وفاة «عبدالله» بطل إنقاذ «عجوز فيصل» بعد توقف القلب والمخ.. تفاصيل الساعات الأخيرة داخل العناية المركزة

قررت نيابة بولاق الدكرور في الجيزة، أمس السبت، التصريح بدفن جثمان الشاب عبدالله السيد، الذي تُوفي متأثرًا بإصاباته البالغة بعد مشاركته في إنقاذ سيدة عجوز من حريق نشبّ داخل أحد العقارات السكنية بمنطقة فيصل.
القصة الكاملة لإنقاذ لوفاة شاب أنقذ سيدة مسنة من حريق عقار فيصل
وكان الشاب قد نُقل إلى أحد المستشفيات المتخصصة في علاج الحروق منذ الأول من أكتوبر الجاري، حيث ظل داخل العناية المركزة حتى وفاته نتيجة توقف عضلة القلب ووظائف المخ العليا جراء هبوط حاد في الدورة الدموية، وفق ما ورد في التقرير الطبي المرسل إلى النيابة العامة.
وأوضح التقرير أن «عبدالله» أصيب بحروق لهبية واستنشاقية عميقة بنسبة 53% شملت الوجه والرقبة والجذع والذراعين والساقين، لافتًا إلى أن حالته تطلبت تدخلات علاجية عاجلة، من بينها الإسعافات الأولية والتحاليل والفحوص الطبية والغيار الدوري على مواضع الحروق، فضلًا عن المتابعة المستمرة داخل وحدة العناية المركزة.
وأشار الفريق الطبي إلى أن المصاب خضع لعمليتين جراحيتين، بينها عملية ترقيع جلد، قبل أن تتدهور حالته الصحية تدريجيًا رغم محاولات الإنعاش القلبي الرئوي التي استمرت دون استجابة حتى إعلان وفاته عصر السبت.
وتبيّن من التحريات الأولية أن الحريق نشب داخل محل لبيع الملابس في الطابق الأرضي من عقار بمنطقة فيصل، قبل أن تمتد ألسنة النيران إلى الأدوار العليا.
وأفاد شهود العيان بأن «عبدالله» توجه لمساعدة سيدة مسنة لم تتمكن من مغادرة شقتها، حيث تسلّل إلى المبنى عبر العقار المجاور مستخدمًا النوافذ للوصول إليها، وتمكّن من حملها على كتفه ومحاولة إخراجها إلى مكان آمن، غير أن ألسنة اللهب حاصرتهما داخل الطابق العلوي.
وذكرت التحريات أن الشاب أُصيب بحروق من الدرجة الثالثة أثناء محاولته النزول مجددًا لإنقاذ السيدة بعدما تبين له أن الباب المؤدي إلى السطح مغلق، ليتم نقله على الفور إلى المستشفى في حالة حرجة، حيث فارق الحياة بعد 10 أيام من تلقيه العلاج داخل العناية المركزة.