قالت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية إن فعاليات أمس في جمعة "حماية الثورة" أثبتت مهارة الإسلاميين التنظيمية على حشد وإنزال المصريين إلى الشوارع بسبب الخوف من مؤامرة فلول النظام السابق لإعادة السيطرة على البلاد بعد أكثر من عام على الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك وأشارت الصحيفة إلى نزول آلاف الإسلاميين إلى ميدان التحرير وسط القاهرة أمس لإعلان رفض ترشح 3 من رموز النظام السابق في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها الشهر القادم بينهم نائب الرئيس المخلوع ورئيس المخابرات العامة المصرية سابقًا اللواء عمر سليمان. وأضافت أن أغلب المتظاهرين من أنصار جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين الذين أعلنوا رفضهم ترشح 3 من رموز النظام السابق كعمرو موسى وزير خارجية مبارك الأسبق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني سابقًا ورئيس الوزراء الأسبق بالإضافة إلى عمر سليمان. وقالت إن المتظاهرين هتفوا ضد ترشح سليمان في المظاهرة الكبرى بميدان التحرير منذ أشهر، والتي تمثل نقطة تحول في العلاقة المتدهورة حاليًّا بين الإسلاميين الذين يسيطرون على البرلمان والمجلس العسكري؛ وذلك بسبب شك كلا الطرفين في الآخر في وقت يسعى فيه المجلس العسكري للحفاظ على سلطته ومصالحه المالية قبل تسليم السلطة إلى إدارة مدنية في يونيو القادم. وتوقعت الصحيفة ألا يوافق المجلس العسكري على مشروع القانون الذي وافق عليه مجلس الشعب قبل أيام ويمنع فيه رموز النظام السابق من الترشح في الانتخابات الرئاسية. "حماية الثورة" الأكبر منذ أشهر ومن جانب أخر أهتمت صحيفة (النيويورك تايمز) الأمريكية بمليونية "حماية الثورة" التي وصفتها بأنها المظاهرة الأكبر التي تملأ ميدان التحرير وسط القاهرة منذ أشهر، والأولى منذ الخريف الماضي التي تظهر حشود الإسلاميين داخل الميدان. وقالت الصحيفة إن الجماعات الإسلامية استعرضت عضلاتها السياسية أمس عندما أرسلت الآلاف من مؤيديها إلى ميدان التحرير من مختلف أنحاء البلاد؛ للاحتجاج على دخول اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية السابق ونائب الرئيس المخلوع حسني مبارك سباق الرئاسة. وأشارت إلى أن الإسلاميين والعلمانيين على حد سواء اعتبروا دخول سليمان سباق الانتخابات الرئاسية تهديدًا وجوديًّا محتملاً للثورة، وأضافت أن آلاف المصريين توجهوا إلى ميدان التحرير من أحياء العاصمة وعبر قوافل الحافلات التي أعدها حزب "الحرية والعدالة" الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، فضلاً عن السلفيين، ومن يصفون أنفسهم بالإسلاميين المستقلين الذين لا ينتمون إلى أي حزب أو فصيل إسلامي. وتناولت الصحيفة هتافات ميدان التحرير أمس واللافتات التي تمّ تعليقها داخله والتي ندَّدت بدخول سليمان سباق الانتخابات الرئاسية وهتفت ضد سليمان وحكم العسكر. وأبرزت الصحيفة المؤتمر الذي عقده المهندس خيرت الشاطر مرشح الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية بشبرا الخيمة الخميس الماضي، وحذَّر فيه من المخاطر المحتملة لترشح سليمان لرئاسة الجمهورية الذي يمثل فوزه عودة النظام السابق مجددًا. وأشارت إلى موافقة البرلمان المصري بالأغلبية على قانون يمنع رموز النظام السابق من خوض الانتخابات، مضيفةً أن القانون سيتطلَّب موافقة المجلس العسكري عليه أولاً قبل أن يدخل حيِّز التنفيذ، كما أنه قد يواجه عقبة المحكمة الدستورية التي قد تقضي بعدم دستوريته.