اعتبر وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، اليوم السبت، أن مفاوضات السلام في غزة "تمر بمرحلة حرجة"، مشيراً إلى أن الوسطاء في مصر وتركياوالولاياتالمتحدة، يعملون معاً للدفع نحو المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار، مشدداً على أن تحقيق الاستقرار في القطاع المدمر، "لن يتم إلا حال الانسحاب الإسرائيلي الكامل" من القطاع. بينما أشار وزير الخارجية التركي إلى نقاشات بشأن تشكيل "قوة الاستقرار الدولية"، وطبيعة مهمتها وقواعد الاشتباك. وقالت مصادر طبية في قطاع غزة، السبت، إن الجيش الإسرائيلي قصف بيت لاهيا، فيما جدد نسف منازل وقصف أحياءً بمناطق متفرقة من القطاع، بالتزامن مع اقتحامات في مدن الضفة الغربية. وأشار وزير الخارجية القطري، اليوم السبت، في "منتدى الدوحة 2025"، إلى أن الوسطاء في اتفاق غزة "قطر ومصر وتركياوالولاياتالمتحدة"، يعملون على "رسم المسار المستقبلي للمرحلة التالية في اتفاق وقف إطلاق النار"، مشدداً على ضرورة العمل على وضع "حل جذري للصراع" يشمل قطاع غزة والضفة الغربيةالمحتلة. وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن، خلال المنتدى، أن الوسطاء "قطر ومصر وتركيا"، يواصلون الضغط والعمل مع الإدارة الأمريكية من أجل الوصول إلى "حل مستدام"، و"تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بشأن دولتهم المستقبلية"، وبحسب موقع الشرق الاخباري. ولفت رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، إلى الانتقادات التي تتعرض لها بلاده بشأن استضافة قيادات حركة "حماس" الفلسطينية، مضيفاً: "الذين ينتقدون دولة قطر هم من يحتاجون إلينا لفتح قنوات الاتصال، في النهاية قطر توفر المنصة لهؤلاء الأشخاص، وهذا لا يعني أننا ننحاز لطرف أو لآخر. دورنا هو الحرص على استمرارية الحوار، وأن تكون نتائجه إيجابية لإنهاء المعاناة البشرية"، مشيراً إلى أنه "لولا التواصل مع حركة حماس لكان من الصعب إبرام اتفاق وقف إطلاق النار". وأكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال جلسة منتدى الدوحة التي حملت عنوان "الوساطة في زمن التفكك"، استعداد بلاده للمشاركة في جهود السلام في غزة، مشيراً إلى مفاوضات دولية، يقودها الوسطاء في اتفاق غزة، بشأن تشكيل قوة الاستقرار الدولية المنصوص عليها في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبيان مهمتها وقواعد الاشتباك. وأضاف: "حين نحدد مهمة قوة الاستقرار علينا أن نتحلى بالواقعية، وأن نركز على التفاصيل. هدفنا من القوة الدولية هو الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين على الحدود، وبعد ذلك نتطرق لقضايا أخرى، هناك جهات أخرى ستعمل معها مثل قوات الشرطة التي سيتم تدريبها والإدارة المحلية الفلسطينية ومجلس السلام. كل هذه الكيانات ستعمل بشكل متناغم لتكون المنظومة حاضرة وجاهزة".
تحديات أمام قوة الاستقرار الدولية وأضاف: "تواجه القوة الدولية تحديات كبيرة على مستوى تأسيسها وبنية قيادتها اللوجستية، وهناك الكثير من الأمور التي تم الاتفاق عليها، لكن هناك تفاصيل أخرى سيتم الاتفاق عليها لاحقاً". والشهر الماضي، أبدت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، شوش بيدروسيان، رفض تل أبيب، لنشر جنود أتراك في غزة، ضمن قوة الاستقرار متعددة الجنسيات، في حين أشار المبعوث الأميركي الخاص توم باراك، خلال فعاليات "حوار المنامة، الشهر الماضي، إلى أن تركيا ستشارك في "المهمة الدولية"، رداً على سؤال بشأن اعتراضات إسرائيل. وكان نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، قد قال الشهر الماضي، إن أنقرة يمكن أن تضطلع "بدور بناء"، مضيفاً أن واشنطن لن تفرض في الوقت نفسه أي شيء على إسرائيل عندما يتعلق الأمر بقوات أجنبية "على أراضيها". وبموجب خطة ترمب المكونة من 20 نقطة، من المفترض أن تنسحب إسرائيل من غزة على مراحل، مع انتشار قوة دولية لتحقيق الاستقرار في القطاع، لكن حجم القوة وصلاحياتها والمساهمين فيها لا تزال أموراً غير واضحة. وكان المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم"، تيموثي هوكينز، اعتبر، الجمعة، أن استقرار قطاع غزة، يعد أولوية لدى الولاياتالمتحدة، في إطار حرصها على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط. وأضاف خلال مقابلة مع "الشرق": "رأيتم في الأشهر القليلة الماضية أنه تم التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وبعد 5 أيام من التوقيع على هذا الاتفاق، أسست الولاياتالمتحدة مركز التنسيق المدني العسكري في إسرائيل، الذي يُفترض أن يكون مركزاً لتنسيق المساعدات المقدمة لقطاع غزة". وتابع: "أكثر من ذلك قمنا بدعوة وتجهيز بنية تسمح لنا بالعمل مع عدد من الشركاء الدوليين، وقرابة 50 دولة بقيادة الولاياتالمتحدة".
قصف إسرائيلي على غزة واقتحامات في الضفة وقالت مصادر طبية في قطاع غزة، السبت، إن الجيش الإسرائيلي قصف بيت لاهيا، فيما جدد نسف منازل، وقصف أحياءً بمناطق متفرقة من القطاع، بالتزامن مع اقتحامات في مدن الضفة الغربية. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن مصادر قولها، إن الجيش الإسرائيلي قصف محيط مسجد الرباط بمشروع بيت لاهيا، كما قصفت طائرة مسيرة محيط دوار العطاطرة غرب المدينة، ما أودى بحياة فلسطينيين اثنين، وإصابة 3 آخرين. كما يواصل الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار بقصف ونسف منازل شرق حيي التفاح والزيتون بمدينة غزة، وشرق بيت لاهيا شمالاً، ومخيم البريج، ومدينة رفح، وسط وجنوب القطاع، في حين أطلقت طائرة بدون طيار "درون" قنبلة قرب محطة الغاز في منطقة أبو عكر بالسطر الشرقي بمدينة خان يونس.