* اذا كانت الولاياتالمتحدة تعتبر من منظور عالمي, من ابرز الدول المدافعة عن حقوق الانسان, فماذا تعني تلك الفضائح الخاصة بعمليات التعذيب اللاانسانية التي اقترفتها قوات الاحتلال الامريكي بحق المعتقلين والسجناء العراقيين بالنسبة للنضال العالمي من اجل حقوق الانسان? \r\n \r\n - الدفاع عن حقوق الانسان في العراق ليس بأقل من السير في الشارع وبحوزتك قنبلة او عبوة ناسفة. وكل من يحاول السير في هذا الاتجاه فإنه سرعان ما يصبح في نظر الاقوياء ارهابيا او هداما. ولو اراد الحاكمون توجيه الاهانة لي قبل حوالي عشرين عاما لقالوا في حينه انني مجرد امرأة انثى ومدافعة عن حقوق الانسان, كما لو ان مثل هذا الوصف شيء قبيح او سيئ السمعة. \r\n \r\n اما اليوم فقد حققنا في ايران الكثير من الانجازات وقطعنا خطوات كبيرة في هذا المجال. فقد تمكنا من تشكيل وتأسيس منظمة مستقلة لحقوق الانسان معترف بها من جانب الحكومة الايرانية ومن قبل المجتمع الدولي ومن لجنة نوبل. \r\n \r\n * هذا يعني انكم خضتم كفاحا طويلا ومريرا ..? \r\n \r\n - نعم, وخلال كل تلك السنوات كنت احاول السير على خطى امرأة امريكية عظيمة, هي ايليانور روزفيلت, التي كنت اعتبرها قدوة لي. \r\n \r\n فشخصيتها تركت اثرا بالغا في نفسي واستلهمت منها ومن تجربتها الكثير, لانها هي من ساهمت في ولادة الاعلان العالمي لحقوق الانسان وجعلته ركنا اساسيا من اركان منظمة الاممالمتحدة. \r\n \r\n والفضل كله يعود الى صوتها القوي والمؤثر, وانا اتفق تماما مع الرأي القائل بأن امريكا كانت السباقة في وضع المعايير الخاصة بقضايا حقوق الانسان, بغض النظر عن الانتهاكات الاخيرة لحقوق الانسان في العراق وافغانستان التي ارتكبت في عهد الادارة الامريكية الحالية وبشكل فاضح وصريح. \r\n \r\n * هل ساهمت الفضائح التي ارتكبت في سجن ابو غريب في بغداد في تغيير وتدمير هذه الصورة? \r\n \r\n - عندما شاهدت الصور الصادرة من العراق, سألت نفسي: ما الذي جرى للحضارة الامريكية? فهذا الكم الهائل من الاعتذارات الذي تحاول القيادة السياسية الامريكية الحالية تقديمه للعالم كنتيجة لهذه الفضائح, لا يمكن ان ترفع المسؤولية المباشرة عن كاهلها او ان تخفف من اعباء واخطار هذه الانتهاكات. \r\n \r\n وانا آمل بشكل ملح بأن تراعي امريكا مجددا في المستقبل الاسس والمعايير الخاصة بحقوق الانسان وان تطبقها بمصداقية وانصاف, بحيث يبقى اسمها نظيفا على الدوام, وهذا يتطلب بالطبع الاستفادة مما جرى في العراق وفي معتقلاتها من انتهاكات وجرائم بشعة بحق الانسان العراقي وبحق الانسانية جمعاء. \r\n \r\n * اذا كان الهدف المعلن من جانب الولاياتالمتحدة من وراء غزوها واحتلالها للعراق هو الاطاحة بنظام صدام حسين وفرض الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط, فهل تستطيع امريكا بهذه الوسيلة, تصدير الديمقراطية الى هذه المنطقة الاستراتيجية والمضطربة من العالم? \r\n \r\n - الديمقراطية ليست هدية يمكن ان تقدم او تمنح للاخرين على طبق من ذهب. فالديمقراطية ليست سلعة يمكن استيرادها بواسطة السفن او على ظهر دبابات حربية. الديمقراطية عبارة عن عملية تاريخة لا يمكن ان تتحقق او ان تصبح شرعية, الا اذا تمت وتطورت من داخل كل مجتمع من المجتمعات الانسانية. \r\n \r\n ومن اهم الشروط التاريخية لتحقيق الديمقراطية, التحلي بالصبر ونضج الوعي السياسي والاجتماعي لكل مجتمع من المجتمعات الانسانية. وحتى في العراق سيتحقق هذا الشرط بحيث يصبح العراق بلدا ديمقراطيا في يوم من الايام. \r\n \r\n * الا تكفي الضغوط الخارجية لتحقيق هذا الهدف? \r\n \r\n - بالتأكيد يمكن لاي ضغط يمارسه المجتمع الدولي ان يكون عاملا اساسيا في هذا المجال, ولكن عندما يكون هذا البلد او ذاك مهيئا لمثل هذا التغيير وعندما يكون هذا البلد او ذاك مؤمنا في توسيع قاعدة الديمقراطية في العالم, واذا ما تحققت مثل هذه الشروط فإن منظمة الاممالمتحدة هي المركبة الصحيحة والوحيدة التي يمكن ان تحقق هذا الهدف. \r\n \r\n فبعد الاجتياح العسكري العراقي للكويت, رأينا كيف كان رد فعل المجتمع الدولي. فبسبب التنديد الدولي لهذا الاجتياح والقرارات الدولية التي اتخذت من عقوبات وحصار, فإن النظام العراقي وجد نفسه مضطرا الى الانسحاب من الكويت. \r\n \r\n لكن ما حصل بعد ذلك في العراق شيء آخر, فحرب العراق الاخيرة لم تحظ بتأييد الاممالمتحدة, ولهذا فإنها كانت حربا خاطئة وانتهاكا وتجاوزا للقانون الدولي وللشرعية الدولية. وكل هذه العملية كانت تفتقر لتلك الشرعية. \r\n \r\n * بعد كل هذه الخبرات السابقة لعام ,2003 يتساءل الكثيرون: ماذا تبقى للامم المتحدة من اهمية او حاجة اليوم? \r\n \r\n - ينبغي ان تتركز كل جهودنا على تقوية دعائم المنظمة الدولية وليس على اضعافها, ومن الاهمية بمكان الآن تركيز كل جهودنا على دعم وتأييد منظمة الجزاء الدولية, على سبيل المثال لا الحصر. وكل دولة من الدول الاعضاء في المنظمة بما في ذلك الولاياتالمتحدةوايران تستطيع ان تقدم الكثير لتقوية وتعزيز الدور الذي تقوم به المنظمة الدولية. \r\n \r\n * ما هو الدور الذي تلعبه بعض المؤسسات العالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي, من اجل توسيع قاعدة الديمقراطية وحقوق الانسان في دول العالم الثالث? \r\n \r\n - ينبغي على الدول الغير ديمقراطية ان لا تحصل على اية مساعدات من البنك الدولي او صندوق النقد الدولي. فالقروض التي يتم منحها للانظمة الغير ديمقراطية, يتم اساءة استخدامها في الغالب بحيث تساهم في توسيع الفساد وفي تمويل مشاريع خاصة وثانوية لا يستفيد منها المواطن العادي. \r\n \r\n * كيف تثمنين قرار البرلمان الفرنسي الخاص بمنع الطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب داخل صفوف المدارس والجامعات الفرنسية? \r\n \r\n - بدون وجود تفاهم او تفهم للثقافات الاخرى وفي غياب اي تسامح ديني بين الثقافات, فإن العالم لن ينعم بالسلام فكل من يحاول فرض قيمه وثقافته الذاتية على الاخرين في المجتمع الواحد, فإن ذلك ليس الطريق الصائب. فالنساء ينبغي ان يكون لهن الحق بالعيش بالطريقة التي يردنها. ولهذا فإنني ضد القرار الفرنسي الخاص بحظر ارتداء الحجاب في المدارس والمعاهد والجامعات العلمية, كما انني ضد فرض ارتداء الحجاب في ايران.0 \r\n \r\n عن: »دي فيلت« الالمانية. \r\n \r\n \r\n