شاهد، أعمال تركيب القضبان والفلنكات بمشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع    الصين تُبقي أسعار الفائدة دون تغيير للشهر السادس رغم مؤشرات التباطؤ    ترامب يوقع قانونًا لنشر ملفات جيفري إبستين.. ويعلن لقاءً مع رئيس بلدية نيويورك المنتخب    حجبت الرؤية بشكل تام، تحذير عاجل من محافظة الجيزة للمواطنين بشأن الشبورة الكثيفة    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    ترامب يرغب في تعيين وزير الخزانة سكوت بيسنت رئيسا للاحتياطي الاتحادي رغم رفضه للمنصب    أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    تحريات لكشف ملابسات سقوط سيدة من عقار فى الهرم    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    زوار يعبثون والشارع يغضب.. المتحف الكبير يواجه فوضى «الترندات»    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    بنات الباشا.. مرثية سينمائية لنساء لا ينقذهن أحد    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    مهرجان القاهرة السينمائي.. المخرج مهدي هميلي: «اغتراب» حاول التعبير عن أزمة وجودية بين الإنسان والآلة    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    بالأسماء| إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي بأسيوط    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    قليوب والقناطر تنتفض وسط حشد غير مسبوق في المؤتمر الانتخابي للمهندس محمود مرسي.. فيديو    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبود الزمر يكتب وصية ما قبل الخاتمة: تبت عن تشجيع الأهلي والتدخين ومشاهدة السينما
نشر في الشروق الجديد يوم 13 - 01 - 2010

أشهر سجين سياسى فى مصر يلقبه الإسلاميون ب«مانديلا» الحركة الإسلامية.. عبود الزمر ضابط المخابرات الحربية السابق وزعيم تنظيم الجهاد الذى خطط ونفذ أشهر عملية اغتيال سياسى فى تاريخ مصر المعاصر، راح ضحيتها الرئيس أنور السادات عام 1981.
عبود تدهورت الآن حالته الصحية ووصلت إلى مرحلة متأخرة، بحسب زوجته أم الهيثم التى زارته الأسبوع الماضى فى محبسه بسجن دمنهور، وقالت: «فوجئت بأنه يعانى من ارتفاع فى ضغط الدم، ولديه مشكلات فى القلب والكلى والكبد، فضلا عن إصابته بنزيف حاد استمر ثلاثة أيام دون أن يعرف الأطباء السبب.
وأضافت أم الهيثم أن «زوجى كثيرا ما واجه حالة صحية صعبة، لكن حالته هذه المرة هى الأصعب، وغير كل مرة وربنا يسترها».
وعلى إثر هذه الحالة المتدهورة قرر عبود أن يودع وصيته التى كتبها فى النيابة العامة بصفتها الجهة الأمينة التى يمكن أن تقوم على إنفاذها.
قضى عبود الزمر حتى الآن 29 عاما فى السجن تنفيذا لحكم المؤبد الذى صدر ضده عام 1981 فى قضية اغتيال الرئيس المصرى الراحل أنور السادات، وقضية الجهاد الكبرى.
ومنذ عام 2001 يخوض الزمر وابن عمه طارق المسجون بحكم قضائى فى القضيتين ذاتيهما صراعا قانونيا شرسا مطالبين بإطلاق سراحهما استنادا إلى أنهما قضيا العقوبة الصادرة بحقهما، لكن السلطات المختصة لم تبت فى طلبيهما حتى الآن.
وينتظر عبود منذ عدة سنوات أن تحدد محكمة النقض موعدا لنظر طلب إطلاقه من السجن والنظر فى أسباب استبقائه رهن محبسه على الرغم من انتهاء مدة العقوبة منذ 8 سنوات.
«الشروق» تنفرد بنشر وصية عبود الزمر بعد أن تسلمتها من أسرته وتنشرها كاملة دون تصرف، مع الاحتفاظ بحق الاختلاف مع ما جاء فيها من أفكار تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط.
مقدمة بقلم (أم الهيثم) زوجة عبود الزمر
بين يديك أيها القارئ الكريم كلمة لعبود الزمر بعنوان ما قبل الخاتمة أراد فيها أن يقدم النصح ما استطاع من خلال عرض لبعض المواقف الحياتية التى عاشها سواء أخطأ فيها وأراد التصويب أو تمنى أن يفعل وفاته ذلك العمل..
وهذا كله من قبيل المصارحة مع النفس وتوجيه الشباب إلى ما ينفعهم وتحذيرا من تكرار الوقوع فى مثل هذه الأشياء التى تعرض لها فى مقاله والذى كتبه منذ سنوات كجزء من وصيته.. أقدمها اليوم أملا فى ثواب الله تعالى وقناعة منى أن هذا يريح صدر عبود الزمر ويرفع عن كاهله مسئولية كان يخشى أن تبقى فى رقبته ما لم يعلن عنها على هذا النحو.
ولقد أعطيت حق نشرها لجريدة «الشروق» لترى هذه الكلمات النور لأول مرة على صفحاتها الطيبة والله الموفق.
ما قبل الخاتمة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله يعيش المسلم حياته طالت أم قصرت وهو يرجو ثواب الله تعالى وحسن الخاتمة لذا فإنه من الضرورى أن يقف مع نفسه فى كل يوم وقفة بل وقفات يحاسب فيها نفسه ويراجع أعماله ويصوب مواضع الخطأ ويسد أماكن الفراغ فإن هو فعل ذلك يبيت ليلته وهو مطمئن الجانب قد أدى حق ربه وأنصف من نفسه العباد.
ولا شك أن زحام الحياة بما فيها من مشكلات وأعباء وهموم قد تعطل أحيانا عن النظر إلى النفس والتفتيش فى أحوال القلب فيغفل عن المحاسبة فتبقى فى عنقه حقوق لله والعباد وهنا يلزم المسارعة إلى رد الحقوق إلى أصحابها والوفاء بما عليه من واجبات قبل أن ينتهى أجله وتقوم قيامته.
ومن هذا الباب وجدت نفسى مدفوعا لكتابة هذه الكلمات إبراء للذمة بعد توبتى من الذنب والندم على فعله وعزمى ألا أعود إلى معصية أبدا.
ولقد رأيت أن أعلن شيئا من ذلك حتى تتحقق الإفادة لجيل راغب فى التعرف على خبرات الآخرين ممن سبقوه وتصويبا لأشياء معلنة من آرائى يلزم فى تصحيحها العلانية فكان هذا الموضوع الذى أتناوله فى شقين:
أولا:
أشياء تمنيت ألا أكون قد فعلتها لو عادت بى الأيام وتتلخص فى النقاط التاليه:
التدخين
1 بعد أن تخرجت وذهبت إلى الجبهة وجدت عددا من زملائى يشربون السجائر وكنت لا أشرب معهم وبدأوا فى مناوشتى لتحريضى على التجربه فلما أخذت النفس الأول أصابنى السعال ولكنى واصلت التدخين حتى أصبح معدل تدخينى علبة كاملة فى اليوم والليله وبقيت معى هذه العاده السيئة عشر سنوات كاملة كنا نفكر ونحن ندخن وكأن الأفكار الجيده لا تأتى إلا من خلال النظر إلى حلقات الدخان وهو يتصاعد ويملأ الحجرة برائحته المقززة!! فلما أكرمنى الله بالالتزام طالعت بعض فتاوى العلماء حول حرمة التدخين وكنت أحسب أن المسألة مكروهة فقط فلما علمت بالتحريم عزمت على الانتهاء تماما من ذلك فقمت بالتخلص من باقى السجائر التى فى العلبة سحقا بالأقدام.. ولقد أعاننى الله على ذلك إذ سبقت تلك العزمة قرارات عجزت عن التنفيذ لأن الأسباب كانت للمحافظة على الصحة أو توفير المال ولكن حين كان القرار من أجل الالتزام بشرع الله كانت عزيمتى أقوى والتثبيت من الله جاء داعما لى فنجحت والحمد لله عام 79 وكنت أتمنى ألا أخوض هذه التجربة لأن ظروفى الأولى كانت جيدة حيث حرص والدى رحمة الله عليه أن يبعدنا عن كل هذه الأشياء حتى تم تخرجى وخرجت من تحت السيطرة الأبوية إلى ميدان العمل..
ولذلك فإننى أذكر الشباب المدخن أن يقلع عن هذه العادة السيئه لما فيها من التحريم حيث إن مفاسدها على الصحة وعلى المال كثيرة وظهرت أسباب الوفاه متعددة من آثار التدخين على القلب والرئتين.. ولا يصح الالتفات إلى بعض الأقوال التى كانت تقول بالكراهة فلم يكن يعلم أحد أن التدخين يودى بحياة الإنسان. والآن ظهرت الأبحاث الطبية التى تؤكد ذلك.. فعلى الشباب أن يتجنب هذا منذ البداية ولا يدخل فى التجربة التى ثبت خطؤها أو حرمتها ولا شك أن وجود البيئة الصالحة سواء فى الصحبة باختيار الأصدقاء من غير المدخنين أو فى منهج الدولة وسياستها لمنع انتشار هذه الظاهرة التى أودت بحياة الكثير وتطورت إلى شرب أنواع أخرى من المفترات ليصل الحال إلى أن هناك من تشربن من النساء الشيشة والبانجو والحشيش وانطلقوا إلى ما هو أخطر من ذلك مثل الحقن والشم وكل هذا يحول الشباب إلى قطاع من المساطيل لا يدرون ما يجرى من حولهم ونحن فى وقت تتكالب علينا فيه الأمم وترجو هزيمتنا فى معتقداتنا بكسر عقيدة التوحيد فى صدورنا وصرف الشباب عن الواجبات المنوطة به فلزم أن تتنبه الحكومات إلى رعاية المجتمع خاصة الشباب فى هذا الباب وتعمل على سد الثغرة حفاظا على ذخيرة الأمة التى تتعرض اليوم لكل هذا الانتهاك فى مجالات الفساد الأخلاقى المتنوعة ولاحول ولا قوة إلا بالله.
التصويب على القطط
2 كنت أجرب بعض الأسلحة أثناء وجودى على الجبهة فصوبت تجاه عدد من القطط فقتلت بعضها وكان من الممكن أن أصوب على قطعة من الخشب أو علبة من الصفيح أو نحو ذلك ولكنى ندمت بعد ذلك حين طالعت حديث (دخلت امرأة النار فى هرة حبستها لا هى أطعمتها ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض) فكيف بمن قتل عدة قطط.. ففزعت لذلك ثم تبت إلى الله وأسأل الله أن يتقبل ويعفو ويصفح وأناشد الشباب والكبار الرحمة بالطير والحيوان (ففى كل كبد رطبة أجر) بمعنى أن من يطعم أى حيوان أو طائر له عند الله أجر.. ولقد حذر الشرع من اتخاذ ذوات الروح غرضا يرمونه وهو ما يحدث دائما عند الأطفال حيث قد يربطون قطا أو يعلقون عصفورا ثم يتبارون فى إصابته بالنبل أو البنادق الرش...
وهذا كله لا يجوز فلزم التنبيه لتنشئة الأبناء على ذلك أما من فعل عليه الاستغفار والتوبة والإكثار من أعمال الخير (إن الحسنات يذهبن السيئات) هذا ولا يفوتنى أن أستثنى الفواسق التى أمر الشرع بقتلها فى الحل والحرم كما جاء فى الحديث الصحيح عن عائشه رضى الله عنها (خمس فواسق تقتلن فى الحل والحرم، الحية والغراب الأبقع والفأرة والكلب العقور والحديا) وجاء فى حديث آخر رواه الإمام مسلم (من قتل وزغة فى أول ضربة كتب له مائة حسنة وإن قتلها فى الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة وإن قتلها فى الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة).
الثعبان
3 أيام كنت على الجبهة فى عام 70 شاهدت ثعبانا يعبر أحد الترع الصغيرة فأمسكت بعود من الشجر وأخرجته من الماء فوجدت طوله نحو خمسة وثمانين سنتيمترا، وكنت مدربا على التعامل مع الثعابين من خلال حصولى على فرقة الصاعقة فأزلت أسنانه ثم هدأ وبدأ يعتاد الحياة معى.. ولكن الذى حزنت له وتمنيت ألا أفعله هو أننى كنت أضع الثعبان فى جيبى وأذهب إلى قاعة الطعام مع زملاء لى ثم بعد تناول الطعام أقف عند أحواض غسيل الأيدى وأطلب من أحد الزملاء إخراج المنديل من جيب جاكيت كنت أرتديه فيمسك هذا الزميل بالثعبان فيفزع ويرتبك وهذا لا يليق بالمسلم حيث لا يجوز له أن يروّع أخاه المسلم فندمت على ذلك خاصة أننى طالعتُ بعد ذلك أحاديث صحيحة منها (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما) رواه الإمام أحمد وصححه الألبانى.
تشجيع الأهلي
4 كنت فى المدرسة السعيدية وكان الكثير من أصدقائى وجيرانى يشجعون النادى الأهلى فتأثرت بذلك وكنت أتمنى أن يفوز النادى الأهلى ولكن هذا الأمر لم يستمر معى كثيرا حيث التحقت بالكلية الحربية وانشغلت على الجبهة بعد ذلك فلم أهتم أو أتابع كرة القدم.. والحمد لله تبت بعد ذلك من هذا لأن نظام التشجيع عموما فيه من التجاوزات الشىء الكثير ويُحدث الضغائن والنفرة والشقاق بين المسلمين وبالتالى ينبغى على المسلم ألا ينساق وراء مثل هذا وعليه أن يمارس الرياضة بنفسه ولا يتحول إلى شخصية متفرجة على الأنشطة المختلفة فالرياضة بشكل عام مفيدة للجسد والعقل وتفرغ الطاقة الغضبية من الإنسان فيصفو صدره للأعمال الحسنة بعد ذلك.. وأننى أؤكد أن التشجيع الكروى الآن بين الأندية والذى يترتب عليه المشاجرات والألفاظ الخارجة عن الأدب العام محرم شرعا.. ولو علم المسلم ما وراءه من المهام ما وقف أبدا أمام مثل هذه الأمور التى لا تفيد. وهل ينفع دوله نامية حصولها على كئوس فى الكرة وهى فاشلة على مستوى البنية الصناعية والتكنولوجية؟!
الشطرنج
5 لقد تعلمت لعبة الشطرنج وأخذت من وقتى الكثير حيث أحضرت الكتب الخاصة باللعبة وبدأنا نطبق الخطط المرسومة فى الكتاب ونتعرف على أساليب وأفكار جديدة فى اللعبة تمت من خلال بطولات عالمية.. وبالرغم من أن بعض الفقهاء قد أجاز للعسكريين لعب الشطرنج كنوع من أنواع التدريب الذهنى بشروط إلا أن هذه الشروط تحطمت فى خضم الانشغال بحل المواقف الشطرنجية فصارت تعطلنا عن أمور كثيرة وكان من الأصوب أن نهتم بمطالعة الكتب للاستفادة وكذلك فإن معرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاركه وكذلك فتوحات المسلمين كانت ستفيدنا من النواحى الإيمانية والعسكرية فشعرت بالندم لضياع الوقت فيها خاصة أنها كانت تلهى عن الصلاة وعن الواجبات المهمة فلزم التنبيه على الشباب بعدم مزاولة هذه الألعاب (الشطرنج والكوتشينة والطاولة) ونحو ذلك من الأشياء التى لا نفع فيها ولا فائدة من ورائها مع الاهتمام بمراشد الأمور التى تفيد المسلم فى حياته وتضيف إليه علما جديدا أو حكمة يتعلمها أو درسا يتقنه ولا شك أن المسلم مطالب بحفظ أوقاته فيما ينفعه (فمن علامة المقت إضاعة الوقت) فالذى يضيع وقته هباء يعلم أن الله غير راض عنه.. فنحن فى صراع مع الوقت لكى نؤدى فيه أكثر الأعمال الصالحة فائدة ونقدم الأهم على المهم وكذلك الواجب على المندوب وعلى المباح.. وذلك تحقيقا لأعلى الدرجات (وفى ذلك فليتنافس المتنافسون).
السينما
6 أيضا من بين الأمور التى تمنيت ألا أفعلها هى مسألة مشاهدة الأفلام السينمائية والقصص الدرامية حيث أضاع الكثير من وقتى وفى النهاية لم أشعر بفائدة تذكر من جميع الأفلام التى شاهدتها فى التلفاز، بل أكتشفت بعد مطالعتى فى النواحى الشرعيه أن هذه المشاهد فيها تجاوزات فى التصوير من جانب ومن ناحية أخرى وجدت أن كثيرا من المعالجات خاطئة بشكل كبير ومن أمثلة هذه المخالفات:
1 المشاهد الخليعة التى تثير الغرائز وتفتح أبواب الشر أمام الشباب.
2 عدم احترام الآباء بالخروج على نصائحهم ومجافاتهم دون نكير.
3 التعدى على الأساتذة والمعلمين والاستهتار بالجوانب التعليمية والعلوم بشكل عام.
4 نشر أفكار حول الجريمة وأساليب مبتكرة فى مجال الانتقام وإيذاء الآخرين بما يمثل خطرا على الشباب المقلد والمحب للمغامرات.
5 تبسيط وجود علاقات محرمة بين الرجال والنساء بدعوى الصداقة واللياقة والتقدم والرقى بما يميت النخوة لدى الرجال ويقود إلى الفاحشة.
6 تمثيل عقد الزواج بين رجل وامرأة مع وجود الشهود وهذا باطل لأن المرأة قد تكون متزوجة من ناحية والأمر الثانى هو أنه لا هزل فى ذلك شرعا فالزواج يقع إذا كانت المرأة خالية من الزوج (ثلاثة جدهن جد وهزلهن جد الزواج والطلاق والعتاق) ووردت الرجعة أيضا فى أحاديث أخرى أى رد الرجل لامرأته المطلقة ليس فيه مزاح فإن تم شىء من هذا وقع العقد وتم.
7 ظهور الكثير من الممثلين يشربون الدخان والشيشة كأنها شىء يزيدهم إلهاما وتسديدا فى التفكير لحل المشكلات وهو سلوك يؤدى إلى التقليد الأعمى ونشر المعالجات الخاطئة.
8 ارتداء بعض الفنانات لملابس خليعة لا تليق على أساس أنها موضة حديثة فتقلدها الفتيات ويسارعن إلى شراء هذه الأزياء فضلا عما يضعونه من مساحيق على الوجوه وكل هذا لا يليق ولا يجوز أن نسمح له بالانتشار والمحاكاة.
9 انتشار ظاهرة التنصت على الآخرين حيث نشاهد فى كثير من الأفلام وقوف الشخص خلف الباب يسمع ما يدور داخل الغرفة ثم يدخل إلى الغرفة دون استئذان ويؤكد أنه سمع كل شىء وعرف الحقيقة وهذا لا يجوز شرعا.
10 عرض لمسرحيات هزلية بها من الأكاذيب والمواقف الساذجة والكلمات الخارجة والنابية ما يعجز اللسان عن الوصف وهذا كله يحرض الشباب على التقليد بما يمسخ الشخصية ويحول قضايانا الأساسية إلى نوع من الهزل والتهريج الذى لا يليق بطبيعة المسلم الجادة حيث وراءه من الأمور الشىء الكثير وأكتفى بهذا القدر من الأمثلة ولكن فى النهايه تبقى لى نصيحه للمسئولين عن الإعلام أن يفسحوا المجال أمام تصويب ونقد ما يتم طرحه من أشياء فى وسائل الإعلام غير المسيطر عليها وذلك بأن يقوم فريق من المؤهلين سواء فى الجوانب الشرعية أو الواقعية بمعالجة هذه الكوارث وتحذير الشباب من المفاهيم الخاطئة وهذا لا يمكن حدوثه بشكل جيد إلا إذا قامت الحكومة من جانبها بمحاصرة هذه التجاوزات التى فاقت كل الحدود وأصبحت تمثل خطرا على مستقبل الشباب وعلى مستقبل البلاد بشكل عام.
ومثل مشاهدة الأفلام مطالعة القصص التافة حيث كانت تنشر تحت عنوان روايات الجيب منها ما هو بوليسى ومنها ما هو غرامى وكل هذا مضيعة للوقت لم أشعر بأى إستفادة منها فحرى بالمسلم العاقل أن يعزف عن مثل هذا ويطالع فى الكتب المفيدة التى ترفع من مستواه وتضيف إليه ما ينفعه.
وجدير بالمسئولين عدم إنفاق ميزانية الدولة على مثل هذه الأعمال التى لا تفيد وتكلف الخزانة أموالا طائله تحت بند أجور وتكاليف ممثلين وإنتاج ممثلين مسلسلات ونحو ذلك.
التوجهات الفكرية
(7) لقد كتبت بعض التوجهات الفكرية فى بداية الثمانينيات.. وكنت أتمنى ألا أكتب حيث إننى لم أكن قد اكتملت شرعا ولازلت لم أكتمل فلزم التنبيه إلى ذلك حتى لا يسارع الشباب إلى الكتابة ظنا منهم أن الجميع قد تقاعس عن قولة الحق فصار من الواجب عليه أن يتصدى وهذا خطأ لأنه حين يفتقد الإنسان منا التأهيل اللازم للقول فى المسألة فإنه لا يجب عليه الحديث بدعوى تقصير الآخرين بل الواجب فى حقه الصمت أو مطالبة العلماء بالحديث فى مثل هذه المسائل التى يقف أمامها عاجزا أو يحتاج إلى شفاء الغليل فيها.
ولكن الذى يسرى عنى أننى حين تكلمت فى بعض الأمور تحت ضغوط مطالبتى بالحديث فيها أعلنت أن كلامى هذا لابد من عرضه على السادة أهل العلم والاختصاص فإن أقروه فاعملوا به وإن رفضوه فأنا برىء منه ولا تنقلوه عنى.. هذا ومن رحمة الله بى أننى حين كنت أتحرك قبل عام 1981 كنت أستفتى أهل العلم على التصورات والخطط والأعمال ولم أتحرك إلا ومعى السند الشرعى منهم وبالتالى فإننى مستريح لأن ذلك لم يكن اجتهادا شخصيا منى بل اجتهاد عالم معتبر شرعا فإن أصاب فله أجران والحمد لله وإن أخطأ فله أجر ولله الفضل والمنه.
كما أن تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان لا يطعن فى صحة الفتوى الأولى من حيث المشروعية حتى وإن ثبت خطؤها فهذا الاجتهاد كان على أساس سليم ووقوع الخطأ بعد ذلك أو ظهور نتائج أخرى أو إعادة النظر فى رؤية جديده لواقع جديد لا تعود على الفتوى الأولى بالإبطال.. ولكن الفتيا تجددت بتجدد الأحوال والمعطيات.. ونسأل الله التوفيق والعصمة من الزلل والزيغ برحمة منه وفضل.
الإخوان
(8) ومما ندمت عليه ورجعت عنه هو اعتراضى على الإخوان المسلمين فى ترشيحهم لانتخابات مجلس الشعب فى الثمانينيات وكان اعتراضى لعدم الجدوى لوقوع تجارب عديدة لم يتحقق من خلالها شىء وحين طالعت بعد ذلك أقوال بعض أئمة السلفية أمثال الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ بن عثيمين والشيخ أحمد شاكر وكذلك الشيخ الألبانى رحمهم الله جميعا وجدت أن المسألة محل اجتهاد معاصر بهدف مدافعة الشر ومقاومة الفساد وليس طريقا واحدا لإقامة الدين وكذلك فإن تدريب الكوادر والتعرف على ما يدور فى دهاليز أجهزة الحكم مطلوب حتى تحقق الخبرة بمثل هذه الممارسات فكان من الواجب علىّ الآن أن أرجع عن قولى بل وقدمت برنامجا لأعضاء مجلس الشعب من عشرة نقاط خلال الانتخابات الخاصه بالمجلس عام 2005 حتى أؤكد هذا التوجه الجديد وأعالج ما سبق أن حذرت منه بل ودعمت الإخوان المسلمين فى هذا الباب ودعوت إلى انتخابهم على نطاق واسع والحمد لله رب العالمين.
محكمة عسكرية
(9) عندما كنت برتبة الرائد ترأست محكمة عسكرية مركزية عدة مرات لمحاكمة بعض الجنود الذين تغيبوا عن وحداتهم العسكرية مدة طويلة وطبيعة قانون الأحكام العسكرية لا يقيم وزنا للأعذار التى تعترض حياة الجندى أو الضابط إلا أن يكون قد رخص له طبيب المستشفى العسكرى بإجازة مرضية فيتم اعتمادها وإلغاء مدة الغياب أما ما يتعلق بموت أحد الأقارب فاضطر الجندى المجند إلى أن يتغيب للقيام ببعض المهام الضروريه فليس لذلك أى اعتبار بل يلزمه العودة إلى وحدته وطلب ترخيص جديد بإجازة.. ولقد وضع القانون واللوائح العسكرية نظاما معينا يقضى بالحكم مده تساوى مدة الغياب على الأقل وربما زادت إلى الضعف فى حالة تكرار الغياب.. ولقد طبقت القانون على من قدمته النيابة العسكرية دون أن أحقق فى صحة الأعذار لأنها من وجهة نظر القانون غير معتبرة وكانت هناك حالات وفاة الآباء واضطرار المجند إلى البقاء فترة لرعاية أرض أو أسرة نحو شهر من الوقت حتى تستقر أسرته وبالطبع لم ألتفت لهذه الأعذار تنفيذا للقانون وهذا أراه الآن من أخطائى التى تبت إلى الله منها حيث كان ينبغى أن أحكم بالبراءة حتى لو أدى ذلك إلى إعادة محاكمته مره أخرى أمام دائرة جديده أو أتنحى عن تولى مثل هذه المحاكم نظرا لأنه من الضرورى أن تكون هناك تحريات عن حقيقة الأعذار ولابد أن يُعطى القانون الحق للقاضى بالنظر فى هذا وليس إلزامه بالحكم على المجند بالحبس مده مساوية أومدة مضاعفة لمدة الغياب.. وهنا فإننى أوصى أن يعاد النظر فى مثل هذا حتى لو أضيفت مدة الغياب إلى مدة التجنيد بعد انتهاء المجند من أصل المده المقررة ولكن لا ينبغى حبس المجند ولديه عذر يمكن قبوله.. ولهذا فإننى أقدم اعتذارى لكل من عاقبتهم وهم عدد قليل من المجندين وأسأل الله أن يعفو عنى وعنهم وأن يوفق المسئولين إلى اعتبار واعتماد هذه النصيحة ولعلها تكون فى ميزان حسناتى وحسنات من يحمل على عاتقه تعديل قانون الأحكام العسكرية واللوائح بما يتفق وروح الإسلام فى التعامل مع العسكريين ولا شك أن عرض القوانين على العلماء لإقرار اتفاقها مع الشريعة سيكون الحل الصحيح فى هذه المشكلة.
الانتخابات
(10) تمنيت ذات يوم أن ينجح أحد أقاربى فى انتخابات مجلس الشعب وكان فى الحزب الحاكم ولم أنظر وقتها إلى الشخصية المنافسة له وهى بالتأكيد كانت أفضل منه وأنفع للبلاد.. والحمد لله تبت إلى الله من هذه الوقفة والدعم القائم على أساس القرابة العائليه وليس الكفاءة والنفع للوطن وهنا يلزمنى أن أنصح المواطنين أن ينظروا فى أحوال المرشحين ومناهجهم ويختاروا الشخصية التى تعلى كلمة الله تعالى وتنشد رضاه وتؤدى الدور الصحيح فى مسيرة الإصلاح السياسى ولا تسمح بتمرير مجموعة من القوانين المقيدة للحريات والمتعارضة مع شريعة الإسلام لأن المرء محاسب يوم القيامه إذا قدم شخصا لعمل ويوجد فى الناس من هو أفضل منه.
ولا شك أن الحكومة المصرية وحزبها يسيران فى اتجاه يبتعد عن الطريق الصحيح فيلزم حشد الجهود لاختيار القادرين على قيادة العمل وإدارة شئون البلاد على النحو النافع للأمة العربية والإسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.