كان جيفرى أرونسون مراسلا أمريكيا شابا فى القدس لتغطية خطاب الرئيس الراحل أنور السادات أمام الكنيست 1977، وهناك، لمس عن قرب لحظة تاريخية نادرة حملت آمالًا واسعة للسلام فى المنطقة، ويقارنها اليوم بعد قرابة النصف قرن من خطاب السادات بواقعٍ ملبّد بالتوترات، حيث يحل الصراع والحرب بديلا عن الدبلوماسية والسلام. أرونسون، الكاتب والمحلل المخضرم والمستشار المتخصص فى شؤون الشرق الأوسط، ورئيس مجلس إدارة مجموعة مورتونز للاستشارات فى العاصمة الامريكيةواشنطن، يرى أن زيارة الرئيس ترامب لمصر قد تكون بداية لعهد جديد فى العلاقات المصرية – الأمريكية، مشيرا إلى أن إدارة ترامب اقتنعت أخيرا بمحورية دور القاهرة فى الشرق الأوسط، لأول مرة منذ ولاية ترامب الثانية. ونبه أرونسون، فى حوار ل «المصرى اليوم» من واشنطن، إلى أنه فى ظلّ أجواء مشحونة بالصراع فى غزة وضغوط غير مسبوقة على معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية 1979، فإن العلاقات بين مصر وإسرائيل تمرّ بمرحلة هى الأخطر منذ حرب أكتوبر، مشيرا إلى أن خطاب السيسى الأخير فى الدوحة هو الأهم لأى زعيم عربى منذ خطاب السادات فى الكنيست، لانه يؤسس لمرحلة جديدة تماما من الامن الإقليمى. وأكد «أرونسون» أن السياسات الإسرائيلية فى غزة مثلت تهديدًا مباشرًا للأمن القومى المصرى، بل ومست استقرار المنطقة برمتها، مشيرا إلى أنه لم تتضح معالم إصلاح العلاقات «المصرية – الإسرائيلية» بعد، حتى فى ظل التوافق الأخير حول وقف إطلاق النار فى غزة، مشيرا إلى أن التصعيد الأخير فى غزة كان من الممكن أن يدفع بالعلاقة التاريخية بين مصر وإسرائيل إلى حافة الانهيار. وتابع: بالرغم من استمرار التعاون الاقتصادى بين القاهرة وتل أبيب، خصوصًا فى مجال الطاقة، إلى أن هذا الجانب لم يعد كافيًا لموازنة الخلافات الاستراتيجية العميقة، والأخطر من ذلك، فى رأيه، أن غياب أى آليات فعّالة للحوار والدبلوماسية يترك الباب مفتوحًا أمام سيناريوهات أكثر قتامة، وإلى نص الحوار: ■ فى البداية هل يمكن أن تحدثنا عن ذكرياتك لتغطية خطاب السادات فى الكنيست كيف تصف هذه اللحظة، وكيف اثرت هذه اللحظة عليك؟ - كصحفى شاب، برفقة عشرات الصحفيين من جميع أنحاء العالم المجتمعين فى القدس، كنا نوثق هذا التحول الجديد والدرامى والملىء بالأمل، كانت لحظة دراماتيكية فى مستقبل الشرق الأوسط والعالم، كان الأمر تجربة تحدث مرة واحدة فى العمر، بغض النظر عن ما كنت تعتقده تجاه مبادرة مصر وعرض السادات لمناحيم بيجن، لم تستطع إنكار أن هناك شعورًا حقيقيًا بالإثارة والأمل للمستقبل لم يكن موجودًا فى العلاقة قبل ذلك. وبالطبع، كانت هناك أوجه قصور فى سياسات مصر وإسرائيل، التى ظهرت بوضوح مع مرور الوقت. ومع ذلك، حتى منتقدو العلاقة والمفاوضات والدبلوماسية التى تلت مبادرة السادات كان عليهم أن يعترفوا بوجود محاولة شاملة لتحسين البيئة الإقليمية والتصالح مع العداوات التاريخية. خطاب السادات الريادى وضع معايير الانخراط التاريخى للسلام بين مصر وإسرائيل الذى أصبح الآن مهددًا. ورغم كل عيوبه وقصوره، فإن السلام بين مصر وإسرائيل بشّر بعصر جديد، وإن لم يكن سلميًا تمامًا، فى الشؤون الإسرائيلية – العربية والإقليمية، مع دبلوماسية تقودها الولاياتالمتحدة فى مركزه، لكن كان هناك أمل وطموح عظيم. ليس لدينا ذلك اليوم. ليس لدينا هذا الأساس اليوم فى البيئة الدبلوماسية والاستراتيجية. إنها ثغرة حقيقية، وأعتقد أنها تجعلك فى بعض الجوانب تتمنى عودة الأيام القديمة. ■ وكيف ترى زيارة الرئيس ترامب إلى مصر لإتمام اتفاق غزة؟ - بالتأكيد يمكننا جميعًا أن نأمل ونرحب بالتقدم الواضح الذى تم إحرازه، لقد كان طريقا طويلا جدًا، ومعقدا، وشائكا، والرئيس ترامب الآن مسؤول عن هذه القضية، بمعنى أنه يتحمل الآن مسؤولية لم تكن واضحة قبل جهوده الأخيرة، لكن الآن هو المؤيد الرئيسى للتفاهم بين حماس وتل أبيب، ولذا، يقع على عاتقه الآن عبء اتخاذ خطوات أخرى فى الاتجاه الصحيح، وبعضها لن يكون سهلاً، بالتأكيد. ■ كيف تصف الحالة الحالية للعلاقات بين مصر وإسرائيل؟ - عمومًا، العلاقة تعمل بشكل لا بأس به فى المجال الاقتصادى، ولكن بدرجة أقل بكثير فى المجال الاستراتيجى، إذا جاز لى استخدام هذه الكلمة. واتفاقية السلام بين البلدين كانت عام 1979 منذ وقت طويل جدًا، وهناك تغيرات كثيرة فى المنطقة، واختبرت اتفاقية السلام بين البلدين أكثر من مرة، وقد أثبتت العلاقة قدرتها على الصمود والتكيّف مع التغيّرات، لكن هذا لا يعنى أنه لا توجد مشاكل أساسية فى العلاقة ربما تهدد بانهيارها، وتهدد بكسر التوافق الذى تأسس فى 1979. وهذه التهديدات للعلاقة مصدرها غزة، والصراع بين إسرائيل والفلسطينيين فى قطاع غزة. ■ وهل تعتقد بعد اتفاق غزة أن العلاقة بين القاهرة وتل أبيب ستكون أفضل؟ - هذه نقطة بالغة الأهمية، لأن المصريين، مع استمرار هذه الأزمة، يشعرون بقلق متزايد إزاء السياسة الإسرائيلية الحالية لحكومة بنيامين نتنياهو، والأعباء التى قد تفرضها على مصر، لدرجة أن التفاهمات التى نأمل التوصل إليها الآن بدأت تُوفق بين مصالح إسرائيل وحماس، والضغط المتوقع على العلاقة بين إسرائيل ومصر. ■ وهل تعتقد أن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل فى خطر أو مهددة؟ - نعم بالطبع، كانت هذه هى رسالة الرئيس السيسى، التى لا لبس فيها، خلال قمة الدوحة عقب قصف إسرائيل لقطر، وبالمناسبة خطاب السيسى فى القمة، يعتبر أهم خطاب لزعيم عربى بعد خطاب السادات فى الكنيست، لأنه ربما يؤسس لمرحلة إقليمية جديدة، بسبب سياسات إسرائيل فى غزة. والطريق الذى تخيله السادات أصبح طريقًا مسدودًا، يهدد بقاء الشعب الفلسطينى ذاته (ناهيك عن إنشاء دولة فلسطينية) ويدمر الهيكل الدبلوماسى والأمنى الذى شيدته الولاياتالمتحدة منذ حرب يونيو 1973، وكان التقارب المصرى – الإسرائيلى فى قلبه. ولكن أعتقد أننا ما زلنا بعيدين بشكل عام عن كسر العلاقة تمامًا، لكنها فى الحقيقة تحت ضغط شديد. ومرة أخرى، كعامل موازن، من المهم النظر إلى استمرار العلاقات الاقتصادية بين البلدين، التى تتركز أساسًا على إمدادات الطاقة. هذه العلاقة تبدو صحية وتلبى احتياجات الطرفين وتشكل عاملًا معاكسًا مهمًا للنزاعات السياسية والاستراتيجية التى تهيمن الآن على دورة الأخبار. ■ لكنك كتبت فى أحد مقالاتك الأخيرة أن العلاقات المصرية الإسرائيلية الآن أكثر خطورة من أى وقت منذ حرب 1973 هل يمكنك أن تشرح لماذا تعتقد ذلك؟ - دعنى أوضح لك، على الرغم من العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إلا أن ما حدث فى غزة يُنظر إليه فى مصر، وهى محقة، كتهديد استراتيجى حقيقى لأمنها القومى وكتهديد محتمل لاستقرار الأوضاع فى مصر، وهذان عاملان جديدان لم يكونا حاضرين فى العلاقة بين القاهرة وتل أبيب منذ 1979. وطبعا ليست هناك شكوك أنه كانت هناك مشاكل بين الطرفين، لكنها لم ترتقِ إلى مستوى التهديد لأمن مصر القومى من ناحية، وللاستقرار الداخلى فى مصر من ناحية أخرى. نحن الآن فى بيئة جديدة لم نعهدها من قبل، والجزء المقلق أن الأمور لم تكن تبدو أنها تتحسن قبل خطة ترامب، مع غياب آليات فعّالة يمكن من خلالها لمصر وإسرائيل إعادة العلاقة لمسار أكثر استقرارًا. ■ وصفت خطاب الرئيس السيسى فى الدوحة بأنه ربما الأهم لأى زعيم عربى منذ خطاب السادات. هل يمكنك أن تشرح لماذا ترى ذلك؟ - بصراحة إذا نظرت إلى خطاب السادات ومبادرته الدبلوماسية، فقد وضع المنطقة على مسار من العمل الدبلوماسى، خصوصًا تحت الرعاية الأميركية، رغم ما كان فيه من قصور، لكنه كان موجهًا نحو الجهود الدبلوماسية لحل الصراع. فى الدوحة، أصدر السيسى، تحذيرًا غير مسبوق. وصف إسرائيل بأنها «عدو»، محذرًا من أن سياسات إسرائيل «لن تؤدى إلى صفقات سلام جديدة، بل قد تُبطل الصفقات القائمة»، وحث على «عمل حاسم وصادق» ضد ما سماه «طموحات العدو»، قائلًا إن التدابير الحازمة وحدها يمكن أن تردع «كل معتدٍ ومغامر متهور». واليوم، ما نراه هو العكس تمامًا. بدلًا من الدبلوماسية، لدينا صراع. بدلًا من الطموحات لحل النزاعات التاريخية، لدينا جهود أحادية لفرض واقع، لذا، إذا كان السادات قد مهد لحقبة من الدبلوماسية، يمكننا القول إن السيسى، فى تصريحاته الأخيرة، يؤسس لمرحلة جديدة من الامن الإقليمى والعربى، للتصدى لمحاولات الهيمنة أو فرض الامر الواقع من هنا أو هناك. لقد قال السيسى، خلال كلمته امام قمة الدوحة، أن «الممارسات الإسرائيلية تجاوزت أى منطق سياسى أو عسكرى وتخطت كل الخطوط الحمراء. ووجه خطابه إلى شعب إسرائيل وقال: ما يحدث الآن يقوّض مستقبل السلام، ويهدد أمنكم وأمن جميع شعوب المنطقة، ويعوق أى فرص لاتفاقيات سلام جديدة، بل ويفشل حتى الاتفاقيات القائمة مع دول المنطقة. وستكون العواقب وخيمة، إذ ستعود المنطقة إلى أجواء الصراع، ويضيع ما تحقق من جهود بناء السلام التاريخية ومكاسبها، وهو ثمن سندفعه جميعًا بلا استثناء. نحن نواجه لحظة محورية تتطلب وحدتنا كمرتكز أساسى لمواجهة التحديات التى تواجه منطقتنا، بما يضمن ألا ننزلق إلى مزيد من الفوضى والصراعات، ويمنع فرض ترتيبات إقليمية تتعارض مع مصالحنا ورؤيتنا المشتركة، وهى رسالة ليست للشعب الإسرائيلى وحده إنما هى للمجتمع الدولى وللإدارة الامريكية كذلك. لطالما ظلت مصر وإسرائيل بمثابة ركيزة للاستراتيجية الأمريكية فى المنطقة، الآن لم تعودا تُعتبران شريكتين متعاونتين، بل فى بعض الجوانب تُعتبران خصومًا. وهذا بالتأكيد أمر مشؤوم لا يبشر بالخير للمستقبل. ■ وكيف ترى نهاية الصراع فى الشرق الأوسط أو ال(End game) كما تصفون للحرب فى غزة فى ظل الحديث عن خطة الرئيس ترامب لإنهاء النزاع؟ - فى الحقيقة لا أرى نهاية للصراع هذا هو الجواب القصير. لا أرى نهاية فى المستقبل المنظور، حتى فى ظل الحديث عن خطة ترامب بينما أشك أن الطرفين سواء حماس أو إسرائيل سيلتزمان بها تماما فى المستقبل، نحن فعليا فى مرحلة «اليوم التالى» فى غزة منذ فترة، لكن بدون حل على الأرض، حماس لم تعد تتحكم فى القطاع، فلول المقاومة الموجودة فى غزة لم تعد تتحكم فى أى شىء، ومع ذلك يبقى الوضع على ما هو عليه دون حل. ■ وكيف تقيّم المخاطر المحيطة بالعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة على جانب الحدود المصرية منذ سنتين وتعزيز مصر لأمن الحدود فى سيناء؟ هل يمكن أن يهدد ذلك اتفاقية السلام؟ - فى بعض الجوانب نعم. يهددها من ناحيتين: الأولى أنه يعكس تفكك التفاهمات والالتزامات التى وُضعت عام 1979. والثانية أنه يخلق بيئة عسكرية واستراتيجية جديدة على جانبى الحدود بين البلدين، فإن التهديد لاتفاقية السلام يسير على جبهتين: المفاهيمية والعملياتية. ولن أكون مبالغا، إذا قلت إن النزوح الفلسطينى إلى مصر هو بالفعل، خط أحمر كما أكدت القاهرة، لأنه سيحوّل سيناء إلى قاعدة لهجمات ضد إسرائيل، وينسف القواعد التى تأسست عليها اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب. ■ وهل تعتقد أن إدارة ترامب أو صناع القرار فى واشنطن قلقون من احتمال نشوب صراع جديد بين مصر وإسرائيل فى المستقبل وتهديد اتفاقية السلام بين البلدين؟ - لقد استثمرت الولاياتالمتحدة جهودا دبلوماسية كبيرة، وأموالا ضخمة فى السلام بين مصر وإسرائيل، والآن ينبغى أن يكونوا قلقين، نظرًا لأن الخطاب والإجراءات تسير فى اتجاه غير مُرضٍ. لكن فى الحقيقة لست متأكدًا. لا أرى أدلة كثيرة على اهتمام أمريكى بهذه القضية. ■ أعلم أنك كتبت كتابًا عن العلاقات الأمريكية المصرية... كيف ترى هذه العلاقة الآن، خصوصًا أن الرئيس ترامب والرئيس السيسى يلتقيان للمرة الاولى خلال الولاية الثانية لترامب؟ - أنت محق. كانت هناك ما يمكن تسميتها «حماقة دبلوماسية» ارتكبتها إدارة ترامب تجاه مصر، ويبدو أن اهتمام أمريكا بالمنطقة لم يكن يضع مصر فى مركز الدور الذى كانت تلعبه سابقًا. ورأينا ردودًا من الجانب المصرى، مثل تعزيز العلاقات مع تركيا والصين، وحتى روسيا وجهود للحفاظ على موقع مصر المركزى فى رد الفعل العربى تجاه غزة والأحداث المرتبطة بها. لذا، بشكل عام، كان هذا تقييمًا مقلقًا. ■ وماذا بعد لقاء وترامب بالسيسى.. هل نستطيع القول إن العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر عادت للاتجاه الصحيح؟ - بالتأكيد، نعم، ستكون أفضل، لكن ماذا يعنى ذلك؟ لا نعرف تمامًا كيف ستتحسن، ولكن من المؤكد أن مصر عادت الآن إلى مكانتها كمحاور رئيسى وحاسم فى قضية، وقد تم الاعتراف بدورها فى هذه العملية فى واشنطن، بطريقة لم تكن كذلك، بل أعتقد، حتى قبل شهر. ■ عندما تقول قبل شهر.. هل تقصد بعد خطاب السيسى فى الدوحة؟ - بالتأكيد قبل ذلك، لم تكن مصر، منذ البداية، على رأس أولويات إدارة ترامب، والآن، ونتيجةً لاهتمام ترامب بغزة، يبدو أنهم أدركوا أن مصر لاعبٌ محورىٌ فى هذه العملية، وستظل كذلك، وبالتالى، فإن مصر، من بعض النواحى، هى مفتاح نجاح جهود الرئيس ترامب الحالية. ■ وهل تعتقد أن خطاب السيسى فى الدوحة أثر على عملية التوصل إلى اتفاق بشأن غزة؟ - دعنى أكن صريحا معك، حقيقة أننا لا نعرف بالضبط، لا نعرف بالتأكيد، كان خطاب السيسى فى الدوحة تعبيرًا واضحًا عن قلق مصر بشأن مسار العلاقات المصرية الإسرائيلية، والمخاطر التى تُشكلها على أمنها القومى من وجهة نظر مصر، ونتيجة لذلك، أعتقد أن الرئيس ترامب بدأ الآن يفهم جزئيًا أن مصر هى فى صدارة الجهود المبذولة لحل الصراع بين إسرائيل وحماس، وأن هذا استنتاج مهم للولايات المتحدة. ■ أعلم انك تقدم النصيحة والاستشارات للحكومة الأمريكية من وقت لآخر، إذا طلب أن تقدم نصيحة واحدة لإدارة ترامب لتحسين العلاقة بين مصر وأمريكا.. ماذا ستكون؟ - أستطيع أن أقول لك إنه الحوار، حوار دائم، على مستوى يعكس الأهمية التى يوليها كل طرف للعلاقة مع الآخر. وعلى هذا المستوى الأساسى، لم يكن لدى انطباع قوى أن واشنطن حساسة بما يكفى تجاه الحاجة للحفاظ على دور مصر فى المنطقة، لكن يمكن القول الآن إن الأمريكيين أدركوا أن لمصر مساهمة جوهرية فى قضية تبناها الرئيس ترامب.