ولكن هل تركيا مستعدة لقبول قيم الاتحاد الأوروبي؟ \r\n \r\n العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي شابها شيء من التوتر الاسبوع الماضي وقد طار رئيس الوزراء التركي المعتدل الإسلامي الى بروكسل لنزع فتيل أزمة بدأت عندما سحب فجأة مشروعا لاجراء تعديلات على قانون العقوبات التركي‚ وكان اردوغان يريد اعادة احياء عقوبة تجريم الزنا‚ \r\n \r\n وقد أظهر اردوغان والمفوضية الأوروبية التي يفترض بها تقديم رأيها حول أهلية تركيا لدخول الاتحاد‚ رغبة قوية في تجنب حدوث اي مواجهة‚ وبعد اجتماعه مع أردوغان في بروكسل صرح جونتر فرهوغن المفوض الأوروبي المسؤول عن توسيع الاتحاد بأنه «لم يعد توجد اي عقبات معلقة على الطاولة»‚ \r\n \r\n وبالرغم من ان الخلاف حول قانون العقوبات قد حل إلا ان التصريحات التي صدرت من بعض الأوروبيين أغضبت تركيا‚ \r\n \r\n فالسيد فرهوغن وصف مشروع القانون المتعلق بتجريم الزنا بانه «نكتة» وحذر اردوغان من ان تحركه هذا سيعطي الفرصة لأولئك الساعين الى ابقاء بلاده خارج أوروبا على اعتبار ان هذا التحرك قد يعطي الانطباع بان تركيا تريد تطبيق القوانين الاسلامية‚ \r\n \r\n وفي 17 سبتمبر عندما كانت هذه الأزمة في أوجها طلب اردوغان من الأوروبيين ان يهتموا بشؤونهم وقال «ان عضوية الاتحاد الأوروبي ليست كل شيء وليست نهاية المطاف لبلاده»‚ \r\n \r\n فهل يوجد لدى الاتراك البديل لعلاقات أوثق مع أوروبا؟ \r\n \r\n العلاقات مع الولاياتالمتحدة تأثرت بدورها بصورة سلبية بسبب الخلافات حول العراق كما ان علاقات تركيا مع اسرائيل ليست على ما يرام بعد تلك الانتقادات اللاذعة التي وجهها أردوغان لها على سوء معاملتها للفلسطينيين‚ \r\n \r\n وبعض الأتراك يحلمون بعلاقات جديدة مع ايران وسوريا وروسيا ولكن هذه الدول لها سجل تاريخي في دعم صانعي المشاكل داخل تركيا من الانفصاليين الأكراد الى الاسلاميين‚ \r\n \r\n الدول الأوروبية ذات الوزن الثقيل مثل فرنسا وألمانيا دفع زعمائها ثمنا سياسيا لا يستهان به بسبب دعمهم لخطة بدء المفاوضات مع تركيا‚ ويقال انهم غاضبون للغاية من اللهجة العنترية التي صدرت عن أردوغان‚ \r\n \r\n وحتى قبل حصول الخلاف الأخير‚ فإن الرافضين لعضوية تركيا في الاتحاد من ناحية المبدأ قد بدأوا يحرزون المزيد من القوة والدعم لموقفهم‚ فعلى سبيل المثال ذكر فريتش بولكشتاين مفوض الزعيم السابق لليبراليين الهولنديين ان الاتحاد الأوروبي سينفجر داخليا إذا ما سمح لتركيا بالانضمام اليه‚ فإذا ما سمح للاتراك بالدخول فانه سيتوجب علينا السماح بدخول اوكرانيا وروسيا البيضاء «كونهم أوروبيين أكثر من الأتراك»‚ \r\n \r\n ولكن ما الذي دفع أردوغان لاثارة قضية معاقبة مرتكبي جريمة الزنا؟ البعض يقول انه دفع لذلك دفعا من قبل المحافظين في «حزب العدالة والتنمية» الذين أثارهم فشله في تحقيق أي انجاز في قضايا أخرى خاصة تخفيف الحظر المفروض على ارتداء غطاء الرأس في المدارس الحكومية والمكاتب وتمكين خريجي المدارس الدينية من الالتحاق بالجامعات العلمانية‚ \r\n \r\n ولكن يوجد في النهاية تفسير بسيط وهو ان أردوغان كمسلم غيور يعتقد ان العلاقات الجنسية خارج الاطار الزوجي مسألة تهم القانون وليست مجرد مسألة شخصية خاصة تخص الفرد‚ \r\n