نفذ محامون مصريون وقفة احتجاجية ظهر أمس الاثنين أمام مقر نقابتهم بوسط القاهرة تنديدا بأعمال الحفر والهدم التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني قرب المسجد الأقصى محذرين من مخطط صهيوني أميركي لهدم أولى القبلتين وثالث الحرمين. ووجه بيان لنقابة المحامين انتقادات لاذعة للموقف الرسمي المصري والعربي، واصفا إياه ب"الجبان"، محذرا من إخضاع ملف المسجد الأقصى للتوازنات والحسابات السياسية. كما ناشد البيان الفصائل الفلسطينية التكاتف ونبذ الاقتتال الداخلي وتوجيه السلاح إلى وجه المحتل الإسرائيلي فقط. وحذر البيان من المساس بثوابت المسلمين ومعتقداتهم الذي من شأنه تفجير الأوضاع في المنطقة وتأجيج مشاعر الغضب والاحتقان عند المسلمين إلى ما لا تحمد عقباه. وردد المحامون ونحو 200 مشارك في المظاهرة هتافات مثل إن الأقصى قد نادانا .. من سيعيد الأقصى سوانا"يا حكومات عربية جبانة .. صمت كلامكم كله مهانة"، تحيا المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية". ولم تخل المظاهرة من هتافات مديح للرئيس العراقي الراحل صدام حسن الذي أطلق عدة صواريخ على إسرائيل مطلع عام 1990. وقال منتصر الزيات مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين إن "موقف الحكومة المصرية تمادى هذه المرة في السلبية، بل إنه سحب نفسه تماما من الساحة الفلسطينية، تاركا إياها فريسة لمخططات الصهاينة والأميركيين". وانتقد الموقف الشعبي للجماهير المصرية والعربية، معتبرا أنه "جاء دون المستوى رغم فجاعة الحدث". كما انتقد غياب القوى والأحزاب المصرية عن الوقفة الاحتجاجية رغم تلقيها دعوات متعددة إلى الحضور من نقابة المحامين. وفسر ذلك بأنه "تراجع قضية فلسطين والأقصى في أجندة القوى السياسية المصرية أمام ملفات الانتخابات والتعديلات الدستورية المطروحة حاليا". وناشد الزيات الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركتا حماس وفتح "عدم الانجرار للاقتتال الداخلي، الذي يؤججه عملاء إسرائيل وواشنطن في فلسطين، وعدم رفع السلاح إلا في وجه المحتل الصهيوني". وتساءل مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين عن دور الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إزاء ما يحدث في المسجد الأقصى، متهما المجتمع الدولي بالازدواجية في التعامل مع التعديات على المقدسات الدينية، مدللا على ذلك بالحملة التي قادها الغرب على حركة طالبان الأفغانية عندما شرعت في هدم تمثال بوذا قبل سقوط الحركة عام 2001.