كشف حادث إحراق "شجرة" وبعض الأثاث بمقر حزب الوفد ازدواجية إعلام الفلول في تناول الأحداث، وفضح انتقائية ذلك الإعلام في تغطيته اللامهنية. فمنذ صدور الإعلان الدستوري الأول من الرئيس محمد مرسي في 21 نوفمبر الماضي، لاحظ المتابعون بونًا شاسعًا بين التغطية الإعلامية لما وُصف بأنه (إحراق لمقر حزب الوفد) وبين إحراق وتفحم 28 مقراً لحزب الحرية والعدالة إضافة إلى المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين في منطقة المقطم، لاسيما وأن مقر الوفد لم يتم إحراقه، لكن تم تكسير عدد من أبوابه ورمي ما يسمى ب "الشمروخ" عليه دون إحراق محتوياته. ونقلت "الجزيرة نت" عن أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة سليمان صالح قوله :"إن وسائل الإعلام متحيزة للتيار الليبرالي في موضوع إحراق مقر حزب الوفد"، الذي وصفه بأنه مفتعل ومضخم، وقامت باتهام أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بمهاجمة المقر دون تقديم دليل. وأشار صالح إلى أن الإعلام الرسمي يسيطر عليه "فلول الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم سابقا)" والقنوات الخاصة يملك معظمها رجال أعمال ينتمون للحزب الوطني المنحل، مقابل إعلام إسلامي "ضعيف جدا". لكن ما يميز الإسلاميين هو الاتصال المباشر مع الجماهير في المساجد والزوايا التي لعبت -برأي صالح- دورا حاسما في الثورة وستلعب هذا الدور في المستقبل. من جهته رد أستاذ الإعلام والدعاية السياسية في جامعة حلوان كمال القاضي عمليات إحراق مقرات الإخوان المسلمين إلى محاصرة مقر المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي، الأمر الذي جعل الأمن غير منضبط وشجع على ردود الفعل، لأنه في الدول الديمقراطية والممسوكة أمنيا لا "يُحاصَر القضاء والإعلام"، معتبرا أن "بؤرة الأزمة هي محاصرة القضاء والإعلام وتداعياتها إحراق المقرات ومهاجمتها". وختم بالخشية من تصاعد أعمال العنف هذه، طالما لم يُضبط الوضع الأمني جيدا. وأكد عميد المعهد الدولي للإعلام بالقاهرة محمد شومان، أن الإعلام تورط في الانقسام والاستقطاب الحادين في المجتمع، بل عمّقهما. ويضيف أن وسائل إعلام "المعسكرين" (الإسلامي والعلماني) تسلط الضوء على ما يخدم مصالح كل منهما، وتتجاهل ما تراه يؤثر عليهما، واعتبر أن الطرفين ابتعدا عن المهنية ومواثيق الشرف الإعلامي وحتى الآداب العامة. وأضاف أن قوة الإعلام المحسوب على المعارضة المصرية واضحة بسبب تعدد الفضائيات وتنوعها، في مقابل إعلام الدولة المتحيز للتيار الإسلامي وخصوصا مع وجود وزير للإعلام ينتمي لجماعة الإخوان. إضافة إلى الاتصال الجمعي لأئمة الجوامع والدعاة والذي يشكل عاملا حاسما ووسيلة اتصال مهمة وفعالة، بحسب شومان. لكن أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل الذين اتهموا بمهاجمة مقر حزب الوفد، وصف جمال نصار -أحد أتباع أبو إسماعيل- الاتهام بالباطل الذي لا يدعمه أي برهان وبأنه خديعة للشعب المصري. وأضاف أن التيارات الليبرالية تريد فقط تشويه صورة الإسلاميين بكافة أطيافهم، ووجدت في اعتصام أنصار أبو إسماعيل أمام مدينة الإنتاج الإعلامي فرصة مناسبة لاتهامهم بهذا العمل. ولفت إلى أن مدير الأمن اتهم أنصار أبو إسماعيل أمس وتراجع عنه اليوم. وتحدث عن أن أبو إسماعيل طلب من أنصاره عدم التوجه إلى مركز الشرطة في الدقي بالقاهرة بعد الهجوم على مقره حرصا على الأمن ولمنع الاشتباك مع الشرطة، ودعا حزب الوفد إلى تقديم الأدلة للشرطة لاعتقال الأشخاص الذين قالوا إنهم ظهروا في الفيديو الذي بُث لمهاجمي المقر. وختم بأنهم سيرفعون دعاوى قضائية ضد كل من اتهمهم "بالباطل ودون دليل".