أعلن السياسي الأمريكي أندرو ناتسيوس، الذي عمل مبعوثاً خاصاً للرئيس جورج بوش إلى السودان، استقالته من منصبه الذي شغله لأكثر من عام، حسبما أكد البيت الأبيض الجمعة. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن ناتسيوس، الذي عين في هذا المنصب في سبتمبر من العام 2006، قدم استقالته حتى يتفرغ للتدريس في جامعة "جورج تاون"، في العاصمة الأمريكيةواشنطن. وقال البيان: "يعرب الرئيس (بوش) عن امتنانه للخدمات الجليلة التي قدمها أندرو لإدارته، وللجهود المثمرة التي قام بها لإقرار السلام في السودان."
و أضاف البيان أن ناتسيوس "قام منذ توليه منصبه بالعديد من الجولات في المنطقة والعالم، من أجل بلوغ هدف الرئيس بإنهاء العنف في دارفور، وترسيخ اتفاق السلام بين كافة الفصائل السودانية." تأتي استقالة ال مسئول الأمريكي وسط تزايد الجدل حول نشر قوات دولية مشتركة بإقليم دارفور، بموجب اتفاق بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، بسبب معارضة الخرطوم لوجود قوات من خارج القارة الأفريقية على أراضيها. كما تأتي استقالة ناتسيوس ضمن سلسلة من الاستقالات التي تقدم بها عدد من كبار مستشاري ومساعدي الرئيس الأمريكي، والتي تزايدت خلال الخمسة عشر شهراً الأخيرة، طوال فترتي الرئاسة التي قضاها في البيت الأبيض. وكانت مستشارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لشؤون مكافحة الإرهاب وال أمن القومي، فرانسيس تاونسند، قد تقدمت باستقالتها من منصبها في 19 نوفمبر الماضي. وكان كبير مساعدي الرئيس الأمريكي السياسيين، كارل روف، والسكرتير الصحفي للرئيس، طوني سنو، بال أضافة إلى أبرز مستشاريه دان بارتليت، قد قدموا استقالاتهم من مناصبهم الرفيعة التي كانوا يشغلونها في البيت الأبيض، في وقت سابق من العام الجاري.
ويُعد روف، الذي تقلد أعلى المناصب في البيت الأبيض منذ تولي الرئيس بوش السلطة في يناير عام 2001، وقدم استقالته بنهاية أغسطس الماضي، مهندس انتخابات عام 2000 التي قادت بوش للحكم. وبعد نحو أسبوعين على استقالة روف، أعلن الناطق باسم البيت الأبيض، سكوت ماكليلان، استقالته، قائلاً إنه قضى وقتاً طويلاً في منصبه كمتحدث باسم البيت الأبيض، وأنه ينوي قضاء الفترة التالية من حياته مع زوجته. وفي أواخر أكتوبر الماضي، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس استقالة وكيلة وزارتها، كارين هيوز، أبرز مستشاري بوش، والتي كانت تتولى إدارة الحملة التي دشنتها الوزارة "للفوز بقلوب وعقول الشعوب في العالم الإسلامي". وعملت هيوز سابقاً كمستشارة للبيت الأبيض لمدة عام ونصف العام، وكانت من أقرب مستشاري الرئيس الأمريكي منذ أن كان حاكماً لولاية تكساس، وانتقلت من واشنطن في صيف عام 2002 للالتحاق بعائلتها في تكساس.