\r\n لا شك أن خطوة رئيس الحكومة الاسرائيلية تدلل على جدية عزمه على تنفيذ فكرة فك الارتباط والانسحاب من قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية. لا شك ايضا ان ضم حزب العمل للحكومة هو خطوة ضرورية هادفة الى توفير الركيزة السياسية لشارون حتى يتمكن من تنفيذ خطته. من المحتمل ايضا ان يتفق شارون وبيريز على الخطوط الأساسية للحكومة الجديدة. الصعوبة التي سيواجهانها عملية: سرعان ما سيتبين لهما ان المسئولين الحاليين عن تطبيق خطة فك الارتباط متشائمون من قدرتهم على تنفيذها خصوصا في الجدول الزمني المحدد لهم. \r\n \r\n كلما تعمقت عمليات الاستيضاح للوقوف على تفاصيل تطبيق الخطة تكدر مزاج المسئولين عن ذلك، هم يقومون بوضع خرائط لكل عنصر من عناصرها ويكتشفون في كل واحد منها عقبة قادرة على ايقافها وعرقلتها. الجمع بين المصاعب المقبلة على الطريق يقودهم نحو التشكيك في قابليتها للتنفيذ. في اللحظات التفاؤلية يقولون ان تنفيذ الخطة ممكن، ولكن ليس خلال سنة ونصف السنة. وفي الأوقات الصعبة التشاؤمية يقولون لك انها قد تكون غير قابلة للتطبيق عموما. الحاجز لا يكمن في عزم المستوى السياسي، وانما في الواقع القائم على الارض، الواقع الذي خلقته عقدة المشروع الاستيطاني. \r\n \r\n الصعوبة الأساسية التي يشخصها المسئولون عن تطبيق الخطة هي المعارضة الشعبية لها. هم ليسوا قلقين فقط من الاعمال العنيفة التي قد تُقدم عليها أطراف متطرفة بصورة خاصة على شاكلة التحذيرات التي صدرت عن رئيس جهاز «الشباك» آفي ديختر مؤخراً، وانما تكمن في الحشد الشعبي الشامل لمنع تطبيقها. الحاجز المتوقع الآخر - هو الحاجز القضائي الذي سيعرقل ويؤخر تطبيق الخطة. \r\n \r\n الصعوبة الاخرى تأتي من السلوك الفلسطيني إبانها: الفلسطينيون قادرون على تشويش الخطة وايقافها اذا واصلوا اطلاق قذائف المدفعية على التجمعات السكانية الاسرائيلية الواقعة داخل الخط الاخضر ومن خلال الهجمات على قوات الجيش الاسرائيلي والمستوطنات في القطاع. الديناميكية التي تنشأ إثر ذلك ستعرقل فك الارتباط وتظهر الوضع وكأنه انسحاب هروبي في ظل اطلاق النيران. \r\n \r\n هناك صعوبة مغايرة موجودة في الساحة السياسية: الى متى سيواصل شارون تمتعه (حتى بعد ضم حزب العمل للحكومة) بأغلبية برلمانية مستقرة تتيح له تمرير القرارات والتشريعات المطلوبة لتطبيق الخطة. الضعف في هذا المجال يأتي من داخل حزبه وكتلته. \r\n \r\n الساحة الاخرى التي تتكدس فيها المصاعب هي تصرف وسلوك الأسرة الدولية على الرغم من الدعم الواسع الذي تتمتع به الخطة يتبين تدريجيا ان جهات دولية ثقيلة الوزن تسعى لربط الانسحاب من غزة بمسار الانسحاب المستقبلي من اغلبية مناطق الضفة ايضا وانهم يطالبون اسرائيل في كل الاحوال التخلي عن مبدأ أحادية الجانب في الخطة. على المستوى الاقتصادي يتبين بصورة متزايدة ان العلاقة والارتباط بين اسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية ضرورة لا بد منها. \r\n \r\n اضافة الى كل ذلك يتبين ان اسلوب ادارة وسياسة وزارات ومكاتب الحكومة يثقل على تطبيق الخطة على الرغم من تشكيل لجنة المدراء العامين على مستوى الوزارات الا ان الأعراض المعروفة المتوقعة بأن تحاول كل وزارة ان تحافظ على مصالحها قد أخذت تطفو على السطح. على سبيل المثال يحتدم الآن جدل حول ميزانية وزارة الدفاع في ظل النفقات التي ستتكبدها في تطبيق الخطة. \r\n \r\n عشية لقاء بيريز مع شارون صرح الاول بأن أحد أهداف حزبه اذا انضم للحكومة هو تقصير الجدول الزمني المحدد لتطبيق الاخلاء من غزة وشمالي السامرة. بيريز يعتقد ان تسريع عملية الانسحاب سيكرس الحقائق على الارض ويفرض على المستوطنين التسليم بها. كما تظهر الامور اليوم سيكون على حكومة الوحدة باديء ذي بدء ان تنفخ روحا جديدة في المستوى الاختصاصي المهني المسئول عن تنفيذ الخطة وإقناعه بامكانية اخراجها الى حيز التطبيق. \r\n \r\n \r\n هارتس