في يوم 10 فبراير خرج الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليق" على الشعب الجزائري برسالة مكتوبة تلاها أحد المسئولين الجزائريين، يُعلن فيها بوتفليقة ترشحه لولاية خامسة من رئاسة الجمهورية، في الانتخابات المُقررة في منتصف إبريل القادم. لكن الشعب الجزائري أبى أن يحكمه ميت تجاوز من العمر ال80 عام، تولى الرئاسة في عام 1999، حتى يومنا هذا، لذلك تعيش الجزائر حراك شعبي كبير رافض لترشيح بوتفليقة لولاية خامسة. بدأت المسيرات والاحتجاجات بشكل مُتصاعد منذ إعلان الرئيس الجزائري ترشحه، إلى أن أصبحت الاحتجاجات حراكًا شعبيًا، شكل جميع أطياف وفئات المجتمع الجزائري، وشكلت الجمعة الماضية 22 فبراير أكبر حدث شعبي، فقد خرجت عشرات المسيرات وجابت الشوارع رفضًا للعهدة الخامسة. ظلت دائرة الاحتجاجات تتوسع إلى أن شملت الطلاب والأساتذة الجامعيون، حيث قاموا بتنظيم وقفات احتجاجية من قلب الجامعات والمدن الجامعية وانطلقت إلى الشارع في مختلف المدن الجزائرية، وعلى الرغم من الحصار الأمني المفروض على طلبة الجامعات لكنهم تمكنوا من الخروج والاحتجاج على الوضع الحالي بالجزائر. مدينة قسنطينة: كانت أول المسيرات الخاصة بالطلبة بمدينة قسنطينة حيث وضعوا نعشًا فوقه صورة بوتفليقة، وطافوا به الجامعة قبل الخروج للشارع، لكن تُشير المصادر إلى حدوث مناوشات مع الأمن أدت إلى حدوث اعتقالات في صفوف المُتظاهرين. ولاية سطيف: خرجت جامعة "سطيف" في مسيرات سلمية جابت مختلف الكليات والمعاهد قبل أن تخرج من الحرم الجامعي نحو مقر الولاية. يوم أمس شهد تنوعًا في الاحتجاج فبجانب المسيرات، نظم طلبة جامعة محمد الأمين دباغين بسطيف، وقفة احتجاجية اعتراضًا على تعيين رئيس جامعة الهضاب البروفيسور "قشي الخير" كمدير لحملة المترشح بوتفليقة في الولاية. وجابت المسيرة التي مشى فيها آلاف الطلبة نحو الشارع الرئيسي على طول 3 كلم نحو مقر ولاية سطيف، وقد صدحت حناجر الطلبة بشعارات كثيرة تطالب برحيل بوتفليقة ومن معه، فيما اكتفت مصالح الأمن بتطويق المسيرة وحمايتها من السيارات. مدينة وهران: استيقظ سكان مدينة وهران صباح أمس الثلاثاء على مشهد التعزيزات الأمنية الكبيرة، قرب المؤسسات العمومية، منها مقر ولاية وهران، ومداخل الجامعات منها جامعة العلوم والتكنولوجيا وجامعتا وهران 1 في السانية و2 في بلقايد ببير الجير، لكن المدينة عاشت حالة من الغليان، إثر تنظيم الطلبة لتجمعات مناهضة للعهدة الخامسة، كما خرج تلاميذ المدارس الثانوية إلى الشوارع، رافعين الشعارات تُطالب برحيل بوتفليقة وعدم ترشحه لولاية خامسة. وبالرغم من الحصار المفروض على طلبة مجمع سليم مراد لمنعهم من الخروج إلى الشارع إلا أن طلبة المدرسة العليا "موريس أودان" تمكنوا من الإفلات من الحصار وخرجوا إلى الشارع متوجهين إلى وسط المدينة، حاملين شعارات "سلمية حضارية" وأخرى رافضة للعهدة الخامسة.
مدينة الجلفة: خرج العشرات من أساتذة جامعة زيان عاشور في وقفة لرفض العهدة الخامسة وتجمع الأساتذة من جميع التخصصات أمام الجامعة رافعين شعارات الرفض، الوقفة واستمرت بالتحاق الأساتذة وفئة واسعة من الطلبة، وتحركت المسيرة لتصل إلى مقر الولاية وتوسعت المسيرة لتصبح بالمئات رافعين شعارات كتبت على قماش اسود، وكان الأمن الجزائري منتشر على جانبي الطريق دون تدخل خاصة وأن الطلبة والأساتذة نادوا بأن المسيرة سلمية. يُجدر الإشارة إلى أن باقي الجامعات الجزائرية شهدت أشكالا مختلفة من الاحتجاجات ومتنوعة بين مسيرات ووقفات احتجاجية ووقفات صامته، كلها سُبل للتعبير عن الرأي بشكل سلمي.