المسلم الصادق في إيمانه من آيات الله التي تنير للناس معالم الطريق وتمنحهم الخير وتزودهم بالحق والعدل وحسن التعامل مع الآخر في مساواة لاتعرف التفرقة. كما يرون في هذه الآيات كل ما تسمو إليه النفوس الكريمة وتصبو إليه الهمم العالية.. والمسلم الذي لا يكون في المجتمع الانساني علي هذا المستوي هو عنوان لا يتفق مع الاسلام, ذلك ان الدين يمثله سلوك اتباعه وتظهر عليهم آثاره من حسن الخلق والاستقامة والسلوك الطيب في القول والعمل والتواصل مع الآخرين من ابناء وطنه والعالم من حوله. حتي العلاقات الاجتماعية في الاسلام تقوم علي البر والخير والفضيلة والاخوة بين الإنسان وأخيه الانسان وبين الفرد والمجتمع ورعاية حقوق الجميع وضمان حريتهم وحماية دمائهم واعراضهم وأموالهم.. والمؤمنون اخوة في الانسانية وفي الدين وفي الجوار وفي الوطن الواحد وفي العالم الكبير من حولهم.. ومن الدين تنبع العلاقات الطيبة التي تحمي هذه الاخوة وتحيطها بسياج من الأمن والأمان والمواطنة والسلام النفسي والاجتماعي.. والمؤمنون في كل أحوالهم مطالبون بالإصلاح بين الناس بعضهم بعضا ولهم علي ذلك الجزاء الاوفي من الله عز وجل ذلك ان الاصلاح بين المؤمنين طريق للرحمة وإبقاء للمودة والمحبة.. وقد اضاء القرآن الكريم الطريق أمام المؤمنين فحذرهم من كل أمر يفرقهم ونبههم إلي أن مقاييس الخيرية والتفاضل فيما بينهم إنما هي التقوي: إن أكرمكم عند الله أتقاكم والعمل المثمر: وأن ليس للانسان إلا ما سعي وليدرك الانسان كل إنسان أن أعمال الجوارح تنبع من القلب فإذا صفا صفت الحياة واستقرت الحياة الانسانية علي اسس متينة من الود والحب الصادق وقد أكد القرآن الكريم دعم هذه العلاقات فحرم قطيعة الرحم وحث علي إكرام الجار وعدم إيذائه وأقر بالتكافل والتعاون والمرحمة وحفاظا علي علاقة الاخوة العامة بين المؤمنين فقد حرم الإسلام ان تهجر أخاك المؤمن فوق ثلاث فإذا مرت الليالي الثلاث فقد وجب عليهما ان يتصالحا. والاسلام كما يريده الله ورسوله.. يدعو الي حياة تقوم علي التعاون والتضامن والخير بين كل بني الانسان دون نظر الي عقيدة أو لون أو جنس وشعاره الدائم والثابت في دعوته: لا إكراه في الدين. لكم دينكم ولي دين. وإذا كان الاسلام يدعو الي علاقات اجتماعية رحيمة ودود بين ابناء المجتمع والوطن الواحد وبين ابناء الجنس البشري كله فإن الهدف الذي يسعي الي تحقيقه دائما هو اقامة المجتمع الانساني العالمي علي أسس من الحب والاخاء والامن والسلام القائم علي العدل ونشر الطمأنينة وتحويل المجتمعات الي خلية عمل تستهدف في مسيرتها خير الانسان وسلامه وتبتعد به عن الدمار وكل ما يخرج الانسان من دائرة الإيمان والانسانية الرحيمة.