بالتزامن مع التصعيد الصهيوني والعدوان العسكري المتواصل منذ أسبوعين على قطاع غزة، صعّدت قوات الاحتلال من أعمال التوغل في أنحاء الضفة الغربية، لتسجل في ذلك منحى قياسياً بلغ ستاً وخمسين عملية توغل خلال أسبوع واحد. فحسب ما وثقه تقرير للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان؛ أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني خلال الأسبوع الممتد من الرابع والعشرين وحتى الثلاثين من مايوالماضي؛ على تنفيذ ست وخمسين عملية توغل في مدن الضفة وبلداتها ومخيماتها، اقتحمت خلالها عشرات المباني والمنازل السكنية ومقار جمعيات خيرية وثقافية، وأطلقت النار عدة مرات، بصورة عشوائية ومتعمدة، تجاه المواطنين ومنازلهم. واختطفت تلك القوات خلال أعمال التوغل تلك تسعة وسبعين مدنياً فلسطينياً في الضفة الغربية. وباعتقال المذكورين، واستناداً لتوثيق المركز الحقوقي، يرتفع عدد المواطنين الفلسطينيين الذين تم اختطافهم منذ بداية السنة الجارية إلى ألف وثلاثمائة أسير؛ فضلاً عن اختطاف العشرات على الحواجز العسكرية والمعابر الحدودية وخلال مظاهرات الاحتجاج السلمي على استمرار أعمال البناء في الجدار التوسعي الاحتلال، وضد سياسات فرض العقاب الجماعي من خلال استمرار إقامة الحواجز العسكرية وإغلاق الطرق. وجاءت أوسع أعمال التوغل تلك خلال الأسبوع الذي يغطيه التقرير؛ ما شهده يوم الرابع والعشرين من مايو حيث نفّذت تلك القوات ثمان عشرة عملية توغل اعتقلت خلالها سبعة وثلاثين مواطناً من بينهم وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني الدكتور ناصر الدين الشاعر وثلاثة أعضاء في المجلس التشريعي عن قائمة "التغيير والإصلاح" التابعة لحركة "حماس" واثني عشر رئيس وعضو مجلس بلدي. واستخدمت تلك القوات وحدات "المستعربين"، التي يتشبّه أفرادها بالمواطنين الفلسطينيين، في العديد من أعمال التوغل، كما واستخدمت الكلاب البوليسية في أعمال اقتحام المنازل، ونكّل أفرادها بالعديد من العائلات التي تعرضت منازلها لأعمال الاقتحام. وخلال أعمال التوغل تلك؛ اقتحمت قوات الاحتلال مقرات كل من "مركز الأنوار الثقافي الإسلامي" في بلدة دورا، جنوب غربي مدينة الخليل، ومدرسة "جوهر الأساسية للبنين" جنوب شرقي المدينة، ومقر "جمعية اقرأ، و"مكتبة القرآن والسنة" في مدينة بيت لحم؛ ومقر مديرية الأوقاف والشؤون الدينية في مدينة جنين، ومركز جذور الثقافي للنساء في مدينة نابلس. وفضلاً عن أعمال التوغل في شمالي القطاع وما نتج عنها من جرائم حرب، حسب وصف التقرير الحقوقي؛ نفذت قوات الاحتلال في التاسع والعشرين من أيار (مايو)، عملية توغل في منطقة الفخاري، جنوب شرق مدينة خان يونس، قتلت خلالها مقاومين فلسطينيين، وأصابت امرأة بجراح، واعتقلت مواطنين شقيقين من سكان المنطقة.