زعزعة الاستقرار وخلق «الدولة الفاشلة» هو الهدف الرئيسى لتلك الحرب الخطة ينفذها مواطنون من الدولة المستهدَفة منهم نساء وأطفال إخراج جزء من الدولة عن السيطرة.. وإنهاك الدولة وتآكلها ببطء الحرب المستمرة ضد الرئيس محمد مرسى منذ توليه منصب رئيس الجمهورية فى يونيو الماضى، ومحاولات إسقاط النظام الشرعى وجرّ البلاد إلى الفوضى وزعزعة استقرارها؛ لم تكن بعيدة عن تدخلات صهيوأمريكية بدعم وتأييد غربى. وهذه الحرب نوع جديد أطلق عليه الغرب مصطلح «الجيل الرابع من الحروب غير المتماثلة»، يهدف إلى إضعاف الدولة المستهدَفة وإرغامها على تنفيذ إرادة أعدائها باستخدام مجموعة من العملاء فى القضاء على الدولة من الداخل. وهذا الكلام ليس من فراغ، بل أكده مقطع فيديو نُشر على موقع «يوتيوب» يشرح فيه أكاديمى أمريكى الطريقة الجديدة التى يستخدمها التحالف الأمريكى الصهيونى فى السيطرة على العالم، التى يرى الأكاديمى أن جزءا منها يحاول التحالف تنفيذه على أرض الواقع فى العديد من الدول العربية وفى مصر عن طريق مجموعات ممولة أمريكيا وغربيا. والمقطع عبارة عن جزء من ندوة للبروفيسور ماكس مانوارينج الأستاذ الباحث فى الاستراتيجية العسكرية، الذى خدم فى المخابرات العسكرية الأمريكية وفى قيادة الجيش الأمريكى، وألقاها بمعهد دراسات الأمن القومى الصهيونى بمناسبة المؤتمر السنوى لأمن نصف الأرض الغربى فى أغسطس الماضى، وتحدث فيها «مانوارينج» عن انتهاء الحروب بشكلها التقليدى التى كانت تعبُر فيها الجيوش النظامية إلى الدول المعادية للسيطرة عليها أو على جزء منها، مشيرا إلى أنه خلال العقدين الأخيرين، انتشر نوع جديد من الحروب يسمى «الجيل الرابع من الحروب غير المتماثلة»، يتمثل فى إنهاك وتآكل إرادة الدولة المستهدَفة ببطء وبثبات من أجل اكتساب النفوذ وإرغامها على تنفيذ إرادة أعدائها فى النهاية. وقال «مانوارينج»: «الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز كان أول من أمر ضباطه، فى 2005 فى الأكاديمية العسكرية فى كراكاس، بأن يتعلموا (الجيل الرابع من الحرب غير المتماثلة)، وأن يطوروا عقيدتهم العسكرية للتعامل معها، بحيث لا يكون الدفاع أو الهجوم بالقوات النظامية التى كان آخر استخدام لها فى أمريكا اللاتينية منذ 100 عام». وأوضح الباحث العسكرى أن «الهدف من هذه الحرب ليس تحطيم مؤسسة عسكرية، ولا القضاء على قدرة أمة، بل الهدف هو الإنهاك والتآكل ببطء، لكن بثبات يُرغم العدو على تنفيذ إرادتك. إذن، الغاية هى التحكم فى العدو، والقاسم المشترك فى كل هذا هو «زعزعة الاستقرار»، وقوات تنفيذ هذا المخطط ليس كل أعضائها رجالا، بل بينهم نساء وأطفال». ويرى المخابراتى الأمريكى، أن زعزعة الاستقرار فى الغالب تكون بوسائل حميدة إلى حد ما، مثل أن ينفذها مواطنون من الدولة العدو. باختصار، إيجاد دولة فاشلة، وأول ملامحها هو إيجاد أماكن داخل حدود العدو ليس له سيادة عليها، عن طريق دعم مجموعات محاربة وعنيفة للسيطرة على هذه الأماكن، وتنتهى بتحويل الدولة إلى «دولة فاشلة». وتبدأ بإخراج جزء من الدولة عن السيطرة، فيصير خارج سيادة الدولة؛ وذلك باستخدام مجموعات محاربة وعنيفة وشريرة فى جزء معين من الدولة لتصنع ما يطلق عليه «إقليم غير محكوم»، أو بالأحرى هو «إقليم محكوم» من قبل قوى أخرى خارج الدولة، وينتهى الأمر إلى دولة فاشلة يستطيع أعداؤها التدخل والتحكم فيها. وقال أستاذ المخابرات الأمريكية إنه ليس مطلوبا إسقاط الدولة العدو واختفاؤها، بل المطلوب أن تظل موجودة بكامل مواردها وقدراتها، لكن يجرى «اختطافها» عن طريق «التحكم» الفكرى والسياسى لنظام الحكم والسيطرة عليه كاملا، بحيث تصدر القرارات والسياسات؛ لا لتعبر عن إرادة الشعب، بل لتعبر عن إرادة الدولة التى احتلت وسيطرت. وأنهى «مانوارينج» حديثه بتذكير الحاضرين بكلمتين أساسيتين؛ هما: «الحرب» التى هى الإكراه سواء كانت قاتلة أو غير قاتلة، و«الدولة الفاشلة» التى تتم ببطء وثبات. «وإذا فعلت هذا بطريقة جيدة ولمدة كافية (باستخدام مواطنى دولة العدو)، فسيسقط عدوك ميتا». والمتتبع لمسيرة أحداث العنف التى شهدتها البلاد فى الفترة الأخيرة؛ من حرق لمقرات الأحزاب وهجوم على القصر الرئاسى، وانتهاءً بالاعتصامات والاضطرابات المتلاحقة التى افتعلتها قوى المعارضة بالتعاون مع الفلول، والسعى إلى نشر شائعات إفلاس مصر، وتدبير حوادث قطارات يسقط فيها عشرات الشباب قتلى وجرحى؛ يجد أنها جزء من تلك الحرب التى تحدّث عنها رجل المخابرات الأمريكية على مصر لإفشال السلطة الحاكمة وإسقاط الدولة وتفكيكها. رابط الخبر من على موقع يوتيوب http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=uji4Yu5lnko