غزة تلتقط أنفاسها.. وحماس ترفض تسليم سلاحها إلا لدولة فلسطينية

فى حرب لم تضع أوزارها بعد، رغم توقف أصوات «المدافع والطائرات والرصاص»، و«الزنانة» وبعد عامين من القصف، تسعى غزة إلى أن تلتقط أنفاسها، وتجمع شتات شعب رفض الاستسلام وصمد فى وجه حرب فتاكة، ولملم أشلاء مدينة رفضت الانكسار أمام آلة العدوان، فيما رفضت حركة حماس تسليم سلاحها إلا لدولة فلسطينية قائمة.
وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسى لحركة حماس، إن الحركة لن تسلم سلاحها إلا لدولة فلسطينية قائمة، موضحًا أن دمج مقاتلى الحركة فى الجيش الفلسطينى سيكون فقط ضمن دولة مستقلة، لأن المقاومة حق مشروع ضد الاحتلال. وانتقد «نعيم» فى مقابلة مع شبكة سكاى نيوز البريطانية، الخطط التى تتحدث عن دور لتونى بلير ضمن ما يسمى مجلس السلام المقترح فى خطة ترامب، قائلًا إن الفلسطينيين والعرب والمسلمين ما زالوا يتذكرون دوره الكارثى فى حربى العراق وأفغانستان، وما تسبب فيه من مآسٍ إنسانية. وأشار إلى أن تصريحات رئيس مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الأخيرة التى لوّح فيها بالعودة للحرب تظهر أن احتمال التصعيد لا يزال قائمًا. وأضاف: نأمل أن يواصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ممارسة الضغط على نتنياهو.
فى سياق متصل، ذكرت شبكة فوكس نيوز الأمريكية أن المبعوث الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وقائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) براد كوبر، زارا، أمس، موقعًا للجيش الإسرائيلى داخل غزة لمتابعة تنفيذ بنود الانسحاب، وأشار «كوبر» إلى أن نحو 200 جندى أمريكى نُشروا فى إسرائيل للمساعدة فى مراقبة وقف إطلاق النار.
ولليوم الثانى على التوالى بدأت الحياة تعود تدريجيًّا إلى المدينة المنكوبة مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح أمس الأول، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلى خلف ما يُعرف بالخط الأصفر، فى مشهد أعاد إلى الذاكرة اللحظات الأولى للحرب حين كان الفلسطينيون يفرون جنوبًا بحثًا عن مكان آمن من القصف، بينما هم اليوم يسيرون فى الاتجاه المعاكس، حاملين ما تبقى من متاعهم فى رحلة أمل نحو الحياة، وعلى طول شارعى صلاح الدين والرشيد، واصل عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين عودتهم إلى شمال القطاع، سيرًا على الأقدام بين الركام، فى مشاهد وُصفت بأنها الأكثر رمزية منذ بدء الحرب، إذ تحولت طرق الموت إلى طرق عودة، والملاجئ إلى محطات مؤقتة نحو الديار. ولم تكن رحلة العودة سهلة فمعظم القادمين من الجنوب وجدوا بقايا منازلهم مهدمة بالكامل، وأحياء أزيلت من الوجود، وبينما يحاول الأهالى استعادة أنفاسهم، أعلنت وزارة الداخلية فى غزة انتشار عناصرها فى المدينة بهدف استعادة الأمن وتنظيم الحركة فى الشوارع المدمرة، فى حين باشرت فرق الدفاع المدنى عمليات بحث واسعة عن المفقودين وانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدنى، محمود بصل، إن ما يقرب من 9500 شخص ما زالوا مفقودين منذ شهور.
وتتزامن العودة الجماعية مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة السلام الأمريكية التى أعلنها الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضى، وجرى التوقيع عليها فى شرم الشيخ.
إلى ذلك، تلقى الرئيس السيسى، أمس، اتصالًا هاتفيًا من نظيره القبرصى نيكوس كريستودوليدس، رحب خلاله باتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، مشيدًا بالدور الحيوى الذى اضطلعت به مصر.
وشدد «السيسى» على ضرورة نشر قوات دولية فى قطاع غزة، وأهمية إعطاء شرعية دولية للاتفاق الذى تم التوصل إليه.