\r\n اذا كان شهر مارس المقبل هو الموعد المحدد لاخلاء المستوطنين الأوائل (المزارعون من أصحاب الدفيئات بالأساس) الذين يرغبون في الرحيل طواعية، وبعد عدة اشهر تأتي مرحلة الاخلاء كله لا يوجد أمام شارون وقت كثير لاعداد الرأي العام على مستوى الجمهور كله للصدمة النفسية التي ستنطوي عليها عملية تحريك بداية انكماش وتقلص اسرائيل اقليميا عودة الى حجمها ما قبل يونيو 1967. \r\n \r\n حسب استطلاعات الرأي يظهر ان اغلبية الجمهور تؤيد فك الارتباط وإزالة المستوطنات، الا ان مشكلة شارون موجودة مع حزبه واليمين المتطرف والمستوطنين المحسوبين كلهم على معسكره. عندما يدعو أشخاص مثل اوري اليتسور (مدير ديوان بنيامين نتانياهو سابقا) الجنود الى رفض الأوامر العسكرية ويدعو المستوطنين لمقاومة الجنود الذين سيقومون بترحيلهم بالقوة والعنف، وعندما يقوم جيش الدفاع بتدريب وحدة خاصة من 2000 جندي لمهمة الاخلاء العنيف تظهر في الأفق صورة متكدرة للحرب الأهلية. \r\n \r\n ولأن المعركة الأكبر تتمحور بين اليمين واليمين سواء في الحكومة أو في «أرض المعركة» فليس واضحا لماذا يندفع حزب العمل الى هذا الحد للانضمام لما يُطلق عليه قادته «حكومة الوحدة»، الامر الأخير الذي سيكون في هذه الحكومة هو الوحدة والعمل سيلعب فيها دور كبش الفداء في أقصى الأحوال. عندما يقاتل اليمين ضد اليمين وربما ايضا تُسفك الدماء ليس من المستبعد اتهام حزب العمل بما يحدث. مجرد وجوده في الحكومة سيكون مثابة اللعب بالكبريت فوق بركة بنزين في يوم خماسيني. \r\n \r\n وهناك أمر آخر لا يُستهان به هو الآخر: ليست لدى شارون في الوقت الحالي اغلبية موافقة على ضم العمل للحكومة. الامر الصحيح الآن هو ان 15 عضو كنيست من الليكود فقط يؤيدون ضم حزب العمل. وليس العدد وحده هو الذي يقرر هنا وانما ايضا قوة المعارضين لعرقلة خطة شارون ومن بينهم نتانياهو وسلفان شالوم وليمور لفنات الذين يتربص قادة حزب العمل بحقائبهم الوزارية ويرغبون بها جدا. \r\n \r\n تهجم شيمون بيريز على نتانياهو يعبر عن الرأي السائد في حزب العمل في انه اذا لم يؤد دخول حزب العمل الى الحكومة الى انقلاب في السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي يصبح فيها الأثرياء أكثر ثراء والفقراء أكثر فقرا فانه سيذوب نهائيا كحزب ذي أهمية في الخارطة السياسية.شارون يستطيع ان يكون هادئا ومطمئنا في الوضع الحالي حتى شهر اكتوبر المقبل. \r\n \r\n ولكن من هذا التاريخ الذي ينتهي فيه سريان حظر تقديم اقتراح قانون لحل الكنيست يبدأ النقاش حول الميزانية وحول تطبيق موقف الحكومة مع اخلاء المستوطنين بالقوة، الذي لم يُدون حتى الآن. ستكون هذه لحظة سانحة سيشترط فيها حزب العمل شبكة الأمان التي سيمنحها للحكومة، عندها ستتوفر اغلبية داعمة لتوسيع الحكومة في حزب الليكود. \r\n \r\n حزب العمل نسي منذ زمن ماذا تكون المعارضة ومدى أهمية وجود بديل للحكم الحالي. مثلما في قصيدة رامي كلينشتاين: هذا ليس كيبوتس، بارد هناك في الخارج. حزب العمل لا ينجح في إخفاء تشوقه لدخول حكومة شارون. ليس كرأس للأُسود ولا حتى ذيلا للثعالب. تحرقه لدخول الحكومة وتركيزه (الذي ينفيه) على توزيع الحقائب مَرَضي وغير سليم. \r\n \r\n الذكي كان سينصح ما تبقى من حركة «المباي» التاريخية بأن ينتظر حتى يرى كيف وإن كان شارون سيطبق فك الارتباط واخلاء المستوطنات وبعد ذلك فقط الانضمام للحكومة عندما يكون ذلك ضروريا لرسم المرحلة النهائية من التسوية الدائمة والمفاوضات مع الفلسطينيين حول الانسحاب والتسوية في الضفة. فليس من اجل الفولفو وحدها يصنعون الوحدة. \r\n \r\n \r\n