\r\n من يسمع التصريحات الكثيرة لأرييل شارون في موضوع فك الارتباط كفيل بان يقتنع بأن تجربة الماضي لن تكرر نفسها.شارون يعد بتصميم لا حدود له، وظاهرا لا يخشى المواجهة المرتقبة .وهو «ابو المستوطنات»، سيجرؤ على عمل ما لم يجرؤ عليه اسلافه - مواجهة جبهوية مع المؤسسة الاستيطانية ومؤيديها من اليمين المتطرف. \r\n \r\n العام المنصرم لم يشرق وجهه لشارون في حركته والجيش الاسرائيلي فشل فيها في كل محاولات الاخلاء للمواقع غير القانونية.ولكن كل هذا كان «بروفا» عامة قبل المعركة الحقيقية.والآن هاهو الاضراب الكبير خلفنا، الانشغال في الموضوعات الاجتماعية والاقتصادية ستزاح الى الزاوية، الاضواء ستوجه الى قطاع غزة نحو بدء فك الارتباط.المستوطنون يعتزمون غمر المستوطنات الاسرائيلية في القطاع بعشرات آلاف المؤيدين حتى قبل اغلاق القطاع.بين المعارضين للاخلاء يوجد حسب تقدير المخابرات ما لا يقال عن مائة متطرف من فتيان التلال ومؤيدي كهانا ممن لن يترددوا في استخدام السلاح ضد القادمين لاخلائهم.وواضح لكل المنشغلين في الامر بان هذه ستكون معركة قاسية وعنيفة. \r\n \r\n الطرفان يعرفان ان من يتراجع اولا سيخسر.الطرفان يعرفان بأن فك الارتباط عن غزة هو مجرد مرحلة في اخلاء عدة عشرات اخرى من المستوطنات والمواقع الاستيطانية في الضفة الغربية.وعليه، فإن للخسارة في هذه المعركة سيكون تأثير حاسم على استمرارها.وعلى الرغم من سمعة شارون كشخص قوي، وزعيم مصمم يتمسك بالهدف دون ان يخرج عنه، فإن فرصه في النجاح في هذه المعركة ليست كبيرة.وحتى لو كانت الاغلبية الساحقة من الاسرائيليين تؤيد خطته، الا انه جنرال دون جنود. \r\n \r\n ومنذ الان، قبل البدء بتنفيذ الخطة، تجري ضده دعاية فظيعة: دعوة لفرض اللعنة عليه، وصمه بالخائن ونداء للجنود اليهود بالانسحاب من الجيش الاسرائيلي.الشعار الذي أوجده المستوطنون في ذروة الانتفاضة الحالية «اسمحوا للجيش الاسرائيلي بالانتصار»، حل محله، في واقع الحال، «لا تسمحوا للجيش الاسرائيلي بالانتصار». دولة المستوطنين ضد دولة اسرائيل. \r\n \r\n المعارضون للاخلاء هم اقلية، بل وأقلية صغيرة، ولكنهم مستعدون لان يدافعوا باجسادهم عن مستوطنات القطاع، فيما أن الاغلبية المؤيدة للاخلاء توجد في وضع من عدم الاكتراث او المبالاة.ذات الاقلية الصغيرة والمصممة أثبتت في عشرات السنوات الماضية ان في قوة ارادتها ومثابرتها يمكنها ان تتغلب على الاغلبية.من اوساطها خرج القتلة يغئال عمير وباروخ غولدشتاين ورجال التنظيم السري من المستوطنين الذين لم يترددوا في اعمال العنف الاجرامية بهدف منع سياقات رأوا فيها استسلاما للفلسطينيين. \r\n \r\n المخابرات تستعد لاحتمال ان يخطط مواصلوهم في اسرائيل وفي المناطق الان عمليات بحجم مشابه قبل المعركة المقبلة.كل المؤشرات تدل على نحو شبه واضح انه من المتوقع لنا موسم حزين وعنف هادر.الشاعر تي اس اليوت كتب يقول «ابريل اكثر الاشهر وحشية». في حالتنا يخيل اليّ ان الاصح القول أكتوبر. \r\n \r\n \r\n