عقب سقوط مبارك منذ أكثر من عامين ، انتشرت لدى المصريين الميل إلى الاستماع إلى الرؤى وتتبع التوقعات المستقبلية بشأن سير الأحداث في مصر ، وذلك من قبل كافة أطياف المجتمع المصري ، الذي يشهد حاليا استقطابا شديدا بين أبنائه ، مابين مؤيدين للشرعية وضد الانقلاب ، وأنصار السيسي ، إلا أن الغريب في الأمر أن كل فريق ينكر على الآخر ما يراه يصب في مصلحته ويدعم توجهه ، فأنصار السيسي يرفضون ما يشاع لدى مؤيدي مرسي وأبطال اعتصام رابعة العدوية حول الرؤى التي قصها عدد من رجالهم ومنها أن النبي قدم مرسي في الصلاة ، وأن جبريل نزل على معتصمي رابعة العدوية ، والرسالة الأخرى التي أبلغها أحد العلماء الصالحين بأنه شاهد 8 حمامات خضراء على كتف الدكتور محمد مرسي فأولَها بأن مرسي سيكمل مدة 8 سنوات". ويعتقد مؤيدو الانقلاب العسكري أن أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي يبحثون عن معجزة إلهية تعيده إلى قصر الرئاسة ، وأن مثل هذه الأقاويل ليست أحاديث مجازيا ، بل تحاول أن تستغل الدين لأهداف سياسية لإسباغ شرعية على الرئيس المعزول د.محمد مرسي وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد طلب بأن يصلي مرسي إماماً والرسول صلى الله عليه وسلم خلفه فهذه إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يحاسب من قالها، فهل نزل مرسي مقام سيدنا أبي بكر الصديق حتى يؤم مرسي الناس، فهذا التأويل إساءة للإسلام والرسول". كما أن مثل هذه الأحلام ليست إلا من قبيل إلباس الحق بالباطل ووضع السم في العسل والكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم، ومثل هؤلاء ينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". إلا أن أنصار هذا الفريق لم يعلقوا على الفيديو الذي تم تسريبه لمفتي الديار المصرية الأسبق الشيخ علي جمعة وهو يطالب رجال الشرطة والجيش بقتل المتظاهرين والضرب في المليان ، مدعما خطابه بأن رؤى الصالحين أجمعت على تأييدهم بل الرسول نفسه رضي عنهم. ويرى أنصار الشرعية ومؤيدو مرسي أن الرؤى الصالحة من ثوابت العقيدة الغراء فما يرونه ، برغم أنه قد يكون مجازيا إلا أنه يحمل من المبشرات لهم ، ففيها ترويح للنفس وتهدئتها ، وترضية لأنفسهم بما يحدث في الواقع ، وآملا في بأن الغد يحمل بشرى لهم بالصالح ورضاء المولى عنهم ، كما أنها من قبيل الشحن المعنوي وتفعيل العامل النفسي ورفع المعنويات. وأن الرؤيا في حد ذاتها عهدة صدقها وكذبها على صاحبها وقائلها فقط ولا يترتب عليها أمر من الأمور الشرعية ، كما أن رؤيا الأنبياء حق ولا يجوز لأحد أن يدعي كذبا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا قال أحد إنه رأى النبي فليس لنا أن نكذبه أو نصدقه وإنما يقع صدق الرؤيا أو كذبها على من قال بها. من جانبهم ، يرى علماء النفس أنه بغض النظر عن حقيقة ما يردده الوعاظ من أقوال أو رؤى فإن هذه الأقوال يعتمد تصديقها على الشخص المتلقي ليس فقط من جهة درجة تعليمه أو ثقافته ولكن أيضا من جهة قابليته للإيحاء أو تصديقه للأوهام وكذلك الظرف النفسي الذي يعيش فيه هؤلاء الأشخاص". وكان من بين تلك الرؤى ما قصه الشيخ فوزي السعيد بأن أحد المعتقلين معه قد رأى رؤية بسقوط مبارك وحكم مرسي وكان ذلك في العام 1985 ، تلا ذلك الفيديوهات المنتشرة لما تعرف بالشيخة ماجدة التي ذكرت أنها رأت مرسي بيطوح جوه عربية نقل عام ، وأنها شافت رؤية أن البلد هايجيلها جفاف ، ورأيت أيضا زلزال مدمر وهجوم 40 دولة على مصر ، ولاننس العرافة التي توقعت سقوط الرئيس الدكتور محمد مرسي والمؤامرة للانقلاب عليه، وكذلك عالمة الفلك جوى عياد التي صدعت بأن رئيس مصر الجديد خلال شهور بعد سقوط مرسي اسمة (م م م ) ومواليد عام 1962 ، وختاما التوقعات باغتيال الفريق السيسي.