100 عام على ميلاد هدى سلطان ست الحسن

بين التحدى وحب الفن ومعاناة الغيرة والمرض، سطرت مسيرة هدى سلطان واحدة من نجمات العصر الذهبى للسينما، وأيقونات الفن المصرى التى واجهت معارضة أهلها والاتهام بالإساءة لسمعة عائلتها بسبب رغبتها فى العمل بالفن، رغم أنها حاولت السير على نهج شقيقها محمد فوزى، أشهر مطربى وملحنى عصره، وكان أول من وقف فى وجهها، لكن بإصرارها نجحت فى خوض بحار العمل الفنى، وبدأت مشوارها بالغناء، وتوهجت بالتمثيل، نجمة ساطعة تلوّنت بشخصيات المحبة الوفية والعاشقة الرومانسية و«بنت البلد» الجدعة، والمرأة المُغوية، والشريرة القاسية أيضًا، لتصبح أدوارها وأفلامها أحد أشهر وأنجح أعمال السينما المصرية فى عصرها الذهبى «امرأة على الطريق»، الذى نالت عن دورها فيه الكثير من الجوائز، و«نساء محرمات»، «تاكسى الغرام»، «المعلمة»، وأيضًا أفلام اقترن فيها اسمها ب«ملك الترسو» فريد شوقى، فشكلا معًا ثنائيًا اجتماعيًا وفنيًا فى الحياة وعلى الشاشة لما يقرب من 20 فيلمًا، وليقدما معًا أشهر وأنجح أعمال السينما المصرية «جعلونى مجرمًا»، «رصيف نمرة خمسة»، «الأسطى حسن»، «سوق السلاح».
جمعت هدى سلطان بين موهبتها فى الغناء والتمثيل لتبرز نجوميتها فى العصر الذهبى للسينما المصرية، ورغم شعرها الأشقر - الذى كان موضة النجمات فى الخمسينيات - إلا أنها عبرت باقتدار عن المرأة الشعبية وظهرت ابنة للحارة المصرية، ونافست نجمات جيلها تحية كاريوكا وهند رستم فى تلك الأدوار التى تميزن خلالها بارتداء الجلباب الشعبى و«منديل الرأس أبو أوية» - كما عُرف به - وبما جعل لها مكانة خاصة بين جميلات الأبيض والأسود.
تزوجت هدى سلطان خمس مرات، والمفارقة أن جميع زيجاتها انتهت بسبب الغيرة!. ومع مرور السنوات لم تتوقف هدى سلطان عند هذه المرحلة الأنثوية المفعمة بالجاذبية، بل تنوعت أدوارها، وبرعت فى شخصيات الأم والحماة المسيطرة، لتقدم أشهر أدوارها التليفزيونية، «فاطمة تعلبة» فى مسلسل «الوتد»، المرأة عمود الأسرة وعصب البيت، التى تتخذ فيه القرارات بترتيبها وإرادتها، وكذلك الأم الحنون التى تشارك الأب - عبدالمنعم مدبولى - الغناء «توت توت» والمزاح مع بناته فى المسلسل الشهير «لا يا ابنتى العزيزة»، واستمر عطاؤها مع أشهر الأعمال الدرامية «ليالى الحلمية» و«الليل وآخره».
هدى سلطان أو بهيجة عبد السلام عبد العال الحو، المولودة فى 15 أغسطس عام 1925، التى أعلنت ولادتها الفنية عام 1950 مع فيلمها «ست الحسن»، وصاحبة أشهر الأغانى التى أُعيد تقديمها بأصوات مطربات أخريات، والتى لحقت بابنتها «مها» بعد شهرين من وفاتها، نحيى اليوم سطورًا من مسيرتها كمطربة وممثلة ومنتجة فى مئوية ميلادها.
بدأت مسيرتها بالغناء وعارضها شقيقها .. قطيعة مع «فوزى» استمرت 4 سنوات ووصلت للتهديد بالقتل
فى 15 أغسطس عام 1925، ولدت واحدة من أيقونات الفن المصرى، الفنانة هدى سلطان، الاسم الذى ظل محفورًا فى تاريخ الفن المصرى، إذ وُلدت بهيجة عبد السلام عبد العال الحو - وهو اسمها الحقيقى - بمدينة طنطا فى محافظة الغربية، الثالثة بين خمسة أشقاء، كان أكبرهم المطرب والملحن الشهير محمد فوزى، الذى يكبرها بسبعة أعوام، والذى كان نجاحه وحبه للفن «بوصلة» توجهها لتسير على دربه، رغم معارضته لذلك فى البداية، فقد نشأت «بهيجة» فى بيت يقدّر القيم والتقاليد، وحفظت القرآن الكريم كاملًا فى كتاب القرية وهى طفلة، غير أن نبرة صوتها العذبة وموهبتها المبكرة فى التلاوة والغناء دفعتها للحلم بما هو أبعد من ذلك!.
كانت «بهيجة» تغنى فى الحمام وهى طفلة وتمثل أمام المرآة، وازداد شغفها بالفن حين رأت شقيقها محمد فوزى، وهو فى الخامسة عشرة، يتحدى رغبة الأسرة ويلتحق بمعهد الموسيقى فى القاهرة، وتبدأ رغبة السير على خطى شقيقها وفى تحدى أسرتها أيضا، وبدأت هذه الرغبة فى التحقق عندما انتقلت مع زوجها الأول محمد نجيب إلى القاهرة وبداخلها إصرار كبير على أن تكون فنانة.
خطت هدى سلطان أولى خطواتها الفنية على يد الملحن أحمد عبدالقادر، الذى اعتمد عليها كمطربة فى الإذاعة المصرية، قبل أن تفتح لها السينما أبوابها، ونال صوتها إعجاب كبار الملحنين؛ إذ وصفها الموسيقار محمد الموجى بأنها «صوت بارع وقوى»، فيما اكتشف الموسيقار رياض السنباطى ما تمتلكه من مقومات غنائية، فاختارها لتكون المطربة الوحيدة التى تشاركه بطولة فيلمه السينمائى الوحيد «حبيب قلبى» عام 1952، وكانت انطلاقتها السينمائية مع المخرج نيازى مصطفى، حين كان يبحث عن مطربة وممثلة لفيلمه «ست الحسن»، فتقدمت لاختبار الصوت والصورة ونجحت فيه، ليعرض عليها المنتج جبرائيل نحاس عقد احتكار ل3 أفلام دفعة واحدة، وبدأت «بهيجة» أو هدى سلطان رحلتها التى جمعت بين الغناء والتمثيل، حيث ظهرت فى بداياتها كمطربة تؤدى أدوارًا تمثيلية على الشاشة. وعلى امتداد عقود، تركت هدى إرثًا فنيًا زاخرًا، جمع بين أفلام السينما والمسرحيات والمسلسلات، التى لاتزال حاضرة فى وجدان الجمهور، المفارقة أن هذا التاريخ الفنى كان مهددًا بعدم الوجود لولا إصرارها، فكانت سُتحرم من دخول عالم الفن بسبب الرفض القاطع من شقيقها الفنان محمد فوزى، الذى خشى عليها وحاول اعتراض طريقها، حتى وصل الأمر أنه هددها بالقتل، بدافع خوفه عليها من دخول عالم الفن بسبب صعوبته، لتصل علاقتهما إلى قطيعة امتدت لأكثر من 4 سنوات، منذ عام 1947 حتى 1951، وتمسك «فوزى» بموقفه، إذ روت هدى فى لقاء تليفزيونى سابق تفاصيل الخلاف قائلة: «لم يشجعنى قط، بل على العكس، اعترض طريقى وقاطعنى، حتى إنه لم يعترف لفترة بأن لديه أختًا اسمها هدى سلطان.
وتابعت: «تربّينا تربية صارمة، وأصلنا فلاحون، وإن لم نعش فى الريف، إلا أن تقاليدنا بقيت حاضرة، وهو لم يستطع تجاوزها، كان يخشى علىّ لأن الوسط الفنى آنذاك كان صعبًا، بخلاف ما هو عليه اليوم، حيث يحظى الفنان بالتكريم، وتُقدَّر مكانته محليًا وخارجيًا».
وعن لحظة الصلح بينهما، روت «هدى» موقفًا مؤثرًا: «بعد زواجى من فريد شوقى، أصيب شقيقى بأزمة صحية خطيرة، فكنت أطمئن عليه عبر زوجته الفنانة مديحة يسرى، ومع اشتداد قلقى، اقترحت مديحة أن أزوره حتى لو رفض مقابلتى، وما إن دخلت غرفته حتى مدّ يده واحتضننى، لتعود العلاقة كما كانت، ويمنحنى بعدها عددًا من أشهر أغنياتى».
قصة حب مع فريد شوقى.. أشعلها الفن وأطفأتها الغيرة والكبرياء
مرت الفنانة هدى سلطان بخمس تجارب زواج مختلفة فى حياتها، وبدأت حياتها الزوجية قبل انتقالها إلى القاهرة، حين تزوجت من محمد نجيب وأنجبت منه ابنتها الأولى «نبيلة»، لكن زواجهما انتهى بسبب الغيرة وتزايد شهرتها، بعدها تزوجت من المنتج والموزع السينمائى فؤاد الجزايرلى، إلا أن العلاقة لم تستمر وانفصلا، لاحقًا ارتبطت بالفنان فؤاد الأطرش، ثم بالفنان فريد شوقى، والزيجة الخامسة كانت بالمخرج المسرحى حسن عبدالسلام. وتعد زيجة هدى سلطان وفريد شوقى الأقوى والأكثر تأثيرا فى حياتها، فعلى مدار 15 عامًا لم تقتصر علاقة فريد وهدى على كونها علاقة زوجية تقليدية، بل تجاوزت ذلك لتصبح شراكة فنية قوية وعميقة، فقد شكّلا معًا واحدًا من أنجح الثنائيات فى تاريخ الفن المصرى، وشاركا فى تقديم عدد كبير من الأعمال التى حققت نجاحًا واسعًا، ولم يقتصر إسهامهما على التمثيل فحسب، بل أسسا أيضًا شركة إنتاج خاصة بهما، قدّمت مجموعة من أبرز وأشهر الأفلام فى تاريخ السينما المصرية.
بدأت قصة ارتباط هدى سلطان بفريد شوقى أثناء تصوير فيلم «حكم القوى» عام 1951، حيث جمعت بينهما فى البداية علاقة صداقة قوية، ثم تحولت سريعًا إلى حب عميق، تُوّج بالزواج مباشرة بعد انتهاء التصوير حينما رفضت هدى سلطان الخروج معه دون رابط رسمى ليعرض عليها فريد شوقى الزواج فى اللحظة نفسها، وبعد زواجهما، انطلقا سويًا فى تقديم سلسلة من الأعمال السينمائية المشتركة التى تجاوزت 20 فيلمًا، كان من بينها: «جعلونى مجرمًا، رصيف نمرة 5، الأسطى حسن، حميدو، النمرود، سوق السلاح»، وامتد زواجهما لمدة 15 عامًا، منذ عام 1951 وحتى عام 1969، وأثمر عن إنجابهما لابنتين «ناهد» و«مها».
وصفت هدى سلطان زوجها فريد شوقى أنه «أطيب قلب قابلته فى حياتها»، ومعبّرة عن إعجابها الشديد بصفاته حيث قالت: «فريد شوقى الذى ترونه على الشاشة شريرًا يحيك المؤامرات وينفذها، ولصًا، ونشالًا، وزعيم عصابة، هو فى الحقيقة وديع كالحمامة، كثيرون يظنون أن شخصيته فى حياته الخاصة مطابقة لأدواره، لكن الحقيقة أن فريد يمثل شرًا لا وجود له فى طباعه، ويتقن أدوارًا لم يختبرها أبدًا فى حياته، وهذا الرجل أحبه».
وعبر فريد شوقى فى لقاء نادر عن مكانة هدى سلطان فى حياته، قائلًا: «أنا لقيت كل حاجة عايزها فى هدى سلطان، لقيت فيها الحنية والتفاهم اللى مكنتش لاقيهم مع زوجتى السابقة»، وأوضح أن الفنان يحتاج إلى شريك حياة يمتلك روحًا فنية حتى وإن لم يعمل فى المجال، مشيرًا إلى أن هدى كانت قادرة على فهمه ومشاركته الرأى فى كل تفاصيل حياته. وتحدث «وحش الشاشة» عن غيرته الشديدة عليها، لكنه أكد أنه لم يفكر يومًا فى إجبارها على ترك الفن، لأنه كان يدرك أن حرمان الفنان من عمله أشبه بذبحه، وأوضح أنه ضحى بمشاعره أحيانًا من أجلها، حتى انشغلت لاحقًا بشؤون الأسرة والبيت، وبعد الإنجاب قل حماسها للعمل الفنى، وأصبحت تجد إشباعها الفنى فى شخصه وأعماله.
وترددت أقاويل أن بداية الخلاف بين هدى سلطان وفريد شوقى كانت بسبب إصرارها على بطولة فيلم «امرأة فى الطريق» أمام رشدى أباظة، مستغلة سفر فريد إلى لبنان وقتها، الأمر الذى أثار غضبه واعتبره سببًا فى انفصالهما، حتى إن ابنتهما ناهد ذكرت أن صور الفيلم كانت تُخفى عن والدها، ورغم محاولاته وتدخل أصدقاء مثل محمد عبدالوهاب للصلح، تمسكت بقرارها، لتنتهى العلاقة بالطلاق عام 1969 وبدموع الطرفين.
رانيا فريد شوقى: علاقتنا كانت جيدة وازداد التقارب بيننا بعملنا معا فى مسلسل «أحلام البنات»
قالت الفنانة رانيا فريد شوقى إنها كانت تسمع دائما أنه كان هناك حب كبير جمع بين والدها وزوجته السابقة الراحلة هدى سلطان، واستمر لمدةً 15عامًا، وأنه لولا الخلافات، وخصوصا الغيرة من الطرفين، التى أثرت على علاقتهما، وقد أصرت هدى سلطان على الطلاق، فى حين كان والدها فريد شوقى يرفض الفكرة تماماً، وظل متمسكا بها وحاول جاهدا عدم إنهاء العلاقة، ولكن بعد مرور نحو 8أشهر من الرفض والمقاومة، لم يكن أمامه خيار سوى أن يستجيب لطلبها ويوافق على الطلاق، فقد
حاول، ولكن لم تُكتب الاستمرارية لهذا الارتباط. وتحدثت الفنانة رانيا فريد شوقى، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، عن تفاصيل قصة حب والدها الراحل فريد شوقى وزوجته السابقة الفنانة هدى سلطان، وشركة الإنتاج التى أسساها معا، كما كشفت تفاصيل علاقتها بهدى سلطان وكواليسً تعاونهما معا فى مسلسل «أحلام البنات». وأشارت «رانيا» إلى أنهما قدما معا العديد من الأفلام، حيث أسسا شركة إنتاج تحمل اسم «العهد الجديد»، وكانت تلك الشركة مسؤولة عن إنتاج عدد كبير من أفلام الأبيض والأسود التى قام والدها بإنتاجها، من بين هذه الأعمال أفلام شهيرة مثل «بورسعيد»، و«حميدو،» و«سواق نص الليل،» وغيرها من الأفلام،
وبعد انفصالهما، أسس والدها شركة إنتاج جديدة باسم «أفلام نيو ستار»، وشاركوها فيها هى وأخواتها،
وقبل وفاته قام بتغيير اسم الشركة من نيو ستار إلى «أفلام فريد شوقى». كما تحدثت «رانيا» عن علاقتها بالراحلة هدى سلطان مؤكدة أنها كانت علاقة
طيبة للغاية، خاصة بعدما كبرت، إذ كانت تلتقى بها باستمرار، خاصة أن رشا، ابنة شقيقتها ناهد، كانت تتواجد دائما فى المناسبات والأعياد، مما أتاح لهما فرصا متكررة للقاء، كما كانت العلاقة بين والديها وهدى سلطان علاقة جيدة، فهى والدة إخوتها، وكانت تكن لها محبة كبيرة، وعندما جمعهما العمل فى مسلسل «أحلام البنات،» ازداد التقارب بينهما، وأصبحت العلاقة أكثر خصوصية. وكشفت «رانيا» كواليس تعاونهما معا فى مسلسل «أحلام البنات»، وأشارت إلى أنهما تعاملا معا خلال فترة التصوير، وكانت تلك من أجمل الفترات، حيث تقربت منها كثيرا، وكانت سيدة جميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وممثلة رائعة، وأضافت: كنا نقضى أوقات الراحة معا، نتناول الطعام ونتبادل الحديث، هى إنسانة رقيقة وطيبة جدا، وسعيدة للغاية ً لأن هذا المسلسل ربما كان سببا فى أن أقترب منها أكثر فأكثر. وأشارت إلى أنها كانت أما حنونة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبناتها كن نور عينيها، وقد كان لرحيل إحدى ابنتيها، مها، وقع شديد عليها، حتى إنها لحقت بها بعد
وفاتها بشهرين فقط
«الحفيدة..» هل تجسد سيرتها الذاتية؟ ناهد السباعى: أوزع الصدقات فى ذكرى ميلاد جدتى.. وأتمنى أكون ربعها
كشفت الفنانة ناهد السباعى أنها تحرص فى ذكرى ميلاد جدتهاً الراحلة، الفنانة هدى سلطان، على توزيع الصدقات إحياء لذكراها، مؤكدة أنها كانت تتمنى لو كانت ما زالت على قيد الحياة لتحتفل معها وتدعو لها. وقالت ناهد السباعى، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» احتفاء بمئوية ميلاد هدى سلطان: «أتمنى من الجمهور فى عيد ميلاد جدتى يفضل يتفرج على أفلامها ومسلسلاتها، عشان تفضل عايشة بيننا». وأضافت «ناهد»: «أتمنى أكون ربع هدى سلطان، وأكثر ما ألهمنى فى أسلوبها الفنى هو مصداقيتها، كانت صادقة فى كل ما تقدمه، وتحبه من قلبها، وصوتها كان جمي ًلا ً للغاية، أداؤها التمثيلى ظل رائعا فى كل المراحل العمرية، وظلت نجمة كبيرة حتى فى أعمالها وهى فى سن متقدمة، مثل مسلسلى «الوتد» و«أرابيسك» و«الليل وآخره». وحول إمكانية إعادة تقديم أحد أدوارها الكلاسيكية، أوضحت ناهد
السباعى: بصراحة مش شايفة إن الأفلام القديمة ينفع تتعاد، لأن المواضيع والمشاكل اختلفت عن زمان، لكن فى فيلم واحد من مسيرة جدتى ممكن يتقدم برؤية مختلفة وهو «بورسعيد» الذى شاركت بطولته مع الفنان الراحل فريد شوقى. وعن إمكانية تجسيد شخصيتها فى عمل فنى، قالت: «طبعا ليا الشرف، لكن الحقيقة إن جدتى كانت بيضاء البشرة وشعرها أشقر، وأنا سمراء وشعرى أسود.
«فاطمة تعلبة» عمود البيت المحفور فى ذاكرة الدراما
على مدار مشوارها الذى قدمت فيه عددا من الأدوار التى مازالت راسخة فى أذهان الجمهور، يظل دور هدى سلطان فى مسلسل «الوتد» وشخصية «فاطمة تعلبة» الأبرز والأقرب إلى قلوب الجمهور. «فاطمة تعلبة» لم تكن شخصية درامية بل شخصية حقيقية لزوجة عم الروائى خيرى شلبى، واسمها الحقيقى فاطمة نوحاية
نسبة إلى عائلة نوح فى شباس عمير بمحافظة كفر الشيخ، فى فترة الخمسينات وتوفيت فاطمة تعلبة عام .1970 وجسدت هدى سلطان دور الأم القوية التى جمعت بين الحزم والرحمة، فهذه الشخصية كانت لها ملامح خاصة فأطلت على المشاهدين بجلباب سوداء، وعصبة رأس فوق الحجاب، وكحل يزين عينيها ويزيد من صلابة نظرتها، لتصبح ملامحها جزءا من قوة الشخصية وهيبتها. هذه الشخصية مازال يشيد بها الجمهور والنقاد على الرغم من عرض المسلسل قبل ً 29عاما، لكن إذا
عرض مرة أخرى على التليفزيون يشيد به المشاهدون بقدرتها على الإمساك بتفاصيل هذه المرأة التى تحمل على كتفيها هموم عائلتها. فى أحداث المسلسل
الذى عرض عام ،1996ورثت «تعلبة» عباءة الأب بعد غيابه، وأدارت شؤون أسرتها بحكمة وعدل رغم عدم تعلمها، وقفت فى وجه وباء الكوليرا لتحمى أهلها، وحافظت على الأرض والممتلكات، وسعت لتوسيعها من أجل مستقبل الأبناء ال ،9فهمى كانت حاضرة فى كل قرار، لا من باب السيطرة، بل بدافع الحفاظ على وحدة العائلة وسط قسوة الظروف. وبهذا الأداء رسخت هدى سلطان صورة الأم الصلبة والحكيمة، لتظل «فاطمة تعلبة» أيقونة خالدة فى ذاكرة الدراما المصرية
حتى اليوم
صاحبة أشهرالأغانى الطربية فى السينما المصرية
بعد رحيل هدى سلطان بسنوات، أعاد رواد منصة «تيك توك» إحياء أغانيها وإعادتها إلى الواجهة الفنية، من خلال نشر سلسلة متنوعة من المقاطع المصورة التى تحمل صوتها المميز، لكن بأسلوبهم الخاص، وانتشرت هذه المقاطع على نطاق واسع بين المستخدمين، خاصة بين الفتيات اللواتى قدمن أغنياتها بروح عصرية، وارتدين كذلك ملابسها الشعبية التى اشتهرت بها فى أفلامها
أرقام فى مسيرتها
70 فيلمًا قدمتها هدى سطان خلال مسيرتها الفنية.
20 فيلمًا شاركت فيها مع «ملك الترسو» فريد شوقى.
51 مسلسلًا دراميًا قدمتها خلال مشوارها.
6 مسرحيات وقفت فيها على المسرح وواجهت الجمهور.
9 مسلسلات إذاعية فى مسيرتها.