كتب جيفري أرونسون مدير الأبحاث والنشر بمعهد واشنطن لدراسات السلام مقالا تحت عنوان "تحول الولاءات: مثلث إسرائيل-غزة- مصر" أن جهود الدبلوماسية الأمريكية لحل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين تركزت على العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، موضحا أنه مع ذلك فهناك جبهة أكثر ديناميكية ومحفوفة بالمخاطر وتشمل إسرائيل وسيناء وقطاع غزة الذى تديره حركة حماس. وقال أرونسون إنه في هذه المناطق الخطرة لا توجد دبلوماسية بل يصبح الصراع المسلح هو الطبيعي، مشيرا إلى أنه في غزة، إسرائيل والمنظمات الفلسطينية المتنوعة، التى تعتبر حماس الأقوى بينها، تتورطان في مناوشات للحصول على مزايا تكتيكية. وأكد أنه في سيناء، غرقت مصر في حرب قذرة واسعة ضد كل أشكال المعارضين الجهاديين والمحليين الذين يتحركون لتحدي حكم القاهرة، خاصة بعد الفراغ الذى أعقب انهيار حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك منذ ثلاث سنوات. وتابع الكاتب الأمريكي أن تحول سيناء من مرحلة الركود الإستراتيجي إلى تحدي أمنى رئيسي حدث في سياق أن مصر ولأول مرة تحت إدارة المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق رأت في غزة تحت قيادة حماس تهديدا للأمن القومي. وأشار إلى أن الصراع في سيناءوغزة، جعل إسرائيل تغير نظرتها بشكل كلي إلى القطاع وتضعه في موقع جديد حيث تهتم الحكومة الإسرائيلية بمنع انهيار غزة. وشدد على أن حكومة بنيامين نيتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ترغب لو أن حماس لم تكن موجودة، لكنها غير مستعدة لأن تكون أسيرة هذه الرغبة، وأنها اعترفت أن حماس تمثل قوة مسئولة وقوية نسبيا في غزة، وتمارس سلطة بلا منازع ضمن حدودها. وأضاف أن مصر تظهر الآن عداء لفلسطين بكل الأشكال الممكنة أكثر من أى وقت مضى في تاريخها المعاصر، على حد قوله. وقال إن الحكومة المصرية فرضت عقوبات على حماس، وليس لديها ما تناقشه مع عباس. وزعم أن السيسي أنهى وساطة القاهرة في المصالحة الفلسطينية، وقام بتجميد العملية المأزومة.