بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد قام الرئيس الايراني أحمدي نجاد بزيارة لجامعة طهران بغية ألقاء كلمة فيها, وأثر دخوله حرم الجامعة قوبل من قبل العشرات من الطلبة المعارضين بعاصفة من الإحتجاج أثاروها في وجهه وقد نعتوه بالرئيس الدكتاتور والفاشي وشبهوه بدكتاتور تشيلي الراحل الجنرال بينوشيه. لكن في المقابل تظاهر عشرات آخرين من الطلبة الجامعيين المؤيدين لرئيسهم واصفيين إياه بالرجل الثوري وكاد أن يشتبك الفريقان مما دعا الشرطة للتدخل للحيلولة دون عراكهم .
يحدث هذا في طهران العاصمة الإسلامية الجارة لعواصمنا العربية ويحدث هذا مع رئيس دولة ايران المنتخب من قبل شعبه بالإقتراع المباشر الذي وصل للحكم بفعل صناديق الإنتخاب وليس بالتسلسل الوراثي أو بسطوة عسكر بلاده, لقد تصدى بعض الطلبة الإيرانيون لرئيسهم رغم علمهم أن الإحتكام لصناديق الإقتراع بعد عامين من الآن قد يأتيهم برئيس آخر.
لم تشفع للرئيس نجاد أمام المعارضين من الطلبة سيرته الذاتية العطرة بإعتباره رجلا جاء من عامة الشعب ولا يتمتع بثروات مالية أو عقارية ولم يعرف عنه حتى بعد توليه الحكم سوى بساطة الحياة والتواضع الشديد في مأكله ومظهره وفي عموم معيشته. يحدث هذا عند الجيران في جامعة طهران فأين نحن من هذا كله ؟ ماذا عن جامعاتنا العربية المزروعة برجال مخابرات الدولة الظاهر منهم والمخفي الذين لا هم لهم سوى إحصاء ورصد حركة الطلبة أو كلامهم وحتى همساتهم, ماذا لو زار رئيس دولة عربية أو أميرها أو ملكها (جميعهم دائمين وغير منتخبين) جامعة عربية ثم قوبل بمثل ما قوبل به أحمدي نجاد(المنتخب) في جامعة طهران ؟ لا تنتظر إجابة السؤال مني لأن الجواب بالتأكيد عندك أيها القاريء العزيز..!
لا يمكننا تعداد الفروقات بين رئيس كأحمدي نجاد وبين رؤساء وملوك العرب لأنها أكبر من أن تحصى , لقد أوردنا الرئيس نجاد وأدخلناه في مقارنة مع حكامنا فقط لأنه الأقرب ودع عنك حكاما آخرين منتخبين من قبل شعوبهم تزخر بهم بلاد الله الواسعة . في المقارنة استعرضنا بعضا من الوقائع كالقول أن نجاد رئيس يحكم لأجل مسمى ومعيشته بسيطة بينما رؤساء العرب يحكمون شعوبهم حكما دائما ويعيشون بذخا لا حدود له ويملكون قصورا تبهر الناظرين تملكوها باستفرادهم بمقدرات شعوبهم . ليس ما حدث في جامعة طهران سوى إشارة ذكرتني بمدى السوء الذي تعاني منه شعوبنا العربية بعد أن سرقت لقمة عيشها وسلبت منها حريتها ,إن ما حدث هنالك قادني لإجراء مقارنات بيننا وبين جيران لنا فكان الحديث في الجامعات ليس أكثر من مثال بسيط نستعرض من خلاله حجم المآسي التي نكابدها..!!