يتعامل علم تفسير الأحلام مع نوع واحد مما يراه الإنسان في منامه, وهو الرؤيا أما سوي ذلك من أضغاث الأحلام وحديث النفس فلا علاقة لعلم تفسير الأحلام به, وعلي ذلك ينقسم ما يري في المنام إلي رؤيا و حلم وحديث نفس ولا يخرج ما يراه الإنسان في منامه عن أحدي هذه الثلاث, يقول الرسول صلي الله عليه وسلم:( الرؤيا ثلاث, الرؤيا الحسنة بشري من الله, والرؤيا تحزين من الشيطان, والرؤيا مما يحدث به الإنسان نفسه. فإذا رأي أحدكم ما يكره فلا يحدث به وليقم وليصل). يوضح السيد عزت المرسي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هذا الحديث فيقول: إنه ربما يري الشخص في منامه تهويلا من الشيطان ليحزنه, وربما يري ما يهمه في اليقظة, فهذا لا دخل لعلم تفسير الأحلام به, بل إن رأي ما يكره فلا يحدث به أحدا, فإنها لن تضره), وقد قال الإمام البغوي في شرح هذا الحديث: أنه ليس كل ما يراه الإنسان في منامه يكون صحيحا ويجوز التعبير عنه إنما الصحيح منها ما كان من الله عز وجل, وما سوي ذلك أضغاث أحلام لا تأويل لها. وعلي هذا فليس كل ما يري في المنام يحدث به الإنسان, فقد جاء أعرابي للنبي صلي الله عليه وسلم وقال له: إني حلمت أن رأسي قطع فأنا أتبعه فزجره النبي صلي الله عليه وسلم وقال:( لا تخبر بتلاعب الشيطان بك في المنام), وكذلك ليس كل ما يري يضر بالإنسان, فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم:( الرؤيا من الله والحلم من الشيطان. فإذا رأي أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ ثلاث مرات, ويتعوذ من شرها فإنها لا تضره), فقال أبو سلمة أحد رواة هذا الحديث:( وإن كنت لأري رؤيا أثقل علي من الجبل, فما هو إلا أن سمعت هذا الحديث فما أباليها). ويؤكد السيد عزت المرسي أن هناك ضوابط للرؤيا التي تعبر منها أن تكون هذه الرؤيا من الصالحين, ومنها أن تكون مشتملة علي منفعة سواء تحذير من أمر ضار أو ترغيب في أمر نافع أو بشارة, وخاصة في آخر الزمان, وذلك مصداقا لقول النبي صلي الله عليه وسلم:( إذا اقترب الزمان, لم تكد رؤيا المؤمن تكذب, وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا).