احتفالات واسعة شهدها قطاع غزة فجر أمس بعد إعلان حركة حماس موافقتها على خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للسلام مع تصاعد الآمال بوقف الحرب وانتهاء الكارثة الإنسانية التى يعيشها سكان القطاع منذ عامين التى تواصلت أمس مع استمرار الغارات الإسرائيلية رغم أمر ترامب بوقف إطلاق النار. وردا على حماس، كتب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على منصته للتواصل الاجتماعى «تروث سوشيال»، «استنادا إلى البيان الذى أصدرته حركة حماس للتو أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم». اقرأ أيضًا | نتنياهو: سنستعيد الرهائن الأحياء والأموات وسنبقى في عمق غزة وقال إنه على إسرائيل وقف قصف غزة فورا وأضاف «نجرى مناقشات حول التفاصيل التى يجب التوصل إليها بشأن خطة غزة». وأوضح أن «هذا لا يتعلق بغزة وحدها بل يتعلق بالسلام المنشود منذ زمن طويل فى الشرق الأوسط». ولاحقا بثّ ترامب مقطع فيديو من المكتب البيضاوى أشاد فيه بالحلفاء للعمل على التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لإعادة الرهائن. وقال «هذا يوم كبير.. سنرى كيف سينتهى الأمر.. يجب أن نكتب الكلمة الأخيرة بشكل ملموس». وأعرب ترامب عن تطلعه إلى إعادة الرهائن، ومن بينهم القتلى، إلى عائلاتهم وأنهى الفيديو بالقول «نحن قريبون للغاية من تحقيق السلام فى الشرق الأوسط. سيتم معاملة الجميع بشكل عادل». وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، أن القيادة السياسية أمرت بتقليص النشاط فى غزة إلى حده الأدنى، وتنفيذ عمليات دفاعية فقط فى القطاع. وقالت الإذاعة إنه عقب إعلان ترامب، «وجهت القيادة السياسية تعليماتها للجيش بوقف العملية الخاصة باحتلال غزة». وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن فرقاً أمنية تعد الخرائط الدقيقة للانسحاب من غزة كما تعد جهات أمنية قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم. من جانبه، أصدر رئيس الأركان الإسرائيلى إيال زامير، تعليمات برفع الجاهزية لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب لإطلاق سراح الرهائن. وشدّد زامير على أن «أمن القوات يأتى فى أولوية قصوى، وأن جميع قدرات الجيش ستُسخّر لصالح قيادة المنطقة الجنوبية بهدف حماية الجنود». كما دعا جميع الوحدات إلى اليقظة الكاملة والتأهّب الميداني، مع الاستعداد للرد الفورى على أى تهديد محتمل. وفى بيان صادر عن مكتبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تستعد لتنفيذ «المرحلة الأولى» من خطة ترامب. وأكد أن إسرائيل ستعمل «بالتعاون الكامل» مع ترامب لإنهاء الحرب وفقا لمبادئها التى قال إنها تتماشى مع رؤية الرئيس الأمريكي. ومع ذلك، نفذ جيش الاحتلال عشرات الغارات والقصف المدفعى على مدينة غزة وبعض مناطق القطاع مما أدى إلى استشهاد 29 فلسطينيا وتدمير أكثر من 20 منزلا. وحذر متحدث عسكرى إسرائيلى سكان مدينة غزة، أمس من العودة إلى المدينة أو إلى شمال القطاع أو إلى أى من المناطق التى ينفذ فيها الجيش عمليات. وقال فى منشور على منصة «إكس» إن «المنطقة الواقعة شمال وادى غزة ما زالت تعتبر منطقة قتال خطيرة. البقاء فى هذه المنطقة يشكل خطرا كبيرا». من جهة أخرى، كشف موقع «أكسيوس» الأمريكى أن رد فعل ترامب على بيان حماس جاء بمثابة مفاجأة لنتنياهو الذى اعتبر أن الحركة رفضت الخطة الأمريكية. ونقل الموقع الأمريكى عن مسئول إسرائيلى قوله إنه قبل بيان ترامب، عقد نتنياهو مشاورات قال خلالها «إنه يرى فى رد حماس رفضا للخطة الأمريكية». وأضاف المسئول أن نتنياهو أكد على ضرورة تنسيق الرد مع الأمريكيين للتأكد من عدم ترسيخ فكرة أن حماس استجابت بشكل إيجابى لخطة ترامب». وأشار المسئول إلى أن «المستوى المهنى الإسرائيلى الذى يتعامل مع قضية الرهائن رأى فى رد حماس ردا إيجابيا يفتح مسارا للتوصل إلى صفقة». واعتبر «أكسيوس»، أن ردّ ترامب على بيان حماس «يشكِّل «ضغطًا علنيًا وتطورًا غير مرغوب فيه لنتنياهو الذى سيجد صعوبة فى رفض موقف صادر عن داعمه الدولى الأبرز». ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية فإن نتنياهو لم يوجه الدعوة للوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسئليل سموتريتش للمشاركة فى المشاورات ووفقا لرد حماس، فإن الحركة لم توضح ما إذا كانت ستوافق على نزع السلاح كما أنها لم توافق على انسحاب إسرائيلى على مراحل وهو ما يتعارض مع مطالبها بانسحاب فورى وكامل حيث أكد مسئول كبير فى حماس أن الحركة لن تلقى السلاح قبل انتهاء «الاحتلال» الإسرائيلى للقطاع. وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إلى وجود انقسام داخل صفوف حماس حول إطلاق سراح جميع المحتجزين وحول نزع السلاح. وقالت الصحيفة إن بعض أعضاء حماس مقتنعون بأن خطة ترامب لن تؤدى إلا إلى «وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة» وليس تسوية سلمية كاملة وذلك فى ضوء عدم ثقة الحركة بإسرائيل. لكن بيان حماس يحظى بموافقة الفصائل الفلسطينية حيث أكدت حركة الجهاد أنه «نتاج موقف وطنى مسئول، جاء بعد مشاورات معمَّقة مع فصائل المقاومة للوصول إلى اتفاق يتوافق مع مصلحة الشعب الفلسطينى ويضمن إنهاء معاناته ووقف حرب الإبادة المتواصلة بحقه». من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن «ترامب على حق بشأن وجود فرصة غير مسبوقة لإطلاق المحتجزين وإنهاء الحرب». وطالب لابيد إسرائيل بأن تعلن انضمامها للمناقشات التى يقودها ترامب لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الصفقة، وأكد أنه أبلغ الإدارة الأمريكية أن نتنياهو يحظى بدعم سياسى للمضى فى الصفقة. وفى بيان لها، أعلنت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين فى غزة «دعمها لإصرار ترامب على العمل لإعادة كل المحتجزين وإنهاء الحرب فى غزة». وقالت الهيئة، إن «مطالبة ترامب بوقف الحرب الآن ضرورى لمنع المساس بحياة الأسرى» وأكدت أنه يتعين على نتنياهو «إصدار أمر فورًا ببدء مفاوضات فعالة وسريعة لإعادة المحتجزين».