قتل 28 شخصا على الأقل وأصيب العشرات في انفجار المفخخة التي استهدفت ثكنة عسكرية في دليس شرقي العاصمة الجزائرية اليوم، وسط توقعات طبية بزيادة عدد القتلى، بسبب الحالة الحرجة لعدد من المصابين. وقالت مصادر طبية ورسمية جزائرية إن غالبية القتلى من العسكريين وبعض المدنيين. وحسب شهود عيان فإن الانفجار نجم عن تفجير شاحنة استهدف ثكنة لخفر السواحل تابعة لسلاح البحرية الجزائرية، مشيرين إلى أن الهجوم وقع بينما كان الحرس يشاركون في مراسم رفع العلم. وقد انفجرت الشاحنة داخل الثكنة المؤلفة من شاليهات جاهزة، وتفجرت غالبيتها بسبب قوة الانفجار، وانتشر الحطام وبقايا الأخشاب والإسمنت على بعد مئات الأمتار من مكان الانفجار، ووصلت قطع الثياب والحقائب إلى أعمدة شبكة الكهرباء والسياج المحيط بالمرفأ.
خلال الساعات الأخيرة العنف يحصد حياة العشرات بالجزائر
وأظهرت النتائج الأولى للتحقيق أن الشاحنة المسجلة في العاصمة كانت تقوم بنقل المؤن إلى الثكنة، وقد خطف سائقها الحقيقي قبل وصوله إلى الثكنة واستبدل بمنفذ العملية، بعد نقل المتفجرات إلى الشاحنة، ولم تتبن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن عن الهجوم. وتم تطويق المرفأ وانتشر رجال شرطة مكافحة الإرهاب في المكان، واتخذت قوى الأمن مواقع لها في المدينة، ويعد هذا الانفجار الثاني من نوعه في غضون 48 ساعة، وهو أكثر الانفجارات دموية في الجزائر منذ عدة أشهر.
وتعتبر منطقة دليس الواقعة في منطقة القبائل مسرحا لعدد من الهجمات في السنوات الأخيرة، وهي تعد بمثابة معقل للإسلاميين منذ بداية أعمال العنف في الجزائر عام 1990. واعتبر عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة الجزائرية أن الهجوم في دليس اليوم يعتبر محاولة للتشويش على سياسية المصالحة الوطنية التي أطلقها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وقال إنها أتاحت التوبة للعديد من الشبان الذين حملوا السلاح ضد شعبهم، مشددا على تصميم الدولة على مواصلة سياسية الوفاق الوطني.