ضرب موعدا مع الأهلي.. الاتحاد يهزم الزمالك ويتأهل لنهائي كأس مصر (فيديو)    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    جامعة الأقصر تنظم أول ملتقى توظيف لخريجي جنوب الصعيد    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    داج ديتر يكتب للشروق: ذروة رأسمالية الدولة.. ماذا بعد؟    رئيس الوزراء يهنيء السيسي بمناسبة الاحتفال بعيد العمال    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    وزير الدفاع الأمريكي: نعارض أي عملية عسكرية إسرائيلية برفح الفلسطينية دون خطة تؤمن سلامة المدنيين    إعلام عبري: حزب الله هاجم بالصواريخ بلدة بشمال إسرائيل    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    الدولار يصعد 10 قروش في نهاية تعاملات اليوم    روديجر يحذر مبابي من نهائي دوري أبطال أوروبا    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    ستبقى بالدرجة الثانية.. أندية تاريخية لن تشاهدها الموسم المقبل في الدوريات الخمسة الكبرى    حالة وحيدة تقرب محمد صلاح من الدوري السعودي    طليقة قاتل جواهرجي بولاق ابو العلا: «اداني سبيكة 2.5 جرام وسلاسل ل بناته»    مصرع زوجين وإصابة طفليهما في حادث انقلاب سيارة بطريق سفاجا - قنا    مي القاضي تكشف أسباب عدم نجاح مسلسل لانش بوكس    الخميس..عرض الفيلم الوثائقي الجديد «في صحبة نجيب» بمعرض أبو ظبي للكتاب    بالأبيض.. لينا الطهطاوى رفقة هنا الزاهد وميرهان في ليلة الحنة    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    إحالة فريق تنظيم الأسرة و13 من العاملين بالوحدة الصحية بالوسطاني في دمياط للتحقيق    هيئة سلامة الغذاء تقدم نصائح لشراء الأسماك المملحة.. والطرق الآمنة لتناولها في شم النسيم    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    النائب العام يقرر إضافة اختصاص حماية المسنين لمكتب حماية الطفل وذوي الإعاقة    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    موعد غلق باب التقديم للالتحاق بالمدارس المصرية اليابانية في العام الجديد    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    حمد الله يتحدى ميتروفيتش في التشكيل المتوقع لكلاسيكو الاتحاد والهلال    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    ثوران بركان جبل روانج في إندونيسيا مجددا وصدور أوامر بالإخلاء    حزب الله يستهدف مستوطنة أفيفيم بالأسلحة المناسبة    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معن بشور ل«الشعب»: قطر تمارس التسول السياسى من الأمريكان.. والهدف من مبادرة تبادل الأراضى هو الاعتراف ب«إسرائيل»
نشر في الشعب يوم 13 - 06 - 2013

مجدى الجلاد قال إننى ممنوع من الكتابة فى «المصرى اليوم» بسبب مقالى المعادى للصهاينة
أدعو الشباب المصرى إلى الحذر من الشائعات التى تستهدف الوقيعة بين مصر وفلسطين
العدوان الصهيونى الأخير على سوريا أيقظ الوعى الشعبى العربى ونبه إلى خطورة ما يحدث فى سوريا
لجوء الأعداء إلى استخدام ورقة الفتنة الطائفية يؤكد فشل مخططاتهم الأخرى
الزج باسم حزب الله فى الأزمة السورية هدفه تصفية المقاومة
معن بشور كاتب سياسى ومفكر قومى عربى له كتب ودراسات ومقالات حول الصراع العربى الصهيونى، وهو مؤسس المركز العربى الدولى للتواصل والتضامن، وعضو الأمانة العامة للمؤتمر القومى العربى وأمينه العام فى الفترة من 2003 إلى 2006، كما أنه عضو لجنة المتابعة فى المؤتمر القومى الإسلامى منذ تأسيسه وحتى الآن، وهو أول عضو غير فلسطينى ينتخب فى الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين فى مؤتمره الثانى فى تونس عام 1977.
«الشعب» التقت المناضل العربى معن بشور فى دار الندوة بلبنان، وكان لنا معه هذا الحوار:
* بعد مرور أكثر من عامين على اندلاع الثورات العربية ما تقييمك لها؟ وما رأيك فى تسميتها «الربيع العربى»؟
- بداية، أنا لا أفضل استخدام كلمة الربيع العربى؛ لأنها كلمة وافدة من الغرب وتعبر عن تجربة قديمة فى أوروبا الشرقية. وأعتقد أن أخطر ما تواجهه الثورات العربية هو أن نحاول أن نعالجها أو نقيمها كلها بنظرة إجمالية دون التمييز بين بلد وبلد، وبين ظرف وظرف آخر. وأنا أعتقد أن ما جرى من حراك شعبى هو فى الأساس حراك نضالى وثورى، وقد جرت العديد من المحاولات لاحتواء هذا الحراك أو لتزييفه أو لتشويهه أو لمصادرته.
* من الذى حاول احتواء ومصادرة وتشويه هذا الحراك الشعبى؟
- محاولات الاحتواء والمصادرة وأحيانا التزييف والتشويه تمت من قبل أطراف عديدة؛ أولها أعداء الأمة العربية، وثانى هذه الأطراف كانت بعض القوى السياسية اعتبرت هذا الحراك فرصة لكى تستأثر بالسلطة، وسعت بكل السبل لكى تقصى شركاءها فى إطلاق هذا الحراك.
ويجب أن نعلم أن هذا الحراك الشعبى والثورى الذى انتصر فى مصر وفى تونس، وإلى حد ما فى أقطار عربية أخرى، كان بفضل جهود تيارات عديدة وقوى عديدة، وكان من الأفضل أن يستمر التفاعل بين هذه الحركات التيارات بعد إسقاط رأس النظام حتى لا يتفرق الشمل. وكان يجب أن تتفق هذه القوى على عدم السماح لأى قوى خارجية بالتدخل فى شئونها الداخلية سواء كانت هذه القوى إقليمية أو دولية.
* بعد الضربة الجوية الصهيونية الأخيرة.. ما قراءتك للوضع فى سوريا؟
-نحن منذ بداية الأحداث فى سوريا منذ بداية الأزمة، دعونا إلى التمييز والتفريق بين المطالب المشروعة للشعب السورى التى ينبغى أن تنفذ ويجب الاستجابة لها، والأجندات الأجنبية التى تريد أن تستغل هذه المطالب المشروعة وتنفيذ أجندات ليس لها علاقة بهذه المطالب، وطبعا لا علاقة لها بالشعب السورى.
وحذرنا بعد بداية الأحداث أن الخارج بدأ يطغى على الداخل فى سوريا، والعسكرة بدأت تطغى على الحراك السلمى، والطرح البعد الطائفى بدأ يطغى على البعد الوطنى.
وقد جاء العدوان الإسرائيلى الأخير ليكون هو ذروة هذا التحول؛ إذ وجدنا الخارج متمثلا فى العدو الصهيونى بدأ يتدخل مباشرة فيما يجرى فى سوريا. وقد يبدو للوهلة الأولى للعدوان أنها عملية عسكرية ناجحة، لكننى أعتقد أن هذا العدوان قد أيقظ فى سوريا خاصة وفى الوطن العربى عامة، مشاعر شعبية تضامنية عالية، وقد أيقظ وعيا، ونبه إلى خطورة ما يجرى فى سوريا.
* ما رأيك فيما يقال عن دور حزب الله فى هذه الأزمة؟
- أعتقد أن الزج باسم حزب الله فى هذا الموضوع ليس سوى جزء من هذه الهجمة؛ فكل ما يقال عن دور حزب الله فى هذه الأزمة جزء من هذه الحملة العسكرية والإعلامية الصهيونية والأمريكية على سوريا؛ فهم يضغطون على حزب الله لأنهم فى الأصل استهدفوا سوريا بسبب دورها فى دعم المقاومة فى الجنوب اللبنانى. وما يحدث مع حزب الله هو ما يجرى فى القاهرة من محاولات للزج باسم حركة حماس فى الأحداث الداخلية فى مصر. والهدف فى الحالتين هو إبعاد الشعب السورى عن المقاومة، وإبعاد الشعب المصرى عن دعم المقاومة خاصة وعن فلسطين عامة.
* وما سر وجود بعض مقاتلى حزب الله على الأراضى السورية؟ وهل هو متورط فى بعض الأعمال العسكرية لدعم نظام بشار الأسد؟
- أنا أعتقد أن حزب الله أوضح موقفه فى هذا الشأن، وقال إنه موجود فى بعض الأماكن لحماية بعض جمهوره وأعضائه الموجودين فى بعض القرى السورية التى يسكنها لبنانيون الذين يتعرضون لهجمات ومحاولات تصفية من قبل بعض المليشيات المسلحة. وأعتقد أن هناك تضليلا إعلاميا كبيرا مقصودا عن دور حزب الله فى هذا الأمر، ناهيك عن عشرات الحوادث من التضليل الإعلامى الموجه من الأمريكان والصهاينة وحلفائهم؛ إذ يصور الإعلام أحيانا أمورا غير صحيحة بالمرة، ولم تحدث. وأعتقد أن هذا انعكس كثيرا على نسبة متابعى ومشاهدى هذه القنوات الممولة والمشبوهة، التى استسهلت التضليل فخسرت المشاهدين.
* من وجهة نظرك، ما المخرج من الأزمة الراهنة؟
- أولا يجب أن نعرف أن هناك مطالب شعبية مشروعة نتطلع إلى تلبيتها، وفى الوقت ذاته هناك مخططات أجنبية وأهداف مشبوهة يجب أن نواجهها. وأنا لا أعتقد أن من حق أى جهة أن تقرر مستقبل سوريا أو شكل نظامها أو رئيسها.
وأرى أن الحل والمخرج من الأزمة الراهنة يبدأ أولا بأن تتوقف عمليات العنف من الطرفين، كما يجب الإفراج عن كل المخطوفين، ثم يبدأ بعد ذلك الحوار بين كل أطراف الصراع، ويكون الهدف الرئيسى للحوار هو الخروج بتصور محدد لمستقبل سوريا بعد انتهاء هذه الأحداث. وإذا نجح الحوار يتم البدء فورا فى تشكيل حكومة انتقالية تقود سوريا نحو هذا التصور الذى تم الاتفاق عليه، ثم انتخابات نيابية وانتخابات رئاسية لتحدد من سيقود سوريا فى المرحلة القادمة.
وبالمناسبة، هذا التصور ليس جديدا؛ فقد تبناه اليوم كثير من الأطراف الدولية، لكنه فى الأصل كان اقتراحا من «لجنة المبادرة الشعبية العربية لمناهضة التدخل الأجنبى ودعم الحوار والإصلاح فى سوريا»، وهى مبادرة انطلقت من المركز العربى الدولى للتواصل والتضامن ببيروت، وشارك فيها ممثلون من المؤتمرات العربية الثلاثة: القومى العربى، والقوى الإسلامى، والأحزاب العربية. وقد ذهبنا إلى الرئيس السورى والقيادات السورية وقدمنا مبادرات عدة تطورت بعد ذلك إلى مبادرة كوفى عنان ومبادرة جنيف، والتقينا الجميع؛ بشار الأسد والمعارضة السورية.
وبالمناسبة، المعارضون ليسوا صنفا واحدا؛ هناك معارضون أبدوا تجاوبهم معنا، وهناك من رفض مبادرتنا. ونحن قدمنا نقاطا واقتراحات، لكن يبدو أن الجو لم يكن مهيأ ولم يكن لنا التأثير الكافى فى بعض المعارضين، بالإضافة إلى أنه ظهر لنا أن المصلحة الشخصية للبعض كانت فى أن تستمر الأزمة الحالية ولو على حساب سوريا والشعب السورى!.
* وهل تعتقد أن حل الأزمة السورية يبدأ من الداخل أم من الخارج؟
- أعتقد أن هذه الأزمة ستطول كما يقول بشار الأسد، ويجب أن يكون هناك تسوية تبدأ على المستوى الدولى ثم تنعكس على المستوى الإقليمى، كما أعتقد أن أمريكا إذا أرادت التسوية أو الحل فهى تستطيع أن تفرضه عبر حلفائها مثل قطر وتركيا لتفرضا بدورهما هذا الحل على حلفائهما من المعارضة السورية. ويجب أن يعلم الجميع أن هذا القتال فى سوريا ما كان يمكن له أن يستمر كل هذا الوقت دون دعم خارجى وتحريض؛ فإذا التزمت دول التمويل والدعم والتحريض بالتوقف فهذا يمكن أن يفتح آفاقا جديدة لحل الأزمة.
وأنا أدعو جميع الأطراف فى سوريا، أيا كانت مواقعها، إلى أن تتقى ربنا فى مستقبل سوريا، وأن تتوقف عن كل ما يمكن أن يسبب مزيدا من سفك الدماء، وأقول لهم إن سوريا تستحق أن يتنازل الجميع من أجلها، وتستحق أن يتوقف القتال وسفك الدماء، وتستحق أن تستعيد الحياة مرة أخرى بها؛ فلا شىء أغلى من الوطن. ونحن جربنا فى لبنان وكنا نرفض وقتها الحوار تحت هذه الذريعة أو تلك.. كنا نرفض الحوار بسبب هذا الطرف أو ذاك، لكننا وجدنا أنفسنا مضطرين فى النهاية إلى أن نجلس معا على طاولة حوار واحدة لكى نوقف سفك الدماء ولكى نوقف تدمير بلدنا.
* تزايدت نغمة الفتنة الطائفية بعد الثورات العربية.. ما تعليقك على هذا الموضوع؟
- هذه الورقة خطيرة جدا؛ فهى تسعى إلى تفجير الأمة من داخلها، لكن المبشر فى الأمر أن لجوء أعداء الأمة الآن إلى استخدام هذه الورقة يشير إلى أن أعداءنا فقدوا كل أوراقهم وفشلوا فى مخططاتهم؛ لهذا لجئوا إلى هذه الورقة؛ فهم يستهدفون وحدة أمتنا ووعى شعبنا، لكننى واثق بأن خطتهم ستفشل. وأذكر كيف تجاوز المصريون هذه الأزمة حينما تم الاعتداء على إحدى الكنائس، وكيف وحّدهم هذا الأمر وجعلهم يدا واحدة. وأنا أعتقد أن الوطنية قوية فى شعبنا، والدين قوى، ومن يكن قويا فى وطنيته وقويا فى دينه ومتدينا، سواء كان مسلما أو مسيحيا، فلن يقع فى الفتنة الطائفية.
كما أن الأمة الآن فى حالة انتصار لا فى حالة انكسار، والمشروع الأمريكى الصهيونى فى حالة تراجع، ويريد أن يعوض هذا التراجع بتفجير الأمة من داخلها. وأعتقد أن هذا لن يفلح أبدا.
* ما تعليقك على المبادرة القطرية لتبادل الأراضى بين الفلسطينيين والصهاينة؟
-لقد حددنا موقفنا بوضوح من هذه المبادرة التى يسمونها «مبادرة السلام العربى»، وهى فى الحقيقة جزء من سياسة التسول التى اعتمدها رئيس وزراء قطر حينما كان وزيرا للخارجية. وأتذكر كلماته التى قالها فى ليلة باردة من ليالى يناير وعشية الحرب على العراق، وهو اليوم الذى كانت المدرعات الصهيونية فيه تعيد احتلال مدن الضفة الغربية عام 2002؛ فقد سمعته بأذنى يقول: «ليس أمامنا الآن إلا أن نتسول حقوقنا من واشنطن». ويبدو أنه منذ ذلك الوقت لا يزال معتمدا على سياسة التسول.
هذه المبادرة خطيرة، وأخطر ما فيها ما لم يعلن عنه أصحابها، وهو ما أعلنته بدلا منهم أمريكا، وهو أن جامعة الدول العربية مستعدة للاعتراف ب«إسرائيل» كدولة، فهناك مجموعة كبيرة من التنازلات، وهى تنازلات كبيرة تنتهك ميثاق جامعة الدول العربية، وتنتهك القرارات الدولية التى تقضى بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضى العربية التى احتلتها.
إننى أعتقد أن هذه المبادرة وغيرها من التنازلات العربية تستطيع أن تفضح وتشرح لنا ما حصل فى دمشق من قصف لعاصمة الأمويين، كما تستطيع أن تفضح لنا وتشرح ما حدث فى القدس من اقتحام آلاف من المستوطنين الصهاينة باحات المسجد الأقصى. والذى يجب أن نتعجب منه هو كيف يدعى حاكم أو غير حاكم أنه يدافع عن الإسلام ثم يترك المسجد الأقصى للمستوطنين والصهاينة؟!
* فى رأيك.. كيف يمكن أن نحرر فلسطين؟ وهل يمكن أن تتحرر بالمفاوضات كما يدعى البعض؟!
- فلسطين لن يحررها إلا المقاومة بجميع أشكالها العسكرية والثقافية والاجتماعية. والمقاومة تحتاج إلى السلاح، وإلى الثقافة.. تحتاج إلى الإعلام. ويجب استخدام كل أسلحة المقاومة المتاحة أمامنا، ويجب أن نعرف أننا لن نستطيع أن نسترد شبرا واحدا من الأرض دون مقاومة؛ فالمكان الوحيد الذى حُرر من الصهاينة فى لبنان هو الجنوب اللبنانى عن طريق المقاومة. والمكان الوحيد الذى حُرر فى فلسطين هو غزة، وكان أيضا عن طريق المقاومة. وقد أثبتت كل التنازلات والتسويات من كامب ديفيد إلى وادى عربة إلى مدريد إلى أوسلو، أن العدو يدفعك إلى التنازل ثم يحصل على التنازل ثم يبدو متشددا فى المرحلة التالية؛ لهذا فلا طريق لتحرير فلسطين إلا بالمقاومة بكافة أشكالها.
* فى اعتقادك.. هل ترى هذا الجيل الحالى من الشباب هو جيل التحرير وهو جيل النصر المنشود؟
- نعم، أعتقد أن هذا الجيل من الشباب هو جيل التحرير، كما أعتقد أن جيلنا كان الجيل الذى فتح الطريق لهذا الجيل لكى يكون جيل التحرير والنصر. ونحن من خلال مؤتمراتنا نحرص على التواصل مع أبنائنا، كما نحرص على تواصل بعضهم ببعض؛ لأننا نعتقد أن العدو الصهيونى يحرص على استمرار هذه الفرقة التى فُرضت على أقطار الأمة الواحدة من المحيط إلى الخليج.
وأنا متفائل باقتراب النصر؛ لأن الكيان الصهيونى يمر بمأزق استراتيجى كبير. وقد كنت كتبت فى عام 2006 عن سقوط المشروع الصهيونى فى جريدة (المصرى اليوم)، ولم يسمح لى بعدها بالكتابة فى هذه الجريدة؛ إذ كتبت وقتها أن كل ركائز العدو الصهيونى تتحطم؛ فركيزته الأمنية تتراجع، خصوصا بعد الذى جرى له من هزائم فى لبنان وغزة، ولم يعد هذا الكيان منذ ذلك الوقت قادرا على توفير الأمن المطلوب للمستوطنين الصهاينة كما كان الأمر قبل ذلك.
كما انكشف أيضا أمام الرأى العام العالمى؛ فبعد أن كان يدعى ويصدقه العالم أنه واحة الديمقراطية وواحة حقوق الإنسان، أصبح معلوما للجميع الآن أنه لو أوقفت أمريكا دعمها لهذا الكيان لوجدنا كل قادته يساقون الواحد تلو الآخر إلى المحاكم الدولية. والأهم أنهم فقدوا كثيرا من التعاطف الدولى؛ فهذا المشروع استند إلى حد كبير إلى هذا التعاطف، وفى المقابل بدأت حالة متزايدة من تعاطف المجتمع الدولى مع فلسطين وشعبها، كما بدأت حالة من تزايد المبادرات الداعمة للقضية الفلسطينية.
ونحن هنا فى «المركز العربى الدولى للتواصل والتضامن» نشرف بأننا كنا جزءا من هذا الحصار الدولى للمشروع الصهيونى عبر مبادرات كسر الحصار على غزة وعبر مبادرات تحريك العديد من ملتقيات الدولية لدعم الشعب الفلسطينى بكل قضاياه.
وهذه المبادرات وغيرها أسهمت إلى حد كبير فى حصار المشروع الصهيونى؛ ما جعل الصهاينة يتحدثون بوضوح وصراحة عن وجود حركة عالمية معادية لمشروعهم الصهيونى، وهم يحاولون ضرب هذه الحركة.
* وما سر منعك من الكتابة فى جريدة (المصرى اليوم) بعد هذا المقال؟
- لقد كان آخر مقال نشر لى فى هذه الجريدة عن سقوط المشروع الصهيونى وكان عام 2006، وهو وقت الحرب على لبنان. وقد أخبرنى وقتها صديق مشترك بينى وبين مجدى الجلاد رئيس تحرير جريدة (المصرى اليوم) آنذاك أنه أخبره أنهم تعرضوا لضغوط كبيرة مورست عليهم وعلى الجريدة لمنع نشر مقالاتى بعد ذلك.
* كيف يمكن أن ينتهى الخلاف المصطنع بين أهداف التيارين القومى والإسلامى؟
- الخلافات تحدث بين التيارين كما تحدث داخل كل تيار. وقد محاولنا دعم المشروع النهضوى العربى عن طريق تأسيس المؤتمر القومى العربى والمؤتمر القومى الإسلامى، وتصدينا للتعريف الكلاسيكى للقومية العربية، وقلنا إن كل من يؤمن بوحدة الأمة العربية فهو قومى عربى، لكن دون شك برز الخلاف بعد وصول بعض الإسلاميين إلى السلطة، وهو الخلاف الذى برز حين وصل القوميون إلى السلطة، وحين وصل يساريون إلى السلطة فى وقت سابق وفى أنحاء مختلفة من الوطن العربى، لكن نحن نعتقد أن معالجة الخلاف ستكون على أساس الوحدة عن طريق الحوار، منعا للتشتت والفرقة. ونحن مستمرون فى الحوار بين الإسلاميين والقوميين، ويجب أن تظل العلاقة بين التيارين علاقة حوار وتفاهم. وهذا لا يعنى أننا لن ننتقد أى موقف يؤذى أو يضر هذا التفاهم وهذا التقارب.
* ما رسالتك إلى الشباب العربى عامة وإلى الشباب المصرى خاصة؟
- بالنسبة إلى الشباب العربى، أنا أدعوهم إلى مزيد من التواصل وإلى مزيد من الوعى. أما شباب مصر فأنا أحذرهم من السقوط ضحية لتلك المحاولات التى تريد أن تحولهم إلى موقف معاد من حركة حماس ثم موقف معاد من القضية الفلسطينية. ورغم كل هذه المحاولات، فإننى أعتقد أن الشعب المصرى سيظل مع فلسطين وقضيتها؛ ففلسطين هى التى أسهمت فى كشف حسنى مبارك وموقفه المخزى من الحرب على غزة؛ لذلك شباب مصر يجب أن يتمسكوا بفلسطين وأن يسهموا ولا يبخلوا عن دعم غزة أو المقاومة.
كما يجب أن تحدد مصر بعد الثورة موقفها بوضوح من الصراع العربى الصهيونى بإنهاء اتفاقية كامب ديفيد. وأنا أضع هذا هدفا؛ ليس لتحقيقه الآن، ولكن على الأقل يمكن أن نبدأ بوقف التطبيع، وأن نحمّل العدو مسئولية اختراق اتفاقية كامب ديفيد إذا كنا محرجين أمام القوى الدولية، كما يجب أن يتم العمل على أن تقدم الثورة حلولا لكل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.