حثت واشنطن الحكومة التركية على عدم القيام بأي عمل عسكري ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري- الموالي للاحتلال -أن أنقرة حشدت أكثر من مائة وأربعين ألفا من جنودها على الحدود التركية العراقية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو إن بلاده تشاطر تركيا قلقها بشأن المقاتلين من أكراد تركيا الموجودين في العراق لكنه أكد من ناحية أخرى ضرورة الاعتراف بسيادة العراق على أراضيه. وكان مساعد مدير عمليات القوات الأمريكية في قيادة أركان الجيوش الأمريكية الجنرال بيري ويغينز حذر الأسبوع الماضي أنقرة من أي توغل في شمال العراق معتبرا أن تلك الخطوة قد تؤدي إلى زعزعة استقراره. ومن جهته أبدى زيباري خشيته من أن تقوم تركيا بعمل عسكري في شمال العراق بعد تأكيده حشدها لأكثر من مائة وأربعين ألفاً من جنودها على الحدود التركية العراقية. وقال زيباري إن العراق يتفهم المخاوف التركية من أنشطة حزب العمال الكردستاني ضد تركيا لكنه لن يتسامح مع أي خرق لسيادته من قبل القوات التركية. وكان زيباري قد شدد في وقت سابق على أن حل المشكلة المتأزمة مع تركيا يقضي بإعادة جنودها "المحتشدين" قرب حدود بلاده إلى قواعدهم. وأكدت تركيا في وقت سابق على لسان وزير الخارجية التركي عبد الله غول أنها وضعت خططا لاحتمال توغل عسكري في شمال العراق لضرب متمردي حزب العمال الكردستاني. وأعلن الجيش التركي إقامة ثلاث مناطق أمنية مؤقتة من التاسع يونيو الماضي وحتى التاسع من سبتمبر في جنوب شرق البلاد في إطار عملية واسعة ضد متمردي حزب العمال الكردستاني. وتتهم تركيا المتمردين الأكراد من الحزب المذكور باستخدام شمال العراق قاعدة خلفية لعملياتهم العسكرية في جنوب شرق الأناضول ذي الغالبية الكردية. ويقاتل حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا منظمة إرهابية منذ 1984 من أجل استقلال منطقة جنوبي شرقي الأناضول ويعتقد مراقبون أن النزاع أوقع 37 ألف قتيل. من ناحية أخرى لقي تسعة جنود عراقيين مصرعهم وأصيب نحو 20 آخرين في انفجار قنبلة شمالي البلاد. وقالت الشرطة العراقية إن القنبلة انفجرت أثناء مرور الجنود في شاحنة قرب منطقة بلد بمحافظة صلاح الدين. وفي هجوم سابق قتل أربعة من عناصر الأجهزة الأمنية وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في اشتباكات اندلعت في منطقة الأعظمية شمالي بغداد. كما لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب أكثر من 20 آخرين في انفجار قنبلتين قرب محطة حافلات بالعاصمة العراقية استهدفتا دورية للشرطة. وقالت الشرطة إن أحد عناصرها من بين القتلى مضيفة أن الانفجارين اللذين وقعا قرب مركز شرطة بمنطقة النهضة وسط بغداد حدثا بالتزامن وبفارق دقائق. كما قتل مدني وأصيب أربعة آخرون لدى انفجار قنبلة مزروعة على الطريق في حي الكرادة بوسط بغداد. وفي بغداد أيضا قالت الشرطة إن مسلحين خنقوا أربعة من أفراد أسرة واحدة بعد أن خطفوهم من حي الغزالية. وبشأن الجدل حول أي انسحاب الاحتلال الأمريكي من العراق زعم زيباري أن أي خروج سريع للاحتلال سيؤدي إلى مخاطر ستتفاوت بين نشوب حرب أهلية والتقسيم وحروب إقليمية وانهيار الحكومة.