أكد المهندس عمر عضو المكتب السياسي وأمين القاهرة لحزب العمل أن خيرية أمة الإسلام والتي أكدها المولى عز وجل في القرآن الكريم إنما تنبع من تمسك هذه الأمة بالحق ودفاعها عن رسالتها وعدم الخضوع لأعدائها فإذا تخلت عن الحق فارقتها تلك الخيرية حتى تعود إليه، موضحًا أن مصر لها دور هام في هذه المعادلة لأنها قلب الأمة النابض وللأسف فإن دورها الآن مغيب بعد أن توجه نظامها نحو القبلة الأمريكية الصهيونية ورضي باتباع سبيل الشيطان. واستنكر عزام هذه الضجة الهائلة حول صحة مبارك، مؤكدًا أن مصر أكبر وأهم من صحة الرئيس، فهو بشر، وكل البشر يموتون ولم ولن تتوقف الحياة، وقد مات خير الناس "محمد صلى الله عليه وسلم" ولم تتوقف الدنيا ولم ينتهي الإسلام! كتب: محمد أبو المجد وشدد عزام أن بشريات النصر والتمكين ما زالت تنهال على الأمة، في العراق وأفغانستان التي أصبحت فيها أمريكا وحلفاؤها على شفا الهزيمة والانسحاب، كما شدد أن تركيا تشهد عودة قوية للإسلام يدك عروش العلمانية التي جثمت على البلاد والعباد سنينًا طويلة. وقد جاءت تلك التصريحات في كلمة عزام التي ألقاها في المؤتمر الأسبوعي لحزب العمل في الجامع الأزهر والتي لا زالت تشهد حضورًا جماهيريًا قويًا وإجراءات أمنية مشددة. مصر ليست مبارك وقد حمل عزام بشدة على النظام المصري، مؤكدًا أنه اختصر دور مصر - بتاريخها الكبير وقوتها الهائلة ومكانتها الرفيعة في قلب الأمة المسلمة – إلى مجرد عضو في محور خاضع للأمريكان والصهاينة مثلها مثل الأردن والسعودية، في الوقت الذي يجأر فيه شعبها من الغلاء والبلاء الذي طاله في طعامه وشرابه بعد أن سممه عدوه فأصابه بالأمراض. وقال عزام: هل أصبحت صحة الرئيس هي الشغل الشاغل للبلاد والعباد هذه الأيام.. إن عددًا كبيرًا من الشعب المصري لا يجد حياة آدمية في بلده، ويأتي الإعلام ليختصر مصر في الرئيس مبارك وصحته مع أنه في نهايته مثل كل البشر أنه سيموت إن عاجلاً أو آجلاً وستستمر مصر الإسلام والعروبة والشعب والقوة والتاريخ. لن نيأس وأضاف أن الشرفاء لن ييأسوا من مطالبتهم بعودة مصر لتتبوأ مكانتها التاريخية في احتضان أبناء الإسلام والدفاع عنهم، ولكن للأسف نرى هذه الأيام وكما أكدت وسائل الإعلام أن الكيان الصهيوني يقوم باحتضان أبناء إقليم دارفور السوداني المسلم الفارين إليه ويعطيهم الجنسية الصهيونية ليستفيد منهم وفي نفس الوقت تستمر نشاطاته لاستقطاب السودانيين هناك حتى ضاع منا جنوب السودان وغربه وأصبح في يد الصهاينة، بينما تقف مصر موقف المتفرج وترفض مد يد العون للإخوة السودانيين بل وتطردهم من أرضها!! واستنكر عزام إقدام سلاح الجو الصهيوني على اقتحام الأجواء السورية وإفراغ عدد من ذخيرته على أراضيها قبل أن تجبرها الدفاعات الجوية السورية على الفرار، وذلك في ظل صمت مصري وعربي مخز، في حين أعلنت إيران – وهي الدولة غير العربية - دعمها لسوريا في أي معركة تدخلها مع الكيان الصهيوني، مضيفًا أنه يبدو أن الخوف والخزي قد تملك العرب بشكل لا مثيل له من قبل. وشدد عضو المكتب السياسي لحزب العمل على أنه لا حوار مع الكيان الصهيوني الذي قتل الآلاف من أبناء شعبنا في فلسطين ولبنان ومصر وسوريا رجالاً ونساء وشيوخًا وأطفالاً وسمم غذائنا وسرطن تربتنا إلا بلغة وحيدة هي لغة المقاومة والسلاح وهي اللغة التي يفهمها الصهاينة والأمريكان دائمًا. بشائر النصر وأكد عزام أنه رغم هذا الواقع المر فإن بشريات النصر والتمكين لا زالت تنهال على الأمة، فالأوضاع في العراق تتجه إلى نصر مؤكد للمقاومة وقد سقط أمس ما يزيد على 7 من القوات الخاصة الأمريكية في مناطق متفرقة من العراق ودمر عدد كبير من المدرعات، وكذلك الوضع في أفغانستان التي أجمع المراقبون على أن حركة طالبان المجاهدة باتت لها اليد الطولى في البلاد وما هي إلا مسألة وقت حتى تسيطر على كل أفغانستان بعد أن أصبحت القوات الأمريكية وحلفاؤها على شفا الهزيمة والانسحاب. وأشار عزام إلى أن تركيا الآن تشهد عودة للإسلام من جديد ليهز أركان العلمانية الخبيثة التي جثمت على صدور البلاد والعباد سنينًا طويلة وذلك بعد فوز حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات التشريعية والرئاسية ليحكم تركيا ويبدأ في سحب البساط من تحت أقدام بقايا العلمانيين بهدوء ونظام حتى تتبوأ تركيا مكانتها في قلب العالم الإسلامي من جديد كقوة عظمى كما كانت قبل سقوط الخلافة. وأضاف أن الشعوب في كل مكان لا تزال تثبت أنها تريد الإسلام حلاً لكل مشاكلها السياسية والاقتصادية، فالمغرب الآن تشهد انتخابات تشريعية باتت النتائج الأولية فيها تشير إلى فوز كاسح للتيار الإسلامي الذي عانى الأمرين في هذا البلد. وفي ختام كلمته طالب عضو المكتب السياسي لحزب العمل الجميع حكامًا ومحكومين إلى المسارعة بالتوبة والرجوع إلى الحق والثبات عليه وعدم الخضوع للأعداء، ولنا جميعًا فرصة كبيرة مع حلول أيام رمضان المباركة، فقد تشرق شمس النصر من حيث لا نحتسب.