صدمت عملية سرقة لا تُصدّق في متحف اللوفر بباريس يوم الأحد، الجميع، إذ تعرّض المتحف الأكثر زيارةً في العالم لهجومٍ من لصوصٍ لاذوا بالفرار على متن دراجاتٍ نارية، حاملين 8 قطعٍ تعود إلى العصر النابليوني، وأُلقيت القطعة التاسعة أثناء مغادرتهم. وما صدم العالم هو أن السرقة وقعت في وضح النهار، بعد 30 دقيقة من فتح المتحف أبوابه في ال 9 صباحًا، وأفاد مسؤولون أن اللصوص وصلوا الساعة 9:30 صباحًا يوم الأحد بسلم كهربائي مُثبّت على شاحنة، وارتدوا سترات واقية، وقاموا بخطوة جريئة، إذ استقلوا السلم إلى معرض أبولو في الطابق الثاني من المتحف، وهو القسم الذي تُعرض فيه جواهر التاج، وحُطمت النوافذ بأدوات كهربائية. ومن بين قطع المجوهرات النادرة التي سُرقت قلادة الزمرد والأقراط التي أهداها نابليون بونابرت إلى ماري لويز، زوجته الثانية، كهدية زفاف. هدية زواج نابليون لزوجته الثانية في الثاني من أبريل عام 1810، تزوج نابليون الأول الأرشيدوقة ماري لويز النمساوية، مُبرمًا بذلك تحالفًا أسريًا مع آل هابسبورج في أوج ازدهار إمبراطوريته، وكجزء من هذا التحالف، طلب من صائغ ماري إتيان نيتوت، طقمًا فخمًا يتكون من تاج وقلادة وأقراط ومشط شعر، جميعها مرصعة ببذخ بالزمرد والماس. ووُصفت هذه القلادة بأنها مكونة من 32 زمردًا (منها 10 زمردات على شكل كمثرى) و1138 ماسة، منها 874 ماسة مقطوعة بشكل بريليانت و264 ماسة مقطوعة بشكل وردة، واستُخرجت هذه الزمردات من كولومبيا. ووفقًا لموقع متحف اللوفر الإلكتروني، تتكون القلادة من 10 زمردات كبيرة، متناوبة بين الشكل البيضاوي والمعيني، محاطة بالماس، متصلة بواسطة سعف نخيل مرصعة بزمردات دائرية صغيرة، ويتدلى من كل زمرد كبير زمرد كمثرى الشكل محاط بالماس، الزمرد المركزي (13.75 قيراطًا متريًا)، بيضاوي الشكل، مقطوع ب 8 أوجه. بعد تنازل نابليون عن العرش عام 1814 وتفكك الإمبراطورية الفرنسية الأولى، غادرت ماري لويز باريس في 29 مارس 1814، وأخذت معها جميع مجوهراتها ؛ إلا أنها اضطرت لإعادة ألماسات التاج إلى مبعوث آل بوربون، لكنها احتفظت بمجوهراتها الشخصية. ورّثت طقم الزمرد لابن عمها ليوبولد الثاني من هابسبورغ، دوق توسكانا الأكبر، الذي احتفظ به أحفاده حتى عام 1953، وفي ذلك التاريخ، بيع التاج إلى دار المجوهرات فان كليف آند آربلز، ثم بيعت أحجار الزمرد منه واحدة تلو الأخرى؛ فاشتراه جامع تحف أمريكي ثري، واستبدل الزمرد بالفيروز، وأورثه لمؤسسة سميثسونيان عام 1966، وخضع المشط للتعديل. ولحسن الحظ، حُفظت القلادة وزوج الأقراط في حالتهما الأصلية، وانضمتا إلى مجموعات متحف اللوفر عام 2004، بفضل صندوق التراث وجمعية أصدقاء اللوفر، ووفقًا لمجلة رويال ماغازين، لم يكن من الممكن الحصول إلا على القلادة والأقراط (3.7 مليون يورو). وقد تم عرضها في معرض "Galerie d'Apollon"، وهو جزء من مجموعة جواهر التاج الفرنسية.