتح مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية, وان ممثل المنظمة في لبنان, شفيق الحوت, الذي استقال بعد اتفاقات اوسلو, ولم يجر استبداله ابدا, كان مضطرا الى العمل من داخل سكنه الخاص, الذي يقع في احد الشوارع الهادئة وتسكنه الطبقة الموسرة, على بعد بضع مئات الامتار عن فوضى تقاطع »الكوكا كولا«. وعبارات القدومي التي تقول: »اننا نرفض التوطين في اي بلد عربي آخر غير فلسطين«, كان لها تأثير, كمثل وقع »العسل على القلب«, ليس بالنسبة للاجئين في لبنان وحسب, الذين اخذوا يخشون بعد رحيل عرفات ان يصار تهميشهم من قبل الزعامة الجديدة في رام الله, ولكن, بالنسبة للسلطات اللبنانية كذلك, التي باتت مرعوبة من مجرد طرح فكرة التوطين ومنح الجنسية (بناء على الرغبة الامريكية) لجميع الفلسطينيين المتواجدين داخل القطر, الذين. ومع تسجيل ما يزيد على 300 الف مسلم سنيّ في القوائم الانتخابية سيعملون دون ادنى شك على احداث خلل بالتوازنات الدستورية الهشة في »بلاد الارز«, والقائمة على اساس الانتماء الطائفي, الذي ادخله الفرنسيون في القرن الثامن عشر, والذي ينص حاليا على تقسيم المقاعد بين المسلمين والمسيحيين بنسبة 50-50%, في حين خصصت رئاسة الجمهورية لمسيحي من الطائفة المارونية, ورئاسة الحكومة لشخصيته من السنة, ورئاسة مجلس النواب لمسلم شيعي, هذا مع عدم استبعاد خطر اندلاع حرب اهلية جديدة. \r\n \r\n وكان فاروق القدومي, وخلال مداخلته في اليونيسكو, التي قوطعت بالتصفيق الطويل الحاد, في مرات كثيرة, كان قد اكد على ضرورة اشراك اللاجئين الفلسطينيين من سكان المخيمات, في العمل السياسي الفلسطيني, وذلك من اجل تقديم الدعم للاخوة في فلسطين على اكمل وجه. ولكن, ولاجل ان يكون ذلك نافعا, فإن الامر يتطلب تحسين الاوضاع المعيشية داخل المخيمات الفلسطينية. وكان ذلك بمثابة انتقاد غير مباشر, موجه للقوانين اللبنانية, التي تمنع الفلسطينيين من ممارسة ما ويزيد على 63 مهنة, وان يكون لهم الحق في التملك لأي شيء, حتى البيت الذي يأويهم. \r\n \r\n وخطوة اخرى لاقت الكثير من الاستحسان, وقوبلت بعاصفة من التصفيق, هي المتعلقة بضرورة تدعيم »الوحدة الداخلي«, من خلال تأسيس جبهة متحدة تضم كافة التنظيمات الفلسطينية, بما في ذلك حركتي حماس والجهاد الاسلامي, وتلك »الخارجية«, ومع الدول العربية, وعلى وجه الخصوص مع »الدول التي ما زالت اسرائيل تحتل اراضيها«: فلسطين, لبنان, وسوريا. ولم تكن محض صدفة مسألة وصول القدومي الى بيروت, قادما من دمشق, حيث التقى وزير الخارجية السورية فاروق الشرع, وعددا من المسؤولين في المنظمات الفلسطينية المعارضة, من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, الى الجبهة الديمقراطية, ومن حماس الى الجهاد الاسلامي, الراغبة بمجملها لتكون جزءا من نوع جديد لمنظمة التحرير. ان الظروف الموضوعية وما يحيط بها من صعوبات مشتركة, والعلاقات الجيدة القائمة ما بين القائدالجديد لحركة فتح, وكل من السلطات السورية, واللبنانية, من شأنها ان تقود الآن الى توسعة مجالات العمل السياسي في لبنان, بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية (وللاجئين في نهاية المطاف), والتي كانت قد طردت كوجود عسكري من قبل الاسرائيليين في العام ,82 ثم من قبل الميليشيات التابعة لسوريا في عام .1987 ثم بدأت بالعودة الى المسرح منذ عام ,2000 لاحقا على وفاة الرئيس السوري حافظ الاسد, وجراء الانسحاب السوري من لبنان, وقبل هذا وذاك, اثر رفض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات, التوقيع في صيف عام 2000 على صك الاستسلام في كامب دييد.0 \r\n \r\n عن: »المانيفسيتو الايطالية«