وجهت المعارضة والنواب المستقلون بالبرلمان المصري انتقادات شديدة للحكومة، واتهموها بالإهمال والمسؤولية عن مقتل الأبرياء في حادث تصادم قطارين شمال القاهرة؛ وطالب المتحدث باسم النواب المستقلين بمجلس الشعب جمال زهران وزير النقل محمد لطفي منصور بالاستقالة، والاعتذار "لفقراء" الشعب المصري. مؤكدا أن الحادث "جزء من منظومة الفساد والإهمال في مصر".. كما طالب أعضاءُ مجلس الشعب بإنقاذ الشعب المصري من حكومة الدكتور أحمد نظيف وإقالتها فورًا، واتَّهَم الأعضاءُ الحكومةَ- في بياناتٍ عاجلةٍ تقدَّم نواب المعارضة والمستقلون التي تضم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين (88 نائبا)، بها بعد وقوع الحادث إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ووزيرَي النقل والصحة- بإهدار أرواح المواطنين وتهديد حياة الناس بالخطر؛ نتيجة استمرار حوادث قطارات السكك الحديدية، وعدم القدرة على وقف هذا السيناريو منذ حادث قطار الصعيد، الذي شَهِد احتراق جثث مئات المواطنين. وشدَّد النواب الدكتور جمال زهران نائب شبرا، وأحمد دياب نائب قليوب، وعبد الفتاح حسن نائب شبين القناطر، ومحسن راضي نائب بنها، على ضرورة عقد جلسة طارئة للجنة النقل والمواصلات؛ لمناقشة أسباب الحادث الأليم الذي وقع في مدينة قليوب وأدى إلى مصرع أكثر من 80 مواطنًا وإصابة أكثر من 400، إثر اصطدام قطارَين أحدهما قادم من المنصورة والآخر من بنها إلى القاهرة.
وحذَّر النواب الدكتور حمدي حسن، وحسين محمد إبراهيم، ومحمد عبد العليم داود، من حالة الاحتقان والغضب الشعبي تجاه الإهمال الحكومي وتسبّبه بين الحين والآخر في ضياع أرواح المواطنين وتشريد آلاف الأُسَر، مشيرين إلى أن الإهمال سوف يستمر في ظل عدم محاسبة هؤلاء المسئولين عن تلك الحوادث وعدم تقديمهم إلى المحاكمة الجنائية ونَيل جزائهم خلف القضبان.
وأكد النواب فريد إسماعيل، ومحمود مجاهد، ومحسن راضي على ضرورة حضور الوزراء المعنيِّين بهذه الكارثة إلى لجنة النقل والمواصلات؛ للإدلاء ببياناتهم حول تلك المأساة، وقالوا إذا كانت تلك الحكومة تحترم حقوق الإنسان وآدمية المواطن المصري فَعَلَيها أن تعلن أمام النواب أنها مسئولةٌ عن هذا الحادث وتقدم استقالتها.
وأكد النواب علي لبن، ورجب هلال حميدة، والدكتور محمد الجزار أن الكارثة التي وقعت في مدينة قليوب ليست الأولى في قطاع السكك الحديدية، ورغم ذلك لم تتخذ وزارةُ النقل أيَّ إجراءاتٍ لمنع تكرار هذه الحوادث!! وتساءل النواب عن خطة التطوير والتحديث التي تبنَّاها وزيرُ النقل وتقدَّم بها إلى مجلس الشعب نهايةَ الدورة البرلمانية من أجل منع تلك الحوادث؟!
وأكد النواب سعد عصمت الحسيني، والشيخ السيد عسكر، وماهر عقل أن هذه الحادثة تستوجب فورًا إقالةَ هذه الحكومة التي أساءت إلى الشعب المصري وتركته عُرضةً للإهمال، وقالوا: إن الحادث يعبِّر بجلاءٍ عن مدى الفشل والإهمال الجسيم في هيئة السكك الحديدية، ويعبِّر في نفس الوقت عن المهانة التي يعيشها أبناءُ الشعب المصري.
وأكد النواب على ضرورة تشكيل لجنة تقصِّي حقائق بقرارٍ من رئيس مجلس الشعب الدكتور أحمد فتحي سرور لملاحقة الأخطاء والثغرات التي أظهرها الحادث.
فيما وصف النواب الدكتور سيد عطية الفيومي، والدكتور محمد البلتاجي، والدكتورة شاهيناز النجار الحادثَ بأنه كارثةٌ بكل المقاييس، وأنه لا يجب أن يفلت المسئولُ عنها من العقاب مهما كان، بعد أن كشف هذا الحادث عن الفشل الذريع لوزارة النقل في تأمين وتطوير أسطولها على كافة الخطوط؛ وقالوا: للأسف، الحكومة قد صبَّت اهتماماتها فقط على زيادة أسعار تذاكر السكك الحديدية ومترو الأنفاق تحت زعم زيادة تكلفة التشغيل وعمال الصيانة والتطوير.
من جانبه أكد حمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات أن ما حدث يُعدُّ استمرارًا لمسلسل الإهمال والتلاعب بأراوح الشعب المصري الذي لا ينسى حادثة قطار الصعيد التي مضى عليها خمس سنوات، وما تبعها من حوادث عديدة ومتعددة، ووصولاً إلى حوادث العبَّارات، والتي كان آخرها حادث عبارة (السلام 98)، والتي راح ضحيتَها أكثرُ من ألف شهيد ولم يحاسَب أحدٌ.
وكانت لجنة النقل برئاسة حمدي الطحان يرافقه عبد العزيز مصطفى وكيل المجلس قد انتقلت إلى موقع الحادث لإعداد تقرير عاجل في اجتماعها الطارئ الذي تم تحديده يوم الأربعاء القادم.
