كشف عبود الزمر فى الحلقة الأولى من وصيته الأخيرة «ما قبل الخاتمة»، عن العديد من المواقف والعادات التى أقدم عليها فى مطلع حياته وتاب عنها وتمنى ألا يفعلها، ومنها التدخين وتشجيع كرة القدم ومشاهدة السينما، ورفضه للانتخابات البرلمانية، وترأسه لمحاكمة عسكرية. وكانت الحالة الصحية لعبود ضابط المخابرات الحربية السابق وزعيم تنظيم الجهاد المحبوس على ذمة قضية اغتيال السادات عام 1981 قد تدهورت ووصلت إلى مرحلة متأخرة، حيث أصيب بنزيف حاد لم يعرف الأطباء أسبابه، وعلى أثر ذلك قرر الزمر أن يودع وصيته التى كتبها فى النيابة العامة بصفتها الجهة الأمينة التى يمكن أن تقوم على إنفاذها. فى الحلقة الثانية من وصيته يتحدث الزمر عن أشياء فاتته وتمنى حدوثها، وعن أمنيات ما قبل الممات، ويقول إنه فاته الانضمام لتنظيم سيد قطب وتمنى أن تبلغه دعوة كارم الأناضولى وصالح سرية التى عرفت بأحداث الفنية العسكرية، وتمنى الزمر أن يشارك رفاقه عبدالسلام فرج وخالد والإسلامبولى وعطا طايل نفس المصير، ويلقى ربه شهيدا، على حد تعبيره. وطلب الزمر إخوانه بأن يسامحوه فى تقصيره معهم، وتمنى أن تتوحد الجماعات الإسلامية فى إطار حركى بعيدا عن الخلافات، كما تمنى أن يرى قبل وفاته زعيما عربيا يستقيل من منصبه لفشل منهجه. وإلى نص الحلقة الثانية من وصية عبود التى تنفرد «الشروق» بنشرها دون تصرف بعد أن تسلمتها من أسرته، مع الاحتفاظ بحق الاختلاف مع ما جاء فيها من أفكار تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط. أشياء فاتتنى وتمنيت حدوثها فاتنى حفظ القرآن الكريم فى الصغر.. إذ إننى حفظت عدة أجزاء فى كُتاب عمى الشيخ توفيق رحمه الله قبل دخولى المدرسة الابتدائية ثم انتقل بنا الوالد من القرية إلى الجيزة حيث أقمنا هناك فترة التعليم فلم تتح لى فرصة استكمال حفظ القرآن ولما أكرمنى الله بالالتزام مع إخوانى أردت أن أتم الحفظ فعجزت عن ذلك لتقدمى فى السن وقتها وكنت قد تجاوزت الثلاثين واقتربت من الأربعين وهنا أود أنصح الشباب بإنجاز المحفوظات وإتقانها فى سن صغيرة خاصة القرآن لأن من حفظه لم ينحرف عند كبره ومقامه عند الله عظيم يوم القيامة فمقامه عند آخر آية حفظها فكلما كان كثير الحفظ ارتفعت مكانته عند الله تعالى.. وينبغى على الآباء مراعاة ذلك عند تعليم أطفالهم وتعويدهم على المراجعة الدائمة لأن القرآن يتفلت كتفلت الإبل، أى يهرب من الإنسان ما لم يداوم على التسميع.. وإننى ذكرت ذلك حتى لا يظن بى الناس مكانا أعلى من قدرى البسيط. وفاتنى مجالسة أهل العلوم الشرعية من الأئمة لأن ظروفى الأولى عند الالتزام لم تسمح لى بالحضور إلى المساجد والتردد على المشايخ.. فتمنيت أن يكون قد تيسر لى ذلك لما فى ذلك فائدة ذلك من الضبط الشرعى.. لأن المطالعة فى أبواب العلم منفردا قد تضر بصاحبها حيث ربما فهم أشياء على غير حقيقتها فالتلقى لابد وأن يكون على يد الأشياخ ومن هنا جاءت مقولة {لا تأخذوا العلم من كتبى ولا القرآن من مصحفى}.. أى لا تتعلموا ممن حفظ القرآن من المصحف بلا شيخ يضبط قراءته.. ولا تأخذوا العلم من أشخاص تعلموا بمفردهم من الكتب دون شيخ يوضح لهم ويضبط فهمهم للمسائل المختلفة.. ولهذا فإننى لا أستغنى أبدا عن مشورة العلماء فى أى شىء أكتبه فإننى أؤكد على أهمية مراجعة أهل العلم لكلامى فإن رأوا فيه خيرا أقروه وإن رأوا غير ذلك ردوه وأنا راجع عنه فلزم التنبيه على هذه الجزئية حتى يتضح للكافة أنى لم أبلغ درجة الاجتهاد والاستقلال بل مازلت فى أول الطريق وعلى أعتاب الصرح الشامخ لعلماء الأمة حفظهم الله لنا ذخرا. فاتنى أن أؤدى فريضة الحج مبكرا وأنا فى سن الشباب وقبل أن أتعرض للسجن عام 1981 وكانت الفكرة السائدة هى تأجيل الحج إلى سن أكبر من ذلك لكون الواجب موسعا بمعنى أنه لا يلزم الحج على الفور وكان بإمكانى عرض جزء من أرضى الزراعية للبيع بالرغم من أن أسعار بيع الأراضى المؤجرة يكون على النصف من الأراضى الخالية وكان المستأجرون هم أشبه بالملاّك فلا يستطيع أحد أن يبيع أرضا إلا بعد موافقته وتنازله وإذا باعها مع وجود المستأجر عليها كان ثمنها بخسا، وطبعا كان هذا القانون مخالفا للشريعة الإسلامية حتى صدر التعديل فى التسعينيات وأمكن للملاك استعادة أراضيهم.. واليوم بعد أن تقدمت بى السن أردت أن أحج وأنا فى السجن فرفعت قضية حتى أتيح لنفسى قضاء الفريضة وأفسح المجال أمام المسجونين لأداء هذه الشعيرة الواجبة على المستطيع وهكذا أكون قد وضعت المسئولية على عاتق الحكومة لإصدار تشريع يعطى هذا الحق مرة واحدة للمسجون.. وأسأل الله القبول.. فاتنى الالتزام المبكر فى سن الشباب وتمنيت أن أكون ضمن الشباب الذين نشأوا فى عبادة الله حيث يظلهم الله يوم القيامة بظله يوم لا ظل إلاّ ظله.. وكانت هناك فرصة عام 1965 أيام محنة إعدام الشهيد سيد قطب.. ولكنى لم أتنبه إلى قضية الإسلام على النحو الذى فهمته بعد ذلك فمر علىّ الحدث سريعا فى خضم انشغالاتى الواقعية بالحياة.. وكنت أتمنى أن تبلغنى الدعوة إلى المشروع الإسلامى فى عام 1974 أيام أحداث الفنية العسكرية حتى أستوعب المطلوب من أبناء الأمة الإسلامية ولكن الحدث مرَّ علىّ بسرعة بعد إعدام الشيخ صالح سرية رحمه الله والشيخ كارم الأناضولى رحمه الله وأحسبهما عند الله من الشهداء.. إلى أن شاء الله بالتزامى فى الموعد الذى بدأت فيه الانخراط فى العمل الإسلامى وأحمد الله تعالى على الهداية وأسأله الثبات على الحق حتى النهاية.. فاتتنى الشهادة عام 1981 مع إخوانى الخمسة محمد عبدالسلام وخالد الإسلامبولى وعطا طايل وعبدالحميد عبدالسلام وحسين عباس أحسبهم عند الله من الشهداء.. لقد تمنيت أن أكون معهم حين جاء وقت التنفيذ فى الخامس عشر من أبريل عام 1982 وقبل موعد استلام سيناء بنحو عشرة أيام فقط.. لقد شعرت أن درجتى الإيمانية أقل منهم بكثير ولذلك لم أكن من بين المختارين لهذه المكانة العظيمة وبقيت سجينا.. ولكن رضيت بقضاء الله وقدره وكان تأثرى كبيرا بما قاله الدكتور عمر عبدالرحمن حفظه الله وفك أسره حين علم أن بعضا منا حزين لعدم نيله الشهادة قال لقد بعتم فى سبيل الله تعالى وخرجت أنفسكم بالبيع فى مقابل الجنة فليس لمن باع وخرج البيع من ملكيته أن يشترط على الله شيئا فلعل الله ادخر القوم إلى ما هو أفضل.. فحمدت الله تعالى على ما جرى ورضيت وعزمت أن أعطى وأبذل ما فى وسعى لتحسين درجتى عند الله وسألته ألاّ يحبط عملى بطول المكث فى السجون وتقلب القلوب وإقبال الدنيا بفتنتها ونعوذ بالله من السلب بعد العطاء ومن الغواية بعد الهداية.. فاتنى أن أتعلم من خبرات والدى العمدة الحاج عبداللطيف رحمه الله عليه حيث كانت لديه خبرات حياتية واسعة باعتبار وظيفته وتدخله فى حل المشكلات بين العائلات وإدارة شئون القرية، وكان والدى رحمه الله حريصا على عدم إدخالنا فى مشكلات كى نتفرغ للتعليم فى المدارس ثم التحقت بالكلية الحربية فى سن الثامنة عشرة وبعد تخرجى أخذت موقعى على الجبهة منذ عام 1968وحتى معركة 73 ثم عدت عام 1975 ولقد توفى والدى رحمه الله قبل معركة أكتوبر بنحو أسبوعين فقط، والخلاصة أننى لم أتمكن من الاستفادة من هذه الخبرات.. ولقد لاحظت أنه يتمتع برؤية مستقبلية واستشعار حول المتوقع من الشخصيات المختلفة.. وكان من بين ذلك أنه كان يتولى منصب العمدة حين قامت ثورة يوليو 1952 فقدم استقالته على الفور وانتقل إلى الجيزة ليبدأ معنا مسلسل التعليم ولكن مأمور المركز استدعاه وناقشه فى الاستقالة وأكد له أن سمعته طيبة وأن الثورة لن تقترب من أمثاله من العمد الشرفاء ولكنه صمم على الاستقالة ولما سأله بعض أقاربى عن السبب قال إن الثورات عادة لا تحترم أحدا، خاصة أن متوسط أعمارهم قليلة وخبراتهم محدودة وبالتالى لم يستسلم لضغوط مأمور مركز إمبابة ولم يسحب استقالته. وموقف آخر شهدته بنفسى وكان ذلك فى أعقاب هزيمة يونيو والتى عرفها الناس بحرب الأيام الستة.. حيث علق بقوله إن مصر لابد أن تستعد لحرب خاطفة وسريعة لتحقيق النصر فى ست ساعات فقط !!.. ومن العجيب أن ذلك حدث بالفعل بعد كلمته بسنوات وبعد وفاته حيث أطلق العسكريون على حرب أكتوبر.. أنها حرب الساعات الست والمقصود من ذلك أن المعركة استمرت ست ساعات حاسمة من الثانية بعد الظهر إلى الثامنة مساء يوم 6 أكتوبر عام 1973 حيث تم اقتحام خط بارليف وعبور القوات وتركيب الكبارى ونقل مدرعات ومدفعيات ومجنزرات إلى الضفة الشرقية للقناة فصدق ما قاله الوالد رحمة الله عليه، والذى أريد أن أذكره أن يهتم الشباب بأخذ خبرة جيل الآباء وعدم تفويت هذه الفرصة لما فيها من فوائد كبيرة توفر على الإنسان تجارب فى الحياة كما أننى ألاحظ أن جيل الأبناء حاليا يتمرد كثيرا على جيل الآباء ويعتبر أن ما لديهم من خبرات لا مكان لها فى عالم الواقع الجديد ولكنى أؤكد للشباب أنه لن يعرف الطريق الصحيح نحو المستقبل إلا بالتعرف على تجارب الآخرين خاصة الآباء لأنهم أحرص الناس على إفادة أبنائهم ويتمنون لهم دائما التوفيق.. أمنيات قبل الممات ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. فالإنسان له فى الحياة أمنيات يحقق منها ما قدره الله له فيأخذ حظه من الدنيا وتفوته أشياء يعجز عن تحقيقها مهما بذل من جهد فى سبيلها.. وتلك حكمة الله وله فى خلقه شئون وهكذا تسير الحياة بين أرحام تدفع وقبور تبلع وبين فرحة لاستقبال مولود وحزن على وداع مفقود. والذى أتناوله ليس فى مجال تحصيل ثروات فاتت أو نزوات ماتت فقد قارب العمر على الانصرام وصنعت الأكفان واستعد القبر لاستقبال ضيف جديد بعد انقضاء عمر مديد. وإنما أتكلم اليوم عن أمنياتى حول قضايا مهمة وددت لو رأيتها قد تحققت قبل رحيلى وتتلخص فى الآتى: اجتماع الأمة الإسلامية تحت راية التوحيد تؤدى دورها فى الحياة كخير الأمم (كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله). تحرير أراضى الإسلام من أيدى الغاصبين والمحتلين واستعادة حكم الإسلام وإعلاء كلمه الله تعالى فوق الجميع. توبة حكام المسلمين وعودتهم إلى تحكيم شرع الله والتزام منهجه وإيقاف حالة الانقياد لنظام الحياة عند الغرب التى هى الفوضى بعينها وتضر بمجتمعاتنا بل وتهدم فى صرح تاريخنا وحضارتنا.. أن أرى علماء الأمة الأفاضل يصدعون بكلمة الحق غير هيابين يصححون العقائد وينشرون الفضائل ويدعون إلى الله على بصيرة أن تحقق الأمة الإسلامية الاكتفاء الذاتى من الاحتياجات فلا تكون بعد ذلك تابعا لأحد يضعف من إرادتها أو يؤثر على قرارها السياسى. أن أشهد نهاية عهد الأمية فى العالم العربى والإسلامى لتصبح الأمة على دراية كاملة بأهدافها وما يدور حولها فتعرف العدو من الصديق لأن بقاء الأوضاع الحالية على ما هى عليه يأتى على شخصية المسلم ويطمس معالمها ويفصلها عن جذورها وتاريخها العريق. أن أرى اهتمام الأمة الإسلامية بما يفيدها وتترك ما لا يعنيها (فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) ومن العجائب أن ترى كثيرا من الخلق يهتمون بتاريخ لاعب كرة قدم وخلافاته مع ناديه أو مدربه أو زيجات الفنانين وصراعاتهم الداخلية والشخصية ونحو ذلك من سخاف الأمور فى الوقت الذى ينشغل فيه أعداؤنا بكيفية القضاء على الإسلام الذى نحمله فى صدورنا.. اختفاء روح الانتقام التى تنتشر بين المسلمين واعتماد قاعدة الدفع بالتى هى أحسن والعفو والصفح والتسديد والتقريب فكل ذلك من المقامات العالية التى ينبغى أن تسمو إليها نفسية المسلم الراغب فى ثواب الله وحسن الخاتمة. الإفراج عن جميع المسجونين والمعتقلين السياسيين فى العالم العربى والإسلامى وتحويل السجون إلى معسكرات مفتوحة ومصحات لتأهيل المرضى المدمنين للمخدرات بأنواعها وإعادتهم إلى المجتمع فى ثوب نقى جديد بعد أن كانوا مساطيل يتسكعون فى الشوارع ويتعرضون للمارة بالإيذاء.. أن تمتلك الأمة العربية القوة والسلاح الفعال الذى يردع إسرائيل التى تعيث فى الأرض فسادا وتهدد كل يوم باستعمال القوة المفرطة والسلاح النووى فى مواجهة الشعب الفلسطينى والأمة العربية بوجه عام. أن تنحسر قوى الشر فى النظام الدولى الذى أصبح فى حالة من الفوضى اختلفت فيها المقاييس وتعددت الموازين وانتهكت الحرمات وتبددت دعاوى حقوق الإنسان أمام مجرمى الحروب فى مواضع كثيرة من العالم. أن تتوحد الجماعات الإسلامية فى إطار حركى أو تحالف يؤدى كل فصيل دوره بلا تقاطع مع حركة الآخرين وأن يكف الجميع عن التناول الإعلامى البشع فى النقد الخارج عن حدود آداب النصيحة الشرعية وأن يكلل الله سعى الجميع بالنجاح من أجل دعوة راشدة على طريق سلفنا الصالح رضى الله عنهم. أن يهدى الله عصاة المسلمين إلى التوبة النصوح وترك المنكرات وفعل الخيرات فيبدل الله سيئاتهم حسنات ويختم لنا ولهم بالعمل الصالح إنه الموفق إلى الطريق المستقيم. أن تكون لنا إستراتيجية إعلامية تمثل الأمة وتحافظ على عقيدتها وهويتها ويتضح من خلالها الأداء الإعلامى المتميز الذى تختفى فيه مظاهر الكذب والتشهير بالخصوم والبرامج الساقطة والصور الخليعة والشخصيات التافهة التى تقدم على أنها قدوة للشباب. أن أرى أصحاب القوة والشوكة يساندون مواقف الحق والعدل لا يقفون إلى جوار حكومات تخرج عن المنهج الربانى وترعى الفساد وتصمت عن الظلم وتنتهك حرمات الشعوب وحرياتهم. عودة الأمان إلى الشارع العربى والإسلامى بوقف التفجيرات العشوائية التى تضر أكثر ما تنفع وإنهاء ظاهرة تكفير عصاة المسلمين التى ظهرت كرد فعل للتجاوزات الصارخة للسلطات لأن القول الفصل فى هذه المسائل موكول لأهل العلم والإختصاص دون غيرهم. انتهاء المشكلات الخطيرة داخل المجتمعات الإسلامية التى تتمثل فى البطالة وتأخر سن الزواج والإسكان والبذخ الحكومى فى الإنفاق وأن يتحقق لكل مواطن فى المجتمع المأوى والمأكل والملبس والرعاية الطبية بما يليق بإنسانيته. أن أرى الملاهى الليلة والخمارات قد تحولت إلى أنشطة تجارية أخرى مفيدة وكذلك المقاهى إلى منتديات ثقافية والجامعة إلى مكان لتلقى العلم فحسب وليس صالة لعرض الأزياء الخليعة واللقاءات المحرمة. أن يحترم الأبناء جيل الآباء وينزلونهم أقدارهم ويتعلمون منهم الحكمة وخلاصة التجارب ولا ينقطعون عن مشاورتهم وأن تختفى عندهم لغة (الروشنة) التى وردت على قاموس الشباب فى خطابه فهدمت القيم فى مجال الأخلاق والمعاملات. أن تعود حالة الوئام بين الرجل والمرأة ووقف حملات تعبئة النساء ضد الرجال بزعم استرداد حقوق ضائعة فكل ذلك من مكائد أعداء الإسلام لتدمير الأسرة المسلمة التى تتمتع بقدر كبير من الاستقرار والترابط الذى لا يوجد فى أى مجتمعات الأخرى. عودة المظهر الإسلامى إلى المجتمعات لنرى حركة الناس متوافقة مع المنهج فنشاهد حسن معاملة الناس بعضهم لبعض ورعاية حقوق الجار والرفق بالصغير واحترام الكبير وإرتداء الحجاب والرحمة بالحيوان وأن يسود المعمار الإسلامى التخطيط الهندسى للمدن الجديدة لأن مجرد نقل معمار الغرب إلى مجتمعاتنا لا يتوافق مع مناخنا وتقاليدنا الإسلامية التى لا تزال تضرب فى أعماقنا والحمد لله. أتمنى أن أرى زعيما عربيا يقدم استقالته لفشل منهجه فى معالجة مشكلات الواقع أو أنه رأى من هو أفضل منه أو أن شعبه لا يريده لعجزه عن تحمل المسئولية لسن أو مرض فيحظى بوصف الزعيم السابق ولكن زعماء اليوم يفضلون لقب الزعيم الراحل!!.. وإننى حين أقول هذه الكلمات وأتمنى هذه الأمنيات التى تم عرضها لا أكون مبالغا فى أحلامى بل كان كل ذلك واقعا فى دولة الإسلام أيام عزها ومجدها ولكن حين تخلى المسلمون عن دينهم ولجأوا إلى مناهج وضعية ينهلون منها دون وعى اتسع الرتق وماتت فى الصدور الهمم وتناثرت على التراب العزائم وقعد الناس عن أهدافهم العليا ولا حول وقوة إلا بالله. أخيرا فإننى أطلب أن يسامحنى إخوانى فى تقصيرى فى حقهم ومن ناحيتى فلقد سامحت الجميع إن كان عندهم حق لى.. وأشكر كل من واسانى فى محنتى وشد من أذرى داعيا الله للجميع حسن ثواب الآخرة ولا تنسونى من صالح دعائكم فإننى أحوج ما أكون إليه وأنا أسير بخطى سريعة نحو الآخرة فلقد اقتربت النهاية وأوشك العمر على الفناء «كل شىء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون». وصلى الله وسلم على سيدنا محمد عبود الزمر