سلوبودان ميلوسوفيتش الذي يواجه المحاكمة الآن في هولندا اراد ان يرسم حدود صربيا حول كل بيت لآخر صربي من كوسوفا عبر البوسنة الى كرواتيا وهذه الرؤية المدمرة ماتت ولكن القضايا العالقة خلف عملية القتل لم تحل بعد. \r\n \r\n اقليم كوسوفا لا يزال من الناحية الرسمية يشكل اقليما قلقا متململا في صربيا وفي التقرير الذي اعده مؤخرا المبعوث الخاص للامم المتحدة كاي ايدي ذكر ان هناك عدم رضا وسخطا متناميا وسط الغالبية الالبانية ونقل التقرير عن طالب الباني قوله «لقد اعطيتمونا الحرية ولكنكم لم تعطونا المستقبل». \r\n \r\n ان بناء المستقبل بالطبع يحتاج الى الاستقرار ولكن وضع كوسوفا يبقى غير واضح. \r\n \r\n يقول ايدي وهو دبلوماسي نرويجي انه لم يعد بالامكان تأجيل المحادثات بشأن وضع كوسوفا اكثر مما هي عليه الآن. \r\n \r\n ومحادثات مثل هذه ستبدأ على الاغلب في منتصف العام القادم وهي ستتطرق للقضية المركزية وهي: هل يجب منح الالبان في كوسوفا حلمهم بالاستقلال؟ \r\n \r\n قرار الاممالمتحدة رقم 1244 الذي انهى عملية قصف الناتو ليوغسلافيا في 1999 ينص على ان كوسوفا جزء من جمهورية يوغسلافيا الفيدرالية التي خلفتها دولة صربيا والجبل الاسود. \r\n \r\n هكذا ترغب صربيا والصرب في كوسوفا ان تبقى الامور كما هي عليها ولكن تقرير ايدي اوضح بجلاء انه لا يمكن ان يبقى الوضع الحالي للاقليم كما هو عليه الآن الى مالا نهاية وليس من الواضح ما اذا كان حق تقرير المصير دون الاستقلال قد يرضي الاغلبية الالبانية من الايام وسيحاول الدبلوماسيون الدوليون تأجيل قدوم ذلك اليوم لاطول فترة ممكنة. \r\n \r\n وتبقى قضية تعديل الحدود حساسة للغاية ومشتعلة بسبب ما قد تؤدي اليه من تأجيج للمشاعر القومية الصربية وما قد ينتج عنها من رود افعال. \r\n \r\n في البوسنة والهرسك يوجد كيانان اقيما بموجب اتفاقيات دايتون للسلام في عام 1995 احدهما يسمى جمهورية صربسكا والاحزاب الفيدرالية الاسلامية والكرواتية وكلتاهما توجدان ضمن دولة واحدة ضعيفة وحكومة غير متجانسة. \r\n \r\n الصرب في هذه الجمهورية لا يخفون احتقارهم للتحقيقات التي تجرى بشأن جرائم الحرب في الوقت الذي تتشدد الدولية البوسنية من اجل المضي قدما باجراء تلك التحقيقات والدولة اصبحت اقوى مما كانت عليه قبل تسع سنوات. \r\n \r\n وهناك حسنة لا يمكن اغفالها لدايتون وهي انها اوقفت عمليات القتل وحسب الاحصائيات الصادرة عن البنك الدولي فان 2.5 مليون لاجىء ونازح بوسني عادوا الى بلادهم. \r\n \r\n ويتمتع البوسنيون الآن بحرية الحركة في جميع ارجاء البلاد. \r\n \r\n والناتج الوطني تضاعف ثلاث مرات والاحتياطات النقدية تتراكم كما اعيد بناء 90% مما تم تدميره. \r\n \r\n وقد تم الاتفاق على وجود وزارة دفاع واحدة. \r\n \r\n فبلد فيها ثلاثة جيوش لا ينتظرها بالتأكيد مستقبل زاهر. \r\n \r\n ورغم هذا التقدم الا ان البوسنة تبقى هشة. فالصحافة في كل قطاع عرقي تعمد الى تقويض مفهوم الاندماج وكل طائفة لها وجهة نظرها الخاصة بها حول التاريخ وهناك اعتماد كبير على المساعدات التي تقدم من الخارج. \r\n \r\n وسيتوجب قريبا اتخاذ قرارات حاسمة وجوهرية حول طبيعة المجتمع البوسني وحول كوسوفا وايضا حول مستقبل الفيدرالية القائمة بين صربيا والجبل الاسود. \r\n \r\n ومع اقتراب مغادرة الف جندي اميركي للبوسنة مع اواخر هذا العام فان اتخاذ مثل هذه القرارات سيتوجب عبر الاتحاد الاوروبي التعامل معها بفعالية. \r\n \r\n ان الابقاء على كوسوفا ضمن صربيا لن يؤدي الا الى اطالة القضية الصربية وطالما بقيت القضية الصربية تتفاعل فان البلقان سيبقى غير مستقر. \r\n