رغم تعدد التكهنات عن احتمالية إقدام الكيان الصهيوني على مهاجمة إيران، نظراً إلى تزايد الأخطار المتعلقة بمنشآتها النووية، كانت تذهب جميعاً أدراج الرياح، ويتضح أنها لم تكون سوى مجرد شائعات إعلامية، إلا أن العديد من متغيرات الأحداث يفضي إلى أن الأمر قد يكون مختلفاً هذه المرة. أدى المقال الذي كتبه في الأسبوع الماضي الكاتب الشهير، دافيد أغناتيوس، في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، والذي أبرز فيه تنبؤ وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، بأن يقوم الكيان الصهيوني بمهاجمة إيران ومنشآتها النووية في أحد أشهر أبريل أو مايو أو يونيو المقبلين، أدى إلى تأكيد حقيقة أن الأمر قد يكون مختلفاً هذه المرة، بالنظر إلى هذا التنبؤ المثير، وكذلك للعديد من متغيرات الأحداث. ورغم أن قيام الكيان الصهيوني بهجوم جوي على إيران سوف يبدو عملاً طائشاً وغير ضروري، خاصة مع تشديد حزمة العقوبات الدولية الصادرة بحق سوق النفط والبنوك الإيرانية بصورة كبيرة، إلا أن الكيان الصهيوني يرى من وجهة نظره أن الوقت بدأ ينفد بالفعل، وأن العقوبات قد جاءت متأخرة للغاية. في هذا السياق ترى مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن هناك أسبابًا عدة ربما تبرر سر تحمس الكيان الصهيوني للهجوم هذه المرة، ولخصتها في أربع نقاط، أبرزتها كما يلي: 1-الضغوط الزمنية فعلى الرغم من استمرار خضوع برنامج إيران النووي لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن تقريرًا صادرًا حديثاً من مركز سياسة الحزبين أظهر أن الجهود التي تبذلها إيران لتخصيب اليورانيوم مازالت متواصلة، حتى بعد الهجوم الحاسوبي الذي تم شنّه بوساطة فيروس "ستوكسنت" واغتيال عدد من علمائها النوويين. ووفقاً لما ورد في التقرير، فإن إيران تركِّب بنجاح على ما يبدو أجهزة طرد مركزي تعنى بتخصيب اليورانيوم، وتتميز بتطورها وكفاءاتها العالية. والأكثر من ذلك، بحسب وجهة النظر الصهيونية، هو أن إيران تقوم الآن بتركيب سلسلة أجهزة طرد مركزي في موقع فوردو الجبلي بالقرب من مدينة قم. وفي حال تمكنت طهران من طرد المراقبين الدوليين، ونجحت في تخصيب اليورانيوم بصورة سريعة، فإن تلك الخطوة ستليها على الفور إقدام الكيان الصهيوني على شنّ هجماتها العسكرية على إيران. ولفتت صحيفة "النيويورك تايمز" في السياق نفسه إلى أن هناك اختلافًا بين المسئولين الأميركيين والصهيونيين بشأن حساباتهم المتعلقة بحقيقة وضع إيران النووي. 2-نقص بدائل العمل العسكري في الوقت الراهن يدرك القادة الصهيونيين بلا شك أن بدء الحرب مع الجانب الإيراني خطوة محفوفة بالمخاطر، فلابد وأن تكون هناك أسباب مقنعةً لنبذ البدائل غير العسكرية. وأشارت المجلة إلى أن جهود العقوبات الدولية المفروضة ضد النظام المصرفي الإيراني وصناعة النفط تلحق الضرر باقتصاد البلاد، وتعاقب النظام الحاكم سياسياً على ما يبدو. مع هذا، فإنها لم تبطئ البرنامج النووي، ومن غير الوارد أن تحظى بأي تأثير على الجدول الزمني الذي سبق وأن تم التحدث عنه. ولطالما استمرت روسيا والصين والهند ودول أخرى في تقديم الدعم لإيران اقتصادياً وسياسياً، فإن نظام العقوبات من غير المحتمل أن يكون مؤثراً بما فيه الكفاية لتغيير حسابات الكيان الصهيوني للمخاطر. كما اعتبرت المجلة أن ترسانة الكيان الصهيوني النووية السرية والمعروفة على نطاق واسع في الوقت عينه لا يمكنها ردع هجوم نووي إيراني، نظراً إلى صغر المساحة وعدد السكان في الكيان الصهيوني. وحتى إن سعت إيران إلى امتلاك قدرات نووية بمفردها لإنشاء قوتها الدفاعية الرادعة، فإن المحصلة ستكون نشوب حالة كبيرة من عدم الاستقرار في المنطقة. 3-فوائد التصعيد أوضحت المجلة في تلك الجزئية أن القيام بهجوم على المجمع النووي الإيراني سيقف على الحدود الخارجية لقدرات سلاح الجو الصهيوني. فالأهداف المهمة في إيران تقف على مقربة من النطاق الأقصى للقاذفات المقاتلة الصهيونية، ومن المحتمل أن يحظى الهجوم الصهيوني فحسب بتأثير محدود ومؤقت على برنامج إيران النووي. وتابعت المجلة بقولها إن قادة الكيان الصهيوني ربما يفضلون بالفعل صراعاً موسعاً، خاصة قبل أن تصبح إيران دولة مالكة للسلاح النووي. وبموجب تلك النظرية، سيتخذ الكيان الصهيوني المبادرة من خلال شنّ هجوم مفصل على نطاق ضيق على المنشآت النووية الإيرانية. وربما يعتقد قادة الكيان الصهيوني الآن أن "حزب الله" و"حماس"، حلفاء إيران شمال وجنوب الكيان الصهيوني، أفضل بكثير على صعيد الاستعداد عما كانا عليه في عام 2006. 4-إدارة المرحلة النهائية ومن غير المحتمل أن يؤدي الهجوم الصهيوني على منشآت إيران النووية إلى حدوث انهيار دائم للبرنامج. وقد يتصور القادة الصهيونيين حرب استنزاف طويلة الأمد ضد البرنامج الإيراني، على أمل إبطاء تطوره وانتظار حدوث تغيير في طهران. ومن خلال القيام بهجمات متتابعة ومتفرقة ضد الأهداف النووية، سيحاول الكيان الصهيوني أن يضعف معنويات القوى العاملة في هذه الصناعة وتعطل عملياتها وتزيد تكلفة البرنامج بشكل كبير. وربما يأمل القادة الصهيونيين أن تعمل أساليب الاستنزاف الخاصة بهم على تعطيل البرنامج النووي، وأن تضعف العقوبات الدولية الاقتصاد المدني وتُخفَّض مستوى الدعم السياسي للنظام. وسوف ترتكز الكيان الصهيوني على الأمل أكثر من ارتكازها على مجموعة مقنعة من الأعمال، التي ترمي إلى تحقيق تلك النتائج. لكن الأمر الحتمي بالنسبة إلى الكيان الصهيوني في تلك الأثناء هو أن يوقف برنامج طهران النووي، خاصة وأنه لا توجد دولة أخرى تتعرض للضغوط الزمنية نفسها التي يتعرض لها. لكن على الكيان الصهيوني أن يتوقع تصدي طهران له بدفاعات قوية، حيث ستحاول إيران أن تحصل على أنظمة دفاع جوي جديدة من روسيا أو الصين، وسوف تحاول أن تحشد دعم دولي ضد العدوان الصهيوني، ورفع العقوبات الدولية المفروضة عليها، وفرضها على الكيان الصهيوني بدلاً من ذلك. وليس من المحتمل أن تثني أية عواقب المسئولين الصهيونيين عن اتخاذهم ذلك القرار المتعلق بمهاجمة إيران. ------------------------------------------------------------------------ التعليقات فوائد الحرب الثلاثاء, 14 فبراير 2012 - 01:57 pm الحرب قادمه التحليلات الحالية تتحدث عن حرب طويلة الامد الحرب الحالية هدفها المنشات النووية فقط عن طريق الضرب حتي بالاسلحة النووية الامريكية و الباقي من الاسلحة التقليدية تتكفل به القوات المختلفة الامريكية و الصهيونية فاين الخطر علي امريكا و اسرائيل و في الواقع تاخر الضربة الامريكية سببه مخاوف روسية من اقتراب امريكا منها بشكل كبير و اعتقد ان امريكا ستطمئن روسيا بهذا الخصوص او تبرم معها صفقات بخصوص الدرع الصاروخي ....الخ \r\nبمعني اخر الحرب ليست مستحيلة الا في اذهان العرب عبدالحكيم آل كشك الثلاثاء, 14 فبراير 2012 - 08:17 pm وعربان الخليج يدفعون التكلفة لاتوجد موانع او مشاكل امام ضرب اسرائيل لأيران فدول الخليج اعلنت علنا بأنها مع ضرب ايران وطبعا لاتوجد مشكلة فالأهداف المهمة في إيران تكون فى النطاق للقاذفات المقاتلة الصهيونية،حيث يتم تزويد وقود طيران العدو جوا من القواعد الامريكية بدول الخليج ومن المحتمل أن يحظى الهجوم الصهيوني بتأييد دول الخليج سرا ولامانع أن تدفع دول الخليج ثمن التكلفة لآسرائيل التى تقوم نيابة عنهم بضرب ايران كما تقوم الامارات وقطر والسعودية بزعزعة المنطقة من اجل المخططات الامريكية والصهيونية