تشهد سورية ظاهرة احياء اسلامي تقوده النساء، بشكل بدأ يؤثر علي طابع الدولة العلماني، وتعتبر ظاهرة الكبيسيات التعبير الواضح عن حركة الاحياء الاسلامي السورية، حيث لوحظ انتشار المدارس الدينية للبنات بحيث تفوقت علي تلك المخصصة للشباب. وتشكل المدارس الدينية المخصصة للبنات نسبة 80 بالمئة من بين 700 مدرسة دينية، تدرس فيها 75 الف طالبة. وينتشر النشاط الديني النسوي بسهولة علي خلاف النشاط الذكوري، لان المرشدين والمدرسين في الغالب يتعرضون للتحقيق او السجن، وهو امر قد يثير غضب الشارع العام لو حدث للنساء الداعيات. وقد استغلت النساء هامش الحرية المتاح لهن لانشاء جماعات وجمعيات دينية، تعمل علي تكريس المباديء الاسلامية والشعائر والطقوس، ومظاهر الزي الاسلامي الجديدة. ومن اشهر الجمعيات، هي الكبيسيات اللاتي يلتقين في لقاءات خاصة بعيدا عن اعين المخبرين والجواسيس، وتتبع الناشطات في هذا التيار، شيخة معروفة هي منيرة الكبيسي. وقالت سيدة سورية ثرية انضمت للجماعة ان اية فتاة تظهر التزاما وجدية في امور الدين قد تتم دعوتها لحضور الحلقات الدينية، وفي الغالب تقوم شيخة بالقاء درس في موضوعات مختلفة امام الحاضرات. وتتبع الجماعة زيا خاصا، سواء في لون اللباس او طريقة ارتداء الحجاب، وفي العادة ترتدي الناشطات الجديدات حجابا ابيض مع معطف بلون كاكي، ويتغير لون الحجاب والجلباب او المعطف بتقدم الفتاة او العضو في الدروس، حيث يتغير فيما بعد لون الحجاب الي الازرق، ولون الجلباب الي لون الازرق الغامق، وفي المرحلة الاخيرة ترتدي الفتاة التي تمنح لقب شيخة لباسا اسود. وتستخدم الناشطات او الاخوات عبارات سرية للحديث عن لقاءاتهن، فمثلا الذهاب للسوق يعني الذهاب للحلقة. وتجذب الجماعة فتيات الطبقة الغنية والراقية، حيث تقدم اطيب الاطعمة وتحضر الناشطات في سيارات من نوع مرسيدس. وقالت ناشطة ان الجماعة تركز علي بنات الاثرياء، وبعض الفتيات اللاتي يدخلن في سلك النشاط الدعوي للجماعة، يتم اختيارهن بسبب حرصهن علي التعلم او لثقافتهن العالية. وتقول ناشطات ان الانضمام او الدعوة للانضمام لجماعة الكبيسيات اصبح ميزة اجتماعية. ويقول ناشط ان الجماعة قانونيا ممنوعة، الا ان السلطات غضت الطرف عنها، ويعتقد الناشط ان الجماعة في جذبها بنات او زوجات الاثرياء فانها ترغب في تشجيع النساء علي التأثير علي السياسة. وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد سمح للفتيات بلبس الحجاب في المدارس بعد ان كان ممنوعا في عهد والده حافظ الاسد. وتشبه ظاهرة الكبيسيات ما يحدث في تركيا حيث بدأت تظهر في المجتمعات النسوية، الواعظات الدينيات اللاتي يلقين الدروس للنساء فقط، وتلقي دروسهن اقبالا شديدا من بنات ونساء الطبقة الوسطي، كما تتأثر الحركة بالواعظات التلفزيونيات، وحركات اخري برزت في الاردن وفلسطين، معظمها نساء وبلباس مميز، يشبه لباس الكبيسيات، وتجمع هذه التجمعات او الحركات التي تبرز بين النساء بين الوعظ الصوفي والتعليم الاسلامي، ولدي هذه الجماعات مدارس ومراكز تجتمع فيها البنات والفتيات وتجذب غالبا الاعضاء من الطبقات الغنية.