قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن أعضاء مجلس الأمن الدولي "توصلوا على ما يبدو إلى اتفاق" بشأن مشروع قرار لإنهاء الحرب التي تشنها الدولة الصهيونية على لبنان منذ قرابة الشهر. ولم يدل الوزير بتفاصيل أخرى عن الاتفاق، لكنه توقع في تصريحات للصحفيين قبيل مغادرته برلين في مهمة إلى الشرق الأوسط بأن يتم التصويت على القرار خلال هذا الأسبوع. ويأتي الإعلان الألماني فيما يشارك وفد وزراي عربي في مناقشات مفتوحة لمجلس الأمن بوقت لاحق اليوم في محاولة لتعديل مشروع القرار الفرنسي الأمريكي، بناء على توصية اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت أمس وأكد دعمه الكامل لخطة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لوقف إطلاق النار. ويضم الوفد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزيري خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والإمارات عبد الله بن زايد. وتمثل قطر المجموعة العربية بمجلس الأمن، فيما تترأس الإمارات لمدة عامين مجلس وزراء الخارجية العرب. وتنص خطة السنيورة، إضافة إلى وقف فوري لإطلاق النار، على انسحاب الدولة الصهيونية من المواقع التي تمركزت فيها جنوب لبنان منذ 12 يوليو, ووضع مزارع شبعا المتنازع عليها تحت سلطة الأممالمتحدة. أما مشروع القرار الفرنسي الأمريكي فينص على "وقف كامل للأعمال الحربية مبني على وقف فوري لكل هجمات حزب الله وكل العمليات العسكرية الهجومية من جانب الدولة الصهيونية، واحترام الخط الأزرق بصرامة ودعم وقف إطلاق نار دائم وحل دائم". ولا يدعو المشروع الدولة الصهيونية إلى الانسحاب من جنوب لبنان, ولكنه يطالب بتسليم الجنديين الصهيونيين بلا شروط دون ذكر للأسرى اللبنانيين, كما لا يتحدث إلا لماما عن المهجرين اللبنانيين.
تعديلات وإزاء هذه التطورات طلبت باريس من واشنطن تأجيل عرض مشروع القرار المشترك على مجلس الأمن حتى يتم إدخال "بعض التعديلات" عليه بعد أن رفضه لبنان وطالب بتعديله. وقال وزير الخارجية فيليب دوست بلازي إن من بين التعديلات التي يتوقع أن يتم إدخالها المطالبة بانسحاب الدولة الصهيونية من الجنوب اللبناني. فيما أشار المندوب الفرنسي بالأممالمتحدة جون مارك دو لاسابليير، إلى أنه يعمل على إدخال تعديلات ستضع في الحسبان تحفظات جميع الأطراف. والتقى دو لاسابليير ونظيره الأمريكي جون بولتون على مدى ساعتين ونصف الساعة أمس، وقالت مصادر دبلوماسية إن الجانبين يواصلان العمل لتحسين نص مشروع القرار المطروح. ويستبعد الدبلوماسيون التصويت على مشروع القرار قبل يوم الأربعاء. وقد أعربت بيروت عن ارتياحها لهذا التحرك، باعتباره خطوة ستسمح بإفساح المجال لبلورة الاتصالات الجارية من أجل التوصل لقرار يأخذ بعين الاعتبار المطالب اللبنانية التي يعتبرها مجلس الوزراء منسجمة مع الشرعية والقرارات الدولية. نشر الجيش بالجنوب وفي تطور جديد لمسار الأحداث قررت حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة نشر قوة قوامها 15 ألف جندي لبناني جنوب البلاد، وذلك إذا ما تم الاتفاق على وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الصهيونية إلى ما وراء الخط الأزرق. وقال وزير الإعلام غازي العريضي إن هذا القرار جاء ثمرة لمبادرة فرنسية تهدف للتوصل إلى تسوية تنهى الحرب في لبنان. وقد نقل مراسل الجزيرة في لبنان عن مصادر في حزب الله موافقة الحزب على هذا القرار. وكان السنيورة قد طالب في كلمة مؤثرة العرب في اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت، بدعم خطّته لإنهاء الأزمة الحالية وتحمل مسؤولياتهم في الوقوف إلى جانب لبنان.