سعر الريال السعودي اليوم الثلاثاء 30-4-2024 في بداية التعاملات    أسعار العدس اليوم الثلاثاء 30-4-2024 في الأسواق    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 30-4-2024 بالصاغة    أسعار الأسمنت اليوم الثلاثاء 30 - 4 - 2024 في الأسواق    اليوم.. «إسكان النواب» تناقش موازنة هيئة المجتمعات العمرانية للعام المالي 2024-2025    المستشفيات المصرية تستقبل 34 مصابا ومرافقا فلسطينيا بعد عبورهم معبر رفح البري    استشهاد شاب برصاص الاحتلال جنوبي الخليل بالضفة الغربية    زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب شرق تايوان    إجلاء آلاف الأشخاص وإغلاق مطار دولي في إندونيسيا بسبب ثوران بركان جبل روانج    قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي بالدوري    أخبار مصر: جدل بين سعد الدين الهلالي وزاهي حواس بسبب فرعون موسى، أمطار رعدية، حقيقة مفاوضات الرائد السعودي مع شيكابالا    إمام: شعبية الأهلي والزمالك متساوية..ومحمد صلاح أسطورة مصر الوحيدة    اختلاف درجات الحرارة بين شمال وجنوب البلاد بقيم تصل ل7 درجات.. ما السبب؟    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    اليوم.. الحُكم على 5 مُتهمين بإزهاق روح سائق في الطريق العام    اليوم.. استئناف فتاة على حكم رفض إثبات نسب طفلها للاعب كرة شهير    طريقة عمل طاجن البطاطس بقطع الدجاج والجبن    سعد الدين الهلالي يرد على تصريحات زاهي حواس حول وجود الأنبياء في مصر    غدا.. "الصحفيين" تحتفل بميلاد رواد المهنة وتكرم الحاصلين على الماجستير والدكتوراه    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    بكاء ريهام عبد الغفور أثناء تسلمها تكريم والدها الراحل أشرف عبد الغفور    ختام عروض «الإسكندرية للفيلم القصير» بحضور جماهيري كامل العدد ومناقشة ساخنة    مجلس الشيوخ يستأنف جلساته العامة اليوم    «طب قناة السويس» تعقد ندوة توعوية حول ما بعد السكتة الدماغية    اليوم.. محكمة جنح القاهرة الاقتصادية تنظر 8 دعاوى ضد مرتضى منصور    الجيش الأمريكي ينشر الصور الأولى للرصيف العائم في غزة    مقتل 3 ضباط شرطة في تبادل لإطلاق النار في ولاية نورث كارولينا الأمريكية    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    تعرف على أفضل أنواع سيارات شيفروليه    مباراة من العيار الثقيل| هل يفعلها ريال مدريد بإقصاء بايرن ميونخ الجريح؟.. الموعد والقنوات الناقلة    تعرف على أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منه    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل نتنياهو ووزير دفاعه    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    نظافة القاهرة تطلق أكبر خطة تشغيل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع المخلفات    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    أستاذ بجامعة عين شمس: الدواء المصرى مُصنع بشكل جيد وأثبت كفاءته مع المريض    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    حشيش وشابو.. السجن 10 سنوات لعامل بتهمة الاتجار بالمواد المخدرة في سوهاج    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    «هربت من مصر».. لميس الحديدي تكشف مفاجأة عن نعمت شفيق (فيديو)    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعديل الدستور.. ما بين رجس الأوثان وقول الزور..!!
نشر في الشعب يوم 14 - 04 - 2007


بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب
[email protected]

إن دراسة التاريخ تعتبر شيئاً في غاية الأهمية ذلك لأنه يعطي الدرس والعبرة من جهة .. وكذلك الطمأنينة على قلوب المؤمنين .. ,وأصحاب القضايا ..من جهة أخرى .. (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ) (النور : 44 )
فلا نهار الظلم باق ... ولا ليل الطغيان دائم ..
تتركز أهمية التاريخ بتذكر تلك الجرائم المتكرر في كل عصر من قبل الطغاة .. وكيف كانت نهاية الطغيان. لذلك قال رب العزة .. أن نسير في الأرض . وقص علينا . أحداث من كانوا قبلنا لنعرف كيف كانت عاقبة المكذبين .. والمبطلين ..
{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ }آل عمران137
وقال تعالى :
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }النحل36
وكان القرآن في غاية الأهمية .. لنا نحن المسلمين بل وللبشرية . ذلك لأنهم قالوا أن المؤرخين في العادة ما يبترون الحقائق ..
The historian amputates reality. ~Gaetano Salvemini, Historian and Scientist
بالتالي فلا يعطون الحقيقة الشافية إذا فلابد .. أن يكون هناك مرجعا للبشرية جمعاء . يحمل الحق والحقيقة .. فكان القرآن . ليعطينا الحقائق بلا لبس أو غموض ..وهو كتاب محفوظ ..من التحريف .. {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
ناهيك انه يمثل البصمة الأخيرة من السماء لتعديل الواقع الكوني . وسيظل باعثا لهذه الأمة من تحت الركام .. حتى يرث الله الأرض ومن عليها .. وسيظل يفصل في قضايا التزوير .. تزوير أرادة امة .. وحياة شعوب .
. قالوا وان الدرس المعتاد من التاريخ .. إننا نجد النسخة المتكررة من الكفاح ضد الطغيان .. وان التاريخ يعطي الإجابات الشافية لأولئك الذين يعرفون كيف يوجهون الأسئلة إليه.. لأن التاريخ عبارة عن سير متقدم للأحداث .. وما نعيشه اليوم واقعا معاشا غدا سيتحول إلى تاريخ .
قالوا إن التاريخ عبارة عن حمام دم ..بين الحق والباطل . وأن النفس الإنسانية تكرر نفسها في سياق الأحداث .. كما أنه ليس بحديث في الانتيكات القديمة بل هو سياق يضج بالحياة .. لأن الطبيعة الإنسانية لا تتغير .. التاريخ ليس بمثابة مجموعة أقوال مأثورة كتبت على رخام القبور .. بل هو .. حيا يعيش في حيثيات الوجود .. ونبض المشاعر .. لما تحمله الشعوب من أمجادها بالأمس .. في بنات العقل والجينات الوراثية اليوم . قالوا إن التاريخ يُكتب فقط من قبل المنتصرين .. أو هو بروبجاندا إعلامية للمنتصرين ..
ومن جهة أخرى اعتبره آخرين موضوعا لم يفصل فيه بنهاية محددة . أو ثرثرة بلا طائل . من قبيل انه لا يعطي تعويضا لمن عاشوا المعاناة أو جزاء لمن أرتكبوا الأخطاء .. إلا أننا لا نعول على هذه الأقاويل ..
من حيثيات المنظور الإسلامي ..ان الله تعالى سيكافئ على الذرة من الخير ويجازي على مثقال الذرة من الشر ..
(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) (الزلزلة : 7 ) (وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة : 8 )
(إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً) (النساء : 40 )
وان الحياة ليست نوعا من العبثية .. (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) (المؤمنون : 115 ) (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) (المؤمنون : 116 )
وتبقى الحقيقة غير ذلك ..
فهناك .. من حملهم التاريخ إلى مزبلته من قال رب العزة عنهم (وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ) (القصص : 42 )..
وقال تعالى: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) (الدخان : 29 )
وهناك آخرين من توجهم التاريخ بتيجان المجد والغار ..كما قال تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء : 105 )
يبقون كونهم كانوا .. أوفياء لله .. وإن كان الأمر هو الموت .. والقتل .. فلم يرتضوا بالمجد بديلا .. ولم يقايضوا عليه بقضايا دونية ..فكانت حيثيات المجد تتلخص في التضحية من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض ..
ومما لا شك فيه أن الأنبياء هم كانوا العظماء الذين غيروا مسار التاريخ .. فملحمة التاريخ .. لم تكن ..قصة رجل وامرأة كما قال شيكسبير ..
بل كان ملحمة قائمة بين محمد وأبا لهب .. وإبراهيم والنمرود .. وموسى وفرعون .. ولم تنته حتى اللحظة حلقات الصراع والملحمة الكبرى بين الحق والباطل ..
وفي سياق الأحداث كان هناك تزويراً للحقائق يقوم بها المبطلين ..كي يكسبوا الجولات . . في المجال الأرضي ..إلا أن التزوير لا يدوم . فلقد قالوا إن التاريخ هو الشاهد الوحيد الذي لا تخدعه تزويرات أو دعايات كاذبة ومضللة . وسرعان ما ينقلب مسار الأحداث .. ليحق الله الحق ، ويبطل الباطل .. (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) (الأنفال : 8 )
إلا ان هذا التزوير . فيما سلف كان يجليه الأنبياء والأولياء ومن بعدهم المصلحين . أو ورثة الأنبياء ..بكلمات الله .. (وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) (يونس : 82 )
كما قال الإمام على .. والله لأبقرن الباطل وأخرج الحق من خاصرته .. وفي حيثيات التزوير . كان هناك ما قاله فرعون عن موسى الكريم ..
:(إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }غافر26 فهو يعتبر موسى الكريم سببا للإفساد في الأرض ..
وما قول فرعون إلا قلباً للحقائق .. وما زالت جرائم فرعون تتكرر.. حتى اللحظة ..
وفي سياق آخر قال النمرود ({أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258
وفي المواقف الأخرى ..
نرى المصطفى وهو يعرض الدين .. وهناك أحد أئمة الكفر يجلس عند الكعبة ..يقول للناس لا تصدقوه .. انه كاذب .
ليصد الناس . عن سبيل الله .. أو أن يأتي أحدهم وهو يحمل عظمة .. آدمية قائلا للمصطفى . أتزعم أن ربك يحيي هذا .. فيقول المصطفى نعم ويبعثك ويدخلك النار .. {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ }يس78

..وكان القرآن يمثل المرجعية الأولى في التشريع للأمة الإسلامية . ذلك . لأن الله أحكم الحاكمين ..
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ }التين8 وفي البيئات التي لا يتم الرجوع فيها إلى حكم الله .. تبقى الشعوب فيها رهن الطغيان وآلياته .. وإجرامه .. ودعاياته وتضليلا ته .. ويجرموا في حق الشعوب .. ومن ثم يهربون بلا قصاص ..
نعم إذا بعدت الأمة عن سياق الحكم بما أنزل الله .. فلك أن تشاهد هذا الكم الظلم على الساحة .. وكم كان هناك من تلاعب بالقوانين ..
فإن كان ثمة قوانين .. فقط لمهمة أخرى .فهي لنهب وسرقة الشعوب .. او ان تكون أداة لظلم البلاد والعباد .. والبطش بالشعوب . وخاصة الضعفاء ..
كان أكثر الأمور إيضاحا لآليات الظلم .. في قول بلزاك .
.أن القوانين كمثل شباك العنكبوت .من خلالها يمر الذباب الضخم أما الصغير يقع في شباكها ..
Laws are spider webs through which the big flies pass and the little ones get caught. ~Honoré de Balzac
ولا يختلف بلزاك عن ..فرانك زابا . عن أميركا ..
The United States is a nation of laws: badly written and randomly enforced. ~Frank Zappa
الولايات المتحدة هي أمة قوانين رديئةً كتبت ،وعشوائيةً تطبق ..
وعليه حذر المصطفى من تلك الاساليب الملتوية .. في التطبيق حيث قال: "إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
فهذا سياق بلزاك وزابا أعلاه يدلل أنها قوانين جائرة .. حتى على أهلهم وذويهم في الغرب.. فكيف بها أن تكون مشروعا عالميا ..
من هنا كان .. السياق الأمثل . أن يهيمن القرآن بشريعته على العالم .. لأن شريعة الله تمثل العدل في شكله المطلق والامثل
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) (التين : 8 )
إن سياق تعديل الدستور .. في يومنا الراهن ينطبق على الآية الكريمة :
: ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الحج: من الآية30).
إلا أن من قاموا بتعديل الدستور .. لم يجتنبوا رجس الصنم والوثن .. ولم يجتنبوا قول الزور .. فكان الإثم مضاعفاً ..
إنها البشرية .. التي ما زالت تهيم بحب الوثن .. وتعبد الصنم .. وهي قولة القوم من بني إسرائيل بالأمس ,.,
(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) (الأعراف : 138 )
(وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ) (البقرة : 93 )
إنها سنن من كانوا قبلنا التي حذر المصطفى من سياقيات الإتباع لمن كانوا قبلنا ..
روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه"
كذلك يستوقفنا ما رواه الإمام أحمد وابن حبان وغيرهما عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه ، أنهم خرجوا من مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ، يقول الصحابي الجليل : " وكان للكفار سدرة يعكفون عندها ، ويعلقون بها أسلحتهم ، يقال لها " ذات أنواط " ، قال : فمررنا بسدرة خضراء عظيمة ، فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى ) : { اجعل لنا إلها كما لهم آلهة } ( الأعراف : 138 ) . ويتضح لنا ان البشرية . في العديد من الأحيان .. بها ذلك الحنين .. إلى الوثن .
يقول المحللون انه يتضح من ذلك الموقف وغيرها من المواقف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرضى بالحلول الوسطية ، أو الالتقاء في منتصف الطريق ، وذلك نابع من طبيعة الهدف الذي بُعث لأجله ، إنه رسول من الله تعالى إلى الناس جميعاً ، ومهمته هي تبليغ الإسلام إلى الناس كما هو ، فليس في يده أن يقبل مناهج مقترحة أو أفكاراً بديلة عن الشرع الإلهي،أو أن يبدل أو يغير شيئا مما أمره الله بتبليغه، وذلك أمر في غاية الوضوح .
لذلك .. كان القرآن يحرر الذهان من تلك القيود .. ويحملهم . على كسر قيود التقليد لوثنية الأمس وجاهليتها وصنميتها ..
يقول الرازي في كتابه عجائب القرآن . أن الله تعالى ذكر( التفكر) في معرض المدح :
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ) (الزمر : 21 ) (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ) (آل عمران : 13 )
وأيضا ذم المعرضين ..
(وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف : 105 ) (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (الأعراف : 179 )
ومن خلال الآيات أعلاه .. نستوعب أن الإسلام( دين فكر) .
وفي مقام آخر يفيد الرازي .. أن الله تعالى( ذم التقليد).. وهو ما أشار إليه الكواكبي أن أول ما قام به الأنبياء في كسر الحصار عن أذهان إتباعهم فقال تعالى حكاية عن الكفار:
(بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ) (الزخرف : 22 ) (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ) (البقرة : 170 )
(قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) (الشعراء : 74 ) (إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا) (الفرقان : 42 )
* * ** ** * * *
موقف القرآن من الأحداث :
بداية نحن نرفض أن نعتبر القرآن كتاب تاريخ .. فالقرآن كتاب الله ، أضخم وأعظم منأن نضعه ككتاب تاريخ . .. فهو بالرغم من نزوله منذ ما يزيد عن 1400 سنة .. إلا انه .. المتجدد دوما .. ومتجاوزا .. للحاضر و إلى المستقبل .. وهذه الخاصية ليست لأي كتاب في الوجود الكوني إلا كتاب الله .. إذ يمثل هذا الكتاب العظيم المجيد .. سفر المجد الأول والأخير لهذه الأمة .
وهو يمثل الحقيقة الواحدة بين كل الحقائق المزورة في الوجود الكوني .. ومن بعده السنة المشرفة ..فما تكلم محمد بباطل قط ..
من هنا أعتزل لبيد الشعر بالأمس .. بعد أن أسلم .. لأنه أدرك ملكاته العقلية ، تظل عاجزة . أمام هذا الضياء الباهر ..
فالقرآن يمثل الهيكل الداخلي للحضارة الإسلامية .. هو الطاقة المتوهجة من الضياء .
يتميز دوما بالعديد من الفضائل والخصائص ..والتي ليست لسواه . ففيه ماهية الصراع في الوجود الكوني .. إذ ليس هناك أرض رمادية أو أرض منزوعة السلاح . القرآن مشروع كفاح ماضياً وحاضرًا ومستقبلا ً.. وبه يعاد ترتيب الوجود الكوني ..
على نحو من المثل العليا .. التي تمثل منهجية السماء ..
فيه ..تنجلي الحقائق .. فيما يخص طرفي الصراع في الوجود الكوني . القرآن هو الطاقة المتوهجة في الوجدان .
القرآن ..يدحض الزيف .. القرآن حياة الأمة ودستورها وكيانها .. بل وجودها ومصيرها مرتبط به ارتباطا جذريا من هنا كانت الحرب قائمة وما زالت ضد هذا الكتاب المجيد ..
فالحق .. في التصور القرآني .. هو الحق المحض .. واتباعه هم المؤمنين
وأعداء القرآن .. وأعداء الله .. هم الكفار هم الطرف الآخر من المعادلة .. طرف الباطل . وهو الباطل المحض ..
(ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ) (محمد : 3 )
في واقع الحياة الإنسانية .. كما قال أبي القاسم الشابي :
مليء الدهر بالخداع فكم ****ضلل الناس من إمام وقس
في عالم كثر فيه التزوير .. والخداع والخيانة .. وقرآن جديد من واشنطن ..زورًا وظلماً وبهتاناً . اسمه( الفرقان الحق )ونلاحظ كلمة الحق المضافة زورا وبهتانا إلى فرقانهم .. إلا ان الحق قائم .. و مازالت الحقيقة جلية وقائمة في هذ1 الوجود الكوني .. أنه ليس من كلام الله في هذا الوجود الكوني .. من أقصاها إلى أدناها .. ومن شمالها إلى جنوبها .. إلا كتاب واحد فقط هو( القرآن الكريم )..ذلك الذي انزل على محمد صلى الله عليه وسلم ..
إلا انه ما زال هناك ..من يبغونها عوجا من قوى الكفر. .
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (آل عمران : 99 )
هناك .. المزورين للحقائق..
(وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً) (الكهف : 56 )
مسيرة الحق ماضية قدما .. ومسيرة الباطل لا تنام ..
كما قال الإمام علي .. أن هناك من يستعمل كلمة الحق لباطل بها يراد ..
أو كما قال الإمام (كلمة حق يراد بها باطل )
قيمة القرآن تتمثل في تلك الروعة في إثراء الحياة الإنسانية .. فكرا وفضيلة ورقيا وحضارة .. على أسس من الحق . ولا شيء غير الحق .
من هنا .. كانت الآية الكريمة ..
(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت : 51 )
من هنا كان قول عز من قائل :
(وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) (الزخرف : 44 )
انه شرف الأمة ..
انه الزاد القيم الثري.. الذي يكون به النور . وبالهدي المحمدي الشريف .. تكون إضاءة الكون في عتماته الموحشة . قد .. تكون .. إشكالية فكرية تستهلك ذهنا ومجلدات ..نظل عاجزين عن وضع نهاية مقبولة .. وتظل كما يقول الغرب مفتوحة النهايات .. ولكن بآية واحدة من القرآن الكريم . تنتهي الإشكالية .. ويتم الفصل النهائي الواضح والقاطع ..clear cut final and .. ولا تبقى بعدها مساحة للجدال أو التفاوض ..
انه كلام الله .. والله يقص الحق وهو خير الفاصلين ..
( إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ) (الأنعام : 57 )
وهذا يخص كلام الله وحدة .. وليس لأي كلام من البشر قيمة في هذا النوع من الفصل .. باستثناء ما أوحي الى الرسول الكريم .
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى) (النجم : 3 ) (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم : 4 )
(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (آل عمران : 31 )
فطاعة الرسول .. فيها حب الله ..
كان فيما قبلنا من الأمم ...من كانوا ضالعين في التزوير وتحريف الكلم عن مواضعه ،ولم ينته الأمر حتى اللحظة لأنهم ما زالوا نطفا في أصلاب الرجال وقرارات النساء .. حيث فول الله تعلى .. لا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا ..
قال الله عنهم ..
(فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) (البقرة : 79 )
وقال تعالى:
(مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) (النساء : 46 )
وقال تعالى:
(فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة : 13 )
وقال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة : 41 )
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) (الفرقان:72).
و يقول: ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الحج: من الآية30).
ويقول : (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ) (المجادلة: من الآية2).
وعن أبي بكر – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ( ثلاثاً ) ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله و عقوق الوالدين و جلس وكان متكئاً فقال : ألا و قول الزور " قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت " يقول أحد العلماء الأفاضل :
.قد بلغت الاستهانة و قلة التقوى بالبعض أنه كان يقف بأبواب المحاكم مستعداً لشهادة الزور رجاء قروش معدودة بحيث تحولت الشهادة عن وظيفتها فأصبحت سنداً للباطل و مضللة للقضاء ،
و يستعان بها على الإثم و البغي و العدوان ، و في الحديث: " من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه ". رواه البخاري ، و قال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - : تعدل شهادة الزور بالشرك وقرأ: ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان و اجتنبوا قول الزور). و عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال : قدم رجل من العراق على عمر بن الخطاب – رضي الله عنه فقال : جئتك لأمر ماله رأس ولا ذنب ( ذيل ) فقال عمر : و ما ذاك ؟ قال : شهادة الزور ظهرت بأرضنا ، قال : و قد كان ذلك ؟ قال : نعم ، فقال عمر بن الخطاب : و الله لا يؤسر ( لا يحبس ) رجل في الإسلام بغير العدول .
إلا ان الواقع .. اليوم . وجدنا .. القوم ما زالوا عاكفين على الوثن عبادة .. ولم يكفوا عن قول الزور في الكذب بنتائج استفتاء تعديل الدستور ..
فشهادة الزور نوع خطير من الكذب ، شديد القبح سيئ الأثر ، يتوصل بها إلى الباطل من إتلاف نفس أو أخذ مال أو تحليل حرام أو تحريم حلال ،
. و قد حكى البعض الإجماع على أن شهادة الزور كبيرة من الكبائر. ولا فرق بين أن يكون المشهود به قليلاً أو كثيراً فضلاً عن هذه المفسدة الشنعاء ولا يحل قبولها و بناء الأحكام عليها و لذلك قالوا : فتوى المفتي و حكم الحاكم و قضاء القاضي لا تجعل الحرام حلالاً ولا الحلال حراماً ، و القاضي إنما يحكم على نحو ما يسمع ، فمن قضي له بحق أخيه فلا يأخذه ، إنما قضي له بقطعة من النار يترتب عليها سخط الجبار ، و الأمور كلها على ما عند الله، وعند الله يجتمع الخصوم: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الانبياء:47). انتهى ..
يتلخص كبير الجرم في عالم اليوم في شهادة الزور اليوم في تزوير نتيجة الاستفتاء في تزوير إرادة أمة . وتصويغ البطش واستباحة الشعوب ..
* * * * ** * *
قال الإمام الأوزاعي: لأبي جعفر المنصور .. ضمن نصيحة له ..كانت بيد النبي صلى الله عليه وسلم جريدة يسْتاك بها ويردع المنافقين عنه، فأتاه جبريل فقال: (يا محمد، ما هذه الجريدة التي معك؟! اتركها لا تملأ قلوبهم رُعْباً). فما ظنُّك يا أمير المؤمنين بمن سَفَك دماءهم، وقطع أستارهم، ونهب أموالهم؟!
يا أمير المؤمنين، إنَّ المغفور له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر دعا إلى القصاص من نفسه بخدشٍ خدشه أعرابياً لم يتعمَّدْه، فقال جبريل: (يا محمد، إنَّ الله لم يبعثك جبَّاراً تكسر قرون أمتك).
وأضاف الأوزاعي للمنصور: اعلم يا أمير المؤمنين أنَّ كل ما في يدك من نعيم الحياة لا يعدل شرْبةً من شراب الجنة، ولا ثمرةً من ثمارها، ولو أنَّ ثوباً من ثياب أهل النار عُلِّق بين السماء والأرض لأهلكت الناس رائحته، فكيف بمن تقمَّصه وارتداه؟!
نعم لقد كان الخلفاء بالامس .. أهل تقوى وورع .. ويخافون أن يقع ظلم على العباد .
تقول سودة بنت عمار الهمدانية .. عن الامام علي : والله لقد جئته في رجل كان قد ولاه صدقاتنا، فجار علينا، فصادفته قائماً يصلي، فلما رآني انفتل من صلاته ثم أقبل علي برحمة ورفق ورأفة وتعطف، وقال: ألك حاجة؟ قلت: نعم فأخبرته الخبر، فبكى ثم قال: اللهم أنت الشاهد علي وعليهم، وأني لم آمرهم بظلم خلقك، ثم أخرج قطعة جلد فكتب فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم) قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلك خير لكم إن كنتم مؤمنين، فإذا قرأت كتابي هذا فاحتفظ بما في يدك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك، والسلام)
· * * ** ** ** * *.
(الشعب على مذبح الوثن)
اننا نعالج واقعا مؤلما حيث يتحكم في مصير هذا لشعب مافيا ضالعة في الاجرام حيث القائمين على هذا النظام يعتبرون هذا الشعب نوع من العبيد . لا يسعه إلا الركوع والسجود .. ونقولها .. من النهاية .. انه لن يترك هذا النظام الحكم ذلك الشعب ..ويرحل .. في هدوء .. وان كنا نتمنى ان يوفر على الشعب تلك المشقة .. ولكن دروس التاريخ غير ذلك ..
ولن يمنح أحد هذا الشعب كرامة أو شيئا من الحرية .. إلا ما ينتزعه هذا الشعب انتزاعا . ويستخلصه استخلاصا من بين أنيابهم . ...لا بد للشعب أن يجهض أحلام الطغاة .. ويقطع الطريق على أعداء الله والحرية .. في ألا يطئوا ظهره من أبعاد التوريث . .لن يكون هذا الشعب .. قطيعا من النعاج بعد اليوم .. فالحرية تتعلق بمقتضيات الايمان .. وبشهادة ان لا إله إلا الله .. فالكفر بالطاغوت شرط الايمان ..
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (النحل : 36 )
(يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً) (النساء : 60 )
ونلاحظ من كلام الامام علي .. بأنه لم يكن .وطيء الظهر للراكب المتقعد .. وتلك من خصائص الفروسية ,.,
واستشعار الحرية .. والمشروع الرائع الذي كان يحمله السلف ..(نخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة اللله وحده )..
فلقد قال الامام علي لأخيه عقيل ..[لا يزيدني كثرة الناس حولي عزّةً، ولاتفرّقهم عنّي وحشةً، ولا تحسبنّ ابن أبيك - ولو أسلمه الناس - متضرّعاً متخشّعاً، ولا مُقرّاً للضيم واهناً، ولا سلس الزمام للقائد، ولا وطي‏ء الظهر للراكب المُتقعِّد، ولكنّه كما قال أخو بني سليم:
فإن تَسأليني كَيفَ أنتَ فإنّني
صَبورٌ على رَيبِ الزمانِ صَليبُ
يَعزُّ عليَّ أن تُرى‏ بي كآبةٌ
فيَشمتَ عادٍ أو يُساءَ حَبيبُ‏]
فكيف يعطي الانسان صفقة السجود لغير الله .. بعدما خلقه الله حرا .. ؟ لا يمكن .. بل ومن المستحيل.. !!
فالحرية في العرف الاسلامي .. حق مشروع ومباح كحق الانسان في التنفس .. تحت اديم السماء ..
قالوا لأحد الثوار.. ما لك تقاوم الظلم ولا تجلب على نفسك إلا الشقاء . فقال الثائر ما أحلى الشقاء في سبيل تنغيص الظالمين ..
في تصريح .. اخير لمنظمة العفو الدولية .. .. أن هناك قرابة 18 ألف معتقل إداري بالسجون المصرية دون تهمة أو محاكمة احتجز أغلبهم في أوضاع مهينة ولا إنسانية، وذلك في تقرير صادر عنها تحت عنوان: "انتهاكات منهجية باسم الأمن".
وطالبت المنظمة في التقرير الذي أعلنته أمس في مؤتمر صحفي بنقابة الصحفيين، الحكومة بمراعاة "ضوابط" في المحاكمات العسكرية لقيادات وأعضاء جماعة "الإخوان" المسلمين المحالين إلى القضاء العسكري
ودعت إلى ضمان تقييد القانون المزمع لمكافحة الإرهاب بالقانون والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، بعدما قالت إن الحكومة المصرية ستضع "سلطات من النوع الطارئ في قانون دائم أدت إلى ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان طوال عقود".
وقال تقرير المنظمة إن تعديل المادة 179 من الدستور الذي تضمن النص على سن قانون لمكافحة الإرهاب
وعبرت العفو الدولية عن خشيتها من استخدام تلك التعديلات الدستورية والقانون المزمع لمكافحة الإرهاب لإسكات المعارضة السياسية السلمية فضلاً عن ترسيخ أنماط الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها قوات الأمن.
وتناول التقرير عمليات التوقيف التعسفية والاعتقال المطول بدون محاكمة والتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، مؤكدًا أن التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة يمارس بصورة منهجية في مراكز الاعتقال في شتى أنحاء مصر بما في ذلك في مراكز الشرطة والمقار التي تديرها مباحث أمن الدولة ومعسكرات الاعتقال.
وأشار إلى أن التعذيب وسوء المعاملة وعمليات التوقيف والاعتقال التعسفية والمحاكمات بالغة الجور أمام محاكم الطوارئ والمحاكم العسكرية يظل من السمات الرئيسية المميزة لحالة الطوارئ. والحكم الحالي في مصر .,




* ** * * ** ** *
تصويغ الظلم في زمننا الراهن ..
ثمة حقائق ، قد لا يختلف عليها اثنين في بيئات الاستبداد انه من الممكن التلاعب بالقانون . تطويع القانون لتصويغ البطش والاضطهاد ،وقد يعاد تعديل القوانين . ويعاد صياغة الدساتير ، ليس من أجل سواد عيون الشعوب المذبوحة ولكن .. لفرض واقع أكثر استبداداً واجراماً . يكون فيها الشعب طريحا على مذبح الديكتاتوية .. يعالجه إجرام الطغاة . اكثر استبداد واجراما .
ولقد أفاد المستشاريحي القزاز . توضح ان السياق جد مؤلم .. ليفيد الرجل في مقاله الاخير..
.." ماضون في النضال، مطالبون بحريتنا، لن نبالي ب "دسترة" قوانين الإرهاب، ولن يرهبنا زائر الفجر، ولن نخشى المحاكم العسكرية، ومن وقع تحت طائلة الموت لا يخشى الوقوع تحت طائلة القانون "
ولقد أعتبر احد الكتاب الأمريكيين .. أن كل نوع من الحضارة .. تفرض نوعاً من تبرير وتصويغ الظلم ..
Every civilization has found a reason to justify injustice
وكان من بينها .. كما أشار الرجل أبو غريب .. وغوانتنامو.. وأن الحرب على الإرهاب .. تبريراً للظلم ..
.."war on terror" motif is to justify injustice.
إلا أننا .. وبما أننا نفتقد .. الى أبعاد .. في الحالة المصرية .. ومعالجة الدستور كأداة للبطش وهذا ما قاله أدموند بروك .. Bad laws are the worst sort of tyranny. ~Edmund Burke
وهي .. أن القوانين السيئة أكثر سوءا من الطغيان . وقال آخر الكثير من الفساد في الدولة . يعني كثيرا من القوانين الظالمة ..
The more corrupt in the republic, the more numerous the unjust laws. ~Tacitus, Annals
الديكتاتورية داء الشعوب ..
أو كما قال ..دينس براجر .
كثير من الضرر تحقق في القرن العشرين جراء قوانين بلا وجه أكثر من الطغاة ..
More harm was done in the 20th century by faceless laws than tyrant dictators.
Dennis Prager

فإن كانت أميركا كإمبراطورية عالمية تبحث عن سيادة .. في العالم ..دون الاعتماد على مصوغات من العدل .. فافتعلت الحروب . وقتلت مئات الألوف من الشعوب كالعراق وأفغانستان مثلا.. .. فبماذا نبرر قتل الشعب بكامله المصري على مذبح الصنم واتخاذ من الدستور ذريعة ومصوغاً لذلك .. .. دون الاعتداد بحرمات البيوت .. أو دماء الشعوب المسالة في أمن الدولة .. أو المعتقلات التي عاشت عصرها الذهبي على مرور ربع قرن وحتى اللحظة .

لقد كتب أحد الباحثين الأمريكيين مقالا .. منذ فترة عن الديكتاتورية .. وتبرير الظلم .. وبعنوان غريب . اللا انسانية لا ترجح كفتها .. الديكتاتورية تصوّغ الظلم ..
عادة ما الطغاة دوما يمثلون في العرف الإسلامي .. أعداءً لله أولا . ومن ثم أعداءً للبشرية ..

في البيئات العربية والإسلامية . كانت ديكتاتوريات .. لم يفرزها واقع الشعوب . بل هي نصبت . يقول روب والتون .. " انه من اللطيف أن نعرف جيدا أن المخابرات المركزية قد نصبت العديد من الديكتاتوريات الصديقة لها في العالم لسنوات" .
. It's pretty well known that the CIA has been installing friendly dictators around the world for years. Rob Walton
هاهو واقع التعذيب .. في معظم البلدان . فهل وصل الى ماهو أسفل من القاع ..
أن يتم الشواء للبشر أحياء ومن ثم يلقون لهم الى الكلاب ..
ليجرم مثل هؤلاء في حق الشعوب ..
وتراهم مع هذا طلقاء في المجتمع .. يعيشون ضمن اعتبارات انهم النخبة والطبقة العليا ..
كما قال الشاعر ..
تراه ضاحك السن وفي**** أثوابه دماء العباد ..
في بيئات قرأنا عن أوضاع لم تعرفها البشرية لها مثيلاً من التعذيب..
نقلا عن أحد شهود العيان عن ..بعض أنواع التعذيب التي كانت تنفذ في أحد البلدان الإسلامية ضد مجموعة من العلماء والمجاهدين ..
فقال التالي :
بعد يوم من التعذيب الشديد ساقنا الزبانية بالسياط إلى زنزاناتنا
وأمرنا الجلادون أن نستعد ليوم آخر شديد .وفي الصباح اليوم التالي أمر الجلادون أن نخرج فوراً ،كنا نستجمع كل قوتنا في أقدامنا الواهنة هرباً من السياط التي كانت تنزل علينا من حرس كان عددهم أكبر منا .وأخيراً أوقفونا في سهل صحراوي تحت أشعة الشمس اللاهبة حول كومة من الفحم الحجري ،،كان يعمل الحراس جاهدين لإشعالها وقرب النار خشبية للصلب تستند إلى ثلاثة أرجل .اشتعلت كومة الفحم الحجري حتى أحمرت، فجأة سمعنا شتائم تأتي من بعيد ، التفتنا فوجدنا خمسة من الحرس يقودون شاباً عرفه بعضنا ،كان أسمه ( محمد ) أحد الشباب الإسلاميين ذلك البلد ،امتلأ الأفق بنباح كلاب مجنونة ..رأينا عشرة من الحراس يقودون كلبين ، يبلغ ارتفاع كل واحد منهما متراً ! ،علمنا بعد ذلك أنهما قد حرما من الطعام منذ يومين .،
أقترب الحراس بالشاب ( محمد ) من كومة النار الحمراء ،،وعيناه مغمضتان بحزام سميك ،كنا نتفرج أكثر من مئة سجين ،ومعنا أكثر من مائة وخمسين من الحراس ،،معهم الأسلحة والرشاشات .
فجأة أقترب من الشاب محمد عشرة من الحراس ،،وأجلسوه على الأرض ووضعوه في حضنه مثلثاً خشبياً
ربطوه إليه ربطاً محكماً ،بحيث يبقى قاعداً لا يستطيع أن يمتدد
ثم حملوه جميعاً وأجلسوه على الجمر الأحمر ..
فصرخ صرخة هائلة ثم أغمي عليه ،،.سقط منا أكثر من نصفنا مغمى عليهم ،،كانوا يصرخون متألمين
وعمت رائحة شواء لحم محمد المنطقة كلها ،،ومن حسن حظي أني بكيت بكاءً مراً
ولكنني لم أصب بالإغماء ،،لأرى بقية القصة التي هي أفظع من أولها .
حُمل الشاب محمد وفكت قيوده وهو غائب عن وعيه ،،وصلب على المصلبة الخشبية وربط بها بإحكام
واقترب الجلادون بالكلبين الجائعين
وفكوا القيود عن أفواههما
وتركوهما يأكلان لحم ظهر محمد المشوي ،،
بدأت أشعر بالانهيار ،،إنه لا زال حياً والكلاب تأكل لحمه ،،فقدت وعيي بعدها .،،
لم أفق إلا وأنا أصرخ في زنزانتي كالمجنون دون أن أشعر
محمد .. محمد .. أكلتك الكلاب يا محمد .. محمد ،،
كان إخواني في الزنزانة قد ربطوني وأحاطوا رأسي وفمي بالأربطة ،،حتى لا يسمع الجلادون صوتي فيكون مصيري كمصير محمد
فأصبح يصرخ ..
فأخذه الجلادون ووضعوا فوقه نصف برميل مملوء بالرمل ،،ثم سحبوه على الأسلاك الشائكة التي ربطوها صفاً أفقياً ،،فمات بعد أن تقطع لحمه ألف قطعه ،،وهو يصرخ : الله أكبر .. الله أكبر ..
فماذا يعني .. هذا الواقع .. ؟ وبماذا نعطيه تحليلاً .
حاولنا أن نجد تحليلاً لهذا النوع من الاجرام ..
قال الخبراء التالي :
أن قدرة العقل البشري في تبرير الظلم لا نطاق لها ..
The ability of the human mind to rationalize injustice is unbounded.
انه الواقع الاليم .
ليقوم به أحدهم ..مالفين ليرنر بدراسة . لتبرير قوانين في الظلم على سياق اعادة صياغة الدستور عندنا ..
فيجيبه .. أحدهم .. انه من المدهش كيف لمالفين ليرنز في نظريته .. عالم عادل . وهو يبرر ويعقلن الظلم المفضوح ..
It's amazing to me how perfectly this verifies Melvin Lerner's "Just World" hypothesis and how it leads people to both tolerate and rationalize even naked injustice.
ولكن يبقى هناك زاوية يغفل عنها الطغاة . ألا وهي ان مصير الديكتاتورية على كف عفريت ..
وأنها تستعمل زيفها حتى آخر لحظة "
الطغاة يظلون حكاما في صورة جيدة حتى اللحظات الاخيرة":
Dictators are rulers who always look good until the last ten minutes. Jan Masaryk
وانه قد اثبتت دروس التاريخ .. ان النهايات للديكتاتورية . عادة وبالقطع هي الشيء الوحيد الخارج عن سيطرتهم .. وانهم لا يتحكمون في نهاياتهم .. بل إن الذين يحدد نهايات الديكتاتورية هي الشعوب الثائرة .. بعد مشيئة الله .
يقول تشرشل: ان الديكتاتوريات .تركب جيئة وذهابا على ظهور النمور التي لا تجرؤ على الفكاك منها .بالرغم ان النمور تتضور جوعا بغية التهامها .. ..
عادة الديكتاتوريات . هي . ان..
تفتعل . أشياء .. لبقائها . ليس . لمصلحة الشعوب بل مصلحتها الخاصة .
يقول لورد أكتيون ..الطغاة في حل حينما يستعبدون الآخرين أنهم لا يعملون لمصلحتك بل مصلحتهم الخاصة .. يقول ريتشارد بيرل.. ان الديكتاتورية . يجب أن يكون لديها أعداء داخليين لتبرير البوليس السري والمخابرات . وأعداء خارجيين لتبرير قواتها العسكرية .
Dictators must have enemies. They must have internal enemies to justify their secret police and external enemies to justify their military forces Richard Perl
إلا اننا في الحالة المصرية .. لم يكن هناك .. ثمة أعداء..فاسرائيل ليست عدوا .. ولا أمريكا عدوا ..
وبالتالي فبماذا نفسر . ما جاء في جريدة المصريون ان مصر ستحتفل بالعيد القومي لليهود ..
اللهم إلا أن مصر تهودت ..
رحم الله ابن أبي قباني .. حينما قال ما هذه مصر .. إن صلاتها عبرية وإمامها كذاب ..
الطغاة داء عضال .. فسادهم .. أول ما يقومون به بداية.. هو زرع الفساد الاخلاقي ( اللا أخلاق ).. أن مسخ النفس الانسانية .. حتى تقبل بهم .. وبالذل .. وهم أجبن ما يكونون .. أمام الاعداء .. ان الجهاد عندهم ليس فرض منزل في الكتاب. بل كما قالوا انه لغة عنترية لم تعد تجدي ..
هذه الديكتاتورية المسخ .. لا تنهض بهم الأمم بل تنتكس . إلى أحط مستويات الإنسانية .. وبالتالي الناس على دين ملوكهم .. فإذا كان القائد نوع من المسخ .. فبالتالي الشعوب .. نوع من هذا المسخ..فالناس على دين ملوكهم ..
في .. أنظمة الفساد والاستبداد ..
وخاصة عندما يفتقد .. الكون إلا شريعة السماء .. التي تمثل .. شريعة الحق المطلق المنزل ..
هناك قوانيناً يقام على تصويغها وتيريرها وتمريرها ..
منها .. ما كان فيما يخص التعذيب .. ومنها ما يخص الدعارة ومنها ما يخص الجريمة .
لينادي .. هاري أندرسون .. لقد آن الاوان بأن نشرعن الدعارة .
Is now the time to legalize prostitution? Harry Anderson
ويقول ..ويل روغرز . إذا لم نكن قادرين على فحص جريمة .. لماذا لا نبررها ونجعلها مقننة ونأخذ عليها ضرائب كعمل تجاري ..
If We don't seem to be able to check crime, so why not legalize it and then tax it out of business? Will Rogers
يقول فيكتور هوجو ..انهم يستعملون الفكر لتبرير الظلم والخطابة لستر أفكارهم .
There are precise goals we should work for, even under today's difficult circumstances. We must get freedom to the maximum extent possible:
Allan Bloom,
ان البشرية . تعمل من أجل الحرية .. وتبذل في ذلك الغالي والنفيس .. بالرغم من منطلقاتهم الانسانية وليست عقدية كما يحث الاسلام ..
بقول آلان بلوم .. الاهداف المحددة التي يجب أن نعمل لها .. حتى تحت هذا الظرف الصعب . اننا يجب أن نحصل على الحرية لأبعد حد ممكن ..
في نهاية المطاف نقول :
عموما تبقى الحياة دوما .. كما قال احدهم انه من الأفضل للإنسان أن يكافح الظلم بدلا من أن يموت ككلب أو كفأر في مصيدة .. قال سينكا ..أن القوانين تبقى صامته في أزمنة الحروب .. ولكن أنظمتنا في حروب من نوع خاص .. أنها حروب ضد الشعوب .. فآن بالفعل للقوانين أن تزور أو تصمت أوتموت . في هذا الزمن العربي الرديء بعد أن استقبلت الأنظمة الخائنة شارون واولمرت بالورود والحمائم وخاضت حربها الضروس ضد شعوب مسكينة لا تجد ما تقتات به .
.امر طبيعي ان يحدث كل ذلك ونصل الى هذا المستنقع بعد أن اتخذوا كتاب الله ظهريا ومهجورا .. فمن أين سيستقون حيثيات العدل .. وهم لم يحكموا بما انزل الله ، فضلا عن أنهم أعلنوها حربا على الله .. وولغوا في دماء الشعوب .. ارتكبوا كل أنواع الإجرام .. ظانين أنهم في حل من المحاسبة . وحل من أي قيود ..
ولكن الله مستدرجهم من حيث لا يعلمون .. (فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) (القلم : 44 ) (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (القلم : 45 )
من المنظور الغربي والتجربة الإنسانية .. ان حكومات الظلم لا يدوم لها بقاء ..كما قال سينكا ..,
Authority Founded On Injustice Is Never Of Long Duration... Seneca.
أما في الحق المنزل من السماء ..قال تعالى: (وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) (طه : 111 )
قال المصطفى .(إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع).
لا يمكن ان يفلت المجرمين من العقاب .. وإن فلتوا من قوانين الارض لن يفلتوا من عدالة السماء
(إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (الفجر : 14 ).. فالله .. هو العدل المطلق.. وقد حرم الظلم على نفسه ..وجعله محرما بين العباد .. وتوعد الله الظالمين .باللعنة وسوء الدار ..
(يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (غافر : 52 )
قال تعالى:
(وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) (إبراهيم : 42 ) (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء) (إبراهيم : 43 ) (سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ) (إبراهيم : 50 )
أرى ان يوم القصاص قادم لا محالة،.. كما قال الأستاذ مجدي حسين . ان النظام يحتضر لم يعد هناك إلا مساحة زمنية قليلة لكي نواريه التراب .. بقي أن يشارك الشعب ..بوضع تلك النهاية بيديه لا بيد غيره .. لكي يحوز على شرف وضع اللمسات الاخيره لتلك الاحزان التي استمرت على نحو ربع قرن ..
انه الشعب بنفسه لابد ان يكبّر على ذلك الطغيان أربع تكبيرات ويشيعه الى مثواه الاخير.. ولا عزاء يومئذ للظالمين .. !!
* * * * * * * ** * *


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.