في خطوة غير كافية لإرضاء المواطنين والتخفيف من الاحتقان الشعبي الناتج عن إخفاقات الحكومة المصرية المتواصلة والتي كان آخرها كارثة قطاري قليوب, الذي راح ضحيَّتَها أكثر من 58 مواطنًا, أجرى الرئيس حسني مبارك تعديلاً وزاريًّا محدودًا بتعيين وزير جديد للعدل، هو ممدوح محيي الدين مرعي الذي كان ترأس لجنة الإشراف على الانتخابات الرئاسية في سبتمبر 2005م، وتمسك ببقاء رئيس حكومة "الكوارث" أحمد نظيف رغم المطالب الكبيرة بعزله بعد الأحداث الأخيرة. وقالت وكالة أبناء الشرق الأوسط المصرية الرسمية: إنَّ وزير العدل المستشار محمود أبو الليل كان قد تقدَّم باستقالته قبل عشرة أيام وإن الرئيس مبارك قبلها. ومن جهته، قال مصدر في الرئاسة إنَّ أزمةَ القضاة الإصلاحيين الذين طالبوا بالفصل بين السلطتين القضائية والتنفيذية منذ عدة أشهر، وراء هذا التعديل. وكانت مواجهات قد وقعت أثناء تولي أبو الليل المنصب بين وزارة العدل والقضاة الذين طالبوا بمزيد من الاستقلال عن الوزارة. وانضمت جماعات المعارضة إلى دعوتهم التي أثارت مظاهرات سلمية مناهضة للحكومة واجهتها الدولة بأعمال قمع قاسية. وقد شمل التعديل أيضًا تعيين محمد عبد السلام المحجوب وزير دولة للتنمية المحلية، كما تم استحداث منصب وزير دولة للتنمية الاقتصادية، وأصبح يتولى هذا المنصب عثمان محمد عثمان الذي كان وزيرًا للتخطيط والتنمية المحلية. ويأتي هذا التعديل الأخير بشكلٍ مفاجئ خاصةً بعد أن صرَّح مبارك قبل يومين أنه لا توجد نية في إجراء أي تعديلٍ وزاري! كما شمل قرار مبارك حركة تغييرات محدودة أيضًا بين المحافظين؛ حيث أصدر قرارًا بتعيين عادل لبيب محافظًا للإسكندرية، ومحمد سيد عبد الحميد شعراوي محافظًا للبحيرة، ومحسن النعماني محمد حافظ محافظًا لسوهاج. وكانت تقارير روجتها صحف المعارضة أشارت إلى احتمال إقالة رئيس الوزراء أحمد نظيف على خلفية خلافات بينه وبين جمال مبارك أمين عام مساعد الحزب الحاكم. إلا أن مبارك امتدح أداء نظيف في تصريحات نشرتها جريدة المساء أمس الأول. وتجدر الإشارة إلى أنَّ ممدوح مرعي, وزير العدل الجديد, كان قد أُحيل للتقاعد مؤخرًا بعد أن كان يتولى منصب رئيس المحكمة الدستورية العليا التي تولى رئاستها بدايةً من عام 2003م حتى 2006م. أما اللواء محمد عبد السلام المحجوب, مواليد المنصورة 1935م وخريج الكليات العسكرية، فقد شغل في السابق العديد من المناصب الحساسة والحيوية؛ حيث شغل منصب نائب رئيس جهاز الأمن القومي في الفترة من 1992م إلى 1994م، وعين محافظًا لمحافظة الإسماعيلية في الفترة من 1994م إلى 1997م، قبل أن يتم اختياره محافظًا للإسكندرية في عام 1997م، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى أمس والذي حقق من خلاله شعبية كبيرة من خلال تطويره لمدينة الإسكندرية ونجاحه إلى حد كبير في حل العديد من مشاكلها وهو ما أهله لمنصبه الجديد خاصة.