فالاستياء من الرئيس جورج دبليو بوش قد بلغ ذروته كما اظهرت استطلاعات الرأي ان 25 بالمائة من الاميركيين الذين صوتوا له في انتخابات عام 2000 لا ينوون التصويت له ثانية‚ وعليه فان اصوات هؤلاء المستائين مطروحة لمن يكسبها باستثناء بوش وسيحتاج كيري لان يعرف عن نفسه بطريقة افضل بكثير مما فعل حتى الآن لكي يضمن كسب هذه الاصوات‚ \r\n \r\n لنستمع لما يقوله ايميل لادوز البالغ من العمر 25 عاما: اعتقد بانني سوف اصوت لبوش لانني اعتقد بانه مارس عمله بطريقة صائبة ولست ادري ماذا يمثل كيري وعم يدافع‚ وكل ما اعرفه عنه انه يقف ضد بوش وكفى‚ واما ديانا كوهين التي صوتت لصالح آل غور في انتخابات عام 2000 وربما تصوت لصالح بوش او تمتنع عن التصويت فتقول: ينبغي على كيري ان يفعل شيئا رئيسيا لجعل الناس من امثالي يتحمسون للتصويت له واذا لم يفعل ذلك فانه لن يفوز في انتخابات الرئاسة امام بوش‚ \r\n \r\n في الواقع حتى معظم الديمقراطيين الاكثر حماسا في نيويورك يقولون ان لديهم معرفة قليلة عن كيري‚ ففي نوادي الديمقراطيين تجد الاحاديث حافلة بالاشمئزاز من ادارة بوش ولكن البرنامج الانتخابي لكيري او حتى اسمه نادرا ما يتم تناوله في الحديث‚ \r\n \r\n يقول غريغ ليفين المستشار التسويقي الذي اصبح مناهضا لبوش بعد مشاهدته لفيلم «فهرنهايت 11/9»: اعمد الى تقليع شعر رأسي عندما ارى الديمقراطيين لا يتقنون سوى الحديث عن بوش‚ واعرب عن خوفه الشديد من فوز بوش بولاية ثانية‚ فجورج دبليو بوش يعرف كيف يخاطب قاعدته الانتخابية اما كيري فهو سيئ في هذا المجال الحيوي‚ \r\n \r\n خلال الايام الاربعة لمؤتمر الحزب الديمقراطي سيكون هناك الكثير من عمليات الاخراج المسرحي والاحتفالات المستفيضة في بوسطن وسيخرج منها جون كيري مرشحا رسميا للحزب لانتخابات الرئاسة‚ ويشتمل برنامج المؤتمر على عدد واسع من الخطباء المفوهين من امثال بيل كلينتون وهوارد دين ولكن الامر يتوقف على جون كيري الذي ينبغي عليه ان يجتذب اصوات الناخبين المترددين فهو الذي يجب عليه ان يأخذ المبادرة ويهب حماس الناس‚ هذا ما يقوله اندريو كوهوت مدير مركز بيو للابحاث للشعب والصحافة فحتى الآن لم يخلق كيري انطباعا كافيا ليستقر في اذهان الناس‚ ويعتقد الناس بانه ذكي وطيب ولكنهم يحتاجون لان يشعروا بانه يمتلك المهارات التي تؤهله لقيادة البلاد والتعرف عليه من خلال افكار محددة‚ \r\n \r\n فالمؤتمر العام للحزب الديمقراطي هو اللحظة المناسبة لكي يثبت فيها كيري جدارته بنفسه بدلا من مجرد كونه بديلا محتملا لبوش‚ فبوش قد تراجعت شعبيته ولكنه لم يخرج من السباق بعد‚ واذا كان كيري يريد ضمان فوزه فينبغي ان يظهر للناس بانه مفضل على بوش وليس مقبولا فقط‚ \r\n \r\n \r\n المهمة الاهم بالنسبة لكيري ستكون اجتذاب المجموعة الصغيرة لاصوات المترددين من الناخبين والذين لم يتم اسر قلوبهم بعد‚ ففي استطلاع للرأي اجرته غلوبال ماركيت انسايث تبين ان 25% من الناس الذين صوتوا لبوش عام 2000 قالوا إنهم لا ينوون التصويت له ثانية ولكن 10% فقط من انصار بوش في عام 2000 قالوا انهم سيصوتون لصالح كيري‚ ومعظم هؤلاء يشعرون بالغثيان من سياسات بوش وغير راضين عن ادائه‚ \r\n \r\n هؤلاء الناخبون يحتاجون الى تصور ايجابي قوي من قبل كيري لكي يتشجعوا ويصوتوا لصالحه يوم 2 نوفمبر القادم‚ وتقول بيغي اواكيس من بيركلي سبرينغز التي صوتت لبوش عام 2000 انها ليست راضية عن اي من المرشحين‚ وفي استطلاع اجرته GMI تبين ان الاغلبية الساحقة من المؤيدين السابقين الذين ابتعدوا عنه هذا العام يتحدثون عن عدم رضاهم عن برنامج بوش لمحاربة الارهاب وعن استراتيجيته وتوجهه في العراق‚ واكثر من 90% من هؤلاء ممن بقوا مخلصين لبوش يشعرون بالرضا عن ادائه في هذه المجالات وقد قدم كيري حتى الآن القليل للناخبين حول الكيفية التي سيتعامل بها مع هذه القضايا‚ \r\n \r\n يقول جيني موريتو: هذه اول انتخابات اشعر فيها بانني لست راضيا عن اي من المرشحين فقد ايدت الحرب على العراق ولكنني الآن اشعر باننا لم نكن مستعدين لما يترتب عليها من عواقب واما كيري فلست ادري ماذا يمثل وعم يدافع واعتقد بان على كيري ان يركز اكثر بشكل خاص على القضايا الدولية وجعل هذه الانتخابات نوعا من الاستفتاء على الاستراتيجية والتكتيكات في العراق‚ \r\n \r\n كما ينبغي على كيري ان يعطي الناخبين احساسا ملموسا عن نفسه وكيف يعتزم قيادة البلاد‚ وهناك رقصة ثنائية بين المرشحين على انغام «هذه الارض ارضك» منشورة عبر الانترنت وفي هذا التسجيل تقول دمية كيري مرارا وتكرارا انه سوف يفوز في انتخابات الرئاسة بسبب انواط الشجاعة التي حصل عليها عن دوره في حرب فيتنام‚ \r\n \r\n ولكن الناس يريدون معرفة المزيد عن الرجل وخلفيته والمؤتمر العام للحزب الديمقراطي هو الفرصة المناسبة لتقديم كل هذه المعلومات المطلوبة ومن النوع الذي قدمه الحزب في انتخابات عام 1992 حيث عمل الديمقراطيون مهمة رائعة بتعريف الناخبين بحاكم ولاية مغمور من بلدة هوب بولاية أركنسو شرحوا للناس القضايا التي يدافع عنها بالضبط‚ \r\n \r\n فهل سيكون كيري وفريقه هذا العام قادرين على تسويق كيري مثلما سوقوا كلينتون؟ لقد اظهر كيري لحظات من الكاريزمية وصفات رجل الدولة خلال الانتخابات التمهيدية مثل المؤتمر الانتخابي الحزبي الذي فاز فيه بولاية ايوا ولكي يفوز في انتخابات الرئاسة يوم 2 نوفمبر القادم يجب ان يظهر هذا النوع من الحماس الذي يمكن ان يدفع الديمقراطيين للتوجه بحماس الى صناديق الاقتراع‚ فمثلا يقول جاك سوروفين الذي يملك مسرحا سينمائيا في بيركلي سبرينغز بفرجينيا الغربية: سوف اصوت لصالح كيري لان بوش لم يعد مقبولا ولكن سيكون افضل لو كانت لدي اسباب اخرى اكثر جاذبية‚ \r\n